; اللفظ الحلو | مجلة المجتمع

العنوان اللفظ الحلو

الكاتب أحد القراء

تاريخ النشر الثلاثاء 19-أكتوبر-1971

مشاهدات 20

نشر في العدد 82

نشر في الصفحة 10

الثلاثاء 19-أكتوبر-1971

اللفظ الحلو

بقلم: أبو ذر- معهد المعلمين- السودان

 

قابلته في الطريق، وكل ما في وجهه ينمّ عن إصرار.

سألته: إلى أين؟ 

قال: إلى الغابة.

قلت: لماذا إلى الغابة؟

أجاب: غرض لا بد من قضائه، وغابة لا مندوحة من بلوغها.

قلت: ألا يمكنني معرفة هذا الغرض؟ فلعلي مؤازرك إن كان مجال مؤازرة!

ردَّ عَلَيِ بابتسامة جعلتني استشف عدم موافقته على زيادة تفصايل، وأشعرتني بفضول، ولكن بالرغم من كل ذلك بادرته قائلًا: أولا تعرف أن الطريق محفوفة بالمخاطر؟

رد عَلَيِ: حق المعرفة.

قلت: أوليس من الخير أن تتأخر؟!

قال، وقد بدا لي أنه متضايق: لا.. فأنا لدي سلاح أدفع به كل المخاطر.

قلت: وإن لم يجد؟

قال: لدي إيماني بوجوب وصولي، وأنا مستعد لكل تضحية.

قلت: حتى بروحك؟! 

قال: نعم.

قلت: ولكن! إن ضحيت بروحك فلن تصل غايتك!

قال: إن لم أصل أنا، فسيصل غيري، وأكون بذلك قد مشيت خطوة في الطريق الذي سيتمه سواي.

قلت: تقدَّم على بركة الله.

إن كنتَ مستعدًا للتضحية فستصل، وإلا فلا أخالك إلا راجعًا والطريق لما يبلغ الربع!

ذهب في طريقه، ومضيت أنا في شأني.

وقبل أن أمشي بعيدًا إذا به يهرول ويلهث.

فقلت له: ماذا ألَمّ بك؟

قال: قابلني قرد في هذا الطريق!

قلت: وماذا بعد أن قابلك هذا القرد في الطريق؟

قال: فتح فيه وأقبل نحوي مسرعًا.

قلت: عهدي بالقرود أنها لا تهاجم، ولكن الله قادر على كل شيء..

فماذا فعلت؟

قال: هرولت أمامه.

قلت: لماذا لم تهجم عليه بدورك؟ 

قال: وكيف أهجم عليه وفوه مفتوح؟

قلت: لِمَ لَمْ تصبر حتى يصلك؟

قال: وكيف أصبر؟ فهو يريد أن يقتلني!

قلت: أولم تقل إنك مستعد لأن تضحي؟

قال: قلت ولم أستطع.

قلت: ولماذا لم تستطع وقد زعمت أن السلاح معك؟

قال: وهل ينفعني سلاح وإيماني قد تزعزع؟

قلت: أشكرك على الاعتراف بزعزعة إيمانك؛ لأنه اعتراف يضن به الكثيرون، ويا صاحبي فإن أول الصواب الاعتراف بالخطأ.

***

• وعندما فارقته وجدتها ثائرة وأبوها معها!

قال لها: عليكِ أن تفعلي!

قالت: لن أفعل حتى لو انطبقت السماء على الأرض!

قال: سأجبرك!

قالت: والله لو تقتلني لن أفعل!

قال: وإن كنتِ كاذبة؟

قالت: أنا مؤمنة بأني على حق، وسأظل هكذا وسلاحي هو إيماني بأني على حق، ولن أستسلم حتى ولو ضحيت بنفسي!

وولّت هاربة، وجرى والدها خلفها.

استوقفته في تحشر ظاهر وقُلْتُ: دعها يا أبي. إن كانت مؤمنة حقًا فلن يجدي جريك خلفها.. بل حادثها في تؤدة ووقار، وعلى رسلك! فلعل الله يُحدث من بعد ذلك أمرًا. وإن لم تكن مؤمنة فلا تتعب في الجري خلفها، ففي مكانها هذا ستجد أنها قد ولَّت وجهها شطرك!

وقبل أن يرد علي جاءت تعرج، وتطلق الآهة تلو الآهة، وتستغيث بوالدها!

سألها أبوها في إشفاق وحنو: ماذا ألمَّ بِكِ؟ 

قالت صارخة: الشوكة يا أبي.

قال: وما بال الشوكة؟

قالت: طعنتني فأدمت رجلي وعطّلت سيري.

قلت: ألم أقل لك؟ فهي لم تكن مؤمنة إيمانًا عميقًا بأنها على حق، وإن كانت؛ فإنها لن تشعر بالشوك، بل تتخطاه. إن ثبات الإيمان خلیق بأن یجرد صاحبه من الشعور بالنكبات والمصائب، وإن أحسّ وطأتها فإنما هي تدفعه دفعة للأمام، وتجعله دومًا لا يلتفت خلفه إلا ليرى هل هو في الطريق أم لا؟ التفاتة خاطفة لا يعقبها نكوص ولا قنوط.

وإن زعزعة الإيمان -يا أبي- تجعل من ذهبَ ليقتل الأسد ليخلِّص من بأسه القرية وأهلها وما يملكون، تجعله يفر من القرد! وزعزعة الإيمان تجعل الشوكة في قدم الفرد كالجبل العريض الشاهق، الذي وَقَفَ في طريقه فلا هو متخطّيه صعودًا ولا هو قادر على أن يدور حوله.

فالإيمان لفظ حلو يردّده كل واحد، ولكن محكه الذي يبيّنه هو الشدائد التي تقابل ذلك الفرد.

فإن صبر عليها وتخطاها، فهو مؤمن، وإن ضحَّى للوصول إلى الهدف، أو تمهيد الطريق للغاية فهو مؤمن، وإلا.. فإيمانه لا يعدو أن يكون لفظًا لاكه اللسان ولم يتغلغل في القلب فيتفتق عملًا وخيرًا ونماءً.

وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس الإيمان بالتمنِّي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل».

 

التربية تحذر المدارس الخاصة:

حَدَدَت وزارة التربية أسعار الكتب المدرسية في المدارس الخاصة، وأصدرت البيان التالي:

 لوحِظ بأن هناك بعض المدارس الأهلية تقوم ببيع بعض الكتب المدرسية بأسعار أعلى مما حددته الوزارة، علمًا بأن هناك تعهدًا ببيع الكتب حسب الأسعار؛ وبناءً على ذلك فيتوجب على جميع المدارس تنفيذ ما يلي:

١- أن تقوم إدارة المدرسة ببيع الكتب المدرسية المقررة للعام الدراسي الحالي على طلاب المدرسة حسب الجدول المعتمد من الوزارة.

٢- إعادة الفروقات المالية الزائدة عن الأسعار المعتمدة، والتي سبق للمدرسة أن حصلت عليها من بعض الطلبة، وتسليم هذه الفروقات لأولياء الأمور.

٣- وفي حالة تسليم الطالب الكتب المدرسية يُعْطَى ولي الأمر إيصالًا بأثمان الكتب مفصّلًا به سعر کل کتاب.

٤- أخذ الموافقة المسبقة على أسعار الكتب الإضافية والقرطاسية وغيرها.

٥- عدم إلزام التلميذ بشراء أي لوازم أخرى من المدرسة، كالكراريس، وشتى أنواع القرطاسية.

٦- على جميع المدارس الالتزام بتسعيرة الكتب المدرسية كالتالي:

الأول ابتدائي: ٤٣٩ فلسًا.

الثاني الابتدائي: ٦٤٦ فلسًا.      

الثالث الابتدائي: ١,١٢٠ فلسًا.

الصف الرابع الابتدائي: ١,٦٥٤.

الأول المتوسط: ٢,٥١.

الثاني المتوسط: ٢,٧٦.

الثالث المتوسط: ٢,٥٦١.   

الرابع المتوسط: ٣,٩٠١.

الأول ثانوي: ٥,٨٦٧.

الثاني ثانوي: ٦,۹٤٨.

الثالث علمي: ٧,٥٥٣.

الثالث أدبي: ۷,٧٣۸.

رابع علمي: ٨,٠٦.

الأدبي: ٩,٤٩٤.

٧- على إدارة المدرسة تثبيت هذه النشرة مع كشوف الأسعار على لوحة الإعلانات، أو أي مكان ظاهر فيها بحيث يمكن مشاهدتها والاطلاع عليها بسهولة.

وتلفت الوزارة نظر المدارس إلى أنها ستقوم بالتدقيق في حسابات كل مدرسة، وستعاقِب المخالف.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

أين أرضي يا بلدية الكويت؟!

نشر في العدد 5

31

الثلاثاء 14-أبريل-1970

كراهية اليهود في الغرب

نشر في العدد 1596

10

السبت 10-أبريل-2004