العنوان المجتمع الثقافي (العدد 1836)
الكاتب مبارك عبد الله
تاريخ النشر السبت 24-يناير-2009
مشاهدات 8
نشر في العدد 1836
نشر في الصفحة 54
السبت 24-يناير-2009
الواقع الإسلامي في شعر «خليلي » و « عاكف»
آداب الشعوب الإسلامية
(٣ من ٦)
تأثر الشاعر الأفغاني خليل الله خليلي بالشاعر محمد إقبال، تأثراً كبيراً أيضاً في الفكر والتعبير، وقد سجل هذا التأثر في قصيدة طويلة عبر فيها عن حبه ل إقبال، وما يرمز إليه في مجال الحركة الإسلامية.
بقلم : أ. د. حلمي محمد القاعود (*)
وتحدث في هذه القصيدة أيضاً عن الكعبة» و«الحرم»، وفيها يحكي لإقبال
عنهما قائلا:
قالوا : إن الحرم فاتح أبوابه للخلق...
الصلاة جامعة، والكعبة ليلاي...
معشوقتي ذات الرداء الأسود، كشف النقاب عن وجهها ...
هناك حيث آلاف الشموس والأقمار وضعت الرؤوس على أعتاب عزتها ...
هناك حيث أمين الوحي جبريل الذي وقف تأدباً وكأنه الحارس الأمين...
هناك حيث تساقطت قلانس فخر الملوك على التراب ذلة وضراعة ... إلخ».
وقد شغلت قضايا المسلمين داخل الوطن وخارجه كلا من عاكف وخليلي؛ فلم يكفا عن النواح على أحوال الوطن والمسلمين، وقد شغلتهما هذه الأحوال عن قضاياهما الذاتية إلى حد كبير، وتحملا بسبب هذه الأحوال الكثير من العناء والألم، فضلا عن الغربة والمنفى، وإن لم يمنع ذلك من تطرقهما إلى أغراض عديدة، ولكن «الهم الإسلامي» - إن صح التعبير - كان مسيطرا على أشعارهما بطريقة وأخرى، ولعل لذلك دلالة على فوز عاكف في مسابقة تأليف النشيد الوطني ل«تركيا»، وفى شهرة «خليلي» والاصطلاح على تسميته بـ«شاعر أفغانستان المعاصر».
يعبر «محمد عاكف» عن موقفه من الواقع الإسلامي، فيكتب على الجزء الأخير من ديوانه الذي نشره قبل وفاته بعامين أبياتا نظمها في إسطنبول قبل قدومه إلى مصر:
«ما كنت لأقف معقود اللسان أقلب الطرف فيما حولي.
لم يكن لي بد أن أنوح لأوقظ الإسلام. إنما أريد أن تغدو القلوب المرهفة الحس الراسخة الإيمان.
وأما التفكير الطويل؛ فقد هجرته منذ أمد بعيد.
إني أنوح ولكن لمن؟ أين أهل الدار ؟ أقلب طرفي فلا أظفر إلا بأمم نائمة.
لقد خنقت صرخاتي، وحملت نعشها ، ثم مزقتها تمزيقاً ودفنتها في شعري وتركتها ...
وهأنذا أسيل أنيني الذي هم بأن يعم الأودية كالسيل المنهمر، أسيله في غير هدير كالدموع الخفية.
لا أجد في هذه القبة الصماء لآلامي أثراً؛ فليئن الخسران الذي في صفحاتي دون حس ولا ركز».
وبصفة عامة فإن أشعار «عاكف» كانت تدعو إلى اليقظة الإسلامية، والنهوض من خلال الوحدة الإسلامية ونبذ التفرق والتشرذم، يقول عاكف عقب هزيمة البلقان، وضياع «طرابلس»
انهضي أيتها الأمة المرحومة؛ فقد أصبح الصباح ألا يكفي صوت الأذان لإيقاظك؟ أتريدين أن تدق الأجراس؟
افتحي عينيك، فلن يبقى هناك عربي ولا تركي اسمعي حديث الرسول ذا الشأن الإلهي لا يعيش التركي بدون العربي، ومن قال يعيش»
فهو مجنون اليمنى فالعربي للتركي عينه السليمة ويده اتحدوا فعاقبة هذه الفرقة وبال بالله لن تبقى لكم حكومة ولا دين ويخاطب «عاكف» أمة الإسلام يحذرها من اليأس فيقول:
لا تيأسي وتقولي : لقد انتهى الأمر ووهن العزم أيتها الأمة المرحومة، حذار أن تستسلمي لليأس نفسه
ويستمر «عاكف» في نداءاته للأمة الإسلامية في مواضع كثيرة، يقول: يا جماعة المسلمين، كفوا .. بالله عليكم
أفيقوا سيكون صوت الناقوس مرعداً في الآذان
لقد اهتزت الأرض بسقوط «إيران» وأنتم بلا حراك، لم تهتز منكم شعرة، أي إحساس هذا ؟!
آفاق ثقافية
روائي غربي ينحاز ل «صلاح الدين»
رواية الطلسم التي كتبها الروائي الإنجليزي والتر سكوت في عام ١٨٢٥م عمل «مؤسس» بالفعل؛ لأنها أول ما كتب عن الحملة الصليبية بيد كاتب غير عربي تنحاز للرمز الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، بل تتعاطف مع الإسلام والمسيحية في آن معاً، ليظهر «سكوت» هي عادته - الجوانب المضيئة - كما في تفاعلات البشر بين بعضهم، دون أن يمس الحرب الدائرة بين الصليبيين والمسلمين ..
كلنا يوسف القرضاوي
في حواره مع «إسلام أون لاين» قال الشيخ «راشد الغنوشي» بالنسبة لتصريحات شيخنا القرضاوي حول التبشير المذهبي هناك مؤاخذة أخرى حقيقية لمن هو متورط فيها من أهل التشيع، وهي الدأب على النيل من صحابة رسول الله ﷺ وأزواجه الطاهرات.. إنه الأمر غاية في القبح، لا يمكن للأمة بحال قبوله والسكوت عليه .. وكيف يمكن للأمة أن تتوحد إذا لم تتوحد حول ذلك الجيل الفريد مؤسس الإسلام برعاية الرسول الأكرم ﷺ الذي تولى بنفسه تربيته وتنشئته على أتم خلق وسجية ؟؟.. وهذا عنصر آخر صحيح في دعوة الشيخ القرضاوي .
حقوق الإنسان
يعرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يستمر عشرة أيام عدة أفلام تتناول قضايا حقوق الإنسان على مستوى العالم، وذلك بمناسبة مرور ستين عاماً على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منها فيلمان إسبانيان هما :« ١٤ كيلومتراً» ويدور حول الهجرة غير الشرعية، وما يصاحبها من أخطار ومن الهند يأتي «فيلم الأجنبي» ويناقش معاناة المسلمين الهنود الذين تحاصرهم كل الظروف؛ ليصبحوا في وطنهم مجرد أجانب باكستانيين .
واحة الشعر
حوار في موعده.. بين ابن ووالده
شعر: سعد خضر
أبتاه لماذا الأحزان؟ ولماذا تلك الأشجان؟
في عمق عيونك مأساة تبدي صورتها الأجفان
قسماتك توشك أن تحكي وتصد شفاة ولسان
احك يا أبت إني كلي لكلامك آذان
يا أحمد ما زلت صغيراً ما اكتملت منك الأسنان
والخطب أشد أيا ولدي مما يتصور إنسان
يا أحمد غزة تحترق تأكل مُهجتها النيران
والقوم عيون ناظرة لكن الأجسام سمان
والأفئدة الموتى باتت حجبها في الصدر الران
فكأنا صم لا نسمع أو أنا . أحمد. عميان
ويصيح الطفل بوالده ما معنى أنا إخوان؟!
أو لسنا كالجسد الواحد دَمُهُ الملتهب الإيمان ؟!
أولسنا زرعاً عملاقاً والإخوة فيه صنوان ؟!
يا أبتاه هياهيًا معنا القيوم الرحمن
سنحارب أوغاد يهود فهم رعديد وجبان
فإذا عشنا فبعزتنا وإذا متنا فهي جنان
فانسابت أعين والده وجرى مدمعه الهتان
وأحس الطفل بوالده وأظلُّ الصَّمْتُ اللَّهْفَانُ
وأراد الوالد توضيحاً فانثال عليه التبيان
فأهاب بأحمد يا ولدي أهجوم يهود عدوان ؟
إن كان فما قولك فيمن هم للخنزير الأعوان؟
قد والوا أعداء الله والكفرة بئس الخلان
أعلام القرد ترفرف في أرضي، والراضي خوان
وجنود منا حُراس للقرد ، فبئس الأخدان
من شاء إلى القرد سبيلا ترديه منا النيران
لكن يا ولدي أبشر لن يبقى هذا الطَّغْيَانُ
والنصر غداً جد قريب فالناصر ربي الرحمن
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
ماذا دار بين الدكتور القرضاوي والسكرتير الأول للسفارة الأمريكية بالدوحة
نشر في العدد 1081
14
الثلاثاء 28-ديسمبر-1993
