; المعادلةُ الحرجَــة في حيـَاة الأمةِ الإسلاميِّةِ | مجلة المجتمع

العنوان المعادلةُ الحرجَــة في حيـَاة الأمةِ الإسلاميِّةِ

الكاتب أحمد عبد العزيز أبو عامر

تاريخ النشر الثلاثاء 24-يناير-1978

مشاهدات 13

نشر في العدد 383

نشر في الصفحة 28

الثلاثاء 24-يناير-1978

مُثل قيمة كريمة - واقع مرير؟

الجزء الأول

  • سبب تخلفنا يعود إلى أمرين: الركود الفكري والإقبال على الدنيا– بسبب أمور تقع علينا من الخارج.
  • للنهوض بالأمة: على الأمة أن تبدأ بنفسهـا.
  • الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.

المؤلف هو أحـد المهتمين بالثقافة الإسلامية وضرورة ترسيخها في شباب الأمة، وله جهود طيبة منها إلقاء عدة محاضرات في الداخـل والخـارج، والمشاركة في بعض البرامج الإعلامية، تخرج من جامعة الرياض ثم واصل دراساته العليا، حتى صار أستاذًا بكلية العلوم بجامعة الرياض، فعميدًا لها، ثم عين وكيـلًا لوزارة المعارف السعوديـة للشؤون الفنية، فمديرًا لجامعة الملك عبد العزيز بجدة ثم وزيرًا للإعلام. 

موضوع الكتاب: بين المؤلف أن فكرة الكتابة في المقارنة بين الأمـة الإسلامية في مثاليتها ومكانتها التي إلى الآن. 

بينها الله إياها: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ (البقرة: 143)، وحالها في واقعها ومشكلاتها اليوم مـع الدعوة إلى التعرف على السبب لهذه المحنـة، وإلقاء الضوء على علاجها بوصـف الداء والدواء، وكانت تراوده حتى تلقى دعوة للمشاركة في الملتقى الإسلامي السابع بالجزائر عام ١٣٩3هـ، فألقی هذا البحث ثم ألقى عليـه نظرات ورأى أن يعجل بطبعه للشبـاب المسلم الذي يواجه هـذا الغزو الفكري الخطير، راجيًا أن يكـون باعثًا لهم على معرفة المعركة بين الإسلام وشتى خصومه وليعرفوا رسالتهم يفقهوها لتتحطـم عليهـا مكائد الأعداء ومخططاتهم. 

- المقصود بالمعادلة الحرجة: ويعني بها منطقة التوازن الذي يجب أن تعيشها أمتنا المسلمة بين المثل القيمة الكريمة لهـذا الدين وبين الواقع المرير، بين الوسطية التـي أمر بها الإسلام وبين الواقع في الجهل والضياع والتخلف، وتحدت عن ذلك على ضوء قوله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ (البقرة: 143) بين النصرانية المفرطة واليهودية المفرطة. وبين أن النهوض بأمتنا يتطلب العودة إلى هذه الوسطية فبدأ بالحديث بواقع الأمة الإسلامية: الذي بدأ يشعر بواقعه المتخلف وهذا بداية الوعي، ثم بين أن سبب تخلفنا يعود إلى قسمين: 1- بسبب أمور فينـا، وهذا الأخطر كفقدان الحيوية والركود الفكري والعلمي والإقبال على الدنيا بـلا ضوابط، والنظرة الخاطئة لمفهوم العبادة وقصرها على التعبد مما هدم الأسس التي ارتكز عليها الإسـلام وجاء بها كنظام حياة، فوقعنـا بين التفريط والجمود وضاعت وسطية الإسلام بين الإفراط والتفريط. 

2- وبسبب أمور تقع علينا من الخارج: بسبب العداء بين الإسلام وخصومه، فكانت الحروب العسكرية، ثم الغزو الفكري الموجه الذي استطاع أن يثير الشبه والمفتريات، لا لقوتهم.

وبدلوه عن أصله لتردهم إلى الحق، ثم تسأل لم لم تحفظ الكتب السابقـة كما حفظ القرآن؟ فبين أن رسالـة موسى وعيسى وغيرها كانت مؤقتة لزمان ومكان محددين غير أن الإسلام دين عام خالد ولا رسالة بعده، فلذا لم يوكل حفظه للبشر: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: 9)، والخلاصة أن الإسلام حينما قاد حياتنا وساد أمورها أخذنا بحظنا من الرقي والحضارة، ولما عزلنا الإسلام تخلفنا الغزو الفكري: وتساءل في هـذا الفصل عن سبب وقف هذا الامتـداد وأقام أمامه العقبات؟ وجعل مـن المسلم العملاق قزمًا مسـجونًا في أسماء قومية ومذهبية وافدة، فقال بأن الإجابة مرة، ولكن لا بُدَّ من تقبل مرارتها، فالأمة لا تنهض إلا إذا عرفت واقعها وجسدت داءها، وعرفت حقيقة أمرها، ثم قال بإن هناك جانبين لهمـا دورهما في كشف ما ابتلينا به أفرادًا وجماعات لأن، التفتت النفسي والضحالة الذاتية لدى الفرد المسلم مما جعله تائهًا، لا تتحقق فيه صفات المسلم الحق ثم لأن التخطيط البعيد منذ مطلع النهضة الأوربية، صمم على ضرب المسلمين وعقر دارهم لا عسكريًا فقط، وإما لاجتثاث الأصول الفكرية وتشويه القيم الأخلاقية مما ينتج منه نشوء الانتماءات الجديدة وإحياء القوميات، ثم فصل الدين عن الحياة وتحميل العلم التجريبي، ما لا طاقة له به ليفتن في المجتمعات الإسلامية الأنمـاط به البسطاء والمخدوعون مما أشاع الفكرية والاجتماعية الغربية، وكـان ذلك وفق مخططات اتخذت خطين متوازيين: -

  1. هدم القيم والمعتقدات وتدعيـم الخرافات. 
  2. استبدال القيم الإسلاميـة بغيرها مما هو غريب بقدر الإمكـان، واتبعوا لذلك عدة طرق منها: 
  3. نشر النظريات العلمانية، وقد قام بهذه المهمة من تخرج مـن مدارس التبشير.
  4. ظهور القوميات لتفتيت الأمـة وتمزيقها، فوجدنا آثارها في الدعـوة للعنصريات الفرعونية والأشورية والبربرية والعربية، وبين أن هذا الخط اتخذ ثلاثة طرق هي:

المشاهدة والنقلية: حين عاشـت الجاليات الأجنبية بين المسلمين بأنماط سلوكها المخالفة لديننا تمهيـدًا لاستساغه طابع المستعمر الاعتماد على مصادر الدراسـات الاستشراقية في المجالات الإسلاميـة؛ حيث رسم دنلوب سياسة التعليم في مصر مخططًا لإيجاد الإزدواجية بيـن فئتين تتصارع يمقت بعضها البعض، وتنحية الأزهر عن مكانته ودوره، وتقليص المواد الإسلامية، وإهمـال الأحداث ذات العبر، ثم بين مميزات هذه المناهج ومنها: 

  1. بتر صلتها بالله وإيجاد العـداء المفتعل بين العلم والدين. 
  2. أمية التفكير: حيث تجعل مـن الدارس مجترا؛ حيث قتلت فيه روح البحث، وظلوا عالة على الأوروبيين.
  3. ولأنها نظرية بعيدة عن التجربة، وانعكس هذا على الطلاب فالشهادة بالوظيفة والشهرة، وتحول الدارسون لما يوفر المال.
  4. وهذه المناهج تزرع الغـرور الأدبي والمادي، فلا يواصل الدراسة، ولا يأتي ما يخالف هواه، وماديًا يرفض الحياة المتوسطة، فيقع فريسة للأمراض النفسية التي توصله إلى الشهوات الهابطة. 
  5. وهذه المناهج تؤدي إلى تغريب الأجيال المسلمة، مما ينفرهم من الإسلام والنسبة إليه، ثم تساءل مـا طريق الوصول إلى الحل، وأجاب بما ملخصه علينا العمل الواجب في إعادة النظر في أحوال التعليم في البـلاد الإسلامية، وبناء هيكل تعليمي في إطار الإسلام، مع الاهتمام بالعلوم التقنية، وهذا كفيل بإنشاء جيل مسلم حقًا، وأهم خطوات هذا العمل ما يلي: 
  6. إصلاح أحوال المناهج الدراسية وإعادة بنيانها على أسس إسلامية.
  7. وضع سياسة تعليمية تأخذ بيد مجتمعنا إلى غد مشرق وحياة كريمة.
  8. بث الثقافة الإسلامية في كـل مناهج التعليم، ولا سيما الجامعيـة نظرية أو تطبيقية، ليتزود الطـلاب بتصور إسلامي كامل لشتى نواحي الحياة.
  9. الاهتمام بالفتاة المسلمـة وبمناهجها، وإعطائها الفرصة المناسبة لبناء ثقافتها على أسس سليمة وعقيدة صحيحة.

يتبع في العدد القادم

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

تعقيب «المجتمع»

نشر في العدد 67

19

الثلاثاء 06-يوليو-1971

مهلًا.. يا بنت الخنساء!

نشر في العدد 112

13

الثلاثاء 08-أغسطس-1972

أحكام الحج وأسراره

نشر في العدد 131

32

الثلاثاء 26-ديسمبر-1972