; أدب وثقافة: العدد 872 | مجلة المجتمع

العنوان أدب وثقافة: العدد 872

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 28-يونيو-1988

مشاهدات 32

نشر في العدد 872

نشر في الصفحة 44

الثلاثاء 28-يونيو-1988

أخبار ثقافية:

  • من أجل توثيق التعاون الأدبي بين شعراء الأوردية والعربية أقيمت مؤخرًا في جدة أمسية شعرية باللغتين العربية والأوردية تحت رعاية الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله عمر نصيف، وقد شارك في الأمسية د. محمد عبده يماني، والشاعر عمر أبو ريشة والأستاذ أبو تراب الظاهر والأستاذ عبد الفتاح أبو مدين رئيس نادي جدة الأدبي. 
  • قال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «أسيسكو» أن ندوة استراتيجية تطوير التربية في البلاد الإسلامية والتي نظمتها الأسيسكو مؤخرًا بتعاون مع وزارة التربية والتعليم في قطر وحضرها ممثلو ٢٤ دولة إسلامية، تركزت أساسًا على دراسة مشروع الاستراتيجية باعتبارها موضوعًا يدخل في نطاق الإعداد وترسيخ النظام الإسلامي انطلاقًا من المحاور الثلاثة التي تعمل فيها المنظمة وهي التربية والعلوم والثقافة.

 معًا إلى القدس:

شعر د. عبد الرزاق حسين

بعزمنا وجدنا *** وعلمنا وكدنا

بحبنا وشوقنا *** وروحنا وقلبنا

هيا بنا إخواننا *** نمضي معا لقدسنا

إلى الأمام أخوتي *** إلى الأمام دربنا

ورفرفي على الربى  *** رايتنا على الدنا

ولتذكروا فاروقنا [1]  *** ولتذكروا مجدًا لنا

ولتذكروا صلاحنا [2] *** صلاحنا في ديننا

واقسموا بربنا  *** مبدئنا معيدنا

بأننا سرنا وبعنا *** للهدى نفوسنا

لصخرة شرِّفها  *** محمد نبينا

لمسجد مبارك *** بارکه قرآننا

هیا نعد أخوتي *** أنفسنا سلاحنا

ولترتفع هاماتنا *** ولترتفع راياتنا

ولترتفع أصواتنا *** هادرة بحقنا

بأننا لقدسنا *** وقدسنا حق لنا

(۱) عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» الخليفة الثاني الذي فتح مدينة القدس.

(۲) صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من أسر الصليبيين.

صدر حديثًا:

الكنز المرصود في قواعد التلمود:

هذا الكتاب ترجمة لكتابين فرنسيين ترجمهما الدكتور يوسف نصر الله من كبار مسيحيي مصر أحدهما كتاب للدكتور «روهلنج» بعنوان «اليهودي على حسب التلمود»، وتكلم فيه عن مضامين التلمود ومنشئه وتكوينه ومخطوطاته وطبعاته المتعددة منذ القرن الخامس عشر الميلادي، وما فيه من عقائد خطيرة مذهلة تحير العقول، وخرافات عجيبة لا يكاد يصدق الإنسان أن تكون عقائد تعبدية، لولا نصوصها المنقولة من التلمود وفي كتاب الدكتور روهلنج هذا من المعلومات الهامة عن التلمود ما يصعب جدًا على الباحث أن يستقصيه من مصادر أخرى.

 وثانيهما: كتاب للدكتور شارل لوران بعنوان «تاريخ سوريا لسنة ١٨٤٠ م» تكلم فيه عن حادثة ذبح اليهود للقسيس الأب توما وخادمه إبراهيم الأنفة الذكر في دمشق، وهذا الكتاب يتفق في جميع تفاصيل الحادثة وتحقيقاتها مع ما فعله الأستاذ أسد رستم، فكلاهما ينقل محاضر جلسات المحاكمة نفسها، ولكن هذا الكتاب يسد الشعرة التي بقيت فارغة في كتاب الأستاذ أسد رستم، حيث يتتبع مؤلفه القضية، ويبين مصير الحكم بالإعدام على المتآمرين المجرمين القتلة، ذلك المصير المؤسف الذي خلاصته أن كبار اليهود المتنفذين

في أوروبا تداعوا لإنقاذ المحكوم عليهم وأرسلوا مندوبين اثنين من فرنسا إلى مصر، وأصدر على أثرها محمد علي باشا قرارًا بالعفو عن القتلة!!

هذان الكتابان الفرنسيان اللذان أصبحا مفقودين لنفاذ نسخ المطبوعة في فرنسا منذ أكثر من ثمانين عامًا، فأراد المترجم تعریف أبناء العربية بهما بترجمتهما إلى العربية، وجمعهما في هذا الكتاب الذي أسماه «الكنز المرصود في قواعد التلمود» وطبعه بمصر سنة ۱۸۹۹ ولم يتم طبعه الآن.

 هذا وقد قدم الكتاب كل من الأستاذ العلامة الشيخ أحمد الزرقا والدكتور حسن ظاظا إسهامًا منهما فيما ينفع القضية الفلسطينية؛ ليرى العالم من كل مذهـب ودین ما آلت إليه اليهودية من استباحت دماء البشر من غير اليهود، وأهاب مقدما الكتاب بكل عربي الغيرة من مسلمين ومسيحيين، 

ويقومون بتجديد طبعهما ونشرهما على العالم بعد ترجمتهما إلى اللغات الحية لتعرف البلاد التي تغزوها الصهيونية بالتضليل الإعلامي والسياسي: ما هي حقيقة الأساس الديني الرهيب الذي تقوم عليه الحركة الصهيونية.

الكتاب يقع في حوالي ۲۲۲ صفحة من القطع المتوسط، وقامت بطبعه ونشره دار القلم بدمشق - ص. ب: ٤٥٢٣ ودار العلوم ببيروت - ص. ب : 6501/113.

منهج التربية النبوية للطفل:

صدر عن مكتبة المنار الإسلامية بدولة الكويت كتاب بعنوان «منهج التربية النبوية المطفل، مع نماذج تطبيقية من حياة السلف الصالح» من تأليف الأستاذ محمد نور سوید. 

وهذا الكتاب يقع في حوالي أربعمائة صفحة من الحجم الوسط، وموضوعه جديد في بابه فريد في منهجه وأسلوبه.

والكتاب فيه جهد واضح، وعاطفة صادقة، ونية مخلصة إن شاء الله تعالى كما يبدو ذلك لمن يقرأ فيه.

وقد جمع المؤلف فيه من الشواهد الحديثة في مجال تربية الطفل الشيء العجيب، وكان موفقًا في هذا ووضع كل شاهد في محله المناسب.

وأما ترتيب الكتاب فكان ترتيبًا ممتازًا يدل على عقلية صافية وتفكير سليم وذوق رفيع.

ثم يقول: «و باختصار فالكتاب لا تستغني عنه أي أسرة مسلمة، تضعه في مكتبتها البيتية ؛ لتقرأ فيه وتطبق ما جاء فيه من الهدي النبوي بشكل علمي.. وحبذا لو قررته وزارات التربية في البلاد العربية والإسلامية في مدارسها أو قررت فصولا منه فإنه جدير بذلك».

وقد قام الكتاب على ستة فصول وخاتمتين: 

الفصل الأول: يهيئ الوالدين للاستعداد لتربية الطفل.

الفصل الثاني: تكلم عن الطفل من الولادة إلى نهاية الحولين، وما يستلزم الوالدين فعله في تلك المرحلة.

الفصل الثالث: تكلم عن بناء شخصية الطفل من استكماله حولين إلى بلوغه، والذي شمل البناء العقدي والعبادي والاجتماعي والأخلاقي والعاطفي والنفسي والعلمي والفكري والصحي والجسمي، وختم الفصل بتهذيب الدافع الجنسي للطفل.

الفصل الرابع: تكلم فيه عن بر الوالدين، وعلاقته بتربية الطفل؛ حيث دعا فيه الكبار والصغار إلى بر الوالدين، وبين الطريق الموصل إلى ذلك وقسمه إلى قسمين: 

١ - بر الوالدين في حياتهما.

 ٢ – وبر الوالدين بعد وفاتهما.

الفصل الخامس: تكلم فيه عن الأساليب التربوية النبوية للأطفال، وقسمه لثلاثة أقسام: الأول الأساليب المخاطب بها الوالدان الالتزام بها. والثاني: الأساليب الفكرية المؤثرة في عقل الطفل. والثالث: الأساليب النفسية المؤثرة في نفس الطفل. 

الفصل السادس: طريقة تأديب الطفل.

ثم ختم المؤلف كتابه بخاتمتين الأولى أربعون حديثًا نبويًا للآباء، والثانية أربعون حديثًا نبويًا للأطفال.

ويتميز الكتاب بغزارة مادته العلمية التي جمعت من الأحاديث النبوية الشريفة ومن حياة الصحابة والسلف الصالح وأقوال العلماء والمربين قديمًا وحديثًا. 

واتصفت لغة الكتاب بالوضوح والسهولة، مما يسر للقارئ الاسترسال في قراءته دون ملل، وهو يساعد الوالدين والمربين على حل مشكلات الأطفال والارتقاء بهم في سلم الصعود التربوي... لذا لا يستغنى عنه كل والد ومرب. 

الناشر: مكتبة المنار الإسلامية - الكويت - حولي - ص. ب:

٤٣٠٩٩ - الرمز البريدي 32045

هاتف: ٢٦١٥٠٤٥

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة:

صدرت الطبعة الثانية من الجزء الأول من كتاب «مجموع فتاوى ومقالات متنوعة» تأليف سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن عبد الرحمن بن باز، وقد قام بجمعها وإعدادها الدكتور محمد بن سعد الشويعر وهذا الجزء في معظمه يختص بالفتاوى المتعلقة بالعقيدة والتوحيد وما يلحق به، إضافة إلى بعض الموضوعات التي تدخل ضمنها أمور العقيدة.

 يقع الكتاب في حوالي ٤٥٠ صفحة من القطع المتوسط، وتقوم بنشره وتوزيعه الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالوشم ص. ب: ۲۲۱- شقراء ١١٩٦١ - المملكة العربية السعودية. 

عبد المعين ... وتهليلة جديدة. 

ما مثل الأديب عبد المعين الملوحي بالذي يجهل، فهو أحد أدباء حمص، بل سوريا المرموقين.

 بداية معرفتنا به انطلقت من قصيدته الشهيرة التي رثى بها زوجته، وذاعت في صفوف المثقفين ذات يوم في عام ١٩٤٧. وساعد على انتشارها ما فيها من لوعة صادقة تذكر بقصيدة جرير في رثاء زوجته، كما أن شهرتها قد جاءت من كونها قيلت في مجتمع مؤمن محافظ، وكانت على مبدأ من يقول: «خالف تعرف» إذ تضمنت عدة أبيات للتجديف بالإله. «فكانت جنونًا مؤقتًا أصاب شاعرًا بعد فقده لحبيبته، وإذا بهذا الجنون يجعله ينطق بما لم ينطق به أحد». ولا نريد هنا أن نستشهد بتلك الأبيات لأن الشاعر في مأساته  الجديدة في رثاء ابنته عام (۱۹۷۰) قد محا ما كان قاله قبل ثلاثة وعشرين عامًا، وشتان ما بين القصيدتين، يقول في رثاء ابنته:

يا ربّ أنت قضيت لي، وأنا صبرت لما قضيتا 

حسبي وحسبك أنني أرضى الذي ترضاه أنتا 

آمنت بالله العظيم، وعشت للألم العظيم

 آمنت أني ذرة في ملكه الرحب القديم

 یارب قد جربت منذ سنين - يوم فجعت - كفري

واليوم ها أنذا أمارس حلو إيماني وصبري

وكم كانت فرحتي حيث تصفحت «المجلة العربية» فوقعت عيني في فهرسها على اسم الملوحي في عمل أدبي تحت عنوان «تهليلة جديدة لبيت الله الحرام ».. فقد وعدت نفسي بقصيدة جميلة للشاعر.

 ولكنني لم أفاجأ حين وجدت أمامي قطعة نثرية؛ لأنها إن لم تكن كالشعر فهي في بعض مقاطعها تفوقه جمالًا وإبداعًا. ولن استأثر بما قرأت مكتفيا بنقل أحاسيسي حولها، بل سأنقل بعض المقاطع المختارة منها. يقول مصورًا شوقه إلى الديار المقدسة:

(ما أصعب أن يسبقك قلبك إلى بيت الأحبة،

 ويبقى جسدك أسير اللحم والعظم!! 

كدت أحترق لهفة وتطلعًا، وما فائدة أن تحترق

 قبل أن تصل؟ 

ووصلنا.. وكبرنا لله تكبيرًا

الله أكبر.. الله أكبر 

إنها الكلمات التي تنير طريقنا إلى الله، إلى الحق والقوة!»

ويصور وصوله الى بيت الله الحرام وطوافه بالكعبة المشرفة فيقول:

«كنت أسير في بطء، وأعتمد على عكاز

 كنت أعاني بقايا الشلل

 وأما الآن فأنا أطير طيرانا

أجري جريًا، أسبق الشباب 

واسعى واسعى في مرح ونشاط 

وأردد كلمات الله، وأدعية العمرة

 وأمزج الدعوات القديمة بالأدعية الجديدة

 يفيض بها جناني

 فتسيل على لساني

 لكأنها ينبوع ماء جف ذات يوم

وها هو ذا الآن يعود غزيرًا ليتدفق من جديد»

 وأما صوت المؤذن فإنه يعيد الشاعر إلى ماض جميل، وذكريات مورقة: 

«سمعت بلالًا يرسل صوته العذب القوي

 فيصبه دماء في قلب الليل

 فيطلع الفجر أحمر زاهيًا يلبي نداءه

 ليس المسلمون كسالى

وليسوا ممن هم يرضون الذل والهوان 

من هذا الحرم...

ومن حواليه خرجوا إلى العالم كله

 ليسمعوه كلمة الله: لا إله إلا الله

 وقد سمع العالم كلمة الحق ولباها في كل 

بقعة من بقاع الأرض والمسلمون اليوم في حاجة

 إلى أمثال أولئك الرجال الذين خرجوا من 

جزيرة العرب، فاترعوا أرجاء العالم إيمانًا ونورًا» ...

وأما زيارته لقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، فقد أبدع في تصويرها يقول:

«ما أعظم هذه القبور!! 

إنها أكبر وأجل من كل ما في العالم من قصور!!

 كان القمر يتلألأ في السماء، يحاول أن يتريث 

في رحلته الأبدية ليقف قليلًا في الحرم النبوي

 ويختلس نظرة إلى قبور النبي محمد صلى الله 

عليه وسلم وصاحبيه الكريمين رضي الله عنهما.

وسمعته يقول لي: ما أسعدك!! أنت تجلس هنا 

وتسلم على النبي وصاحبيه وأنا مضطر إلى الرحيل في سفري الأبدي

 وقلت له أعاتبه: أتحسدني أيها القمر؟ أنا أرى

 الحرم الشريف مرة واحدة في عمري كله،

 أما أنت فتراه كل يوم.

أرأيتم أن الأشياء ربما كانت أكثر طمعًا، وأشد 

حسدًا من الناس ويسكت القمر، ويخجل من طمعه،

 ويصفر حياء، ثم يمضي في رحلته الأبدية».

وأما زيارته للبقيع فقد صورها قائلًا:

«لم تكن القبور من رخام ولا مرمر.... 

ولم تكن هياكل شاهقة، ولا مدافن رائعة مزخرفة !

بل كانت قبورًا بسيطة من تراب وحصى 

ولكنها تضم في حناياها أمواتًا عظامًا، رجالًا كالرجال

رأيت هذه القبور بعيني تسمو وتعلو لتصبح قبة

 شامخة من نور وإيمان، تخجل من روعتها قباب

 مقبرة «تاج محل» في الهند

وتنحني لجلالها مقبرة العظماء في باريس!! 

هكذا تكون العظمة الحقيقية، تكون

 النفوس لا في الأحجار في الدفين داخل القبر

 لا في القبر الجاثم فوق الدفين»

أحسست وأنا أعيش لحظات هانئة مع هذه السطور، إنني أقرأ قصيدة شعرية، تصور معاناة إنسان محب، لا مجرد سطور من نثر.. إنه نثر لا سوى الوزن والقافية!! بل أين منه كثير من شعر، لقد نقلتني تلك المقاطع إلى الديار المقدسة لعلتني اتفيأ في ظلالها.. وأحس روحانيتها في حلم يتناوبه الهجير والزمهرير، وارجعتني هذه المشاعر الصادقة إلى أجواء شاعرية شبيهة، حيث الشاعر التركي المسلم في لحظات تشبه هذه اللحظات، وهو يصف رحلته إلى الديار الحجازية، ساعة الوصول إلى مدينة المصطفى - صلى الله وسلم – 

فزورنا من «المناخة» ساعة العصر، فما إن ظهر أمامي ذلك المقام النضر، مقام الحبيب.

 حتی نسيت كل شيء، وهرعت إلى حرمه عذاب 

وقد اخترقت الصفوف حتى ارتميت بجانب الأعمدة

 إن استقر بي المقام في ذلك المكان، 

حتى شعرت بالخشوع يستولي علي، والخشية تملأ قلبي...

 الرؤوس خافضة، والأيدي مرتفعة إلى السماء، والعيون منخفضة إلى الأرض والجماعة كلها تئن وتئن.

تلك الأيدي التي تملأ الفضاء تتضرع إلى الله. 

وتخترق حجب الظلام لتجد لها متكأ من النور.

 تلك اللغات المختلفة، والأصوات المتباينة. 

وكلها يرجو نفس الشيء الذي يرجوه كل واحد، فلا تحسب أن هذه الأرواح تفترق، أو أن هذا الاتحاد ينفصم. 

منبرنا واحد، وعرشنا واحد، وربنا واحد، والنور الذي اتطلع إليه إنما هو الغاية التي يجري وراءها كل واحد...»

بالأمس القريب قال النقاد والمتأدبون ماركسيًا عن «بدر شاكر السياب» حين نظم قصائد في مرضه يرجو الله تعالى: أن السياب لم يتغير، ولكن المرض ألجأه إلى ما قال؟!

وحتى قصيدته التي مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم حاول هؤلاء المدجلون أن يجدوا لها مبررًا يرضي منطلقاتهم، فعزوها إلى ضعف انتاب الشاعر في ساعات المرض؟!!

فماذا عسى يقولون، حين يتعرضون لتهليلة الملوحي؟ 

أيقولون عن قصيدته الأولى «بهيرة» إنها كانت صورة عن حقيقة الشاعر! وإن قصيدته في رثاء ابنته إنما ألجأه إليها توالي المصائب وإحساسه بالضعف أمام الموت الذي يحترم الأحبة ؟ 

قد يقولون هذا؟! ويغالطون أنفسهم والحقيقة. ولا عجب بعد ذلك أن نسمع منهم في المستقبل حين يعرضون لتهليلة الملوحي الجديدة، وما فيها من صدق العاطفة، وعمق المعاناة، يرددون: أنها لحظات ضعف مرت على الشاعر بسبب الشيخوخة بعد أن وصل إلى السبعين 

وأيًا كان القول، فإنهم يحكمون على السمو، وسبحات الروح، وأصالة الفطرة من خلال ترابيتهم، وبينهم وبين الحقيقة كما بين أعلى نجم في السماء، وبين أبعد ذرة من تراب. 

فمرحبًا مرحبًا يا عبدالمعين.. وكل عام ونحن بانتظار تهليلة جديدة.

«یحیی»

(1) حركة الشعر الحديث في سوريا من خلال أعلامه للدكتور أحمد بسام ساعي.

 (۲) شاعر الإسلام« محمد عاكف» للدكتور عبد السلام عبد العزيز فهمي.

(۳) المجلة العربية العدد (۱۱۱) كانون الأول ١٩٨٦

الأسير:

مهداة إلى الداعية المسلم عدنان أوكتار:

شعر: جهاد جميل محمد الجيوسي

سروا يدي، وأوثقوا أقدامي *** والروح تسبح في فضاء سلام

تحسبوا شبح الظلام يخيفني *** ما دام في قلبي سنًا الإسلام

بل تستطيعون التحكم في الرؤى *** أو ربطها بالقيد كالأجسام

ما دمت أرضي الله فيما قلته *** وفعلته هأنت - إذا - الأمي

ماذا يضر السجن وهو أحب  *** عندي من مشاهدة الفساد الطامي

قد تسجنوني إنما لن تسجنوا  *** فأسًا تجذ قواعد الأصنام

يستأنف روح العقيدة دائمًا  *** ما دام بين الناس نور إمام

سوقي على السجان من يوم غدًا  *** فيه السجون من اللهيب الظامي

قيدتم زندي وكعبي إنما *** حرًا يظل - من القيود – كلامي

فيمر إعصارًا على حقل العدا *** أما على الأحباب كالأنسام

هدفي - ولست إلى اليمين بحاجة - *** إنقاذ حكام من الأوهام

لهثوا وراء الغرب كالكلب الذي *** أغراه صاحبه بكوم عظام

خافوا من الأنوار في غسق الدجى *** مما يعيق تقدم الأجرام

كاللص يزعجه الضياء لأنه *** يجد الحماية في حمى الإظلام

والنور تنكره عيون لا ترى  *** أو مبصر يحيا مع الأنعام

ما كان دين الحق «أفيونًا» ولا *** أفیون «مارکس» فيه طب سقام

فرسالة الدين الحنيف هداية *** فيها الدليل التائه الأقوام

وتقدم الإنسان وهو بلا هدى  *** كتقدم الشلال فوق أكام

«وإذا رأيت الله يعطي عبده *** بالرغم مما فيه من آثام

فقل ابتلاء فيه يمتحن الفتي *** مستدرجًا من ربه العلام»

لا يخدعنك برق إلحاد فما *** خلف البروق سوى رعود حمام

كل الأدلة عن تخبط عصرنا *** أعراض داء النفس والأفهام

فإذا الحضارة أثمرت شوكًا فقد *** أرست قواعدها بغير نظام

ونرى الخلاص - كما يراه غيرنا - *** بالأرض في عود إلى الإسلام

[1]. عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» الخليفة الثاني الذي فتح مدينة القدس. 

[2]. صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من أسر الصليبيين. 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل