; الأمل | مجلة المجتمع

العنوان الأمل

الكاتب عصمت عمر

تاريخ النشر السبت 07-مايو-2011

مشاهدات 19

نشر في العدد 1951

نشر في الصفحة 55

السبت 07-مايو-2011

قد يتعرض المرء في حياته لأنواع من الفشل، وربما يصيبه بحالة من الإحباط والقنوط التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها عباده المؤمنين لذلك ينبغي على المسلم أن يتريث قبل أن يقنط ويراجع نفسه باحثاً عن الأسباب الحقيقية لفشله ليتجنبها مستقبلا، ويبدأ العمل الجاد معتمداً على الله ثم متلمساً أسباب النجاح العملية مع رجانه لربه في تحقيق المقصود، بدلا من اليأس الذي نهانا عنه ديننا الحنيف.

نعم، إن الأمل يعد إكسير الحياة، ولو أن المرء اتخذه خلقا في حياته لما وقف أمامه شيء في تحقيق ما فشل فيه، ولن يمل بإذن الله حتى ينجح في تحقيقه فيه تطمئن النفس في لحظات العسر والشدة، ويطمئن قلب المرء بأن فرج الله آت لا محالة. وإذا أردنا ترسيخ مفهوم الأمل في الأذهان والقلوب فلنتدبر آيات القرآن الكريم التي تزرع الأمل والتفاؤل في قلب المؤمن، ومنها قوله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾( الزمر: 53)

وقوله تعالى ﴿ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾( الكهف 110) هي دعوة من المولى عز وجل لعباده بالأمل في عفوه ومغفرته وعدم اليأس من رحمته، ومن ينظر في حال نبي الله أيوب عليه السلام وصبره وتعلقه بالأمل في الله لا يتسرب اليأس إلى قلبه أبداً.

فقد ابتلاه الله سبحانه في نفسه وماله وولده، إلا أنه لم يفقد الأمل في أن يرفع الله الضر عنه، وكان دائم الدعاء لله يقول تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (الأنبياء:83)، فلم يخيب الله أمله حقق سبحانه وتعالى رجاءه، وشفاه وعافاه، وعوضه عما فقده.

وهذا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دعا قومه دون يأس مع الحرص على هدايتهم، رغم ما تعرض له من إيذاء على أيديهم وعندما جاءه ملك الجبال فقال: إن شئت أن أطبق عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبِيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ بل أرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهُ وَحْدَهُ لا يشرك به شيئًا (متفق عليه).

ولما جاءت نبي الله إبراهيم عليه السلام البشرى بالولد على كبر أبدى تعجبه فقال ﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ (الحجر:54)، فقالت الملائكة ﴿ قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ﴾ ( الحجر: 55)

﴿قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ ( الحجر: 56) ﴿ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ (يوسف: 110) هكذا كانت حياة الأنبياء والصالحين الذين غير الله بهم وجه الحياة، وخاضوا في سبيل ذلك الصعاب والمشاق بعزم صادق وقلب ثابت، مع كامل الرجاء والأمل في نصر الله سبحانه وتعالى.

فليكن الأمل هو قائدنا في الحياة ولنحذر اليأس والقنوط من رحمة الله وعفوه وتوفيقه.

قال ابن مسعود و أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله ..

وقال الشاعر:

لا خير في اليأس *** كل الخير في الأمل

أصل الشجاعة *** والإقدام في الرجل

وقال آخر:

أَعَلِّلُ النَّفْسَ بالآمال أرقيها *** ما أَضْيَقَ الْعَيْش لولا فَسَحَة الأمل

ومن أقوال أحد الحكماء:

لولا الأمل ما بنى بان بنياناً، ولا غرس غارس غرساً 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 83

37

الثلاثاء 26-أكتوبر-1971

نشر في العدد 185

56

الثلاثاء 29-يناير-1974

نشر في العدد 241

42

الثلاثاء 18-مارس-1975