العنوان نافذة على مسلمي أفريقيا: مسلمو تنزانيا.. أغلبية مهمَّشة تسعى لنيل حقوقها
الكاتب د. أشرف عيد
تاريخ النشر الجمعة 01-يناير-2021
مشاهدات 20
نشر في العدد 2151
نشر في الصفحة 41

الجمعة 01-يناير-2021
في عام 2005م تولى الرئيس المسلم «كيكويتى» فسعى إلى تغيير الواقع الأليم للمسلمين وإقرار خطط تنموية لمناطقهم
يحتاجون دعماً عربياً وإسلامياً لتحقيق التوازن مع الأقلية المسيحية فضلاً عن حاجتهم للدراسة بالجامعات الإسلامية
تقع تنزانيا في منتصف شرق أفريقيا على المحيط الهندي، ويقدر عدد سكانها بــ57 مليون نسمة عام 2018م، وعدد المسلمين منهم 32 مليوناً تقريباً؛ بما يعادل 56%، وباقي السكان مسيحيون وذوو معتقدات أخرى، والإنجليزية هي اللغة الرسمية للبلاد، والسواحلية هي اللغة الأم، وعاصمتها حالياً دودوما.
والدولة عبارة عن منطقتين، هما: «تنجانينقا»، و»زنجبار»، اللتان اتحدتا عام 1964م تحت اسم «جمهورية تنزانيا المتحدة»، وينتشر المسلمون في زنجبار؛ حيث تبلغ نسبتهم فيها 95%، بالإضافة إلى دار السلام، وبامبا، وتانجا، وليندي، والمدن الساحلية، ويقلون داخل البلاد.
بين الماضي والحاضر
واجه المسلمون بتنزانيا عقوداً من الظلم والتهميش، حُرِموا خلالها من تبوؤ أيّ منصب رفيع، فسيطرت الأقلية المسيحية على الحكم والاقتصاد، ووضعوا أيديهم على أغلب مؤسسات الدولة، وفتحوا الباب أمام مؤسسات التنصير لتَعِيث فساداً بين المسلمين، لكن مساعيهم تلك لم تنجح؛ لتمسُّك الأغلبية المسلمة بهويتها، ونجحت منظمات الإغاثة الإسلامية في التصدي لمدٍّ تنصيري جارف؛ مما دعاهم للكيد لها، والتخطيط لطردها، خصوصاً بعد تفجير السفارة الأمريكية في العاصمة دار السلام عام 1998م.
وقد عاش مسلمو تنزانيا أوضاعاً اقتصادية بالغة السوء؛ فالغالبية العظمى منهم يعيشون فقراء لا يجدون قوت يومهم؛ أسرى الجهل والمرض، لكنهم لم يستسلموا؛ فسعوا إلى توحيد صفوفهم ليكون لهم دور في الحياة العامة، وظهر ذلك في انتخابات عام 2005م التي تولى فيها السلطة الرئيس المسلم جاكايا كيكويتى (2005- 2015م)؛ فأنهى عقوداً من الاضطهاد والتهميش، وسعى إلى تغيير الواقع الأليم للمسلمين وإقرار العديد من الخطط التنموية لمناطق المسلمين، وتولى في عهده شخصيات مسلمة مناصبَ سياسية رفيعة في وزارات الدفاع والخارجية.
ويوجد بتنزانيا بعض الهيئات الإسلامية، أبرزها: «المجلس الإسلامي الأعلى» الذي تأسس عام 1387هـ/ 1967م، و»مركز الحرمين الإسلامي» تأسس عام 1397هـ/ 1977م، ومؤسسة «ذي النورين الخيرية».
أيضاً قام د. عبدالرحمن السميط بالمساعدة في إنشاء «لجنة مسلمي أفريقيا» عام 1987م التي قامت بجهود دعوية وتعليمية واجتماعية في عموم أفريقيا ومنها تنزانيا، وهناك أيضاً «هيئة علماء المسلمين» التي تأسست عام 2012م، وهي تهدف إلى جمع علماء للمسلمين في تنزانيا وإيجاد مرجعية علمية للمسلمين تناقش قضاياهم.
التعليم الإسلامي
قام الاحتلال الإنجليزي بإلغاء اللغة السواحيلية التي كان يتحدث بها المسلمون، وأغلقت جميع المدارس الإسلامية وتحولت إلى مدارس علمانية وأخرى مسيحية، ووضع نظام التعليم تحت إشراف المؤسسات التنصيرية، وأصبح 80.6% من مدرسي المدارس الإعدادية والثانوية في تنزانيا من غير المسلمين، و60% من الجامعات تابعة لمجمع الكنائس في تنزانيا.
ولمَّا وجد المسلمون في تنزانيا أنفسهم مجبرين على تعليم أبنائهم في المدارس التنصيرية مما يؤثر على عقيدتهم؛ أحجم كثير منهم عن إرسال أولادهم إلى تلك المدارس؛ فزادت نسبة الأمية بين المسلمين إلى 50%، وأصبحت نسبة المسلمين الذين يتخرجون في جامعات تنزانيا أقل من 30%.
وقد سعى المسلمون للتغلب على هذا الوضع؛ فأدخلوا المناهج الحكومية إضافة إلى تدريس المبادئ العامة للعلوم الشرعية الإسلامية، وهذا النوع من التعليم المعترف به من الحكومة، ويتيح لخريجي تلك المدارس الالتحاق بالجامعات الحكومية والتنافس في فرص العمل.
والمسلمون في تنزانيا في حاجة إلى دعم عربي وإسلامي لتحقيق التوازن مع الأقلية النصرانية، فضلاً عن حاجتهم للدراسة في الجامعات الإسلامية؛ فجهود العالم الإسلامي مقصورة على الدعم السعودي، ومنح الدراسة في الأزهر أو إيفاد مدرسين إلى تنزانيا للتدريس غير كافية.
والمسلمون في تنزانيا يحرصون على التنشئة الإسلامية لأبنائهم، ويزداد أعداد حفظة القرآن، وتقام المسابقات في حفظ القرآن الكريم، مثل: مسابقة أفريقيا الكبرى الـ20 للقرآن برعاية السعودية، وقد شارك فيها متسابقون من 20 دولة أفريقية في 15 رمضان 1440هـ/ 20 مايو 2019م.
المصادر
1- السيد عبدالرحمن: حوار مع الداعية الإسلامي التنزاني الشيخ إسماعيل محمد سالم، الألوكة، 8 جمادى الآخر1436هـ/ 29 مارس 2015م.
2- حاتم إبراهيم سلامة: حوار مع رئيس هيئة علماء المسلمين بتنزانيا الشيخ سليمان كيليميلي، مجلة المجتمع، 9 مارس 2017.
3- د. كمال محمد جاه الله الخضر: الوجود الإسلامي في تنزانيا في ضوء التحدّيات المعاصرة، مجلة قراءات أفريقية، العدد 17، 28/6/2018م.
4- هاني صلاح: حوار مع الأمين العام لمؤسسة «ذي النورين الخيرية» الشيخ شمس علمي، موقع مسلمون حول العالم، 2016م.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
امنعوا المساعدات العربية عن سَفاح المسلمين.. اضطهاد المسلمين في زنجبار المسلمة
نشر في العدد 248
18
الثلاثاء 06-مايو-1975

