; أين النظام العربي؟! | مجلة المجتمع

العنوان أين النظام العربي؟!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 27-مارس-2010

مشاهدات 29

نشر في العدد 1895

نشر في الصفحة 3

السبت 27-مارس-2010

بينما يتواصل الصمت العربي على ما يجري من عربدة صهيونية في القدس وعدوان متواصل على المسجد الأقصى يواصل أهلنا في فلسطين جهادهم بصدورهم العارية ضد آلة القمع الصهيونية في جميع أنحاء فلسطين في القدس، حيث يرابطون في الأقصى لحمايته، ويتصدون لعمليات الهدم والتشريد التي تشنها عصابات الصهاينة في القدس، ويواصلون صمودهم في غزة ضد الحصار الملعون منذ يونيو 2007م، ويصرون على صناعة الحياة بكل ما يملكون بعون الله وحده لا شريك له، ثم بمساعدات شعبية شريفة..

وفي الضفة يواصلون التصدي للعدوان والقمع الصهيوني على الحواجز، وفي المدن والبلدات حيث تنتشر قطعان المستوطنين، الذين يعربدون ويقتلون في حماية الجيش الصهيوني دون أي ردود فعل من قوات أمن السلطة التي كرّست رسالتها في قمع تيار المقاومة وكوادره الجهادية.

ولم تحرك النظام العربي تصريحات ومواقف رئيس حكومة الكيان الصهيوني ووزير خارجيته التي تتحدى العالم كله بالإصرار على استمرار بناء المستوطنات في القدس والضرب بموقف الرباعية الدولية وموقف البيت الأبيض عرض الحائط الذي يعتبر بناءها غير شرعي وعقبة في طريق ما يسمى بالسلام.

إن المواقف الغربية لم تذر الرماد في عيون النظام العربي لكي يتشجع على اتخاذ موقف قوي بسحب مبادرته لما يسمى بالسلام، بعد أن داسها نتنياهو، ومن قبله أولمرت، وشارون.. أو التحركات العالمية للضغط على الصهاينة، ولم يحرك النظام العربي لوضع العالم الغربي أمام مسؤولياته، أو يجمد العلاقات مع الصهاينة وطرد السفير الصهيوني من العواصم العربية، أو حتى إطلاق تصريحات قوية تدين تلك المواقف الصهيونية.. حتى تلك لم تحدث فقد عم الصمت الجميع... ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لقد كنا نأمل في أن يتم تقديم موعد انعقاد القمة العربية لأهمية مناقشة الاعتداءات المتواصلة على القدس والمسجد الأقصى، واتخاذ موقف تاريخي يتجاوب مع موقف الشعوب العربية التي تعتبر قضية فلسطين قضيتها المركزية، ولكن الأمل تبخر، ولم يعقد حتى مجلس وزراء الخارجية العرب اجتماعًا لذر الرماد في العيون!!

أمام ذلك المشهد العربي خرج الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال زيارته لقطاع غزة يوم الأحد الماضي (21 مارس 2010م) ليعلن من داخل القطاع أن الحصار الصهيوني يسبب معاناة إنسانية غير مقبولة...

وأضاف: «أقول بشكل واضح وأكرر على القادة الإسرائيليين، أن يعلموا أن سياسة الإغلاق التي يتبعونها لا يمكن أن تستمر وهي سيئة.. هذه السياسة تتسبب في معاناة إنسانية غير مقبولة لسكان غزة»...

نقول: لقد بدا أمين عام الأمم المتحدة خلال زيارته الثانية للقطاع وكأنه يتحدث باسم النظام العربي الغائب أو المغيب، والذي لم يزر منه مسؤول واحد قطاع غزة ولا حتى أمين عام الجامعة العربية، رغم أنه شهد زيارات مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وأوروبا.. فلِمَ هذا الموقف الغريب حيال محنة إنسانية يشهد العالم بخطورتها ومأساويتها.. وحيال إخوة الدين والعقيدة والوطن؟!

إن الضعف العربي المتزايد حيال القضية الفلسطينية، والغياب المتواصل عن اتخاذ مواقف قوية ضد الممارسات الصهيونية يخصم من شرعية هذا النظام، ويزيد من انقضاض الشعوب من حوله، وقبل ذلك وبعده يضعه في موقف حساب عسير أمام الله يوم القيامة، ثم يضعه في خانة بائسة من سجلات التاريخ التي لا ترحم .

الرابط المختصر :