; المجتمع الأسري (العدد 1083) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الأسري (العدد 1083)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 11-يناير-1994

مشاهدات 12

نشر في العدد 1083

نشر في الصفحة 56

الثلاثاء 11-يناير-1994

للداعيات فقط

 أين أنت من سنة الحبيب؟

كلنا نحب السنة وندرك الثواب العظيم الذي نناله من جراء تطبيقها، ولكن كم منا من يحرص على تطبيقها في جميع أمور حياته صغيرها وكبيرها؟

هل أنت عزيزتي الداعية ممن يتشددن بالسنة ثم لا يحرص عليها؟

هل تحبين المصطفى عليه الصلاة والسلام؟ إن الطاعة علامة المحبة فهل أنت ممن يلتزمن بأوامره؟

هل تحرصين على إحياء سنن باتت غريبة غير معروفة لدى العامة اليوم؟

هل تستشعرين ثقل مسؤوليتك لإحياء سنة نبينا؟ قد تكون إجابتك نعم، قد تكون لاء أو هي بين هذا أو ذاك، ولكن لا تتسرعي بالإجابة عزيزتي وتعالي لنلقي نظرة سريعة على حال بعض الداعيات اليوم.

لنأخذ على سبيل المثال سنن المولود وهي كما تعرفين العقيقة وحلق الشعر والتسمية أتراك تحرصين على تطبيقها؟

قد يمن الله تعالى على الواحدة منا بالولد فلا تحرص على حلق شعره اقتداء بسنة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وتبرر تصرفها ذاك بأعذار واهية مثل ممانعة الأهل، أو كون المولود أنثى أو الخوف عليه لصغر سنه.... و ... إلى غير ذلك من الأعذار التي قد تقدمها المرأة البسيطة وليست تلك التي اتخذت الكتاب والسنة منهاجًا لها في الحياة

البعض كذلك لا يحرص على إحياء سنة العقيقة والتسمية في اليوم السابع ويبرر البعض تصرفه بأنها سنة وليست واجبًا. أجل هي سنة، عزيزتي، سنة أحب الخلق إلى الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذه السنة هي التي كان صحابته يحرصون عليها في أمور أدق من هذه بكثير أتقولين بحبك له ثم لا تحبين سنته؟

فكيف يكون الحب إذًا؟ إن المحب لمن أحب مطيع.

وإذا لم تحرصي أنت على السنة وإحيائها فمن ذا الذي سيحرص عليها؟

سعاد الولايتي

زفاف جماعي لـ (۲۰۰) عريس في اليمن

صنعاء: ناصر يحيى

ضمن أنشطتها الخيرية نظمت جمعية الإصلاح الإجتماعي الخيرية في اليمن، حفل زفاف جماعي هو الرابع والأكبر من نوعه في اليمن حيث احتفل بزفاف ۲۰۰ عريس وقد أقيم بهذه المناسبة احتفال ضخم حضره عدد من المسؤولين والدعاة البارزين ورجال الأعمال وعشرة آلاف مواطن تجمعوا منذ صباح الخميس ٣٠ ديسمبر للمشاركة في أكبر حدث من نوعه في البلد

وقد تكفل عدد من رجال الأعمال بكل تكاليف الحفل، وقدموا هدايا للعرسان بمبلغ مليون ريال.

الجدير بالإشارة إن احتفالات مماثلة قد أقيمت في العام الماضي في كل من صنعاء والحديدة وحجة ضمن مشروع تيسير الزواج الذي يهدف إلى تخفيف تكاليف حفلات الزواج التي ترهق كل الشباب ولاسيما مع اشتداد الأزمة الاقتصادية.

الموسيقى بين التهذيب والجنون

يدعى البعض أن الموسيقى تعمل على تهذيب الأخلاق والارتقاء بها لو كان هذا الادعاء صحيحًا. لما حرمها ديننا الحنيف فهو أولى بمعرفة ما يصلح الفرد ويشكل فائدة له. كما أننا لم نجد لهذه المقولة واقعًا ملموسًا، حيث لم نتبين أثر هذا التهذيب على العازفين لها أو الشغوفين بسماعها ولعل الخبر التالي الذي نشر في إحدى الصحف المحلية يبين صدق هذا يقول الخبر إن الموسيقي النمساوي الكبير موزارت كان معروفًا بتطرفه السلوكي مما دفع بعض الأطباء إلى تشخيص حالته كإحدى صور الهيبومانيا أو «ما تحت الهوس» ولكن أحد الأبحاث الحديثة ينوه إلى أن حالة موزارت تندرج تحت ما يسمى بأعراض توريت حيث أظهر البحث في تاريخ حياته العديد من مظاهر هذا الاضطراب، فهناك ۱۷ ٪ من خطابات موزارت تمتلئ بعبارات فاحشة وبذيئة، كما كانت تشمله أعراض القلق والتوتر العصبي، وقد عرف عنه أنه في حفل علني أصابه الإجهاد فجأة فقفز بطريقة جنونية واعتدى على أحد الأشخاص لكنه لم يتغلب عليه، فبدأ بالقفز على المناضد والمقاعد وأخذ يموه مثل القطة.

انتهى الخبر وليس لدينا تعليق سوى أن الموسيقى لم تفلح في تهذيب أخلاق الموسيقار العالمي الذي وهبها حياته وكل قوته فهل لديكم تعليق آخر.

أم المثنى

نباتات طبية من حولنا

النعنع

وهو أنواع كثيرة وجميعها يحتوي على زيوت طيارة ويستخدم إما مغلي أو منقوع وهو مسكن مهدئ– هاضم– مقو– مانع للقيء– مزيل للتشنجات– مرطب– منعش– مدر للبول– طارد للأرياح.

ويستعمل زيت الطيار في معاجين الأسنان ومستحضرات الفم والحلق. ويضاف إلى المواد الغذائية أثناء الطهي لإكسابها رائحة طيبة.

البابونج

يسمى أيضًا الشيح أو البعيثران أو الأقحوان يغلى زهره لتنشيط الهضم وجلب النوم وعلاج التشنج عند الأطفال ومغص المعدة والأمعاء والتهاب المجاري البولية والصداع وآلام العادة الشهرية وشفاء قروح المعدة ويستنشق المغلي لإزالة التهاب تجاويف الفم، ويستعمل خارجيًا لتسكين التهابات الجلد وذلك بوضعه في ماء الحمام، كما يحفظ مع زيت السمسم ويدهن به أماكن آلام الروماتيزم.

يغسل به الرأس فيمنع تساقط الشعر ويصبغه بلون أشقر.

اعترافات زوج

حصاد الشوك

يوم أن فكرت في الزواج، لم يخطر ببالي البحث عن صاحبة الدين، فقد كنت مبهورًا بالحياة الغربية، وأرى السعادة تتمثل في صورة المرأة الغربية بمظهرها وسلوكها وانفتاحها غير أن أمي المتدينة كانت تقف دومًا ضد رغباتي وأهوائي، حتى أرغمتني على الزواج من قريبة لها، محجبة مثلها ومتدينة. كان لابد لي من الرضوخ لرغبة والدتي، فلم يحدث أن عصيتها يومًا، فتم الزواج وأنا كاره له وكنت أرى أن وجود مثل هذه الزوجة معي قيد على حريتي.

لا أنكر أن زوجتي كانت جميلة ولطيفة ومثقفة، وفوق هذا كله كانت ربة بيت ممتازة، لكن كثيرًا ما كان يقع التصادم فيما بيننا بسبب تنافر طباعنا واختلاف ميولنا أنا بأسلوبي العابث اللاهي، وهي بالتزامها ووقارها، لا تقبل حضور السهرات المختلطة التي ندعى لها وترفض حتى قضاء سهرة في ملهى أو ناد أنا أرفض لبسها الحجاب وأصر على تركها له وهي تقابل رغبتي تلك برفض تام، وهكذا استمرت الخلافات بيننا ونمت رغم إنجابنا الطفلين، وكان الأهل يتدخلون للصلح بيننا ولكن من دون فائدة أنا أريد جذبها لحياة اللهو والعبث، وهي تريدني متدينًا ملتزمًا بتعاليم الإسلام، ومع مرور السنوات صرت أضيق بعنادها أكثر فأكثر وأصرخ بوجهها ثائرًا:

- ما دمت ترغبين بزوج متدين فلماذا تزوجتيني؟

- كنت أظنك كذلك بالفعل، فجميع أفراد أسرتك متدينون؟

- هه.. إلا أنا.. لكل قاعدة شواذ يا عزيزتي كم أتمنى لو يملأ الإيمان قلبك وتترك هذا المجون الذي تعيش فيه.

- أتريدين القول إني كافر؟

- بل أقول إنك عاص الله -عز وجل-.

وهكذا استمرت الخلافات بيننا وأخذت تهجرني وتقيم ببيت أهلها شهورًا، فلا أبالي غير أن والدتي كانت ترغمني على الذهاب إليها والاعتذار لها والعودة بها إلى البيت من جديد وكانت زوجتي المسكينة تصدق في كل مرة كلمات الندم التي أبثها إياها وتقبل العودة ظنًا منها أنني اهتديت، لكنها كانت تفاجأ بغير ذلك. وفي ذات يوم كنت مدعوًا لسهرة في أحد الملاهي دعوتها لمرافقتي فرفضت كعادتها.

وقالت بإباء:

- أنت تعلم أنني أرفض ارتياد تلك الأماكن.

- لكنني زوجك ولي عليك حق الطاعة.

- لن أذهب.

- كل أصحابي يحضرون زوجاتهم ولا أريد أن أكون شاذًا بينهم.

- لا تذهب إذًا.

- تعلمين كم أهوى تلك السهرات، وأنا مصر اليوم على مصاحبتك لي وإلا حصل ما لا يحمد عقباه.

وبعد الصراخ والتهديد رضخت لمطلبي أخيرًا وذهبت معي مرغمة حين عدنا للبيت كانت واجعة صامتة، لم أبال بغضبها، فكنت أظن أن تعنتها ذاك سيزول متى اعتادت الذهاب لتلك الأماكن، وهذا ما كنت أدبر له بالفعل، فقد سأمت حياة الخلاف والمشاكل.

ورحت أرغمها على مرافقتي في كل مرة كانت تثور وترفض ثم ترضخ في النهاية تحت التهديد والإجبار. ومع مرور الوقت بدأ يقل احتجاجها وتعتاد الوضع وبدل أن كانت تجلس مع أصحابي صامتة واجمة، صارت تحادث هذا وتجامل ذاك، وشيئًا فشيئًا صارت تنبسط في الحديث معهم، ثم أخذت تهتم بمظهرها وتعتني بزينتها حتى جاء يوم فاجأتني فيه بقولها:

لقد قررت خلع الحجاب، ولا أظنك تمانع. قهقه الشيطان في داخلي ملء شدقيه فرحًا وسرورًا

بل هذا يسعدني كما تعلمين لقد نجحت أخيرًا في الحصول على الزوجة التي طالما تمنيت ولم أبال بخصام والدتي لنا وانقطاعها عنا أما زوجتي فأخذت تستسيغ حياة المجون التي أعيشها، وأصبحت وإياها عبدين لشهوات الجسد، حتى وقع ما أيقظني من غفلتي. إذ قدر الله أن أفقد طفلي الصغير ذي الخمسة أعوام بحادث سيارة وكانت هذه الفاجعة بالنسبة لي كالماء البارد يصب على النائم الغافل، وكان الله أراد الخير لي. أراد لي أن أستفيق من غفلتي ورحت وأنا في غمرة أحزاني أتساءل ترى ما هي نهاية حياة اللهو التي أعيشها إلى متى هذا العبث والمجون أين أنا وسط هذا الضياع ألا يكفي ما كنت فيه حتى أجر زوجتي إليه؟ لقد بحثت لي أمي عن زوجة صالحة ينصلح بها حالي، ولكنني أبيت إلا أن أجرها إلى جو الفساد الذي أحياه، وماتت أمي وهي على غاضبة ماذا جنيت بعد هذا العمر. أسئلة كثيرة دارت في ذهني ملأتني حيرة وزادتني عذابًا فانقطعت عن سهراتي ولهوي وأخذت أجبر حزني وأداويه بالصلاة التي هجرتها منذ سنين طويلة وشيئًا فشيئًا عرفت الطريق إلى المسجد بيت الله وتبدل حالي وتغير، حتى أصبحت ذلك الشاب الصالح حلم أمي ورغبة زوجتي التي صدتني ووقفت في طريقي هي هذه المرة.

- عودي للبس الحجاب من جديد

- هه.. ماذا؟

- لقد تبت وندمت على ما كان

- لا أصدقك.

كان لابد من فقد ولدي حتى أفيق من غفلتي، عفوك يارب، قد ظلمت نفسي وظلمتك حينما جررتك لحياة الضياع والغفلة.

ردت هازئة:

- مالك؟ هل تريد أن تسود على عيشتي، ما هي إلا أيام وتعود لسابق عهدك.

- أرجوك أن تفهميني، لقد وجدت نفسي أخيرًا وعدت للطريق الذي طالما دعوتني للسير فيه.

- لكنني لن أعود أريد أن أستمتع بحياتي

- يا لها من حياة عجيبة، فالخلافات عادت من جديد أقوى وأعتى وكنت هذه المرة أنا من يدعوها إلى طريق الهداية، وهي تصر على عودتي لطريق الغواية.

ملأت الحسرة قلبي وأكلني الندم إذ كنت السبب في ضياع زوجتي فعقدت العزم على إصلاح ما أفسدت، ولكن هيهات فقد راحت تثور وتتهمني بالجنون، ثم صارت تتوسط أصدقائي لنصحي وإخراجي من وساوس التدين كما أسمته ووصلت الخلافات بيننا إلى طريق مسدود، فقد اعتادت زوجتي حياة اللهو والمجون ولم تفلح كل محاولاتي معها كي تعود تلك المرأة الصالحة الفاضلة التي عرفتها سابقًا ووقع الطلاق بيننا وأنا كاره نادم، ولكن ما حيلتي؟ فقد باعت نفسها للشيطان الذي أنساها بيتها وزوجها وأطفالها، أعلم أنكم ستقولون أنت السبب إنني أعترف بذلك وإني أسأل الله العفو والمغفرة وأن يهديها إلى طريق الحق الذي طالما دعتني إليه.

زوج تائب

 المجتمع الأسري

إلى الأخت الداعية

إحياء الأمل وضرورة العمل

بقلم: زينب الغزالي الجبيلي

تمر الأمة الإسلامية في هذه المرحلة من حياتها، وهذه الحقبة من تاريخها بفترة عصيبة، ومحنة شديدة، ومصائب وكوارث ومعاناة وآلام، ربما لم تحدث لها من قبل فلا يكاد المرء يتلفت يمينًا أو شمالًا، أو يقلب بصره شرقًا وغربًا إلا ويصدمه الواقع الحزين والمأساة الكبيرة والكوارث المتلاحقة. في البوسنة والهرسك في فلسطين الحبيبة في الصومال وكشمير والهند، وفي الفلبين وبورما وجمهوريات المسلمين في آسيا الوسطى في تايلاند والصين حتى في بلادنا العربية والإسلامية تجد الأنظمة المستبدة تحكم أكثر من بلد، والأحكام العرفية والانتخابات المزيفة وقهر الشعوب هي أساس الواقع الملموس، ومواكب النفاق تتحرك هنا وهناك ولا حول ولا قوة إلا بالله هذه المأساة تضغط بآلامها وأحزانها على العقول والمشاعر والنفوس والضمائر المؤمنة، فتنقلب إلى معاناة يومية، كأنها كابوس ثقيل، يحس بها الدعاة إلى الله، فتصيبهم بالهم والكرب الشديد.

ويتعجب المرء كيف لهذه الأمة التي تمثل ربع سكان البشرية حوالي ١.٢٥ مليار مسلم وتمتلك من الثروات والأموال والخيرات ما يزيد على هذه النسبة وتتوسط الكرة الأرضية، من حيث الموقع وفوق كل ذلك تملك المنهج الوحيد الصحيح لخلافة الإنسان في الأرض وعمارة الكون، دين رباني يحدد وظيفة الإنسان بعيدًا عن أهواء البشر وانحرافاتهم كيف إذن تملك أمتنا كل هذه النعم ثم تكون في ذيل الأمم، بل تعيش في محن، وهوان، ومهانة ومذلة؟ إنك إذا نظرت إلى أعلى مستويات كسب الأفراد في العالم، لوجدت عددًا من الدول الإسلامية في مقدمة القائمة، وفي نفس الوقت لو نظرت إلى أقل مستويات كسب الأفراد في العالم لوجدت من الدول الإسلامية عددًا أكبر.

هذا الواقع المقلوب، وهذه الصورة الغريبة – التي نراها تضغط على أعصاب الدعاة إلى الله، وبخاصة شباب الأمة -فتيانًا وفتيات- فتحاصرهم نفسيًا ومعنويًا، وتدفع بهم إلى الإحباط واليأس وفقدان الأمل، فالأزمة كبيرة والتغيير يحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير وعمل متواصل والشباب متحمس بطبعه متعجل للتغيير، ساخط رافض إلى درجة التمرد والتخاصم مع مجتمعه وأمته، وربما سار البعض في طرق تؤدي إلى استمرار الأزمة أو تدفع به إلى الهلاك، وهذا لا نحبه ولا نريده.

لا.. لليأس

إن المسلم لا ييأس أبدًا من نصر الله لدعوته ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (يوسف: ۸۷) لأن المسلم يوقن بأن الله سبحانه له الخلق والأمر والتدبير، وأنه وعد المؤمنين بالاستخلاف ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )النور:55 )

ثم إن المتأمل في الواقع الذي نعيشه يلمح جانبًا آخر من الصورة، امتد بنوره في مشارق الأرض ومغاربها، إنها الصحوة الإسلامية الراشدة التي خطت خطوات واسعة في سبيل نهضة الأمة ويقظتها، وخروجها من أزمتها هذه الصحوة المباركة التي التف حولها رجال الأمة ونساؤها، وأيقظت فيهم روح العزة والفخار هذه الصحوة هي منبع الأمل في نفوس الدعاة إلى الله وبشائر الفجر في ليل بهيم مظلم. إن واجب الدعاة إلى الله أن يزرعوا الأمل في النفوس، وأن يبشروا الأمة بقرب شروق الشمس الساطعة، والأمل هو أول العمل ولابد من البداية وأولها استيعاب الواقع المرير، ولماذا وصل حال الأمة إلى هذا الضعف، وما السبيل إلى العلاج ولابد من تصحيح الفهم وترتيب الأولويات والاهتمام بالتربية والأخلاق، ولابد كذلك من التعاون والتكاتف والتآلف والحب والأخوة الصادقة.

إن إيقاظ الأمة لتستقيم على طريق الحق، وتحمل راية العدل والحرية وتقود البشرية المعذبة إلى الأمن والأمان والحب والإخاء هو طريق طويل وشاق، وفيه صعوبات وعراقيل وألغام وفتن وحياة الأمم لا تقاس بعمر الأفراد فلنبدأ من الآن يحدونا الأمل، ويقوي عزمنا التحدي ورائدنا العمل والبذل والتضحية والثبات والتجرد والإخلاص والجهاد بالمال والنفس والنفيس لا هدف لنا إلا إرضاء الله، وتطبيق منهجه في الأرض، ليعود العدل وتظلل رايات الحق ربوع الكون. والأخت الداعية عليها واجب وأمامها عمل وراء أخيها الرجل لتتحقق لنا السيادة والقيادة والريادة في ظل منهج الله ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (يوسف:٢١)

قطوف أدبية

تربية لؤلؤية

 وما هو الحجاب إلا حفظ روحانية المرأة للمرأة، وإغلاء سعرها في الاجتماع، وصونها من التبذل الممقوت والارتفاع بها أن تكون سلعة بائرة ينادي عليها في مدارج الطرق والأسواق العيون الكحيلة، الخدود الوردية الشفاء الياقوتية الثغور اللؤلؤية أو ليس فتياتنا قد انتهين من الكساد بعد نبذ الحجاب إلى هذه الغاية، وأصبحن إن لم ينادين على أنفسهن بمثل هذا فإنهن لا يظهرن في الطرق إلا لتنادي أجسامهن بمثل هذا؟

فليس الحجاب إلا كالرمز لما وراء من أخلاقه ومعانيه وروحه الدينية المعبدية، وهو كالصدفة لا تحجب اللؤلؤة، ولكن تربيها في الحجاب تربية لؤلؤية، فوراء الحجاب الشرعي الصحيح معاني التوازن والاستقرار والهدوء والاطراد، وأخلاق هذه المعاني وروحها الديني القوي الذي ينشئ عجيبة الأخلاق الإنسانية كلها أي صبر المرأة وإيثارها. وعلى هذين تقوم قوة المدافعة، وهذه القوة هي تمام الأخلاق الأدبية كلها، وهي سر المرأة الكاملة، فلن تجد الأخلاق على أتمها وأحسنها وأقواها إلا في المرأة ذات الدين والصبر والمدافعة. إنها فيها تشبه أخلاق نبي من الأنبياء».

 «وحي القلم– الرافعي»

 «مع كتاب الله» للداعية زينب الغزالي

أول تفسير للقرآن بقلم نسائي يصدر قريبًا

يصدر خلال الأيام القليلة القادمة أول تفسير للقرآن الكريم تكتبه امرأة التفسير كتبته الداعية الإسلامية زينب الغزالي تحت عنوان: «مع كتاب الله» في مجلدين كبيرين من القطع الكبير. وقد كتب مقدمته فضيلة الشيخ محمد الغزالي، وراجعه الدكتور عبد الحي الفرماوي أستاذ التفسير بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف، وتنشره مؤسسة دار الشروق بالقاهرة ولبنان.

أم معاذ زوجة الأستاذ

عباس السيسي تنتقل إلى رحمة لله

القاهرة– مراسل المجتمع

بعد حياة حافلة بالصبر والثبات والإيمان لقيت السيدة أم معاذ زوجة الشيخ المجاهد الحاج عباس السيسي ربها يوم الثلاثاء ١٦ من رجب ١٤١٤– الموافق ٢٨ من ديسمبر ۱۹۹۳، ويذكر للفقيدة الكريمة وقوفها وصبرها وجهادها وثباتها خلف زوجها الداعية الكريم وتحملها لفترات السجن والضغوط والإرهاب من جانب أجهزة الأمن وقد سجلت ذلك في كتابها أم معاذ في السجن، الذي كتبته الأديبة سعيدة قطيط رحم الله الفقيدة رحمة واسعة وأسكنها الفردوس الأعلى وألهم أهلها وزوجها وعارفي فضلها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أوائل المؤمنات

أول من شربت من ماء زمزم

هي هاجر أم المسلمين زوج نبي الله إبراهيم عليه السلام، ومن هي هاجر؟ إنها أم ضعيفة لا حول لها ولا قوة جاءت بها السيدة سارة زوجة إبراهيم عليه السلام من مصر، وكانت سارة عجوزًا عقيمًا لا تلد، فبدا لها أن تهب إبراهيم عليه السلام هذه الجارية لعله يسكن إليها فينعم بالولد.

ولما حملت هاجر دبت الغيرة في قلب سارة، وأقسمت بعد وضعها ألا يظلها هي وجاريتها سقف، ثم ما زالت سارة بزوجها حتى انطلق ذات يوم ميممًا وجهه شطر بقايا البيت العتيق، تتبعه هاجر وبين ذراعيها وليدها إسماعيل، وقد اتخذت نطاقًا شدت به وسطها وأرسلت طرفه تجره وراءها، فكانت أول من اتخذ من النساء النطاق –شقة من ملابس النساء– لتخفى أثرها عن سارة كما ورد في البخاري – وقد خطر لإبراهيم عليه السلام أن يلتمس لولده ملاذًا في حمى بقايا البيت العتيق أول بيت عبد فيه الله في الأرض.

وعند أطلال البيت العتيق ترك إبراهيم هاجر وولدها وترك لها جراب تمر، وسقاء فيه ماء، ثم هم بالرجوع من حيث جاء، فارتاعت هاجر من وحشة البرية، وتضرعت إلى إبراهيم عليه السلام ألا يدعها وولدها في ذاك القفر، لكنه أشاح بوجهه عنها لا يلتفت ولا يجيب، كأنما كان يخشى أن تخونه عاطفته أمام الأم الحيرى. وأعادت سؤالها وهو منصرف عنها ماض في سبيله حتى إذا بلغ منعرج الوادي سمع صوتها الضارع يسأل في لهفة الله أمرك بهذا؟ قال وهو لا يلتفت إليها: نعم. فقالت في استسلام خاشع وفي ثقة يملؤها الإيمان بالله: إذًا فالله لا يضيعنا.

وأطرقت هاجر صامتة ورأت إبراهيم عليه السلام يرفع يديه إلى السماء ثم دعا قائلًا: ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم: ۳۷).

استمدت هاجر في هذا المكان المقفر الأنس من ولدها، وقصتها من أهم قصص الأمومة الحافلة بالمعاناة والعبر، فقد أخذت ترضع وليدها، وتشرب الماء حتى نفد ما كان معها وعطشت وخافت على أبنها إن لم تجد ماء فسوف يجف لبنها، وتموت عطشاء في صحراء جرداء قاحلة لا نبت فيها ولا ماء.

ومن خلال قدسية الأمومة المفعمة بالإيمان بالله هبت الأم مذعورة تبحث عن ماء، فقامت على الصفاء فلم تجد إلا الوحشة فهبطت حتى أتت المروة مهرولة تسعى سعى المجهد، وأجهدها السعي بين الصفا والمروة شوطًا بعد شوط سبع مرات، وخلد الله تعالى تقديرًا لأمومتها هذا الجهد فجعله شعيرة من شعائر الحج وحدثت المعجزة، وفجر الله تعالى عين زمزم رمزًا لإيمان هاجر وصبرها وأمومتها، وشرفها الله تعالى لتكون أول من شربت من هذه العين المباركة، وستظل زمزم وشعائر الحج رمزًا يفوح بأريج ذكرى أم المسلمين.

حلمي الخولي– القاهرة

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

ما هو الهدف من الحج؟

نشر في العدد 44

25

الثلاثاء 19-يناير-1971

ماء زمزم.. طعام طعم.. وشفاء سقم

نشر في العدد 1036

17

الثلاثاء 02-فبراير-1993