; أدب | مجلة المجتمع

العنوان أدب

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 31-مايو-1983

مشاهدات 18

نشر في العدد 623

نشر في الصفحة 48

الثلاثاء 31-مايو-1983

محطة
في لحظة صفو قدسية
سمعت روحي ورأى قلبي:
ذاك الأمل المكنون بصدر الغيب
مطلًا يقرأ باسم الله:
نشيد الفتح ويطرد من
أرض الله فلول المرتزقة!
يأتي رغم مخازينا
وهوان الأجيال ليمسح عن
أمتنا عار هزائمنا
وليطلق في الساحة خيل الله المنطلقة!
إذ ذاك سنمضي
نمضي لا يسبقنا هذا العصر
الحجري القلب إذن
رحنا نسبقه بحضارتنا
والفوز لمن سبقه!

 

الفجر آتٍ
ذبحوا بأرض الهند 
ما اهتزت لمصرعهم قبيلة!
وتناثروا أشلاء
بين أسنة حمراء تغتصب الفضيلة 
شعراؤنا.. أدباؤنا
بل قادة الفكر الخبيثة والدخيلة
صمتوا، وقد كانوا طبول النعي
حين مضت إلى الأخرى (رسوله)
شكرًا لهم، لو أنهم نظموا رثاء
ما شفى حر غليله
والقادمون إلى «انحياز القتل» قد
ضلوا سبيله!
أنا لست أطمع أن يغيثوا
أمة ثكلى عليلة
ساموا شعوبهم صنوف القهر
والمحن المهولة
ما ضرهم لو أنهم
وهم الدهاة الماكرون بكل حيلة
ذكروا الأخوة والمجازر
في إدانات قليلة!
وإلى متى تبقين أمتنا الكريمة
في دروب البغي صامتة ذليلة
تتفاعل الأحداث حولك
والشعوب تئن في قيد ثقيلة
تتساقط النكبات والنكسات
من نظم تدور بنا عميلة
رفعت لواء النصر
أين النصر من قدسي وبيروت القتيلة؟!
صدئت دعاوى الأمن
وانتكست بنا هذي الشعارات الهزيلة
في أمتي خير وإن طال الربوع 
الليل أو أرخى سدوله
فالفجر آتٍ من شباب
عاد للقرآن والقيم النبيلة
متحديا جور الطغاة
-وواثقا بالله- يرجو أن يزيله
ليصوغ بالشرع الحنيف
الأمة الكبرى ويخترق القبيلة
والحزب والطاغوت والداء
المحطمة الوبيلة
والتابعين الغرب والشرق
الذين تجبروا حقبًا طويلة
الفجر آتٍ أيها الغرباء
نصرًا لم تروا أبدا مثيله
هيا أعدوا ما استطعتم
قوة للزحف وارتادوا سبيله!
محمد عبد القادر

قصة قصيرة
ندوة
بقلم الأخ: نوري يوسف الوتار
(1)

تكور في مكانه؛ ليتقي ضربة من ضربات العسكري الضخم، انهار على الأرض رافعًا كلتا يديه كالمسترحم؛ ليحاول تخفيف قوة الغايش الهاوي على جسده النحيل بلا رحمة، وهو يتأوه بوجه غطاه الدم.
-أین؟ أين؟ يا الله!
وقعت مأساة أبي السعد حين قرأ في إحدى الجرائد اليومية إعلانًا عن ندوة في جمعية مكافحة الحشرات بعنوان: «حرية الرأي» يلقيها العسكري جلجل أبو شنب، والدعوة عامة، وضع الجريدة جانبًا وسرح فيما يريد أن يعبر عنه مادام يحق له ذلك، أليس هو من العامة؟ وصمم على أن يضع نقاطًا يعبر فيها عن رأيه الحر الصريح أمام الملأ والجموع، فكل شيء يحتاج إلى إصلاح، التلفزيون والراديو والصحافة حتى البشر، البشر؟! نعم، فكلهم لصوص، كل واحد منهم يريد أن ينهش الآخر حتى لا يبقى منه غير عظامه، والله لو علموا أن في نخاع العظم ما يفيدهم لكسروا العظم، وامتصوا النخاع، الذئاب أشرف منهم، فهي إذا شبعت عفت واستراحت، أما هم فلا يشبعون أبدًا، البقال لص، يعطيك جبنه الفاسد والزيتون الأسود العفن والسجائر الرديئة الرخيصة، ويتقاضى منك الثمن مضاعفًا ويخادع ويغش، يبتسم للناس راضيًا عن نفسه مستهينًا بهم، مسرورًا بغفلتهم، المدير وغد حقير، يحسب أن كل الموظفين مثله، نظراته مملوءة كلها باللؤم، ابتساماته الساخرة شتائم لهم، من يراه يظن أنهم سرقوا مال أبيه، يريدهم أن يكونوا كلابًا مهينة تلتصق أذيالهم بين أفخاذهم، حتى الحارس، من يصدق؟ الحارس الأمين أصبح لا يؤتمن، امتدت يداه؛ ليخون صاحب البضاعة، وشهود الزور، وما أدراك ما شهود الزور؟! إنهم يدخلون الغش على ضمائر القضاة، كل شيء في غير محله، كل شيء مقلوب، إبداء الرأي واجب عليّ، وعلى كل من يشعر ويحس بحال أولئك البشر، لا خير فينا إن لم نقلها، ولكن ساوره شيء من التردد وهو يعلم تمام العلم أن السباحة في الماء مع التمساح تغرير، والذي يستخرج السم من ناب الحية فيبتلعه ليجر به جانٍ على نفسه، ومن دخل على الأسد في غابته لم يأمن من وثبته.
قرب موعد المحاضرة، لبس بدلته السوداء، ونظارته السوداء، وحذاءه الأسود، ثم وضع منديله الأبيض في جيبه الأيسر، ثم دخل قاعة المحاضرات، فإذا هي مكتظة بالعساكر وبعض العامة، ورمق عن بعد وجها غطاه شنب مقوس إلى أعلى، ذا عينين جاحظتين، ورأس صغير لا يناسب حجم جسمه الضخم، ومن حوله لجنة يرأسها، لا يتجرأ الذباب أن يحط على أرنبة أنف أحدهم، وعلى يمين جلجل رجل بدین صاحب کرش، نصف رأسه من الأمام أصلع، جلس أبو السعد بجانب أحد الحاضرين، وسأله هامسًا:
- ما رأيك؟
فالتفت إليه الرجل، وأطال النظر فيه بعينين زجاجيتين ناعستين:
عن ماذا؟ لماذا أنت موجود هنا، أليس لتعبر عن رأيك؟ 
- وأي رأي أقوله؟ نحن قانعون على نعمته.
وساد صمت برهة، وأوجس في نفسه خيفة، ثم قطع الصمت ليستدرجه -وكأن وراء إجابته شيئًا غامضًا- وكرر السؤال بصيغة أخرى:
- لماذا جئت إذن؟
فمال الرجل نحوه، وهمس بأذنه؛ كي لا يسمعه أحد:
- أنا لم آت هنا.
- كيف؟
- إنما جاءوا بي هنا، ألست مثلي؟ 
عاد الصمت مرة أخرى، لكنه طال هذه المرة، وغلبه شعور بالخوف، وقال لنفسه: كلهم مثله إلا أنا، وأراد أن يستزيد معرفة أكثر، فمال إلى صاحبه، ولكن نحنحة قطعت أنفاسه معلنة عن بدء المحاضرة، فنظر إلى من حوله، فإذا هم كالخشب المسندة، ثم أعيدت النحنحة كرة أخرى؛ لتقطع تفكيره أيضًا، وساد صمت كالأصم، والعيون شاخصة إلى جلجل أبوشنب، فنطق، وقال:
اسمعوا وعوا، فإن صاحب هذه الصورة، قد منحني في مقامي هذا محلًّا، جعله شرفًا لي على الجميع، وبمناسبة هذا التشريف فإنه يسعدني أن أبشركم بأن كل واحد فيكم يستطيع التعبير عن رأيه، كما شاء وأنى شاء، كذلك أبشركم بأني سأكون أذنا صاغية لمشاكلكم، فليشر كل واحد منكم بما سنح له من الرأي، وتذكروا قول الحكماء: «إن من أنفع الأشياء للإنسان أن يعرف قدر منزلته من عقله، وأنفع الأشياء للإنسان ألا يتكلم بما لا يعنيه»، والآن من لديه رأي فليبده.

(يتبع)

تعرية أدعياء العروبة

إن كان حقًّا للعروبة تُدَّعى                                    

فلأي بطن للقبائل تنتمي

ولأي جد كان أصلك ينتهي                                  

بل أي ملهوف بظلك يحتمي

أو لست جورجًا حين خالك بطرس                        

والجد خوري الديانة والدم 

ولقد زعمت وكان زعمك غرضًا

فلبئس ما قدمته من مزعم 

إن العروبة وحدها تلك التي

فيها الخلاص من الوجود المظلم            

وهي النصير لمن أراد عدوه

وهي العلاج لكل جرح مؤلم 

أقصر فكيدك قد بدا مكتومه                        

فغدوت مكشوف المقاصد والرمي      

إن العروبة وحدها نتن إذا

خرجت على نهج الكتاب القيم

أهون فللإسلام دونك نخبة

صيد تسير على الطريق الأقوم       

لُسُن إذا جر المقام حديثهم

أسد إذا جاء الطريد ليحتمي

خسرا لمخدوع بنصحك إنه

ما كان يستجلي نفاق المجرم

حتى متى يبقى الأعادي حولنا

يتكالبون على اقتناص المسلم

والمسلمون على المهانة قد غفوا                

وسكوتهم أجرى فحيح الأرقم                  

ذبوا عن الدين الحنيف زعانفًا

يتطلعون إلى اكتساب المغنم                  

وخذوا النصيحة من نصيح مخلص

قبل الفوات ولات الساعة مندم                  

شعر: علي يوسف العنيزي
                                                 
بيروت
ويلاه بيروت هل كانت مضاجعها

تنام إلا دخانا يخنق الـعـلـبـا

فكيف صارت وفرسان الرجال على

شوارع الليل نارا تقذف اللهبا 

يحمون عرض نساء المسلمين على

أسنة الموت لا يلقونه جنبا

«ريغان» يدعو وإسرائيل مثقلة

بالموت والموت فيها بالغ إربا 

ويفشلون ونار الحقد تأكلهم

يبيت سيدهم «شارون» مكتئبا 

ويرجمون وما اسطاعوا وما قحموا        

كأنما يرجمون الموت عن ميدانها غضبًا

وكبروا ويد التاريخ رافعة

سواعد الصامدين الصيد والعتبا 

وقادة العالم العشرين مانعة 

دم الثكالى ولكن الجبان أبى

يميل فيهم وقد صاحت جوانبهم

يقطع السوق والأعناق والركبا

يا صورة الخوف في قلب الجبان وقد                  

تعطيه عنفا إذا ما خوفه ضربا

وقاطع رجل مقتول ومنقلب                                

يقول قتلت منهم مرضعا وأبا!

اليوم يسأل إسرائیل نصرتها

وكان بالأمس فينا يسأل العربا! 

طبع الجبان فلا عهد يقوم به                              

ولا لقاء بغير الغدر إن ركبا

يتيمة أمة الإسلام مغمدة                          

سيوفها وهي تبكي الحق مغتصبا 

داوود المعلا/ الأردن

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 2

47

الثلاثاء 24-مارس-1970

نشر في العدد 10

53

الثلاثاء 19-مايو-1970