; الغوطة الشرقية.. الهدنة حبر على ورق والمدنيون في الأقبية | مجلة المجتمع

العنوان الغوطة الشرقية.. الهدنة حبر على ورق والمدنيون في الأقبية

الكاتب عمار حمو

تاريخ النشر الخميس 01-مارس-2018

مشاهدات 12

نشر في العدد 2117

نشر في الصفحة 37

الخميس 01-مارس-2018

لم يشفع قرار مجلس الأمن (2401) المتعلق بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية للمدنيين بالخروج من الأقبية والملاجئ، فنظام الأسد وحليفه الروسي لم يلتزما بالقرار رغم تصويت مندوب روسيا لصالح القرار.

القرار الذي اعتبره متضامنون مع الغوطة الشرقية بمثابة «الخلاص» لأهلها، لم يصمد أمام الطيران الحربي السوري والروسي، الذي واصل قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، مخلفاً عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

وكانت الكويت إلى جانب السويد وزعتا يوم الجمعة 23 فبراير الماضي صيغة معدلة لمشروع القرار الذي يطالب بهدنة إنسانية في عموم سورية لمدة ثلاثين يوماً، ونصّ القرار الذي تم اعتماده في 25 من الشهر ذاته على وقف إطلاق النار في سورية من جميع الأطراف دون إبطاء، واستثنى القرار العمليات العسكرية ضد «تنظيم الدولة»، و»جبهة النصرة»، ودعا مجلس الأمن الدول الأعضاء المعنية إلى تنسيق الجهود الرامية إلى رصد وقف الأعمال القتالية، وشدد على ضرورة الوصول الآمن، ودون إعاقة، بشكل مستدام لقوافل الأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين، ولكن هذا لم يحدث بحسب مصادر عدّة مدنية وعسكرية معارضة.

حبر على ورق

عبد الحميد سراج، من زاوية في أحد أقبية مدينة دوما، قال لـ»المجتمع»: عن أي هدنة نتحدث؟! اعتدنا في الغوطة الشرقية على رصد خرق وخرق وخرق لنظام «الأسد» وروسيا، ورغم أملنا أن تكون هذه الهدنة مختلفة عن سابقاتها فإنها خُرقت من دقائقها الأولى.

وأكد سراج أن الناس خرجوا من أقبيتهم وملاجئهم، ولكن عادوا أدراجهم تحت الأرض بعد استمرار القصف الروسي، معتبراً أن الهدنة لم تكن أكثر من “حبر على ورق”.

وفي رسالة صوتية للناطق الرسمي باسم الدفاع المدني في ريف دمشق سراج محمود، حصلت “المجتمع” على نسخة منها، بُعيد إقرار مجلس الأمن للقرار رقم (2401)، قال محمود: “لا أستطيع إلا أن أقول: إن النظام السوري وحلفاءه الروس يقومون الآن بمتابعة إبادة هذه المنطقة، بعد قرار مجلس الأمن تم استخدام أسلحة لم تستخدم في الأيام الماضية، بعد الاتفاق تم استخدام الكلور، بعد الاتفاق تم استخدام الفوسفور، بعد الاتفاق تم ارتكاب مجازر أخرى، بعد الاتفاق هناك أطفال ونساء لم تتمكن كوادر الدفاع المدني من إخراجهم من تحت الأنقاض؛ وذلك بسبب وجود إحدى عشرة طائرة في سماء الغوطة لا تفارقها على الإطلاق”.

وتابع محمود في رسالته: “هناك دماء وأشلاء متواجدون في الطرقات، عشرات القتلى والجرحى في الغوطة الشرقية، من بينهم طفل قتل نتيجة استنشاق الغازات السامة، ومن بين الإصابات عناصر من الدفاع المدني”.

تهجير قسري

وبعيد قرار مجلس الأمن، سارعت روسيا إلى الالتفاف على القرار الأممي وأعلنت عن هدنة مؤقتة لخمس ساعات فقط، في يوم الثلاثاء 27 فبراير الماضي، وقال وزير الدفاع الروسي «سيرجي شويجو» قبل الهدنة الروسية بيوم واحد: إن الرئيس الروسي أمر بهدنة إنسانية في الغوطة من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً.

وأتبعت آلة الإعلام السورية والروسية قرار الهدنة بالإعلان عن ممرات آمنة للراغبين بالخروج من الغوطة الشرقية، وهو ما اعتبره ناشطون أن روسيا تسعى إلى تكرار سيناريو حلب في الغوطة الشرقية.

وردّاً على الممرات الآمنة، كتب الطبيب حسان الحكيم، من الغوطة الشرقية: “لو أردنا الخروج ما بقينا إلى الآن، ولو كتب الله علينا الخروج فلن نخرج إلا مكرهين، والله يعلم أنها أحب البقاع إلى قلبي بعد مكة والمدينة”.

في الحملة الأخيرة لنظام “الأسد” على الغوطة الشرقية، التي بدأت في أواخر ديسمبر 2017م، انتشرت آلاف الصور عن “هولوكوست الغوطة الشرقية”، وتعطلت منذ بدء الحملة كافة الخدمات المقدمة من المجالس المحلية، وانقطع أطفال المدينة عن مقاعد الدراسة، وتجاوز عدد القتلى من المدنيين 600 شهيد، وأكثر من 4000 جريح، بحسب إحصائيات غير رسمية (نظراً لصعوبة الإحصاء).

يحمّل المدنيون في الغوطة الشرقية الأمم المتحدة مسؤولية إمعان نظام “الأسد” وروسيا في قتلهم، وعبّر الفنان أكرم أبو الفوز، من مدينة دوما، بعمل فني أنجزه ضمن أحد أقبية مدينة دوما عن رسالة المدنيين، حيث رسم على مؤخرة قذيفة فارغة شعار الأمم المتحدة، وكتب “خذلانكم يقتلنا أكثر من أي سلاح.. تصريحاتكم لن تنقذ أطفال الغوطة”.

الرابط المختصر :