العنوان الحرب على الإسلام.. هل هي رسالة البنك الدولي؟!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 07-أكتوبر-1997
مشاهدات 1760
نشر في العدد 1270
نشر في الصفحة 9

الثلاثاء 07-أكتوبر-1997
أنشئ البنك الدولي للإنشاء والتعمير قبل أكثر من ثلاثة وأربعين عامًا بهدف المساعدة على تنمية اقتصاديات الدول الأعضاء والعمل على تقدمها الاقتصادي حسبما تقول المادة الأولى من اتفاقية إنشائه.
ولكن البنك الذي كانت تسيطر عليه القوى الاستعمارية منذ إنشائه والذي أصبح الآن تحت سيطرة اليهود لم يقدم بعد أكثر من نصف قرن سوى المزيد من الفقر والانهيار الاقتصادي والبيئي والإنساني للدول النامية.
وليس هذا رأينا وحدنا، ولكنه رأي عدد من المنظمات العاملة في مجال التنمية والتعاون الدولي، وكان آخرها الهجوم الذي شنه عدد من المنظمات البريطانية التي اتهمت البنك- ومعه صندوق النقد الدولي- بعدم الرغبة في مساعدة فقراء العالم، بل وتقديم نصائح تزيد من معدلات الفقر وأحد أسباب ذلك أن السياسات الإنمائية التي يوجهها البنك تنسجم مع مصالح الدول الصناعية التي تعمل على تعميم نموذجها الاستهلاكي في كل دول العالم.
ولكن البنك الدولي لم يكتفِ بالانحراف عن رسالته الاقتصادية والتدخل في عمليات التحول الاقتصادي في الدول التي تقبل التعامل معه، أو التقاعس عن تقديم وصفات العلاج المناسبة لظروف الدول النامية، بل إنه يلجأ أيضًا للتدخل في قضايا متعلقة بالعقيدة والدين، وقد صب جهوده الماكرة على الإسلام والمسلمين وعقيدتهم السمحة وكتابهم الكريم، كما يدخل أنفه باستمرار في أمور متعلقة بالتعليم والثقافة وأحد الأمثلة على ذلك ما طلبه البنك من أحد البلدان العربية التي قبلت التعامل معه، فشروط البنك المعلنة هي كالتالي:
1- رفع الدعم عن المواد الأساسية ومن ثم رفع الأسعار، وهذا ما سبق أن حدث في عدة أقطار عربية وقابلتها الشعوب بالاحتجاج والتظاهرات، فقد رفعت أسعار عدد من السلع بما في ذلك الخبز ليبقى الناس منشغلين فقط في همهم المعيشي، وقد يحتج البعض بأن هذا الشرط يتفق مع سياسة البنك الاقتصادية الرعناء ولكن لنر ما بعد ذلك من شروط.
2- يصر البنك على خروج المرأة من بيتها وترك أسرتها وأولادها للانخراط في العمل السياسي والاقتصادي ويريد أن يجعلها كالمرأة الغربية، حيث لا انضباط ولا أخلاق ولا قيم، وهذا له ما بعده من أخطار على مستقبل الأسرة والعائلة والأبناء.
3- كما يطلب البنك إبدال مسابقات القرآن الكريم بمسابقات شعرية واعتماد محفزات مالية كبيرة لها، وهذه خطوة لصرف الأمة عن كتابها الكريم واستبداله بالشعر وهي مؤامرة واضحة على كتاب الله الكريم.. فهل هذا يرضي العقلاء في الأقطار الإسلامية؟
5- ومن المستهجن من شروط البنك أن يطلب تدريب معلمين وإداريين علمانيين والتركيز على إرسالهم للأرياف واعتماد محفزات مالية كبيرة لهم لتدمير القيم الإسلامية ومحاولة اقتناص أبناء الأرياف في توجه خاطئ لا يرضي الله ورسوله.
6- ومن شروط البنك الإصرار على الارتباط بالنظام السوري والمصري والتونسي ثقافيًا وإعلاميًا وتعليميًا وسياسيًا، وهذه تفسيرها واضح عند العقلاء.
7- ومن الشروط المؤلمة لنا نحن المسلمين إبعاد المساجد عن السياسة، وما يدري البنك والقائمون عليه أن رسالة المسجد تدعو الناس للخير والبر والتكاتف وعمل الخير وإغاثة الملهوف وكفالة اليتيم والدفاع عن الأوطان والرقي بها عقيدة ومنهجًا وسلوكًا، وأن تكون أقطارنا أرضًا منتجة لا أسواقًا مستهلكة، وهذا ما يعتبره البنك سياسة ولا يمكن لدولة أن تعيش بدون هذه المعاني السامية وإلا ارتكست في الضياع بعيدة كل البعد عن الطريق القويم.
8- ويدعو البنك لمحاربة التطرف والمقصود به في زعمهم الإسلام دين القيم والأخلاق والسماحة والمحبة والتعاون على البر والتقوى ومحاربة الرذيلة بأنواعها ومحاربة أي عمل فيه تطرف ولا سيما على المستوى الرسمي، وللأسف نرى كثيرًا من حكومات العالم الثالث تزرع أجواء التطرف ثم تتهم الناس به لتمتلئ السجون بأبناء الإسلام في تلك الأقطار التي تسير في ركب التبعية والانقياد للسياسات الغربية.
هذه الشروط طُلبت من بعض الدول العربية حتى تُمنح قروضًا من البنك والجميع يعلمون أن رأس مال البنك الذي يسيطر عليه اليهود تشارك فيه الدول العربية.. فها هم يحاربوننا بأموالنا، فإلى متى السكوت والخنوع؟!
علينا أن نرفض هذه السياسة التي يقودها البنك الدولي ضد أماني المسلمين للتمسك بدينهم وعقيدتهم وأخلاقهم.. هل تحول البنك الدولي إلى حكومة فوق الحكومات؟ إن سياسات البنك تتفق مع الاستراتيجية الغربية الرامية إلى حرمان الدول العربية والإسلامية من النمو والتقدم الاقتصاديين وتوزيع ثروات المسلمين وإنفاقها في مشروعات غير منتجة أو مشروعات وصناديق يديرها الغرب أو إنفاقها على أسلحة متخلفة لاستنزاف الثروات.
وتتفق سياسات البنك أيضًا مع ما تسعى إليه الاستراتيجية الغربية من تغيير في نظم التعليم والثقافة والتوسع في برامج الإذاعة والتلفزيون لالهاء الشعوب عن قضاياها.
وبقدر ما نأخذ على السياسات الغربية وسياسات المنظمات الدولية مواقفها تلك، فإننا ندعو الحكومات العربية والإسلامية إلى أن يكون لها موقف حازم تجاه تلك السياسات التي تملى على البعض.
وبدلًا من الانصياع لتعليمات البنك والصندوق الدوليين أو التوجه الغربي الحاقد، أو السعي للدخول في شراكات مالية مع اليهود مثلما يحدث في المؤتمرات الاقتصادية أو بنك الشرق الأوسط فإن علينا أن نسعى لإنشاء المؤسسات المالية والكيانات الاقتصادية الخاصة بنا والتي يعود نفعها على العرب والمسلمين، لا على اليهود وأعداء الدين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

