العنوان الأمن بإقامة الحدود
الكاتب عبد الله بن عبد الرحمن السند
تاريخ النشر الثلاثاء 17-أكتوبر-1972
مشاهدات 13
نشر في العدد 122
نشر في الصفحة 30
الثلاثاء 17-أكتوبر-1972
قد علم كل ذي عقل بالبديهة والضرورة أن الغاية التي تقام لها الحكومات وتنصب لها الإمارات والقضاة هي نشر الأمن بين الرعية ومنع ظالمها من الاعتداء على ضعيفها وإقامة العدل بينهم والسعي في إصلاحهم وراحتهم وبعث الطمأنينة في أموالهم وأنفسهم وأعراضهم ودينهم لا فرق بينهم.
قال الله عز وجل ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة ١٧٩).
اقرأ هذه الآية أيها المنصف الحكيم وكرر قراءتها وتبين معانيها ومراميها وتفهمها جليا وتأملها مليا وانظر إلى بلاغة القرآن وإعجازه.
وأعلم أن المجرم المعتاد للإجرام والذي أشربت نفسه حب الأذى والضرر وعلم أنه لو قتل نفسًا قتل أو سرق قطعت يده أو زنا رجم إن كان محصنًا حتى يموت أو جلد مائة جلدة إن كان غير متزوج، أو فقأ عينا فقئت عينه، أو كسر سنا کسرت سنه لانقلبت شروره خيرات وسيئاته حسنات ولكان مندفعًا إلى الخير إن لم يكن بطبيعته وفطرته فبرغبته وهيبته.
غير ما في هذه العقوبات الرادعة من شفاء القلوب المكلومة والنفوس الموتورة التي يتولد فيها بسبب عدم إنزال العقاب الصارم بالمجرم الظالم.
قال الله تبارك وتعالى ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (المائدة:٥٠) وقال صلى الله عليه وسلم: «حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحًا » وقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
هذا والله ولي التوفيق والهادي من شاء إلى الصراط المستقيم
عبد الله بن عبد الرحمن السند
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
حتى لا يصبح الدم الإنساني.. ملهاة بين أصابع القتلة - عقوبة الإعدام
نشر في العدد 105
11
الثلاثاء 20-يونيو-1972
