; الحياة الطيبة | مجلة المجتمع

العنوان الحياة الطيبة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1978

مشاهدات 15

نشر في العدد 391

نشر في الصفحة 39

الثلاثاء 21-مارس-1978

قلت لأخي الصغير: أراك مكتئبًا يا عمر.. فخير إن شاء الله؟

قال: لقد أضعت اليوم حافظة نقودي، وفيها نفقة الأسبوع كله.

قلت: وهل اكتئابك يعيدها لك؟

قال: لا.. ولكني أحس بالألم.

قلت: وما سبب ضياعها منك؟

قال: أهملت ولم أغلق جيبي بعد وضعها فيه، ويبدو أنها سقطت في الطريق.

قلت: إذن لا بأس.. تعلم من هذا أن تغلق جيبك جيدًا وتكون أكثر حرصًا في المستقبل، ثم لا داعي لاكتائبك.. هيا ابتسم. 

قال: إني أبتسم.. ولكن ألا يحزن الإنسان لما يصيبه؟

قلت: المؤمن الحق لا يحزن ولا يقلق.. لأن الله يحييه حياة طيبة. يقول تعالى: - 
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾

قال: أليست الحياة الطيبة في الآخرة؟

 قلت: وفي الدنيا أيضًا.

قال: كيف يحيا المؤمن حياة طيبة في الدنيا؟

قلت: بحياة طيبة بسبب إيمانه بربه، ورجائه فيه، وأمله في رحمته، إن أصابه خير حمد الله، ورجا منه الأجر على شكره وحمده، وإن أصابه شر دعا ربه و استغاث به فكان ملجأ وعونًا.

 قال: احفظ يا أخي حديثًا حول هذا المعنى يقول فيه الرسول الكريم:

«عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» 

قلت: أحسنت يا عمر. ومعنى الحديث: أن الثواب الذي يستحقه المؤمن على النعمة، أي على شكرها، خير له من النعمة ذاتها، لأن الثواب دائم والنعمة منقطعة، كذلك ثواب الصبر على المصيبة.. خير له مما أصيب به وضاع له من حبيب أو مال، وخير له من الجزع الذي لا يستفيد منه إلا الحزن والكدر وتعب القلب والجسد..

قال: شكر الله لك يا أخي محمد. فقد أزلت همى. والله. ولكني أريد أن تدلني على أمور يزيد بها انشراح صدرى، واطمئنان قلبي.

قلت: ذكر الله.. ولا شيء غير ذكر الله. يقول تعالى: -.﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ ويقول سبحانه - ﴿ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ ومن يعرض عن ذكر الله يعش في قلق واضطراب. يقول عز وعلا - ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ ويقول: - ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين)صدق الله العظيم

قال: أحس بالسعادة تملأ جوانحي، وبالرضا يغمر قلبي.. فشكرًا لك يا أخي.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

لقلبك وعقلك - العدد 16

نشر في العدد 16

791

الثلاثاء 30-يونيو-1970

الغذاء الروحي

نشر في العدد 197

11

الثلاثاء 23-أبريل-1974

المجتمع التربوي (1053)

نشر في العدد 1053

18

الثلاثاء 15-يونيو-1993