; الافتتاحية القرآن يتحدث: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم» | مجلة المجتمع

العنوان الافتتاحية القرآن يتحدث: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم»

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 16-أكتوبر-1973

مشاهدات 82

نشر في العدد 172

نشر في الصفحة 4

الثلاثاء 16-أكتوبر-1973

حرب ۱۰ رمضان.. جھاد فتح باب الخير والأمل

الوحدة التي تمت- تحت دوى القصف الجوي والبري


 

فتحت حرب ۱۰ رمضان أبوابًا واسعة من الخير والأمل والحياة الصحيحة.

إن للجهاد بركات. . ولدماء الشهداء ضياء ينشط أبصارنا ويجليها فنبصر. . ما لم نكن لنبصره لولا الجهاد.

فبالكتائب الزاحفة على العدو. . ومن خلال دوي القصف الجوي والبحري والبري انبثقت وحدة عربية وثيقة العرى.

إن الدموع -من فرط التأثر- تحدرت من المآقي وهي تشهد صفوف إخوان الإسلام في المغرب -مثلًا- يقفون صفوفًا -شيبًا وشبابًا- يسجلون أسماءهم للتطوع ومشاركة إخوانهم في المشرق في جهاد العدو.

هذه والله هي الوحدة.

إن ألف مؤتمر. . ومليون اجتماع لا يستطيع أن يثمر ما أثمره الجهاد على جبهات سيناء والجولان.

هذه هي الوحدة النزيهة؛ فالرجل القادم من المغرب والجزائر، والسودان والعراق ويوغندا. . ليقاتل اليهود إلى جانب أخيه المصري والسوري هذا الرجل تدفعه إلى القتال بواعث. . تجردت من كل غرض وطمع. . وتمحضت للموت في سبيل الله. . ونصرة إخوان مؤمنين. . يركعون كما يركع. . ويوحدون الله كما يوحد ويستقبلون مثله قبلة واحدة.

والوحدة الحقيقية تتطلب هذا الترفع. . وهذه النزاهة. . وهذا التجرد.

نعم. . إنها الوحدة من خلال ممارسة موقف عملي يوثق الارتباط بالدم. . ويقرب المسافات بالإسلام ويجمع القلوب على كراهية العدو. . ويحدد الهدف. . ويوحد الصف توحيدًا واقعيًّا. . رائعًا.

التنسيق بين العمليات في الجبهتين. . وحدة عملية.

موقف السعودية الصلب في وجه أمريكا. . وبذل المال بسخاء لدعم الجبهتين وحشد قواتها للمعركة. . وحدة عملية انخراط العراق في المعركة. . وحدة عملية.

مبادرة الجزائر إلى الاشتراك في القتال. . وحدة عملية حماية الأردن لميسرة الجبهة السورية واشتراكه في الدفاع عن الجولان. . وحدة عملية.

استعداد ليبيا للمساهمة الفعالة في تمويل المعركة. . وحدة عملية.

اشتراك الكويت في المعركة. . ودعمها المالي والسياسي واستعدادها لاستعمال سلاح النفط. . وحدة عملية.

مبادرات تونس. . واليمن وموريتانيا ودول الخليج. . وحدة عملية.

موقف الشعوب العربية العظيم في الحماس للقتال. . وثباتها الراسخ أمام دعايات العدو وتهديدات أمريكا. . ومسارعتها للتبرع بالمال والدم. . هذه وحدة عملية.

وثمة حقيقة جد هامة.

هي أن الوحدة العملية لا تقوم إلا بالثقة. . من هنا فإن هذا الدعم وهذا الاشتراك العملي في قتال العدو مبني على الثقة بالمقاتلين. . ومن جانب آخر فإن تقبل المقاتلين لهذا الدعم مبني على ثقتهم المطلقة بإخوانهم الذين نهضوا لعونهم في ساعة العسرة.

بالجهاد تقوم الوحدة العملية.

وبالوحدة نستطيع الوقوف -بحزم- في وجه الذين مردوا على مناصرة الباطل في العالم.

في وجه أمريكا التي أوغلت في الاستهتار بالقيم الانسانية. . والاستخفاف بنا.

ومن ثمار الجهاد ونتائجه الحاسمة. . تحديد المواقف بوضوح وانكشاف العدو من الصديق بطريقة قاطعة تمامًا. . لا يصلح معها الاعتذار. . ولا التعلل بمبرر ما.

إن أمريكا رمت بثقلها كله ضدنا.

و تدخلت في الحرب لصالح عدونا

ولا يزال الغراب اليهودي المشئوم في البيت الأبيض. . هنري كيسنجر يهددنا. . ويرهبنا.

وهذا. . خير!!

إن تهديد أمريكا وتدخلها لا يخيفنا أبدًا.

بل من صالح الحرب الشاملة أن تتدخل!

لقد طال شوق شعوبنا إلى تصفية الحساب مع هذه الدولة الباغية.

من. . زمان وشعوبنا تتفجر غضبًا. . وتموج موجًا بالسخط النبيل ضد أمريكا.

لماذا؟

لأن أمريكا تريد أن تأخذ بترولنا وقودًا لمصانعها وتجعل بلادنا سوقًا لبضائعها. . ثم تجازينا بالفانتوم تزود به عدونا لقتلنا. . وبالمال تدعم به الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة. . وبالفيتو في مجلس الأمن. . تحبط به أي مشروع عادل يدين إسرائيل بفعالية.

هذا الموقف الأمريكي المجرد من كل إنسانية. . جعل المنطقة كلها تطوي صدرها على الغيظ وتنتظر يوم الحساب.

وتدخل أمريكا يحقق مجيئ اليوم المنتظر.

إن اتساع الحرب من صالحنا

إننا قوم طعنا في كبريائنا. . وجرحنا في شرفنا بالاحتلال اليهودي لفلسطين. . وبالتوسع الصهيوني في أراضي مصر وسوريا.

ولا يزال الجرح ينزف دمًا.

وقوم هذه حالهم لا يضيرهم قط توفر أسباب أكثر لاستمرار القتال. . واتساعه.

علام نحرص بعد أن احتلت أرضنا. . وأهينت كرامتنا؟

على المال؟

إن أمريكا وغيرها تحتاج إلى أموالنا. . فيدنا العليا في هذا المجال؟

علام نحرص؟

على الحياة الرغيدة في الطعام والشراب والمسكن واللباس والترفيه

لقد ودعنا هذه الحياة لأننا عرفنا أن الحرص عليها مجلبة لذل ينغض طعمها. . ويفسد متعتها.

على الآجال والأعمار؟

إلا. . أن الجبن لا يطيل أعمار الرجال

إلا. . أن الإقدام لا يقصر أعمار الرجال

أبالموت يخوفوننا؟

﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ . ( آل عمران: 145 ). ومن قال: اننا سنموت وحدنا؟

إن أعداءنا الأمريكيين وحلفاءهم اليهود يجب أن يسبقونا إلى القبر.

ونحن الرابحون على كل حال.

قتلانا في الجنة.

وقتلاهم في النار.

﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا. ( النساء: 76 )

ستقاتل شعوبنا -بحق وشوق- الأمريكان في كل مكان. . في البيوت والشوارع. . وعلى الشطان. . وفي الصحراء وفوق الهضاب.

وفوق منابع النفط.

إننا نتعرض لحرب ابادة منذ. . عام ١٩٤٨.

وشرائع السماء. . وقوانين الأرض تسمح لنا بأن ندرأ عن أنفسنا عمليات الإفناء والإبادة بكل وسيلة.

لن نكون مثل الهنود الحمر أبدًا.

• ولنتناول الموقف بكل صراحة ووضوح.

إن قتال اليهود وحلفاءهم الأمريكيين لن يكون بالحجارة والعصى ومطارق الشجر.

ولا بالهتاف المضاد؛ إن الشعوب في هذه المعركة تحتاج إلى السلاح الحديث.

إن الجهاد فرض عين. . ولن يؤدي هذا الفرض إلا بالوسيلة المناسبة للعصر.

من أجل ذلك. . وتوفيرًا لكل أسباب النصر وتحويلًا للعالم العربي كله إلى جبهة قتال حقيقية. . لا بد من تسليح الشعوب لتدافع عن وجودها. . وتحرس نفطها.

إن كسر احتكار السلاح واجب ملح.

لقد سمحت وزارة الداخلية في مصر للمواطنين بحمل السلاح دون ترخيص. . حتى يستطيع الفرد حماية نفسه وزوجته وأولاده وحتى يقتل المهاجم الغازي.

وهذا إجراء مسئول وبعيد النظر.

إن الأصل في الإسلام حمل السلاح مدى الحياة. . تمشيًّا مع قاعدة «الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة».

إن صحابيًّا مسنًّا رئي وهو يتدرب على السلاح فقيل له: لم تفعل ذلك وأنت شيخ كبير؟

قال: ما كنت لأصنع لولا أنني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من تعلم الرمي ثم تركه رغبة عنه كنت خصمه يوم القيامة».

ومن ثمرات الجهاد وبركاته -بل من أسبابه- من قبل ارتفاع موجات التدين في صفوف المقاتلين في الجبهة. . وفي الشعوب.

إن العقيدة الدينية أخطر سلاح في المعركة.

ويقينًا إن البسالة التي أبداها مقاتلونا في جبهاتنا. . كان وراءها الإيمان الجليل بالله الكبير المتعال -تباركت أسماؤه- فقد سبق الحرب توجيه ديني واسع النطاق في صفوف المقاتلين. . وإقبال ملفت على المساجد والكتب الدينية من الشعوب التي أحست بأن الهزيمة كانت نتيجة للتفريط في جنب الله والإعراض عن الإسلام.

ثم إن الظرف الزمني -رمضان الكريم- وهو شهر ترتفع فيه معنويات الناس. .

ويزيد إيمانهم. . ويتنامى اهتمامهم بالدين.

هذا الشهر الكريم. . كان له أثره في نفوس المقاتلين. . وفي نفوس الناس عمومًا.

خاصة وأنه شهر تمت فيه أمجاد رائعة للجهاد الإسلامي وعلى قمة هذه الأمجاد. . غزوة بدر.

إن المقاتل المسلح بالعقيدة الدينية جندي قوي الشكيمة.. شديد المراس. . صبور. . مقدام. . قد وطن نفسه على أحد احتمالين. . إما أن ينتصر. . أو يستشهد. . وليس وراء ذلك ولا قبل ذلك شيء.

هذه العقيدة الدينية هي السر في انتصارات المسلمين في بدر. . وحطين. . وعين جالوت. . و. . و. .

وهذا هو السلاح الفعال الذي لا يخضع لتقديرات اليهود ولا للكمبيوتر الأمريكي.

ونحن نقاتل أعداءنا. . يلزمنا أن نحرك هذا السلاح. . ونقذف به في المعركة بإخلاص وصدق وجدية.

ما دامت الحرب الذرية مستبعدة الآن. . فإن الإنسان هو الذي يحسم المعركة في النهاية.

والذي يرجح كفة إنسان على آخر. . هو العقيدة.

والذي يرجح عقيدة على أخرى. . هو سلامتها وصدقها وارتباطها الحق بالله.

وهذا ما نملكه نحن. . ويفتقده عدونا.

ووفاء لهذه العقيدة التي حفظت كيان الأمة ولا تزال تحفظه. . يجب أن تدخل قضية «القدس» في الحرب.

فنحن مرتبطون عقائديًّا بالمسجد الاقصى. . وبفلسطين بالتالي ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ.(الإسراء:١)

إن صلاح الدين الأيوبي وحد الجيشين المصري والسوري تحت قياده واحده وخاض الحرب المقدسة ضد الصليبيين من أجل تحرير المسجد الأقصى. . ولقد استدار الزمن كهيئته يوم أن كان الاقصى محتلًا.

فلنرفع شعار تحرير « القدس » فإنه حق. . ولنحول الشعار إلى عمل فذلك تصديق للإيمان. . ولنجمع العالم الإسلامي على هذه القضية. . فهي قضيته.

لقد سمى عدونا اليهودي هذه المعارك. . «حرب يوم الحساب».

بلى. . إنها حرب يوم الحساب.

فلقد طال احتلالكم. . وطال ليلكم الآثم. . وجاء يوم الحساب لتحرير أرضنا وقدسنا. . وتبديد ليلكم بضياء فجر رفع فيه أذان الجهاد. .

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 4

87

الثلاثاء 07-أبريل-1970

مخطط جنرالات اليهود للمستقبل

نشر في العدد 217

42

الثلاثاء 10-سبتمبر-1974

النكسة في بعدها الحضاري