العنوان الأسرة (29)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 29-سبتمبر-1970
مشاهدات 56
نشر في العدد 29
نشر في الصفحة 29
الثلاثاء 29-سبتمبر-1970
الأسرة
رد على رد حول تعدد الزوجات
طالعت في العدد ١٧ من مجلتكم موضوعًا بعنوان: «الزواج الثاني أو تعدد الزوجات» تبعه رد عليه في العدد ۲۰ وفيه يقول الأخ أحمد حسن من جامعة الكويت: الأصل هو زوجة واحدة والاستثناء هو تعدد الزوجات. وإني أخالف الأخ أحمد في رأيه
للأسباب التالية:
1 -لظاهر الآية الكريمة ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ (النساء: 3)، وخوف عدم العدل ليس مانعًا أبدًا أمام تعدد الزوجات بدليل أن الله تعالى قد قضى بعدم إمكانية العدل -والقلب بين إصبعيه فقال جلا وعلا ﴿وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾. (النساء: ١٢9).
وهي لفتة كريمة من رب كريم إلى عدم إمكانية العدل المطلق وتوجيه إلى عدم الميل كله والانطلاق بكل الحواس مع الميل الناشئ لبعض الزوجات دون الأخريات، ولكن لا بد من ضبط النفس والحرص على العدل ولو كان الأصل هو الاقتصار على واحدة لما كان معنى لإيراد هذه الآية آية التعدد ثم انظر إلى تعبير الآية واستخدامها للفظة «ما طاب» أليس فيها تحبب ودعوة للتعدد «الكلام للرجال فقط».
ثم ألم تقرأ أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام في الحض على تعدد الزوجات ودعوته لكثير من الصحابة لتكرار زواجه.
ثم لو كان المفهوم الاقتصار على واحدة فهل يتفق هذا مع سلوك الصحابة الكرام في تعداد زوجاتهم وهم القائلون كنا نترك سبعين بابا من الحلال حتى لا نقع في باب الحرام.
ونحن نرى ما جرى من تعدد زوجاتهم في زمن رسول الله ولم نسمع منه صلى الله عليه وسلم أي استنكار أو استهجان لفعلهم.
والذي أراه أن الهجر يتحقق فعلا كعقاب في حالة التعدد فقط والهجر لا يتحقق في حالة الزوجة الواحدة وكثيرون حدثوننا أنهم هم المهجرون وكان العقوبة للرجل لا للمرأة خلافًا لقوله تعالى ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾. (النساء: ٣٤).
هذا من السنة والقرآن والأثر.
أما من الناحية الاجتماعية فنحن متفقون في ضرورة التعدد في ظروف خاصة من سفر أو مرض أو... وأخيرًا إن كان للتعدد مساوئ فهي مهما بلغت لن تعدل بحال مساوئ بقاء المرأة عانسا أو أرملة والمعالجون لأمور المجتمع يدركون تمامًا معنى كلمة عانس وأرملة وكم هو خطرهما.
وأخيرًا تحياتي وتقديري للأخ أحمد والسلام عليكم.
م. بنفسلي
قصة قصيرة للأطفال: لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
ذهب رجل إلى حاكم القرية وقال: إن الناس يسرقون وزي ولا أعرفهم، وقد حاولت كثيرًا معرفة السارق فلم أستطع، فقال له الحاكم سأظهر لك السارق حالًا، ودعا الحاكم سكان القرية إلى وليمة عنده وقال: إني أعجب من الذين يسرقون الوز ويحضرون والريش معلق فوق رؤوسهم وفي الحال أخذ السارق ينظف رأسه من الريش، وهكذا استطاع الحاكم بحكمته ودهائه أن يعرف سارق الوز.
يا رب
يا رب أنت جميل ورائع، حقا أنا لم أرك حيث نورك ملء الدنيا ولشدته وقربه منا تعجز بصائرنا وأبصارنا المحدودة لا نستطيع رؤيته بوضوح لنصفه بدقة: جمالك وجمال إبداعك في الشجر، في الثمر، في الزهر، في السحر، في البر في السحر في الشفع والوتر، في الليل، إذا جن والطفل إذا كن والصبح إن لاح، للبلبل الصداح في صوت الرياح والديك إذا صاح في بسمة الأم في الأنس لا الهم في السمع والشم والذوق في الفم والإدراك في العقل والود في الأهل، في فرحة اليتيم وبرء السقيم في الصحو والأحلام وعذوبة الأنغام، أنت الجميل في جمالك يا مبعد المهالك وممهد المسالك ما قلت في ذلك إلا أبسط ما لك. أيها المؤمن المهيمن يا خالق الأيسر والأيمن انتقم للضعيف وأدحر الوغد المخيف وارحم الطير الأليف أحب هواك وليس سواك لا إنسا ولا جانا ولا ملاك منذ مهدي أراك في كل جميل لطيف وكل رعش في القلب ووجيف رحمتك هي الغنى وعندك كل المنى.
أملي بك كبير ويأسي منك صغير فابعد عنا المكروه أستجير بك منك حتى لا أتوه أنثر وأنظم لك وبك وما عندي قليل وما عندك كثير وجمیل أنزلت في القرآن الدر كأجمل مما في قاع البحر عربيا لا أعجميا لامعا كالثريا خافقا في القلب والوجدان إنه الهدى والقرآن فلا تعرقل النحل بالوحل ولا تدع لي أي مطلب في يد أفعى أو عقرب أتوسل إليك يا رب وأشكر لك لطفك ما دار هذا الفلك.
أسماء عبد الله العثمان
وفاء.. وبطولة.. وصبر
نائلة بنت الفرافصة
البطولة والوفاء والصبر والصدق وكل الصفات الجميلة هي من خلق الإسلام، ويتصف بها المسلم الحق فيأتي بالعجائب في البطولات والأعمال الصالحة الخيرة، والأمثلة على ذلك كثيرة وأكثرها بروزا ما يتصف به الأنبياء والأتقياء والصالحون من مكارم الأخلاق كالزهد والتجرد والتضحية وتحمل الصعاب وغير ذلك من أصول التربية القويمة وأدب الدين والدنيا وكل الأنبياء يتخلقون بخلق الإسلام وآدابه الكثيرة الإلهية الحكيمة.
والآن ونحن نتكلم عن مكارم الأخلاق الإسلامية وإن لم يبق في نفوس المسلمين «إلا من عصم ورحم الله» إلا صور هزيلة من حقيقته المشرقة الباهرة وحتى الخلق العربي في بداوته الخشنة وجفائه وهو مثل الشجاعة والوفاء والجود وحمى الدار والثأر وغير ذلك من أخلاق البداوة العربية الأصيلة لم يبق لها وجود إلا في النادر البعيد.
ولعل من باب السلوى والعزاء أن نبحث عن مثلنا العليا التي اختفت إلا قليلا من الأرض أن نبحث عنها في بطون التاريخ لنحيا لحظات جميلة بين تلك الصفحات المشرقة التي احتوت كنوزنا وأمجادنا العزيزة الخالدة لنجد أن من أروع ما حفظه لنا التاريخ من وفاء النساء المسلمات الباسلات ما صنعته السيدة نائلة ابنة الفرافصة مع زوجها عثمان بن عفان أمير المؤمنين -رضي الله عنه- لما لقي مصرعه في الفتنة الكبرى فقد تصدت للغائرين ووقفت بينه وبين المهاجمين عليه في وقت انفض عنه الحراس والحماة من الجند والمدافعين عن المدار وألقت بنفسها لتحميه من قاتليه فأصابتها منهم ضربة سيف في جسمها، ونالتها ضربة أخرى وهي تحميه بجسدها فأطاحت بعض أصابع يدها وهي مع إصابتها البالغة لم تترك أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه- بقاتليه حتى اختلط دمها بدم الشهيد العظيم المظلوم.
وهكذا سجل التاريخ هذا الوفاء والفداء الرائع لهذه الزوجة المخلصة الصالحة كمثل أعلى للمرأة المسلمة الواعية التي كانت تعيش أحداث الساعة وتتفاعل معها فتحارب الظلم وتعين على الحق.
فلتسمع نساؤنا اليوم للعبرة والاتعاظ في وقت عز فيه الوفاء وقل فيه الصبر من أجل العيش الرغيد والدنيا الناعمة والترف الزائل وإن ذل العزيز وأنتهك الحرم وأهينت الكرائم.
-اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون-
«بهيرة الخوجة»
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل