; المجتمع الأسري (1458) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الأسري (1458)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 07-يوليو-2001

مشاهدات 10

نشر في العدد 1458

نشر في الصفحة 60

السبت 07-يوليو-2001

يا شباب المسلمين.. لا تكونوا من «المفحطين»

مفحط يقتل امرأة خارجة من بيتها لصلاة التهجد ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان الماضي، وذلك بعد أن ختمت القرآن في بيتها.

لقد تركت هذه المرأة المسلمة أربعة أبناء أحدهم رضيع.

ولقد شهد أصدقاء القاتل بأنه ظل يفحط بسيارته لمدة ساعة قبل أن يقتل هذه المرأة.

القاتل محبوس الآن، ومخفر الشرطة مسجل فيه كل هذا.

هذه هي القصة باختصار، ونريد أن نستخلص منها بعض الفوائد والعبر وأتمنى أن يدلي العلماء بدلوهم في هذا الأمر:

- ألا يمكن الدعوة إلى تكثيف التوعية بهذه الأمور في المساجد والمدارس وأجهزة الإعلام. 

- تحميل الآباء المسؤولية في تربية أبنائهم، ومراقبة أصدقائهم وذهابهم وإيابهم وعدم إعطاء مفاتيح السيارات أو إهدائها للسفهاء أو الصغار منهم، خاصة أن الدية، وهي المال الذي يجب بسبب الجناية، وتؤدى إلى المجني عليه أو وليه، سيشترك فيها هؤلاء الأقارب.

وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلقد ظل هذا المفحط القاتل يعبث بنعمة الله -ظل يفحط بالسيارة لمدة ساعة قبل أن يقتل المرأة المسلمة، ولم ينهه أحد، ولم يبلغ عنه إلا بعد وقوع المصيبة التي هزت الجميع حتى أصدقائه الذين شهدوا بما رأوا.

ما أجمل أن نعلم أولادنا أن حرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة، وأن أول ما يُقضى فيه بين الناس يوم القيامة هو الدماء «كما روى مسلم».

وما أعظم أن يتعلم شبابنا قول النبي ﷺ: «ليس من نفس تُقتل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل» (البخاري ومسلم).

ولقد ذكر العلماء في شرح هذا الحديث أن كل من بدأ شرًّا فقلده الناس فيه، فإنه يرتكب مثل آثام من قلده إلى يوم القيامة.

سید مصطفى جويل 

كيف تكون وسائل الإعلام منبرًا للمسلمة الداعية؟

واجهي الفكر بالفكر.. وفري البديل الصالح وأبرزي وضاءة الإسلام

خولة درويش

الداعية تستفيد من تقنيات العصر لخدمة دعوتها، وتجتهد لينسجم الإعلام جميعه بما في ذلك الترفيه، مع رؤيتها العقدية بأسلوب رقراق، بعيد عن الغلظة والفظاظة، وفي الوقت نفسه بعيد عن المداهنة في أمور العقيدة، بل همها تقوية المناعة الفكرية عند أخواتها المسلمات وتحصينهن ضد الشبهات والشهوات على حد سواء، تجنبًا لأن يتسرب الخلل إلى العقيدة، وينخر السوس فيفسد الأخلاق والنفوس.

والمرأة المسلمة الداعية نذير صادق بالخطر المحدق كلما سمعت أو رأت برامج تستهدف توهين عرى الدين سارعت بتوفير من مواد إعلامية مناسبة، تحمل مضامين سامية، تدعو إلى العزة والكرامة والقيم الإسلامية، وتسهم في الثقيف الروحي للنساء خاصة.

وباختصار، فإنها تعرض الإسلام بما يليق به، وهذه بعض الضوابط للبديل الإسلامي المنشود، والبرامج الدعوية الرائدة.

أولًا: ألا تكون في إسهاماتها منبهرة بما في الشرق أو الغرب من انحرافات بل تنظر إلى الأمور نظرة شرعية تستند إلى الكتاب والسنة بعيدة عن الأهواء.

- ترصد الأمور وتنقدها؛ الأمر الذي يمنع افتتان الأجيال بشرورها، ولا يكون منها النقد السلبي الرافض لكل جديد، بل تتعامل بحكمة مع الغذاء الفكري الذي يقدم للجيل، فتحسن الاختيار، وتجيد تنقية المعلومات، وغربلتها، ليظهر جمال الحقيقة، وتزيد بإسهاماتها الهادفة من المناعة ضد الأفكار الوافدة، وذلك حتى لا تصبح مشلولة الإرادة، فاقدة الوعي، حيال ما يصب في رؤوسها من أفكار...

وجميل بنا أن نعرف ما يصنع أعداؤنا، لكن الأجمل أن ننظر إلى النتائج.. لقد انحرف الغرب وشاعت فيه الرذيلة، وانهارت الأخلاق.. فهل هذا ما تصبو إليه مجتمعاتنا المسلمة؟!

ثانيًا: ترسخ المفاهيم الإسلامية والقيم السامية في المجتمع، فلا تكتفي الداعية بالشكوى المرة من الغزو الفكري، بل تسهم في إيجاد البديل الصالح المشروع الذي يمنع الانحراف مع أهل الأهواء البديل الداعي إلى وحدة المسلمين وجمع شملهم، والداعي كذلك إلى مثل الإسلام العليا وأخلاقه السامية، وعقيدته الصافية.

ومن هنا تبعد بإسهاماتها النظيفة عما ينبو عنه الذوق السليم من معاني الفحش أو البذاءة التي يمجها الشرع.

ثالثًا: الرد على الحملات الإعلامية والتي تقدم الشر باسم الحضارة، مما يسمم العقول والقلوب، بأن تتصدى للهجمات الإعلامية فتفضح الباطل وأهله، بالردود المقنعة، والإجابات الشافية، مما يشعر بأن ثبات المتدينة وتمسكها بالحجاب هو الأصل، وفيه حماية للمرأة والأسرة والمجتمع، أما غير ذلك فهو النشاز، وفيه مخالفة للفطرة التي فطر الله عليها الناس. 

وهكذا يضمحل الباطل حين يشعر ببواره، وتثبت الصالحة أخواتها الملتزمات اللاتي ارتضين هذا الدين في عصر أضحى التفلت فيه تقدمًا والتحلل حضارة ورقيًّا، وهكذا تواجه الداعية الفكر بالفكر بعيدًا عن السطحية.

رابعًا: إبراز الصورة الوضيئة المشرقة للإسلام ولتعاليمه، ولا شك أنه في إزاحة الغشاوة عن تعاليم الدين - التي أضحى الكثير منها مهجورًا- ومعرفة حكمة التشريع، وحقيقة الدين... تجعل الناس يقبلون عليه بلهفة وتعطش، ولا يرضون غيره بديلًا. 

فالمسلمون هم بُناة المجد، وصناع الحضارة ودعاة السلام، إلا إذا انتهكت حرمة من حرمات الله.. وهذا ما يتلاءم مع تعاليم هذا الدين، لا كما يصوره الإعلام الحاقد من أن المتدينين من المسلمين هم الإرهابيون الذين يعيشون بعيدًا عن النظام أو النظافة أو كل ما يمت إلى الحضارة بصلة.

فيا أيتها الأخت الكريمة: إذا لم تقومي بواجب الدعوة بين بنات جنسك فمن يقوم بها إذن؟!

فلتسبر كل واحدة منا غور إمكاناتها، ولتقدم على المجال الذي تحسنه، ولا تدع المنابر الإعلامية حكرًا على العلمانيين والعلمانيات يتلاعبون بالأهواء، ويزينون المنكرات، ويبعدون عن كل خير ومعروف لئلا يؤدي إهمال هذا الجانب إلى الحصاد المر الذي تجنيه الأجيال... جهلًا، وذلًا، وتبعية وصغارًا... في عقيدتها، ودنياها على السواء.

ولتنهض المسلمة للقيام بواجبها، فتسهم في الأنشطة النافعة والمشروعة سواء في المحاضرات أو الندوات أو الموسوعات الثقافية أو النشرات العلمية. 

وتعمل ما تتقنه بطريقة لبقة ذكية، تتناسب مع آمالنا، وسمو عقيدتنا، وتثري الدعوة بكتاباتها، وتسد فراغًا قد لا يحسنه غيرها.

أختي المسلمة نحن أمة مستهدفة توالت عليها التحديات، جابهونا بكل أسلوب خبيث، حاربونا بالصوت والصورة بالكتابة والشعر والمسرحية.. حتى برسومهم، والكاريكاتير.. وكل قناع يرتدونه عله يغطي وجههم الشائه.

فيا أيتها الداعية: الإعلام ينتظر إسهاماتك فاعطيه من جهدك ولا تتركي الميدان لموجات الكفر العاتية، تعبث بعقول الصغار والكبار على حد سواء، اعملي على تهيئة البديل الإسلامي اللائق بمثلك السامية.. على أن تراعي الضوابط الشرعية في ذلك، فلا اختلاط، ولا موسيقى ولا ظهور النساء أمام الرجال.

وما خابت أمة تضافرت جهودها لعمل الخير.

في الإجازة.. لا تتركي أبناءك فريسة للشاشة 

تحقيق: نهاد الكيلاني (*)

بدأت الإجازة الصيفية للأبناء من دراستهم اشتعلت معها شاشات التلفاز والكمبيوتر، والإنترنت أمام عيون أبنائنا وعقولهم؛ إذ يجلسون أمامها مشدوهين يتنقلون بين البرامج، والألعاب المختلفة، ويقضون الساعات الطوال دون ملل.. والأم سعيدة لأن هناك ما يشغل الأبناء!

المتخصصون ينصحون الأمهات بألا يسرفن في هذه السعادة؛ فالألعاب الإلكترونية متعددة المخاطر، والإعلام إن لم يكن التعامل معه مرشدًا مدروسًا.. فإنه يحمل من المخاطر أكثر مما يجلب من الفوائد.

د. نانسي أحمد عويس- باحثة في مجال الإعلام - تقول: إن للإعلام أثرًا كبيرًا في تكوين شخصية الطفل، وتزداد خطورة هذا الأثر إذا غابت الرقابة مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تأثر شخصية الطفل، وصبغها بصبغة غير سوية وغريبة على مجتمعنا، وأنا لا أقصد بهذا الانغلاق على العالم الخارجي، بل نريد تقنين المعروض، وعرضه على قيمنا الإسلامية والاجتماعية لإبعاد ما قد يكون من شأنه إفساد أو تشويه شخصية الطفل المسلم. 

ومن أخطر المؤثرات الإعلامية على الطفل تنمية السلوك العدواني لديه، فقد أكدت أغلب الدراسات التي أُجريت حول ظاهرة العنف بين الأطفال أن الإعلام هو السبب الأول لجنوح الطفل نحو السلوك العدواني، وقد اتهمت دراسة قام بها مختصون تربويون عن سبب ظاهرة العنف بين الأطفال- التربية الإعلامية، بأنها السبب الأساسي؛ إذ أشارت الإحصائية إلى أنه قبل أن ينهي الطفل الأمريكي دراسته الابتدائية، يكون قد شاهد على شاشة التلفاز 8 آلاف جريمة، و100 ألف عمل عنف!

كما قامت أربع جامعات أمريكية بدراسة على الأعمال التلفازية على مدار خمسة أشهر، وبينت الدراسة أن 60% من هذه الأعمال تضمنت مشاهد عنف، وأن 75% منها تقدم المجرم (البطل) ذكيًّا قادرًا على الإفلات من العقاب!

الإعلان وآثاره السلبية

وتنتقل د. نانسي إلى مادة إعلامية أخرى غير البرامج والمواد الدرامية وهي الإعلانات خاصة أنها من المواد الإعلامية التي تجذب الطفل بشكل كبير، وتؤكد أن للإعلان آثارًا كبيرة على قيم الطفل المسلم، وأن الإعلانات التجارية المكثفة - التي تشترك الأطفال فيها أحيانًا - قد أثرت بالفعل على كثير من المثل العليا، والقيم عند الطفل. 

فهذه الإعلانات تعرض مشاهد تجمع الأولاد مع الفتيات في أوضاع عاطفية، وبها إيحاءات غير لائقة سواء للطفل أو للبالغ، ولها أيضًا آثار من الناحية السلوكية على الطفل؛ فهي تمتلئ بالرقص والغناء الذي يجذب الطفل بحكم السن، هذا إلى جانب رغبة الطفل في الامتلاك التي تتمثل في الرغبة في شراء كل ما يعلن عنه، ولو كان خارجًا عن نطاق قدرة الأسرة.

وقد يحدث عند رفض الوالدين لمطالب الطفل أن يؤثر ذلك على علاقته بهما لأنه لا يعي السبب في الرفض، والطفل يميل إلى تصديق كل ما يُقال له خاصة، ممن هو أكبر منه، وهذه الإعلانات تعرض أشياء خرافية من أنواع الطعام والمشروبات والحلوى، لكن الطفل يكتشف كذب هذه الادعاءات مما يؤدي إلى اختلال قيمة الصدق عنده، إلا أن شركات الإعلان لا تضع هذه المسائل في الحسبان لأن الربح السريع هو هدفها الأساسي. 

وبالإضافة إلى ذلك، فهذه الإعلانات تجعل الطفل سطحيًّا وماديًّا في التفكير إلى جانب الخواء المعرفي الناتج عن تتبع الإعلانات والجلوس ساعات طويلة أمام برامج غير هادفة: سلوكيًّا ومعرفيًّا.

وتجمل د. نانسي عويس الآثار السلبية الموجودة في سلوك الإعلام الحالي في النقاط التالية:

- تنمية السلوك العدواني والعنف بين الأطفال.

- التأثر بشخصيات خرافية وهمية مما يبعد الطفل عن واقع الحياة.

- ربط الأطفال بمفاهيم غربية تحمل قيمًا دخيلة على مجتمعهم.

- الكسل والخمول من جراء الجلوس أمام التلفاز ساعات طويلة إلى جانب بعض الآثار الصحية الضارة مثل ضعف البصر.

- تعود الطفل على التلقي وخاصة المادة غير الهادفة، مما يؤدي إلى البلادة الفكرية.

- إفساد النمط الاستهلاكي عند الطفل من جراء استجابته لكل ما يرد في الإعلانات التجارية المذاعة في كل حين.

- إشاعة القيم المادية بدلاً من الروحية.

- الإقلال من الإحساس بروح الجماعة؛ نظرًا لتعود الطفل الاكتفاء بنفسه، والاعتماد على صحبة التلفاز.

- تشويه صورة المثل الأعلى - التي غالبًا ما كانت تتمثل في أبطال الإسلام، وشهدائه، والصحابة وأبطال التاريخ الإسلامي، وأصحاب القيم الأخلاقية والروحية- وغالبًا ما يتخذ الطفل مثله الأعلى من لاعب الكرة أو الممثل أو الشخصية الخرافية التي يحبها.

الفيديو جيم.. والمخاطر النفسية

في السياق نفسه، يؤكد الدكتور سمير الملا - أستاذ جراحة المخ والأعصاب - المخاطر الصحية لألعاب «الفيديو جيم»، مشيرًا إلى دراسات أجريت عن تأثيرات هذه الألعاب، فثبت أنها وسيلة غير فعالة، وتؤدي إلى البلادة في التفكير، والإصابة بنوبات تشنجية واضحة أحيانًا، وأحيانًا أخرى غير مرئية، بالإضافة إلى الإجهاد الذهني، والوجود في مجال مغلق مما يؤدي إلى نقص الأوكسجين. 

كما تؤدي هذه الألعاب إلى اختلال التوازن الحركي، والعضلي، إذ يكون المخ في حالة إثارة بالغة، وتظل عضلات الجسم في حالة سكون مشوب بالتربص والتوتر مما يسبب حركات تشنجية تؤثر بلا شك على السلوك العام للفرد حتى في أوقات اللعب، كما يؤثر الاقتراب الشديد من الشاشات المضيئة اللامعة لفترات طويلة سلبًا على قوة الإبصار، وكذلك يؤثر الصوت العالي بمرور الوقت على حاسة السمع.

الإنترنت.. والإدمان

أما الدكتورة نجوى عبد السلام فهمي - المدرسة بقسم الإعلام بآداب عين شمس- فتجذب النظر إلى خطورة إدمان أبنائنا للإنترنت فتقول:

الإنترنت يتيح للمستخدم قائمة طويلة من البدائل الاتصالية لتحقيق أهداف عدة منها: الاتصال بالآخرين، التعليم، اللعب، إقامة علاقات اجتماعية (صداقة)، وكذلك الحصول على معلومات عن مختلف مجالات النشاط الإنساني.

لذلك أقبل عليها الشباب والأطفال إقبالًا كبيرًا، وقد بدأت الآثار السلبية لاستخدام الإنترنت في الظهور مؤخرًا، وأخطرها الإدمان (الاستخدام المستمر للإنترنت لفترات طويلة قد تتجاوز 40 ساعة أسبوعيًّا).

ومن أهم مظاهر الإدمان -التي تم رصدها في دراسة ميدانية- كما تقول الدكتورة نجوى: الشعور بالحاجة لاستخدام الإنترنت فترة طويلة من أجل الشعور بالرضا، وعدم القدرة على السيطرة على الرغبة في استخدامه، والإحساس بالغضب عند محاولة قطع الخط أو منع استخدامه، الإصرار على العودة لاستخدامه مرة أخرى، برغم تكاليفه الباهظة، التسلل إلى الشبكة حينما يكون أفراد الأسرة نائمين بشعور المتحرر من ضغوطهم، وهذا الإدمان يؤثر على صاحبه دراسيًّا، ووظيفيًّا، واجتماعيًّا. 

وتضيف: إن من سلبيات الإنترنت أيضًا - التي يجب أن تنتبه الأسرة إليها - المواقع غير الأخلاقية على الشبكة، والمخلة بالآداب التي يجب حجبها فورًا، وحماية الأبناء منها.

(*) خدمة مركز الإعلام العربي- القاهرة

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

بريد الأسرة 4

نشر في العدد 4

29

الثلاثاء 07-أبريل-1970

الاحتشام سر الجمال

نشر في العدد 8

59

الثلاثاء 05-مايو-1970