العنوان أقوال وكلمات (1549)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 03-مايو-2003
مشاهدات 10
نشر في العدد 1549
نشر في الصفحة 38
السبت 03-مايو-2003
دفاعًا عن الديمقراطية
أخبار الشرق
أكرم البني
البناء الذي ينخره الفساد والقمع لا يصمد أمام الريح.. حقيقة نهضت ساطعة كالشمس من عمق المأساة العراقية وشكلت إجابة أولية شافية عن السؤال المحير عن سبب غياب الحد الأدنى من الصمود والمقاومة الشعبية في بغداد للأسف، خصوم هذه الحقيقة كثر ومقاوموها يعتبرون أنفسهم جهابذة يملكون من الحنكة والمناورة ما يمكنهم من تزييف دروس الواقع الدامغة ومن استحضار ما يحلو لهم من أمثلة وبينات تطعن بضرورة الديمقراطية وأهميتها لمجتمعاتنا مرة يجدون في الفوضى التي عمت المدن العراقية فور انهزام النظام وأعوانه مأخذًا على الديمقراطية يدللون على مشاهد السلب والنهب وحرق الممتلكات العامة ويهزؤون من العراقيين الذين لا يستحقون برأيهم الحرية !!.. ومرة ينبشون في التاريخ القديم عن وقائع يجدون فيها ما يبرز عيوب الديمقراطية ومثالبها، كالانتخابات الحرة في ألمانيا التي أوصلت هتلر وحزبه النازي إلى الحكم. ونجاح ستالين بنظامه الشمولي الاستبدادي في انتزاع أول نصر على الجيش الألماني الغازي... ثم يندفع بعضهم إلى حد تحقير الديمقراطية كونها تفرض بحد سيف العدو على العراق ويسخرون قائلين: ها هي ذي الديمقراطية التي تتغنون بها تمر من فوهات الدبابات الأمريكية وفوق جثث أطفال العراق وعلى أنقاض حضارته كذا!
المحزن أن أصحاب هذه الأفكار لا يريدون أن يتأملوا مليًا مأساة العراق أو يعملوا الفكر لاستخلاص ما يساعد على تجنب تكرارها، ولعل فكرة مسبقة معادية للديمقراطية تستولي على عقولهم لتصل بهم إلى استنتاجات تعاكس الوقائع وتناقض المقدمات.
فحالة الفوضى التي عمت العراق وتفشي مظاهر السلب والنهب وتدمير الممتلكات العامة ليست بنت الديمقراطية، بل نتيجة طبيعية لما راكمته سنوات طويلة من القمع والمركزية الشديدة، مما أدى إلى قتل روح المبادرة لدى الإنسان وتغريبه عن همومه العامة عززها سلوك النظام الدكتاتوري الشمولي في تدمير المؤسسات الأهلية المستقلة ومنظمات المجتمع المدني ملحقاً شبيهاتها الصورية من نقابات وجمعيات بسلطته وسياسته فغدا دورها مرفوضًا وغابت عن ساحة الفعل الشعبي بمجرد غياب السلطة المركزية.
غير أن ما أثلج صدورنا نجاح المبادرات التي قامت بها جهات أهلية تشكلت عفويًا من رجال دين ومثقفين مستقلين لضبط حالة الانفلات الأمني ووضع حد للممارسات الغوغائية في غير مدينة عراقية مثل هذه المبادرات كانت ستظهر بصورة أفضل لو كانت ثمة هيئات ومنظمات أهلية ومدنية مستقلة كجزء من التركيبة البنيوية لأي نظام ديمقراطي اعتادت على إدارة حياة الناس وحماية حقوقهم، بما في ذلك تهيئتهم للدفاع عن مدن وطنهم وعاصمتهم والمثابرة على أداء واجبهم في مناهضة الاحتلال ومقاومته من جهة ثانية.
إذا كان كل مثال أعرج وكل مقارنة قاصرة فإن الأمثلة التاريخية التي ساقها البعض للطعن بالديمقراطية وأهميتها كانت أكثر من عرجاء، بل مشلولة تمامًا وجاءت على نسق من يكتفي من الآية الكريمة بـ ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ (النساء: ٤٣).
صحيح أن هتلر وحزبه النازي وصل إلى السلطة عبر الانتخابات الحرة، لكن الصحيح أيضاً أن الديمقراطية هي التي أصبحت العائق الكبير أمام استمرار حكمه بعد أن تبينت نواياه وأهدافه مما اضطره إلى الانقلاب عليها وإطاحتها، وبمعنى آخر عرف هتلر قبل الجميع أن الاحتكام إلى الديمقراطية يعني سقوطه وانهيار مشروعه، وكان النتيجة نظامًا قمعيًا دمويًا لا مكان فيه للانتخابات أو التعددية أو للرأي الآخر !!
وأيضًا من تبسيط الأمور وتشويهها اعتماد الحرب العالمية الثانية معيار النموذج الستاليني في القراءة الحرب الراهنة على العراق وموقف صدام فالفوارق نوعية والظروف متباينة، ومن الظلم إجراء مقارنة كهذه لكن لنتذكر في هذا السياق سلوا ستالين بعدما نقض هتلر معاهدة السلام وأعلى الحرب على الاتحاد السوفييتي، ومسارعته إلى تعديل خطابه السياسي وطرائق إدارته للبلاد مخففًا، وإن شكلًا من حضور قبضته القمعية وتوجهه إلى الشعوب السوفييتية بعبارته الشهير «أيها المواطنون» إيذانًا بتدشين فترة جديدة، وإن جات متأخرة من الانفتاح والمساواة والمصالحة مما ساعده - إضافة إلى عوامل أخرى - على إحياء مناخ جديد من الثقة بين الدولة والمجتمع كان لا بـد منها لتقوية روح المقاومة وتاليًا انتزاع النصر.
على العكس لم يفكر صدام حسين رغم شد الأخطار التي أحاقت به في التنازل والتعاطي من مجتمعه بروح المساواة والندية. بل لم يتقدم خلال عقد ونيف من التهديد والحصار القاسي بأي بادرة جدية للانفتاح على شعبه وعلى القوى الحية التي شردها وهجرها بالملايين في شتى بقاع الأرض لتبقى استجارة الرئيس العراقي في لحظات احتضاره الأخيرة بالعشائر المقاومة الغزاة حادة نشازًا، بعد أن خسر رهانه على منظماته العسكري الخاصة كميليشيا حزب البعث والحرس الجمهوري وفدائي صدام ....!!
ما حدث في العراق يستحضر من الذاكر هزيمة ١٩٦٧ .. السرعة والسهولة التي حسمت به الحرب، ويذكر تاليًا بما أستخلصه معظم المثقفين العرب منذ عقود عن أسباب ودروس تلك الهزيمة وتحديدًا الدرس الأغنى والأهم المتعلق بغياب حرية الإنسان العربي
في عام ١٩٦٧ لم يقتنع أحد أن سبب الهزيمة المرة هو التفوق العسكري والتكنولوجي الصهيوني المدعوم أمريكيًا، وأجمع الناس أن أهم الأسباب هـي هشاشة البيت الداخلي الذي نخره الفساد والقمع والاضطهاد، وأن الديمقراطية وتحرير إرادة الإنسان هما الأساس الحيوي لمواجهة آثار الهزيمة وتعبئة كل الجهود ضد العدوان أهمل الدرس وأهملت الديمقراطية واستفردت الأنظمة الشمولية والدكتاتورية بمنصب الوصي على الوطن وحامي حمى المشروع القومي لكن المأساة العراقية أعادت الأمر إلى نصابه مدمسا مرة أخرى بالدم والألم والدمار. فهل تتمثل مجتمعاتنا العربية جيدًا هذا الدرس وتتمسك بالأسنان والأظافر بالديمقراطية وبنصرة الحريات وحقوق الإنسان، أم ينجح أولو الأمر في خلق الذرائع والمبررات لتأجيل الاستجابة لنداءات الانفتاح السياسي والإصلاح الديمقراطي؟
وزير .. و ٨ سيارات !
صحيفة «الاقتصادية» السورية
رغم أن رئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو أكد مرارًا أنه يشجع على استخدام وسائط النقل العام ورغم أنه أصدر بلاغًا إلى جميع الوزارات يشدد فيه على ضرورة تحديد عدد السيارات التي توضع بتصرف الوزراء بسيارتين فقط، واحدة للبيت والأخرى للوزير نفسه فإن وزير الإنشاء والتعمير السوري يستخدم ٨ سيارات في تنقلاته.
وعلقت صحيفة الاقتصادية، الأسبوعية على هذه الحالة بالسؤال ترى كيف يستطيع السيد الوزير أن يتنقل بثماني سيارات دفعة واحدة ألا تواجهه مشكلات شبيهة بما تواجهنا ونحن نبحث هنا وهناك على مكان في دمشق نوقف به سيارتنا التي لا يزيد طولها عن طول نصف سيارة من سياراته ألا يعتقد السيد الوزير أن ذهابه وإيابه بهذا العدد يزيد من ازدحام دمشق أم أن موعد تنقلاته يختلف على مواعيد ذهاب وإياب السادة الوزراء ألا تعتقد أن ثماني سيارات لشخص واحد معادلة مقلوبة تمامًا عن كلام السيد رئيس مجلس الوزراء الذي يرغب بتوسيع قاعدة النقل الجماعي ؟ للحقيقة عندما سألت للتأكد من المعلومة قيل إنها سبع سيارات كون سيارة الوزير السابق تكون على ملاك الوزير الحالي ولذلك اقتضى التنويه والاعتذار، وعندها علمت أن المعلومة رغم أنني قرأتها بكتاب رسمي إلا أنها مضللة وتحتاج إلى مزيد من البحث والتدقيق والغاية من هذه الزاوية أنني كتبت ما فكرت به ومن ثم وجب الاعتذار عندما عرفت الحقيقة.
من أين يبدأ العراق؟
رويترز
الان ایلستر
السؤال الذي يتعين على المسؤولين الأمريكيين والمنظمات الدولية أن تطرحه عند إعادة بناء العراق هو «من أين نبدأ؟» ...... فالمطارات دمرت والجسور حطمت والمستشفيات نهبت وشبكات الهاتف عطلت والزراعة توقفت والمدارس خربت وشبكات الكهرباء معطلة والقمامة تراكمت والتصنيع توقف بالفعل، والقائمة لا تنتهي. ولا تتضمن تلك القائمة مشكلات أخرى عميقة كامنة مثل الحاجة إلى إصلاح العملة العراقية والنظام القانوني وإعادة بناء قوة شرطة وخدمة مدنية وجميعها أمور ضرورية لتشغيل مجتمع حديث بسلاسة.
وفي الجانب المشرق لم يلحق بالبنية الأساسية النفطية سوى أضرار قليلة جدًا أثناء الحرب، وبدأ استئناف الإنتاج.
ويقول كولن سكوت الذي يدير صندوقًا في البنك الدولي لتمويل الإعمار بعد الحرب والمشارك في جهود الإعمار في البوسنة وتيمور الشرقية «أولويات، في وضع كهذا كل شيء يصبح أولوية». من واقع خبرتي فإن اتجاهات البوصلة الأربعة هي الأمن والإدارة والاستقرار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، ولابد من التصدي لها جميعها، لابد أن نبذل شيئًا قليلًا في كل اتجاه وأن تستمر في التحرك على الجبهات كلها.
والهدف السياسي للإعمار كما حدده الرئيس الأمريكي جورج بوش في كلمة في ٢٦ فبراير قبل الحرب بفترة قصيرة هو بناء عراق ديمقراطي غير أن نانسي سودربرج عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي السابقة تقول إنه لا توجد أهداف محددة الإعادة إعمار العراق ماديًا.
وقالت: «لم يقل أحد إن كنا نعيد بناء العراق لإعادته إلى مرحلة ما قبل فرض العقوبات في عام ۱۹۹۱م أم أننا نصلح وحسب الضرر المترتب على الحرب الأخيرة»، وأضافت في النهاية من المحتمل أنهم سيحاولون فقط إصلاح بنية أساسية عراقية تكفي لأن يكون البلد مكتفيًا ذاتيًا.
دور العراقيين
ويعتقد جي برايان أتوود - رئيس الوكالة الدولية للتنمية السابق أن الهدف الرئيس هو إعادة العراق إلى ما كان عليه قبل الحرب أو إلى وضع أفضل في غضون عامين، لكنه أشار إلى أن التقدم إلى أبعد من ذلك يعتمد على العراقيين أنفسهم، وبناء نوع من الإطار السياسي والقانوني الحر يمكن أن يتحقق فيه تقدم اقتصادي
وقال: «يمكن إلقاء قدر كبير من الأموال في محطات معالجة مياه الصرف والكهرباء والمطارات والطرق ويمكن إنجاز المهمة، لكن دون مشاركة العراقيين وإحساس العراقيين بالملكية سينهار كل شيء بمجرد انتهاء الاحتلال الأمريكي». ويحتل إصلاح شبكات مياه الشرب والصرف الصحي وإعادة تشغيل الزراعة مرة أخرى الأولوية، وهناك نحو خمسة ملايين عراقي مهددون نظراً لعدم توافر مياه نظيفة أو صرف صحي والوضع أسوأ في المناطق الريفية حيث مخاطر الإسهال والمياه التي تحمل الكثير من مسببات الأمراض .
الصحافيون الأمريكيون كافأوا أنفسهم بما نهبوه من قصور بغداد
واشنطن تايمز
جيري سيبير
رصدت السلطات الفدرالية عددًا من الصحافيين الذين كانوا مرافقين للقوات العسكرية في العراق، بالإضافة إلى مساعديهم وما لا يقل عن جندي أمريكي واحد وبحوزتهم لوحات زيتية مسروقة، وسندات مالية ومسدسات مطلية بالذهب وسيوف زينة ومديات وغير ذلك من الأغراض كتذكارات من الحرب في العراق.
وفي غضون الأسبوع الماضي، صادرت السلطات في مطار دول الدولي في واشنطن ومطار لوغان الدولي في بوسطن، ومطار هيثرو في لندن ١٥ لوحة زيتية وسيوفًا ومديات وأقرية وسندات غير مصرح بها، بالإضافة إلى مسدسات مطلية بالذهب وغير ذلك من الأشياء المنهوبة في العراق والتي يجري البحث عنها حاليًا.
وكشف السلطات في مطار دالاس أن الأشياء المصادرة كانت قد شحنت من طرف صحافيين أمريكيين ومن ضمنهم مراسل بوسطن هيرالد الذي تبين أنه هرب تذكارات عراقية ولوحة فنية إلى البلاد وإن لم يكن يحملها معه.
ويقول مفوض الجمارك وحماية الحدود روبرت سي يوند الذي شارك مكتبه في التحقيقات التي يجريها مكتب الهجرة والجمارك: «ينبغي أن تكون عمليات مصادرة المنهوبات التي جرت عبرة لكل من تسول ! له نفسه استغلال المرحلة الانتقالية التي يعيشها العراق الحر حاليًا».
إلا أن ج جونسون وهو مهندس في شبكة فوكس نيوز كان محملًا أكثر . من غيره، فقد حرر بحقه محضر اتهام رسمي جنائي في المحكمة بسبب قيامه بتهريب ١٢ لوحة زيتية و ٤٠ سندًا ماليًا عراقيًا غير مصرح به إلى داخل الولايات المتحدة، وتم العثور على المسروقات يوم ١٧ أبريل بداخل كرتون كبير كانت سلطات الجمارك وحماية الحدود تبحث عنه.
ويقول محضر الاتهام إن جونسون رافق القوات الأمريكية إلى القصور الرئاسية في بغداد بما في ذلك السكن السابق لعدي صدام حسين وزعم جونسون في البداية أن مواطنين عراقيين قدموا له تلك اللوحات في الشارع قبل أن يتراجع ويعترف بأنه أخذها من القصور، وقد أسندت إليه تهمة تهريب بضائع إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني والإدلاء بأقوال غير صحيحة، لكنه لم يوضع في الحبس وسيمثل أمام المحكمة الفدرالية في مدينة الإسكندرية حيث يقطن
وكان جونسون قد أخبر السلطات في المطار أنه حصل على اثنتين من مجموع اللوحات التي جلبها عبر عملية مقايضة مع أحد الجنود الأمريكيين وأنه جلبها بغرض الزينة وإهداء واحدة منها لمديره في العمل.
وعلى صعيد آخر، كشفت السلطات أن جنديًا أمريكيًا حاول شحن مسدس وبندقية هجومية من طراز AK47 مطلبين بالذهب إلى داخل قاعدة عسكرية في الولايات المتحدة، إلا أنهما صودرا في مطار هيثرو في لندن، ولم يتم التعرف على هوية الجندي.
ويجري المسؤولون العسكريون الأمريكيون تحقيقات حول اختفاء ۹۰۰ ألف دولار من مخبأ كان يحتوي على نحو ٦٠٠ مليون دولار، عثر عليه في مجمع قصر بغداد وحامت الشكوك حول خمسة جنود لم يتم تحديد هويتهم وقد تم استرجاع الجزء الأكبر من المبلغ.
وفي مطار لوغان الدولي صادرت سلطات الجمارك وحماية الحدود عدة تذكارات عراقية تضم لوحة زيتية كانت بحوزة مراسل صحيفة بوسطن هيرالد جول كريتاندن الذي كان قادمًا من الكويت، لكنه لم تسند إليه أي تهمة لأنه صرح بما جلبه معه، وكان متعاونًا مع السلطات الفيدرالية .
حرب واحدة.. في هذه الفترة الرئاسية
کریستیان ساینس مونيتور
دنيس جيت
في أعقاب نجاح عملية «حرية العراق» ادعى العديد من المحللين أن هناك تغييرًا جوهريًا في طبيعة الحروب. يقولون إن النتائج المدهشة للغزو الأمريكي للعراق يمكن تكرارها بسهولة في أماكن أخرى بنفس الكلفة المنخفضة. أما معارضو الحرب فيخشون حدوث ذلك. بعض منتقدي سياسة بوش ينظرون بالقول إن خطة الإدارة هي التحرك بسرعة إلى الأهداف الجديدة مثل سورية، إيران ليبيا وكوريا الشمالية، لكن كلتا الرؤيتين خطا.
إن فكرة أن هناك نوعًا جديدًا من الحروب حيث يمكن قتل الأشرار فقط في مكان ما من العالم كلام إما مبالغ فيه أو سخيف والإدارة لن تقرر الهجوم على بلد ما لمجرد أن البنتاجون يعتقد أنه يستطيع ذلك، لأن الساسة في البيت الأبيض يعلمون أن أقصى عدد من الحروب يمكن أن يحدث في فترة رئاسية واحدة.
هو حرب واحدة فقط الرئيس بوش كان من بين هؤلاء الذين يؤكدون إمكانية حدوث حرب بأقل أضرار جانبية أو إصابة للمدنيين، وقد قال بعد التجول في محطة بوينج في سانت لويس التي تقوم بتصنيع طائرات إف ١٨ «اليوم أكثر من أي وقت مضى ويفضل دقة التكنولوجيا الأمريكية تمكنا من حماية حياة جنودنا، وحياة المدنيين الأبرياء يمكننا الآن أن نستهدف نظامًا، وليس دولة، لم يعد بالإمكان أن يشعر الإرهابيون والطغاة بالأمن»
ولكن هل تطورت الحرب بشكل ثوري كبير بحيث أصبحت بلا آلام. ماذا لو قام خصومنا بضرب أهداف مدنية لدول حليفة بالمدافع والصواريخ كما الحال بالنسبة لكوريا الشمالية وسورية مثلًا، وماذا عن الرقم الحقيقي للضحايا المدنيين في العراق؟
لقد كان صدام حسين الهدف الممتاز. لقد كان شريرًا وضعيفًا لكن إيجاد عدو بمثل هذه المزيج غير المألوف لن يكون أمرًا سهلًا إلا إذا قلصت أمريكا عدد أعدائها وحصرتهم بالدول التي يمكن إحراز النصر عليها بكلفة قليلة صحيح أن سورية ضعيفة، لكنها ليست شريرة بشكل ظاهر.
ربما يكتشف الأمريكيون فيما بعد أن سورية شريرة بالقدر الكافي، ويعتمد ذلك على تفسيرهم المعنى «الشرير». فهل هو الدكتاتور الذي يستبد بشعبه أم الدكتاتور الذي يستبد برأيه في وجه أمريكا؟!
مقاومة إغراءات
الشعور بالقوة
واشنطن بوست
روبرت کاجان
هل بالإمكان أن تتبع إدارة بوش حملتها العسكرية الرائعة في العراق بحملة سياسية ودبلوماسية ذكية بعد الحرب بإمكانها فعل ذلك إذا تجنبت بعض الإغراءات الخطرة
الإغراء الأول في العراق، حيث يرغب بعض المسؤولين في إدارة الرئيس بوش في تقديم الدع الأشخاص تعرفوا عليهم، ووثقوا بهم لسنوات مثل أحمد جلبي
هذا مفهوم، ولكنه في نفس الوقت خطأ جلبي بلا شك رجل جيد (!). وحين كان في المنفى عمل لمدة طويلة وبشدة ضد صدام حسين، وإذ أستطاع اليوم أن يحشد دعمًا حقيقيًا له في العراق من خلال ما يقدمه من أعمال فسيتمنى له العالم ساعتها التوفيق. لكن الولايات المتحد يجب ألا تمنحه الأفضلية على بقية الزعماء المرتقبين الآخرين، وخصوصًا أولئك الذين بدأوا في الظهور داخل العراق الآن. وكما قال بول رولفويتز إنك لا تستطيع التحدث عن الديمقراطية، وبعد ذلك تستدير وتقول أين يمكننا التقاط زعماء لهذا البلد الديمقراطي؟
لذا يجب على الولايات المتحدة ألا تساعد جلبي أو أي شخص آخر ليكون بمكانة شارل ديجول العراق في الأيام الأخيرة من الحرب إن الأمر سيبدو كما لو أن الولايات المتحدة خاضت الحرب في العراق لكي تضع جلبي في السلطة وساعتها سيفقد نجاح الرئيس بوش مصداقيته.
الإغراء الثاني يأتي من أوروبا. هناك اتجاه قوي داخل الإدارة الأمريكية لمعاقبة الحلفاء السابقين في أوروبا الذين عارضوا الحرب الشعور بالانتصار والرغبة في المحاسبة غريزة إنسانية طبيعية، لكن هذا الوقت يجب أن يكون لأقل قدر من الأنانية.
قوة العالم العظمى الوحيدة ليست بحاجة إلى أن تحمل الأحقاد، وأحيانًا هي لا تستطيع التحمل لا يوجد ثمة حليف بذل في المجهود الحربي الأمريكي أكثر من تركيا في النهاية وسيكون نوع من الجنون السياسي والاستراتيجي إذا عاقبنا الديمقراطية الإسلامية المعتدلة الراسخة الوحيدة في المنطقة، في الوقت الذي نسعى لبناء ديمقراطية في العراق
تبدو إدارة الرئيس بوش قادرة على نسيان الخصومة مع بوتين، وإغفال أن روسيا زودت العراق بأسلحة ممنوعة. وهناك شك في أن الصين ستدفع ثمنًا لانضمامها لفرنسا وروسيا في معارضتهما للحرب، فلماذا لا نضع الأمور في نصابها بالنسبة لأوروبا؟ بالطبع بوش يجب أن يكافئ أولئك الذين تحملوا المخاطر لدعمه خصوصًا توني بلير وهذا لن يكون ممكنًا مع فرنسا مادام يواصل شيراك تقديم نفسه كقوة مناوئة عظمى في مواجهة الولايات المتحدة، لكن إذا خيرت الولايات المتحدة الأوروبيين بين أن يكونوا أوروبيين أو تابعين وموالين لأمريكا فإنها ستفشل فالاتحاد الأوروبي ما زال النظام سياسي المهيمن في المجتمع الأوروبي، وبلير حاول ترقيع ظهر علاقاته الرئة مع أوروبا. معاقبة المعارضين لن تساعده في ذلك ..
أين اختفت أسلحة الدمار الشامل العراقية .. المزعومة؟!
والتر بنكس
لم تعثر الولايات المتحدة بعد على أسلحة دمار شامل في أي من المواقع التي حددها كولن باول في عرضه الشهير أمام مجلس الأمن الدولي في فبراير
لقد أعلن باول في 5 فبراير نهاية تعاون إدارة الرئيس بوش مع عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة ومهد الطريق للعمل العسكري بتقديمه أدلة على أن العراق مازال يواصل خرق قرارات مجلس الأمن التي تطالب بنزع سلاحه. وقد أخبر وزير الخارجية المجلس بأنه يريد أن يشرك المجلس بما تعرفه الولايات المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل لدي العراق وتورط العراق في الإرهاب.
وقال باول إنه على ثقة بأن القوات الأمريكية ستجد تلك الأسلحة. وفي مقابلة تلفازية أضاف باول: «لقد قضيت أربعة أيام بلياليها قبل أن أقدم ذلك العرض في فبراير مع هيئة الاستخبارات وعلى أرفع مستوى، وقمت بفحص كل شيء أنوي عرضه للتأكد من أن المجتمع الدولي يتفق مع المعلومات وقد حدث ذلك».
وفي خلال ٣٨ يومًا منذ أن قامت القوات الأمريكية والبريطانية بدخول العراق «حتى كتابة المقال» فإن القوات لم تستطع بعد تقديم أي من عناصر الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية التي وصفها باول أو تقديم أي عالم عراقي بتلك الأدلة من الأسلحة.
كما أنهم لم يقدموا بعد أي شيء يدعم ادعاءات باول لمجلس الأمن «بأن قرابة عشرين» من إرهابيي القاعدة كانوا يقيمون وينطلقون من بغداد.
الرئيس بوش سبق أن قال قبل أقل من شهرين إن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين «يمتلك أسلحة للإرهاب» وأنه يؤوي الإرهابيين الذين لديهم الاستعداد لاستخدام «أسلحة الدمار الشامل»، وفي حديث تلفازي الأسبوع الماضي مع مذيع «إن بي سي توم» بروكاو قال بوش: إننا نحتاج إلى زمن وتحقيق الإثبات التهمتين، وقامت رئاسة القيادة الوسطى التي تدير الحرب بإرسال وحدات لبحث المواقع التي تقول وكالات الاستخبارات الأمريكية إنه من المحتمل أن توجد فيها أسلحة، لقد وصلت عدة تقارير وتم نشرها من تلك الوحدات حول إمكانية وجود أسلحة كيماوية، لكن تم نفيها.
يقول مصدر رفيع المستوى من جهاز المخابرات إن التقارير الأولية من الميدان معظمها غير دقيق ويضيف: «أما التقارير الثانية فإنها تعمق المشكلة وفقط عند وصول التقارير الثلاثة نبدأ في فهم الموضوعات» (!)
وقال المسؤول الرفيع وهو يدرك أهمية أن يكون دقيقًا في إثبات أن صدام يمتلك أسلحة دمار شامل قال: «كنا حذرين» لقد ردد وزير الدفاع دونالد رامسفيد تصريحاته المتكررة للصحفيين بأن العراق كانت لديه ١٢ عامًا ليتعلم منها كيف يخفي أسلحته وأننا سنحتاج لوقت طويل لإيجادها .
إن أكثر إعلانات باول دراماتيكية ما قاله بأنه في الوقت الذي يناقش فيه مجلس الأمن قرارًا بشأن الموافقة على إعادة بدء عمليات التفتيش في نوفمبر الماضي، فإن الولايات المتحدة «على علم من مصادر بأن فرقة من الصواريخ خارج بغداد كانت توزع منصات إطلاق صواريخ ورؤوسًا حربية تحتوي على عوامل بيولوجية على مناطق متفرقة في غرب العراق»، ثم واصل الحديث بأن «معظم المنصات التي تطلق الصواريخ والرؤوس الحربية كان يتم إخفاؤها وسط أشجار النخيل وكان يتم تحويلها مرة كل أربعة أسابيع لتجنب كشفها» ...
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إنه لم يتم العثور على أي من تلك الأسلحة وقد تم إجراء تفتيش في غرب العراق دون نجاح وقد قامت القوات الأمريكية بمهاجمة فرقة الصواريخ، وكذلك مهاجمة القوات الخاصة من الحرس الجمهوري التي قالت إدارة الرئيس بوش للصحافيين قبل أسابيع من الحرب بأن تلك القوات تلقت تدريبًا على أسلحة كيماوية، ويقول المسؤول: إننا لا ندري أين هؤلاء الناس وأضاف إن الأفراد العسكريين الأمريكيين ربما يعثرون عليهم.
ويركز جزء من العرض الذي قدمه باول على أنه تم التقاط إلكتروني المحادثات بين اثنين من قادة الحرس الجمهوري، وقال بأول: إنهم كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض قبل بضعة أسابيع، وقال إنهم ناقشوا تحريك «عناصر لغاز الأعصاب» توقعًا لحضور فريق التفتيش التابع للأمم المتحدة.
إن المخابرات الأمريكية تعلم مواقع أولئك القادة وربما تعرف أسماءهم، ومع ذلك قال مسؤول: «إننا لا نعرف أين هم«
وذكر بأول أن العراق يستخدم معامل متحركة لإنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية لتجنب كشفها، وقد أوضح بالرسومات الأجزاء الداخلية لتلك المعامل أن المعلومات كانت مقدمة من عالم عراقي قال: إنه شاهد أحد تلك المعامل وأنه شهد حادثة راح ضحيتها ١٢ فنيًا بعد تعرضهم لعناصر بيولوجية، وقال بأول: «إن ذلك المنشق مع ثلاثة آخرين قدموا معلومات مستقلة. تؤكد أن العراق كان له على الأقل سبعة من تلك المعامل المتحركة التي تنتج عناصر بيولوجية»... وأن لكل معمل نحو اثنين أو ثلاث ناقلات على الأقل.
ولم يتم حتى الآن العثور على أي من تلك المعامل المتحركة، كما أن المنشقين لم يتقدم منهم أحد حتى الآن، وكذلك أسرهم.
إن باول والمتحدث باسم الإدارة الأمريكية ما زالا يصران على أن العراق لديه كميات كبيرة من أسلحة كيماوية وربما بيولوجية أعلنت عنها بغداد عام ١٩٩١م.
أخبر باول مجلس الأمن عن تهديدات العلماء عراقيين بالموت إذا تحدثوا عن أنشطة حول الأسلحة لفريق التفتيش التابع للأمم المتحدة وأضاف:« إن عشرات من الخبراء تم وضعهم تحت الحراسة المنزلية وليس في منازلهم».
وقال مسؤول كبير إن تلك المعلومات وردت من مصادر العملاء المخابرات، وحتى اليوم لم يتم الكشف عن أي فرد منهم، إن أولئك العلماء ربما يكونون تحت أيدي الأمريكيين إلا أن القيادة الوسطى لم تعلن عن أسماء الأفراد الذين قابلوهم أو عن المعلومات التي حصلوا عليها
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالرفاق العرب والرفاق اليهود يلتقيان.. ولا داعي للتورط مع اليهود!
نشر في العدد 25
26
الثلاثاء 01-سبتمبر-1970