; إثبات رمضان وذي الحجة | مجلة المجتمع

العنوان إثبات رمضان وذي الحجة

الكاتب الشيخ عبد الرحمن تاج

تاريخ النشر الثلاثاء 26-يناير-1971

مشاهدات 23

نشر في العدد 45

نشر في الصفحة 8

الثلاثاء 26-يناير-1971

إثبات رمضان وذي الحجة

وبيان الحكم في اختلاف المطالع

لم لا يوحد صيام المسلمين حتى تتوحد الأعياد

الناس الآن أحوج ما يكونون إلى عوامل التآلف واتحاد الكلمة

 الشيخ عبدالرحمن تاج - شيخ الأزهر الأسبق

رأي علمي للشيخ عبد الرحمن تاج شيخ الأزهر الأسبق

في سنة 1957‏ نشر فضيلة الشيخ عبد الرحمن تاج شيخ الجامع الأزهر رسالة عن الصوم طالب فيها بتوحيد صوم المسلمين وقد قدم فضيلته أدلة مقنعة يسرنا أن نعرض ما كتبه بهذا الصدد.

من خير ما أرشدنا به الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أمر الصيام، وإثبات شهر رمضان، قوله عليه الصلاة والسلام «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته، فان غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين».

فقد ربط ثبوت الشهر شرعًا بهذه العلامة الحسية، وعلق وجوب الصوم على تحقق الرؤية البصرية: رؤية الهلال بعد غروب الشمس في اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان.  فإذا كانت رؤية الهلال في ذلك اليوم مستحيلة طبيعة: بأن كان القمر لم يتم بعد دورة كاملة يتحقق بعدها الاجتماع ثم الانفصال الذي يسمى «الميلاد»، أو كان هناك عارض من العوارض الجوية التي تحول دون الرؤية – كالغيم والغبار- فقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ما يتبع في ذلك: فأمر بإكمال شعبان ثلاثين يومًا، ثم لا يكون المسلمون حينئذ في حاجة إلى تفقد الهلال في اليوم التالي لإثبات شهر رمضان.

غير أن هناك أمرًا مهمًا يجب النظر إليه، والفصل فيه بحكم يقطع الاختلافات، التي تقع كثيرًا بين أهل الأقطار الإسلامية، في اليوم الذي يبدأ فيه الصيام.

ذلك أن بعض هذه الأقطار، قد يتيسر لأهله رؤية الهلال، في حين أنه تتعذر رؤيته على أهل قطر آخر، فهل يجوز أن يعتمد أهل هذا القطر، على ما يبلغهم من تحقق الرؤية في بعض الأقطار الأخرى، فصوموا معهم من أول أيام صيامهم، ويتوحد بذلك مظهرهم جميعًا، في أداء عبادة من أهم العبادات، وشعيرة هي من أعظم أركان الدين؟

حقًا أن مواقع البلاد على الكرة الأرضية مختلف شرقًا وغربًا، وشمالًا وجنوبًا، واختلاف هذه المواقع – ولا سيما عند النظر إليها بحسب الخطوط الطولية للكرة الأرضية- يوجب بالضرورة اختلافًا وتفاوتًا في المواقيت: فتشرق الشمس على قوم قبل أن تشرق على آخرين، بساعة وساعتين، وثلاث ساعات، وأكثر من ذلك، على حسب التباعد بين الجهتين شرقًا وغربًا، ولذلك لا يمكن أن توحد مواقيت الصلوات اليومية، ولا أوقات الإمساك والإفطار في أيام رمضان، في جميع الأقطار الإسلامية، ما دامت الأوضاع قاضية بتفاوت تلك المواقيت، وما دام الواقع يشهد بأنه قد يكون ناس في وقت المغرب وحلول الإفطار في رمضان، على حين أن آخرين، يكونون في العصر، أو الظهر، أو وقت الفجر، فإن كل ساعة من ساعات الليل والنهار، هي وقت طلوع الفجر، وشروق الشمس، وهي وقت ضحى وزوال، وعصر وغروب، وهي وقت ظلمة الليل، أوله ووسطه وآخره على حسب مواقع البلاد. ‏

‏لكن اختلاف المواقع الذي يبلغ به التفاوت في المواقيت ذلك المبلغ العظيم، ليس له مثل هذا الأثر البالغ، فيما يرجع إلى إثبات الأهلة، فإنه ليس بين الأقطار الإسلامية، الشرقية والغربية – في أغلب الأحوال- تفاوت يتعذر تحقيق الفكرة التي نريدها من توحيد أمر الصيام، بعد أن تتفق الدول الإسلامية جميعها على توحيد العمل برؤية الهلال متى ثبتت ثبوتًا أكيدًا في أي قطر من الأقطار الإسلامية إن علماء الفلك قرروا أن هلال رمضان في عام 1957 سيمكث فوق الأفق في مصر، ‎‏ثلاث عشرة دقيقة، بعد غروب الشمس من يوم الأحد الحادي والثلاثين من شهر مارس، فإذا لم يتمكن بعض أهل المشرق: في إندونيسيا أو الهند مثلًا من رؤية الهلال، بعد غروب الشمس عندهم في ذلك اليوم، ثم رآه أهل الحجاز أو أهل مصر، بعد غروب الشمس من اليوم نفسه، فما الذي يمنع من اعتبار أن هذا الهلال هو هلال رمضان، ‏ بالنظر إلى الهند وإندونيسيا وما إليهما من بلاد الشرق؟

إنه لا شك في أن هذا الهلال هلال جديد، هو هلال رمضان كما أنه لا شك في أن النهار الذي يلي ليلة رؤيته هو نهار «الإثنين» بالنظر إلى جميع الأقطار، فما المانع من أن يكون يوم الإثنين هذا هو أول أيام الصيام لجميع المسلمين، مع فارق واحد، ليس له كبير تأثير: وهوان هذا اليوم «الإثنين» يبدأ عند أهل المشرق، قبل غيرهم من أهل مصر أو الحجاز مثلًا ببضع ساعات.

إنه لا شبهة في أن ذلك الهلال هلال جديد، وهو منذ اللحظة التي يولد فيها ‏ هلال جديد بالنظر إلى أقطار الأرض جميعها، وأن رؤيته في الحجاز أو في مصر، تكون قبل انقضاء الليل عند أهل المشرق، الذين لا يتمكنون من رؤيته في أول ليلة ولذلك هم يرونه- في الليلة التالية- أكبر حجمًا، وأعلى في الأفق منزلة، مما يكون في الليلة الأولى، عند أهل الحجاز أو مصر، الذين يكونون قد تمكنوا من رؤيته فيها‎. ‏

ومن هنا اختار كثير من أئمة الفقه، في المذاهب الأربعة عدم التعويل على اختلاف المطالع في إثبات الهلال‎. وهو ‏رأي قوي، ووجهة نظر سديدة. ويزيد ذلك قوة وسدادًا أن توحيد بدء الصيام من أقوى العوامل، على تمكين الروابط بين الشعوب الإسلامية، في جميع أقطار الأرض، وجمعهم على كلمة واحدة وطريقة واحدة، والناس الآن أحوج ما يكونون إلى عوامل التآلف والتقارب واتحاد الكلمة.

وهذا الرأي القوي السديد لا يتنافى مع ما دل عليه الحديث «‏صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، فإن ذلك خطاب للأمة الإسلامية، المتكاملة المتعاونة، في إقامة شعائر الدين، وإيجاب للصوم على جميع المكلفين، متى تحققت رؤية الهلال، فيكفي إذا لإيجاب الصوم على أهل قطر، أن تثبت رؤيته ولو في قطر آخر، فإن الحديث لم يذكر فاعل المصدر الذي هو «رؤية»، بل أتى بهذا المصدر على طريقة الفعل المبني للمجهول، فكأنه يقول: «صوموا إذا رئي الهلال»، «إذا تحققت رؤية الهلال».

وإذًا لا فرق بين قطر وقطر فيما يرجع إلى ثبوت الهلال، كما أنه لا فرق بين بلد وبلد من قطر واحد.

هذا – ولا ينبغي أن يتوهم متوهم أن قول الله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (البقرة: 185)، معناه: «من رأى هلال رمضان فليصمه» وأن ذلك يتنافى مع فكرة توحيد البدء بالصيام، فإن الشهود في الآية ليس معناه الرؤية، فالأعمى والمبصر سواء في إيجاب الصوم وإنما الشهود وهو الحضور‎.

‏والمعنى: من حضر شهر رمضان، وأدرك زمنه، فواجب عليه أن يصوم، متى كان أهلًا للتكليف بالصوم.

وخلاصة القول إنه ما دامت مسألة اختلاف المطالع، واعتبارها أو عدم اعتبارها، محل اجتهاد الفقهاء- ذلك الاجتهاد الذي اختلفت فيه أنظارهم- فلا يكون بدعًا أن يرجح أحد النظرين على غيره، ويفصل في المسألة بعدم التعويل على اختلاف المطالع، نظرًا لما قدمناه من أسباب هذا الترجيح.

قد يقول قائل: إن هذا التوحيد إن صح أن يجري على القطر الذي رأى أهله الهلال، مع الأقطار الواقعة غربية، فكيف يتحقق بين ذلك القطر والأقطار التي في الجانب الشرقي منه، ولا سيما تلك التي هي في نهاية الشرق الأقصى؟ أنه إذا رئي الهلال في مصر في ليلة، فإن هذه الليلة- ‏ من وقت غروب الشمس- ‏ تكون من الشهر الجديد، بالنظر إلى أهل مصر، ولزم أن تكون كذلك بالنظر إلى أهل تونس والجزائر ومراكش، من وقت غروب الشمس عندهم أيضًا، بل إن رؤية الهلال تكون في هذه الأقطار، أيسر منها في مصر، لعلو منزلة القمر فوق الأفق هنالك، بسبب تأخر غروبه عن غروب الشمس، أكثر مما يكون في مصر، لكن تلك الليلة التي تحتسب من الشهر الجديد لمصر وللبلاد الواقعة غربيها، لا تكون جديدة أو لا تكون جديدة كلها، لأهل الأقطار الشرقية، كالهند والباكستان، وإندونيسيا، ما دام نظام دورة القمر لا يسمح برؤيتهم الهلال بعد غروب الشمس .

قد يقال هذا، ونحن نوافق على أن حالة البلاد الواقعة شرقي قطر رأى أهله الهلال، تختلف قليلًا أو كثيرًا عن حالة البلاد الواقعة غربي هذا القطر لكن هذا الاختلاف لا يمنع من الأخذ بفكرة توحيد الصوم، فإنه إذا كان الفرق - بين قطر شرقي وآخر غربي يكون أهله قد رأوا الهلال -هو بضع ساعات لا تبلغ ليلة كاملة يصير بها أحد القطرين في ليل والقطر الآخر في نهار فإنه يمكن من غير شك توحيد بدء الصيام. 

فمتى تحققت رؤية الهلال في بلد من البلاد الإسلامية فإنه يُمكن القول بوجوب الصوم على جميع المسلمين الذين تشترك بلادهم مع بلد الرؤية في جزء من الليل الجديد.

 ولا يمنع من هذا التوحيد أن يكون الليل الجديد متحققًا في بعض البلاد الإسلامية: «بلاد الرؤية وما يقع غربيها» عقب غروب الشمس، على حين يكون تحققه في البلاد الشرقية بعد ذلك بساعة أو ساعات إلى ما قبل طلوع الفجر.

وعلى هذا الاعتبار: - «اعتبار أن اشتراك أي بلد إسلامي مع بلد الرؤية في جزء من الليل الجديد يحتم اشتراكهما في بدء الصيام» - يجب الصوم على أهل البلاد الإندونيسية جميعها وما في حكمها، بل على من هم أبعد من ذلك في جهة الشرق، إذا رؤي الهلال في مصر أو في الحجاز مثلًا. ومن باب أولى إذا ثبتت رؤية الهلال في قطر من الأقطار الواقعة شرقي مصر أو الحجاز.

أما أهل البلاد التي لا تُشارك بلد الرؤية في جزء من الليل الجديد فإنهم يكونون حينئدٍ في نهار يعتبر آخر نهار من شهر شعبان، فعليهم أن يصوموا النهار الذي يتلو عندهم ذلك الليل الجديد.

وتكون النتيجة أن أهل الأقطار جميعها حين يصومون النهار التالي لتحقق الرؤية في قطر من الأقطار يكونون صائمين في نهار جديد من شهر جديد وبعد؛ فهذا البيان الذي يمكن أن يجعل أساسًا في العمل على توحيد الأقطار الإسلامية، في الحكم بثبوت الهلال متى ثبتت رؤيته يقينًا في بلدة منها ـ لا يقتصر أمره على هلال رمضان، بل الحكم كذلك في ثبوت هلال ذي الحجة الذي يتعلق به أمر شعيرة کبری، هي شعيرة الحج والوقوف بعرفة:

فإنه إذا رُئي هلال ذي الحجة من عام ١٩٥٧ في بلدة جاکارتا أو كراتشي مثلًا بعد غروب الشمس من يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر يونيه، فإن نظام دورته يسمح برؤيته حتمًا في الحجاز ومصر وما بعدهما من جهة الغرب، وتكون الليلة الجديدة من شهر ذي الحجة وهي ليلة السبت، التاسع والعشرين من شهر يونيه - في كل قطر من هذه الأقطار، ثابتة عقب غروب الشمس من أفقها، وإذا يكون الوقوف بعرفة في يوم الأحد وهو اليوم التاسع من الشهر العربي، من أوله من غير شك.

أما إذا رئي الهلال بعد غروب الشمس من ذلك اليوم «الجمعة» في مصر أو في تونس أو في مراكش أو في بلدة «دكار» على المحيط الأطلسي وكان نظام دورة القمر لا يسمح برؤيته في ذلك اليوم في بلاد الحجاز كانت الليلة الجديدة ثابتة في بلد الرؤية عقب غروب الشمس من أفقها. أما بلاد الحجاز فإنها لا تدخل في الليل الجديد إلا بعد ذلك بمقدار ما بينها وبين بلد الرؤية، لكنها تشترك معها في جزء عظيم من الليل الجديد، وإذا تشترك معها في جزء عظيم أيضًا من نهار «الأحد» الذي هو اليوم التاسع من ذي الحجة حسب الرؤية. 
ومما تقدم يتبين أن الأمـر في توحيد الأقطار الإسلامية على مبدأ ذي الحجة، أيسر وأقرب منه في موضوع الصيام وثبوت هلال رمضان، لأن الفرق الزمني بين الحجاز وآخر بلد من بلاد المغرب الإسلامية قليل لا يمنع اتحاد الإقليمين في حكم ثبوت الهلال فهما مشتركان حتمًا في جزء عظيم من الليل، وكذلك في جزء عظيم من النهار.

وعلى هذا لا يظهر سبب وجيه لما يقرره بعض الفقهاء الذين لا يعولون على اختلاف المطالع، من استثناء شهر ذي الحجة واعتبار أن إثبات هلاله مقصور على بلد الحج نفسه. والله الهادي والموفق للصواب.

كيف نفهم الجهاد؟

إلى إخواننا المجاهدين حيثما كانوا، أسوق هذا الحديث ليكون ذكرى لبعضهم، ودرسًا لآخرين ممن دخلوا الميدان ولا علم لهم بحقيقة الجهاد وإذا كان هؤلاء المجاهدون قد اختاروا - ونعم ما اختاروا قتال الأعداء فالمسألة أصبحت بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت، فلتكن إذن حياة كريمة متوجة بالعز أو شهادة في سبيل الله يرتفع بها المجاهد درجات عند الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض. ولنستذكر هذه القصة:

جاء الخبر للملك يزدجرد ملك الفرس بأن العرب قادمون لمحاربته، فبعث إليهم رسالة يقول فيها: سأرسل إليكم رعاة الدجاج والخنازير عندنا ليؤدبوكم. فلما قرأ قائد المسلمين الرسالة ولعله سعد ابن أبي وقاص – مزقها، وقال للرسول: بلغ سيدك ما رأيت، وليكن على حذر فديننا يمنعنا أن نأخذ الناس على غرة. فاشتد غضب الملك وازداد حيرة ودهشة، فأشار عليه وزراؤه أن يكتب لقائد المسلمين باختيار ثلاثة للتفاوض فكلف بهذه المهمة: حذيفة بن محصن وربعي بن عامر والمغيرة بن شعبة، وقد رسم الملك وحاشيته خطة يعرفون منها إن كان الجنود جنود مبدأ وعقيدة أو جنود استرزاق وغنيمة وهي أن يسأل الواحد منهم على انفراد معنی هذا السؤال: لماذا جئتم من جزيرتكم العربية إلى بلاد فارس وما عهدناكم تطمعون في بلادنا، بل عهدنا بكم أن بأسكم بينكم، وحروبكم على بعضكم، فماذا حدث؟ فجاء الجواب من الثلاثة متفقًا: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، بذلك بعث الله رسوله محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فمن قبل منا ذلك قبلنا منه، ورجعنا عنه وتركناه وأرضه، ومن أبى قاتلناه حتى نفضي إلى الجنة أو إلى النصر ولما ترجم هذا الكلام إلى الملك قال: لماذا لا تتوقعون الاحتمال الثالث وهو أن تغلبوا فتؤخذوا أسرى أو تهزموا مثلًا؟ فكان جواب الثلاثة: إن الله تعالى وضع المؤمن أمام طرفين لا ثالث لهما. وذلك بقوله سبحانه: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (النساء: 74).

وبهذا التعبير القرآني لا يتصور المؤمن إلا غالبًا أو مقتولًا، وكذلك لا يتصور أن يهزم وهو يتلو قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (الأنفال: 16).

أوهو يسمع قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن التولي يوم الزحف من السبع الموبقات ومن جهة الواقع أيضًا فإن غزوات الرسول كلها وسرايا صحابته فيما أعلم لم يؤخذ فيها أسير أثناء المواجهة في القتال إلا أن يكون بطريق الغدر والخيانة كأن يقبض على الرسل ويتخذوا رهائن مثلًا، هكذا فهم أسلافنا المسلمون الجهاد فهموه مؤسسًا على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ومبينًا بالأركان العملية من صلاة وصيام وزكاة وحج وجهاد وبهذا الفهم عاشوا أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، فإن اقتديتم بهم فالنصر إن شاء الله حليفكم. ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم (محمد:38).

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مجليات 4

نشر في العدد 4

37

الثلاثاء 07-أبريل-1970

كيف ربّى النبي جنده؟

نشر في العدد 10

38

الثلاثاء 19-مايو-1970

لعقلك وقلبك - العدد 17

نشر في العدد 17

48

الثلاثاء 07-يوليو-1970