العنوان مسلمو تنزانيا: بين الحقد الصهيوني والتآمر النصراني
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 06-مارس-1984
مشاهدات 24
نشر في العدد 661
نشر في الصفحة 34

الثلاثاء 06-مارس-1984
- عشرون ألفًا من المسلمين تم قتلهم عام 1964 على يد عصابات نيريري.
- التحالف الصليبي – اليهودي طمس الإسلام في شرق أفريقيا.
لا زالت الذكريات المؤلمة تعصف بقلوب مئات الملايين من المسلمين في العالم الإسلامي كلما أوردت الأنباء خبرًا عن تلك الدولة الأفريقية المسماة تنزانيا والتي لم يكن لها أي وجود قبل عام ١٩٦٤م حيث انبثقت هذه الدولة عن اتحاد تنجانيقا مع زنجبار في دولة فيدرالية سميت بتنزانيا وقد تم بناء هذا الاتحاد على جماجم ما يقرب من ٢٠ ألفًا من المسلمين من أهالي سلطنة زنجبار إضافة إلى الآلاف الأخرى من المعتقلين والمشردين... ومن الجدير بالذكر أن جوليوس نيريري رئيس تنجانيقا في ذلك الوقت استطاع عن طريق الشيوعيين في سلطة زنجبار تدبير انقلاب دموي شارك فيه المئات من المتسللين الذين أرسلهم نيريري في زوارق إلى شواطئ زنجبار وكانت حصيلة هذا الانقلاب الدموي أكثر من ٢٠ ألفًا من سكان زنجبار. كانت تلاحقهم عصابات نيريري القادمين من تانجانيقا والعصابات الشيوعية من داخل زنجبار داخل بيوتهم وعبر الشوارع والمساجد... ليتم ذبحهم بصورة تنم عن الحقد الدفين المتأصل في نفوس من خططوا لهذه المجزرة.
- ماذا فعل نيريري بزنجبار؟
فور تمكن نيريري من تثبيت أقدامه في الجزيرة
عمل على وضع بصماته في كل جانب من جوانب
الحياة إلي زنجبار وتم له ذلك بعد أن أقدم على:
١- فصل المئات من المواطنين المسلمين من وظائفهم وترحيلهم واعتقال البعض الآخر...
٢- قتل المسلمين في المساجد أثناء تأديتهم للصلاة دون أدنى سبب...
3- إغلاق الجمعيات الإسلامية.
٤- زج قادة المسلمين والوعاظ والمرشدين في السجون.
٥- منع تزو يد المساجد بأي تجهيزات ضرورية،
٦- منع تدريس الدين الإسلامي في المدارس والمعاهد وإدخال المناهج الهدامة بدلًا عنها...
٧- إلغاء اللغة العربية من المناهج الدراسية في محاولة لفصل سكان الجزيرة عن العرب...
٨- تأميم النشاطات الاقتصادية في البلاد.
٩- أرسل نيريري فرقة من جيشه إلى زنجبار لتقيم فيها خشية الثورات المضادة...
ما ذكرناه آنفًا إنما هو غيض من فيض فعله ولا زال يفعله القس الكاثوليكي جوليوس نيريري في المواطنين المسلمين من أهالي زنجبار وتانجانيقا...
- الدوافع الصليبية لنيريري
كانت مجلة الدعوة التي تصدر في دار السلام قد نشرت في عام ١٩٦٦م خبرًا أدى إلى إيقاف المجلة واعتقال زعماء جمعية الدعوة التي تصدر المجلة وزجهم في السجن. وكان خبر المجلة يتحدث عن الاجتماع الذي تم عقده بين جوليوس نيريري رئيس تنزانيا وملتون أو بوتي رئيس أوغندة وتوم مبويا نائب رئيس كينيا وبين البابا.
وكان هذا الاجتماع مخصصًا لبحث سبل تدعيم النفوذ النصراني في شرق أفريقيا الذي يضم كلًا من كينيا -أوغندة- تنجانيقا وزنجبار وفرض هذا النفوذ على الأغلبية المسلمة في كل من تنجانيقا وزنجبار... فمن المعروف أن عدد سكان تنزانيا يبلغ ٢١ مليون نسمة منهم ١٨ مليون من المسلمين ولكن السلطة والقوة بيد النصارى والحكومة النصرانية تعمل ليلًا ونهارًا من أجل القضاء على الإسلام في تنجانيقا وزنجبار ومن أجل هذا فقد ضاعت الكثير من حقوق المسلمين، فقد ألفت حكومة نيريري القضاء الشرعي ومنعت تعدد الزوجات وطبقت قانون الزواج الكاثوليكي -ووضعت العراقيل أمام المسلمين الراغبين في تأدية فريضة الحج فانخفض العدد من 3٥٠0 حاجًا عام ١٩٦٤م إلى ٥٠٠ حاجًا فقط، كما قامت بإغلاق الجمعيات الإسلامية وعلى رأسها جمعية مسلمي شرق أفريقيا.
حتى التعليم بات حكرًا على النصارى فثلاث أرباع المدارس في تنزانيا تتبع النظام النصراني والتعليم العالي مقصور على أبناء النصارى مقابل عدد ضئيل من أبناء المسلمين. كما قامت الحكومة بمنع استيراد الكتب الإسلامية والمصاحف وأصبح من العسير الحصول على المصاحف، حتى ما ترسله بعض الدول الإسلامية لا يصل إلى المسلمين...
- نيريري وحملات التبشير
ما إن تم نيريري السيطرة على زنجبار حتى قام ببناء ثمان كنائس إضافة إلى الأربعة الموجودة سابقًا في بلد تبلغ نسبة المسلمين فيه أكثر من ٩٥% ولا يتجاوز عدد سكانه عن300,000 نسمة إضافة لذلك قامت حكومة نيريري بالاتفاق مع الجمعيات التبشيرية العالية لإيفاد أعداد كبيرة من المبشرين إلى تنزانيا ومن ثم توزيعهم في تنجانيقا وزنجبار للتبشير بالنصرانية بين المسلمين ويوجد حاليًا ما يقرب من ٢٠ ألف من رجال الجمعيات التبشيرية العالمية. حيث يقوم هؤلاء ببناء الكنائس والمدارس والمستشفيات وتوفر الحكومة لهم الأرض والسيارات والمطابع لطبع الكتب والنشرات والمجلات التبشيرية.
- زنجبار والتحالف الصليبي - اليهودي
اتجهت أنظار التحالف الغير مقدس بين اليهودية والصليبية إلى منطقة شرق أفريقيا عمومًا وإلى سلطنة زنجبار بشكل خاص فور حصول السلطنة على استقلالها عام ١٩٦3م حيث لوحظ أن الاتجاه المعادي للكيان الصهيوني هو سمة السياسة الجديدة لحكومة الاستقلال فقد أعلنت هذه الحكومة عن رفضها الاعتراف بالكيان الصهيوني، كما رفضت استقبال غولدا مائير بعد رحلتها إلى تنجانيقا وكينيا ومن حينها بدأت المؤامرة الصليبية - اليهودية على الدولة الجديدة وبالتواطؤ مع بريطانيا عن طريق العناصر البريطانية التي لا زالت تعمل في الجزيرة بعد الاستقلال وخاصةً في جهاز الشرطة والأمن استطاع نيريري بالاتفاق مع العناصر اليهودية التي تم طردها من الجزيرة بعد الاستقلال التسلل إلى داخل الجزيرة وتنفيذ الانقلاب الذي أشرنا إليه أنفًا. والغريب أن الحكومة الجديدة قامت فور نجاح انقلابها وتثبت دعائم حكمها وإعلان خطها الثوري اليساري... بإعلان اعترافها بالكيان الصهيوني وفتح سفارة له في سلطنة زنجبار المسلمة كما قامت بطمس معالم الانتماء العربي ومنعت سكان الجزيرة من تعلم اللغة العربية وبدأت في إرسال من يرغب في التعليم إلى مدارس وجامعات الكيان الصهيوني.
ولم تقف مظاهر التحالف الصليبي اليهودي عند حدود زنجبار وتانجانيقا فقد امتدت يد هذا التحالف إلى الدول الأخرى في منطقة شرق أفريقيا وكانت أوغندة المحطة الثانية لهذا التحالف حيث كان عيدي أمين رئيس أوغندا في ذلك الوقت يشن حملة ضد الكيان الصهيوني ويعمل في نفس الوقت على تقوية علاقاته مع العالم العربي بتبنيه للقضايا العربية والإسلامية. عندها توجه الحقد الصليبي - اليهودي نحو أوغندة حيث قام نيريري بإرسال أكثر من 40 ألف جنديًا لغزو أوغندة وفرض ميلتون أو بوتي النصراني رئيسًا لأوغندة.
- العرب وقضية زنجبار
ومن المعروف أن العنصر العربي في زنجبار كان العنصر الرئيسي في تلك الجزيرة حيث إن السلطان جمشيد ابن عبد الله والذي تم الاستقلال في عهده هو عربي مسلم من سلطنة عمان لذلك كانت زنجبار الواحة العربية في شرق أفريقيا ولكن للأسف كان دعاة القومية العربية وعلى رأسهم عبد الناصر أشد عداوة لهؤلاء العرب المسلمين من النصارى واليهود فقد أعلن عبد الناصر وقتها مباركته للمجازر التي جرت في زنجبار ووضح يده في يد الصليبي جوليوس نيريري حليفه الاشتراكي التقدمي!!!! وهكذا ضاعت زنجبار كما ضاعت من قبل فلسطين وغيرها...
واليوم يتجه أهل زنجبار لإخوانهم العرب المسلمين لمد يد العون لهم ومساندتهم دبلوماسيًا وإعلاميًا وشرح قضيتهم للعالم وذلك لمنع الاندماج الكامل بين زنجبار وتانجانيقا حيث إن هذه القضية تبحث الآن داخل تنزانيًا، ومع مرور عشرين عامًا على استيلاء نيريري على زنجبار وإعلان الاتحاد الفدرالي إلا أن سكان الجزيرة ما زالوا يرفضون هذا الاتحاد ويعملون من أجل حصولهم على الاستقلال والفرار بعيدًا عن نيريري وحقده الصليبي فهل يقف المسلمون والعرب إلى جانب إخوانهم أهل زنجبار؟ هذا ما نرجوه…
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
امنعوا المساعدات العربية عن سَفاح المسلمين.. اضطهاد المسلمين في زنجبار المسلمة
نشر في العدد 248
18
الثلاثاء 06-مايو-1975

نافذة على مسلمي أفريقيا: مسلمو تنزانيا.. أغلبية مهمَّشة تسعى لنيل حقوقها
نشر في العدد 2151
19
الجمعة 01-يناير-2021
