العنوان أدب- العدد 551
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 17-نوفمبر-1981
مشاهدات 14
نشر في العدد 551
نشر في الصفحة 42
الثلاثاء 17-نوفمبر-1981
السادس من أكتوبر
أحمد حسن القضاة
كبري يا مصر فوق «الأزهر» ... بزغ السادس من «أكتوبر»
واحمدي الله على النعمى فقد ... صرع الظلم بسيف الثائر
والبسي صهيون حزنًا واذرفي ... من ما فيك -دموع الخاصر
وافرحي يا أمتي واتخذي ... حدث اليوم «كعيد» زاهر
ما درى «الغرب» بأنا أمة ... ترفض السير بدرب الجائر
إن من يخرج عن منهجنا ... شأنه شأن العدو الماكر
هكذا الظالم مهما احتشدت ... حوله الأرض بجند ساهر
سوف تمتد يد الشعب –ولو ... بعد حين- «بالسلاح» القاهر
وعقاب الله أنكى في غدٍ ... يوم لا ينفع كيد الغادر
قل لمن يخلف في الحكم اتعظ ... واحفظ «الدرس» بقلب مبصر (١)
قد سمعناك ستحذو حذوه ... فأحفرن قبرك منذ الحاضر (۲)
قل لأتباع «السلام» ارتحلوا ... من حمانا وثرانا الطاهر (۳)
لفظ الشعب اتفاقات الخنا ... و«لتخطيط» الأعادي ينبري
شمر الثائر عن ساعده ... مستعدًا لجهاد أكبر
(٢،۱) قال نائب السادات «محمد حسني مبارك»: سنواصل السير على طريق السادات «يعني لا تغيير في الاتفاقيات المبرمة بينه وبين العدو الصهيوني» ... ولذا، فالشعب يقول له: أحفر قبرك بيدك منذ الأن.
(۳) يقصد الأمريكان واليهود المتواجدين في مصر.
عيد من دم
للأخت أم حمزة
طفولة حزينة تساقط عليها شهد الصبر دموعًا دموعًا أثقلتها الجراح فترتلت أصداء سماوية سابحة في نشوة روحية، وأم ابتسمت نجوم الحزن على ندى وجهها تضحية وإباء.
طفلة تضحك بشفاف قلبها ألقا تنادي: العيد جاء... العيد جاء أه... أيها العيد الذي تضفر بركاتك سعادة شاحبة النظرات وأه... يا طفلتي الحبيبة «يا براءة» والداك يقبع وراء القضبان المترعة بالعذاب... بالسوط الغبي ينهل العذاب عذبًا فراتًا سائغًا للصابرين قفزت الطفلة عائمة في بحر الفرح أين العيد يا أماه؟ أريده أين العيد يا أمي؟؟ الشمس تداعب الشرفة الطفلة تحجل، تهزر بصفاء، أه... يا عيد أين أفياؤك الخضر، أين هي عارمة بالسعادة والهناءة.
أهربت تجري عبر الممرات البيض، وقوات البغي تطاردها الأطفال فراشات مذعورة زرعت في حضن الرعب الأطفال بلابل مبعثرة فوق وسائد الطريق دخلوا الدار يحصدون مواسم الإسلام الدار محياها يتقبض الدار قلبها مسجي في دفء الإيمان، وآيات القرآن زينة شامخة على الجدران وعجوز تصلي وقطرات الوضوء على وجهها أغنية بلالية آبية الشابة تلهج بآيات قدسية.
الطفلة تحجل الرعب تغلغل في حنجرتها عسلًا مرًا.
هرعت إلى حضن أمها لتقطف الأمان أين الأمان؟! الأمان
في عين الشمس
ظاهرة... اسمها القباني
يذكر القارئ الكريم أننا نشرنا قبل ثلاثة أعداد مقالًا مطولًا عن جزء من مواقف القباني السياسية تحت عنوان «عبد الناصر والقباني في ميزان الشعر» وقد أشرنا فيه إلى ديوان الشاعر السوري علي دمر: «رسائل محرجة الى نزار قباني!!» الذي نقض فيه هيكل البناء الفكري لقصائد القباني السياسية خاصة.
والذي أعاد الحديث عن القباني هنا وجوده في الكويت هذه الأيام للإشراف على جناحه في معرض الكتاب العربي السابع ومن ثم دعوة رابطة الأدباء له لإقامة أمسية شعرية حضرها مئات من الناس!! أغلبهم من النساء والقباني «الشاعر» لم يأت بجديد في أمسيته هذه فألقى قصائد قديمة من غزلياته المعروفة وبعضًا من قصائده السياسية.
وابتداءً نقر بشاعرية القباني ولا ننكرها نعم له لغته الخاصة، وفنه الخاص.
ولكن ماذا عن فكره؟! وماذا عن مواقفه المتبدلة بتبدل الفصول السياسية هل استطاع أن يطرح البديل لما عانى منه ودعا إلى هدمه؟! إنه في كل أحاديثه والمقابلات التي أجريت معه لم يخرج عن المعاني القديمة والعبارات «المطاطة» التي نعرفها جميعًا، ويغلب عليها في كل مرة لفظة «الأنا» المقيتة!!
إن ظاهرة القباني تستحق التوقف كثيرًا للتأمل والتفكر لنستخلص من ذاك العبرة الدائمة أن هذا الشاعر الذي تحول أخيرًا إلى ناشر كتب يتاجر بها بعد أن كسدت بضاعة الشعر ليستحق من النقاد –الإسلاميين خاصةً دراسة عميقة جدًا وهي دعوة مفتوحة لهم للمشاركة فيها على صفحات المجتمع، ولنا عودة إن شاء الله وإننا لمنتظرون.
«مراقب»
مجرم شنقوه على أصابع الصنم! الصنم وتهمه الوحشي إلى الدماء، كبئر معطلة... مسرحية والبطل طفلة وزهرة ذات بتلات أربع!
-أين المجرم حسن؟
-أبي بطل... أبي مسلم!!
بسمات تتراقص على وجه العجوز، خوف يرتعد على قسمات الأم.
الصراخ عنيف:
أين حسن؟ لقد هرب المجرم؟ الطفلة بفرح واستغراب:
أبي بطل... أبي مسلم، أبي... وتعطلت لغة الكلام، ونطق الرصاص على جبين الطفلة نجمتان من دم بريء يبكي بانسياب حزين جسدها ينتقص تحت أمواج الموت برعشة الموت تهزر أبي بطل.... أبي مسلم... الله أكبر، تدلت يدها وانفلتت قطعة حلوى.
الأم تبكي... تتغنى بطفلتها المذبوحة على صرح الصنم، العيد مقابر... العيد مشانق... العيد ما تم العيد غرابيب سود هرولت العجوز إلى الشرفة، صرخت: أتريدون حسن؟! إنه... إنه تجمعوا تحت الشرفة، بنادقهم لهجة عمياء الحروف ألقت إليهم بمذياع فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا!!!
الدار دمار الحي خراب الشارع بخار دم وانطلق الرصاص، والرشاش يعوي والمدفع يزأر، فالعيد دماء والملائكة حول البيت أهازيج وعد مبين!
رباه... هل تسكت الشهباء؟ ... فالمشارقة ابنتها البارة ستمطر كسفًا طيورًا أبابيل... حجارة من سجيل...
لن يطول الانتظار فالوعد مبين... وسيأتي مع صباحات مشرقة فالوعد رأيته القرآن والقرآن يقول:
﴿ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾
(سورة هود: ٨١)
صدق الله العظيم
-أم حمزة-
إليك يا أخي المجاهد
إلى أولئك الذين بذلوا دماءهم رخيصة في سبيل الله إلى أولئك الصناديد الذين تشربوا روح العقيدة فكانوا نورًا وضياءً للمهتدين وحممًا على رؤوس الظالمين إلى أولئك الذين انتفضوا من بركان الحق يوم عجز الناس عن صد الطغيان... إليك يا أخي المجاهد:
عرفتك بالمكارم والمعالي .... وبالإخلاص في درب النضال
وبالإقدام يشرق من جبين .... يباهي بالوقار ذرا الجبال
كأنك والغيوم تجر نقعًا .... بريق يزدري سحب الضلال
وعزم لا يلين بأي حال .... يحطم باسمًا عزم الرجال
عرفتك والزمان له أزيز .... بصمت خلفه حمم الوبال
عرفتك بالبطولة يوم تطفي .... رحى الأهوال في ساح القتال
إذا ما تاهت الأمجاد يومًا .... فأنت البدر في ظلم الليالي
فقم بالمصحف الوضاء وأنهض .... وحطم ترهات أبي رغال
أخي يا حاملًا شمس البرايا .... حباك سنًا ضياها ذو الجلال
قلوب الناس خلفك في خشوع .... تراك النصر في كل ابتهال
فأنت الحق والدعوات صرعى .... تسير لها بحزم لا تبالي
فإن ثلت الشهادة، نم قريرًا .... سيمضي في مكانك ألف تال
شعر نذیر مسلم
شاعر المحنة
خاطرة
الشعر أداة تعبير وسجل تاريخ يحفل بمآثر أقوام ومخازي آخرين فلسان الشاعر سيف قومه فعنهم يدافع ولهم يصول ويجول.
وللشعر رسالة سامية لا يجوز النزول بها إلى مستوى المستنقع الأسن والفكر الهابط.
وأغراض الشعر متنوعة كثيرة كتنوع المشكلات في هذه الحياة على هذه البسيطة، فالشعر فيه الرثاء والحماسة والغزل والحرب وغير ذلك، وكلمات الشاعر كانت قبسًا يحرك الجماهير ويضيء لهم الطريق، وهذه قضية معلومة بداهة لمن يقرأ من أدبيات العرب وأشعارهم، ولقد كانت كلمات الشاعر رصينة توزن بماء الذهب كالأبيات التي تقول:
لولاء الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
أو:
أرق على أرق ومثلي يارق وجوي يزيد وعبرة تترقرق
أو:
لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان فتلك وغيرها كلمات خلات على الزمان بأغراضها المتنوعة السامية الشعراء مختلفين في عصور متأخرة ومتقدمة... أما الآن فكأننا نعيش في عصر الجزر الشعري فالشعراء تحس من خلال قراءتك لهم نضوبًا فكريًا.
ولغة ركيكة الألفاظ ودورانًا حول قضية واحدة على الأغلب تلك هي قضية «العشق» والهيام بالمعشوقة، وكأن الحياة انتهت بجميع مشكلاتها ولم تبق إلا هذه القضية التي يجب أن يتحرك لها الجمهور... فمن ينظر إلى من يزور الكويت من شعراء وأدباء أو من يكتب على صفحات الجرائد والمجلات برسم صورة عاشق ولهان يهيم في حب محبوبته ويطفئ حبهما على فكره وعقله فلم يدعه يحسن التفكير فيما هو أهم وألزم لهذا المجتمع الذي يقص بالمشكلات فإلى متى هذا الضياع يا شعراء الأمة ونادينا فهل من مجيب؟؟!!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل