العنوان الأسرة (59)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 11-مايو-1971
مشاهدات 20
نشر في العدد 59
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 11-مايو-1971
هذا جهد الدينار.. فأين جهدك أنت؟
كثيرات تلك الأسر التي أنعم الله عليها في بلدنا هذا فبنت الدارات الفخمة والأنيقة وأحاطتها بالحدائق الخضراء الجميلة وفرشتها بأفخم الأثاث واستوردت لها أغلى الرياشي وإذا خرجت الأسرة خرجت بأبهى الحلل وتخطر في أفخم السيارات.
والواقع أننا لسنا على هذا نعترض فهذه كلها من نعم الله الحلال إذا اكتسبت عن طريق الحلال وكان العبد مؤديًا شكر هذه النعم ولكننا نريد أن ندخل بيتًا من هذه البيوت ونلتقى بربة الأسرة فيه.. ربة الأسرة في بيتها تلبس ما تشاء وليس غريبًا أن نجدها تلبس أحدث الأزياء وأغلاها ثمنًا وأكثرها جمالًا، وهي في بيتها حرة فيما تلبس... وتأخذنا ربة الأسرة إلى الصالون أثاث فاخر.. سجاد نادر.. لوحات زيتية عريقة كل شيء يوحى بالرقي.. وحجر النوم ليست أقل شأنًا.. والمطبخ كل شيء فيه حديث وكهربائي وأتوماتیکي..
أينما تنظر يقع بصرك على أشياء ثمينة.. في السقف الثريات. في الجدران.. في الأرض.. في كل جانب تجد حداثة وتقدمًا.. فهل هذا كل شيء..؟
لا..
هذا جهد الدينار.. هو وحده الذي استطاع أن يجلب كل هذه الأشياء وأن يوجدها وأن يزخرفها.. فأين جهد ربة البيت:
هل ربة البيت اعتنت بحضارة فكرها كما اعتنت بهذه الحضارة المادية السهلة المنال..؟
الجواب.. لا.
هل ربة البيت في مثل هذا البيت تجد أوقاتًا للفراغ طويلة.. فبماذا تقطعها..؟ في زيارة الجارات والأقارب.. في استقبال الجارات والأقارب.. في الثرثرة مع هذه وتلك.. وأخيرًا في مشاهدة التلفزيون.. هذا هو الواقع.
ربات البيوت.. هل كلهن أميات.. الجواب لا.. والأميات منهن يمكنهن أن يصبحن متعلمات فأمامهن الفرصة سانحة.
إذن فالكثير منهن متعلمات ولهن أتحدث..
فإليك أيتها الأم المتعلمة أقول: أنت مسؤولة عن بيت فيه رب الأسرة وفيه الأولاد فهل تعدين نفسك للقيام بهذه المسؤولية على خير ما يجب.
· رب الأسرة يحتاج إلى من تفهمه وتعامله على أساس هذا الفهم وتسوسه سياسة مبنية على فهمها لطباعه وعاداته فهل قرأت شيئًا من الكتب التي تعلمك كيف تفهمين زوجك وكيف تعاملينه؟..
الجواب حتمًا لا.
· تدبير المنزل أمر أصبح يقوم على العلم وخلاصة التجارب فهل قرأت كتابًا في شؤون التدبير.. إعداد الطعام.. تنسيق الزهور.. ترتيب الأثاث (الديكور)؟..
الجواب حتمًا لا.
· تربية الأطفال.. التعرف على نفسياتهم.. سلوكهم.. عاداتهم.. نموهم مشاعرهم في كل مرحلة من مراحل النمو.. هل قرأت شيئًا عن ذلك؟
الجواب حتمًا لا.
· معاملة الخادم والإشراف على إعداده لما يطلب منه وتوجيهه هل قرأت شيئًا عن ذلك؟
الجواب حتمًا لا.
· وأخيرًا هل تحرص ربة البيت أن يكون بيتها مكتبة خاصة تحرص على اقتناء مثل هذه الكتب في مثل هذه الموضوعات فيها.. الجواب حتمًا لا..
هذه هي الثقافة: التي يجب أن تلم بها ربة الأسرة بعد إلمامها بأمور دينها وعلاقتها بربها فإذا وجدت مثل هذه المرأة جاز لنا أن نقول: إن لدينا أسرًا مثقفة وأن عندنا نساء واعيات.
وفي شأن الوعي هذا لا يمكننا أن نقول: إن برامج التلفزيون وصفحات الصحف النسائية تفعل شيئًا نافعًا اللهم إلا إذا كانت الأزياء والموديلات وفضائح الممثلات شيئًا نافعًا.
رسالة أخت من السعودية: إلى مقدمة برنامج المرأة في إذاعة الكويت
أهنئكم على صحيفتكم وعلى ما تلاقيه من إقبال لسمو رسالتها في سبيل الصالح العام وبما تمتاز به من حسن العرض وجودة المادة وتنوعها وإن كنا نأمل أن تتطور من حسن إلى أحسن.
بارك الله جهودكم ووفق المسلمين إلى العزة والنصر.
سبق لإذاعة الكويت في برنامج من برامج المرأة أن قدمت حلقة حول السمنة وكيفية التخلص منها وفي خلال البرنامج عرضت المذيعة نماذج للتربية القديمة من جملتها أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين خطب عائشة رضي الله عنها قامت أمها بتغذيتها بالتمر واللبن حتى سمنت
«أو كلام هذا معناه» ثم كان تعليق المذيعة وعلى هذا القول بأن ذلك خرافات.
والذي يهمنا هنا هو الاستشهاد بمثل هذه الأمور التي تمس الرسول صلى الله عليه وسلم أو أهله واعتبارها من الخرافات فهذا مما يحز في النفس وكان الأولى بالتي أعدت البرنامج عدم ذكر هذه القصة إذا أرادت نقد طرق التربية القديمة.
ومع أننا على حسن من سلامة النية في إيراد هذا الموضوع إلا أننا لا بد أن نشير بأن أعداء الإسلام يستعملون هذه السياسة لزعزعة هذا الدين من القلوب وهذا هو أسلوبهم وأسلوب من تربى على أيديهم من أبناء الإسلام والذي أرجوه هو اختيار الصالح من المواد للإذاعة وخصوصًا في برنامج المرأة ونأمل ألا نسمع أشياء تمس قدسية ديننا أو إيذاء مشاعرنا.
نورة عبد الله الصالح
الرياض- المتوسطة التجريبية
أسباب انتشار الإصابات المنزلية بين الأطفال
· يمضي الأطفال معظم الوقت داخل المنزل فهو مملكتهم
· طبيعة الأطفال التي تتميز بحب الاستطلاع غير المحدود إذ يريد الطفل التعرف على كل ما يصادفه ولا يكتفي في ذلك بالنظر إلى جسم من الأجسام بل يحاول لمسه والإمساك به في محاولة التعلم والربط بين حاستي البصر واللمس ثم يحاول بحكم الغريزة وحب الاستطلاع معًا تذوق هذا الجسم بوضعه في فمه سواء كان صالحًا للأكل أو غير ذلك في محاولة دائبة للتعرف على كل أبعاد ونواحي المحيط الذي يعيش فيه.
· النشاط الذي لا يهدأ والذي يتميز به الأطفال فهم أبدًا في حركة دائبة لا يستقر لهم حال
· وقد يصيب التعب البالغين حتى من يمارس الرياضة البدنية منهم عند محاولة تتبع طفل في أوائل العمر ولكن الطفل لا يصيبه التعب أو الملل، بل يدور في جولات استطلاعية مستمرة لا يحد منها إلا الجدران أو الأبواب المحكمة الغلق.
· انجذاب الطفل إلى تقليد الكبار مثل الأم أو المربية أو الأب أو غيرهم في كل ما يفعلونه أو ما يظن أنهم يفعلونه
· نقص قدرات الطفل الذهنية نتيجة لانعدام الخبرة التي يكتسبها الإنسان بالممارسة الفعلية المستمرة على طول السنين وكلها خبرات مكتسبة ولا يستطيع الإنسان الاعتماد على الغرائز إذ أن المجتمع البشري مجتمع تتحكم فيه تقاليد وخبرات لا غرائز.
وقد تؤدي قلة الخبرات الذهنية إلى أن يوقع الطفل بعض الأضرار بنفسه كأن يضع بعض
الأطفال الحصى وقطع المعادن في آذانهم أو أفواههم في محاولة لاستكشاف المحيط الداخلي في أجسامهم، كما لا يمكن الاطمئنان إلى قدرة الأطفال على استخدام السكين أو استعمال الدراجة أو غيرها من الأشياء.
· ضعف القدرات العضلية للأطفال وعلى الأخص الحركات الدقيقة والتوازن العضلي
ويستغرق تعلم المشي الوقت والجهد والمشقة البالغة كما أن تدريب عضلات اليد على فك أو ربط أحد الأزرار سوف يستنفد أربع سنوات من العمر أما تنسيق حركة اليدين معًا أو العيون والساقين فتستغرق وقتًا أطول من ذلك.
· ضعف الخبرات الحسية ومعظمها يكتسب بالمران والتدريب وأهمها الأحساس بالأبعاد
والمسافات والإحجام المختلفة والقدرة على تمييز الألوان والإحساس بالزمن والتوقيت السليم والربط بين مختلف الإحساسات البصرية واللمسية وتقدير معاني الأحداث المختلفة.
تعليم الطفل العناية بالأشياء
تتفشى عادة التخريب بين الكثيرين من الأطفال، بل وبين الأحداث أيضًا في أحيان كثيرة، وقد نجد أنفسنا ميالين إلى التماس الأعذار للطفل المصاب بهذه العادة الذميمة ولكننا نجد أنه من الصعب علينا أن ندرك لماذا تظل عادة التخريب متمكنة من طلبة المدارس العالية.
إن عادة التخريب مرض باهظ النفقات يكلف خسائر جسيمة إذا لم نعالجه عند أول ظهوره في الطفل.
وليس من الحكمة أن نعلل أنفسنا بقولنا أن الطفل كذلك، إذ يجب على الوالدين أن يعملوا على تغيير العوامل الخاطئة الضارة التي تدفع أولادهم إلى التصرف الخاطئ الضار ليمكن أن يصير الأولاد ذوي قيمة ونفع للأخرين.
ونحن إذا ما لاحظنا الأطفال وهم يلعبون، لرأينا منهم من يعتنون باللعب التي يلعبون بها، أو من يضربونها بعضها ببعض بكل ما في أذرعهم الصغيرة من قوة وثمة أطفال يحتفظون بلعبهم سليمة بضعة أشهر فلا تنكسر ولا تتخرب بينما غيرهم يكسرون لعبهم ويخربونها في أقل من يوم، فيشتري لهم الوالدون أو الأصدقاء لعبًا جديدة تحل محل اللعب التي كسروها أو خربوها، وعندئذ لا يدرك الطفل أن ثمة قيمة للعبة. فلا تحضر للطفل لعبة جديدة عوضًا عن التي كسرها، وحتى إن لم يمكنه اللعب بها بعد كسرها فليبق بدون أية لعبة.
«النونو كسر اللعبة. يا خسارة. يا خسارة».. فلتردد هذه الكلمات ونحن نهز رءوسنا ببطء، في تأثر وأسف فيما نشير بأصبعنا إلى الجزء المكسور من اللعبة.. إننا إذا فعلنا ذلك ساعدنا الطفل على أن يدرك أن كسر اللعبة أمر قد أزعج والديه، وعندما يحاول مرة ثانية أن يخرب لعبته قولي له: «لا، لا، لازم النونو يحافظ على اللعبة، وإلا نأخذها منه» وإذا ما استمر الطفل في محاولة تخريب اللعبة، خذيها منه بلطف. إنه سريعًا قد يدرك أنه غير مسموح له أن يخرب لعبته مثلًا أو يفسد شيئًا من أثاث البيت.
وليس ثمة ما يبرر قولنا: «أنه لا يزال طفلًا، فلماذا نزعجه؟ ستقدم له النصيحة عندما يكبر
ويستطيع أن يفهم» ذلك لأنه حين يكبر ويصل إلى العمر الذي ينضج فيه إدراكه تكون قد تأصلت فيه العادات التي تعودها في طفولته. وعندئذ يمس رعبًا لجيرانه ومن يحيطون به.
فالناس لا يريدون أن يروا في بيوتهم بين ضيوفهم ولدًا نزقًا يخرب كل ما تصل إليه يداه مما يملكونه أو معًا يملكه أولادهم، بل أنهم ينظرون إليه نظرتهم إلى ضيف غير مرغوب فيه.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل