; المجتمع الثقافي - (العدد 1081) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الثقافي - (العدد 1081)

الكاتب مبارك عبد الله

تاريخ النشر الثلاثاء 28-ديسمبر-1993

مشاهدات 13

نشر في العدد 1081

نشر في الصفحة 54

الثلاثاء 28-ديسمبر-1993

ومضة!!

لكي نعرف المصطلح المقابل لمصطلح الأصولية، لا بد من الإحاطة بمجموعة التعريفات والرموز والإيحاءات التي تكتنف هذه الكلمة، فهي تعني فيما تعني نسبة الإنسان إلى أصول عريقة، حيث نصفه بالأصيل دلالة على طيب أصله وكرم محتده، في مقابل اللصيق والدخيل وابن الحرام الذي لا يعرف له أصل، أو المشكوك في أصله.

كما تعني ذلك الذي يحافظ على القيم والمبادئ والشرائع غير المستوردة، والتي ينتمي إليها مجتمعه، ويرجع إليها غالبية أفراده، في مواجهة الذين يخرجون على قوانين أمتهم الأصيلة، ويشحنون أفكارهم ومعتقداتهم من أمم أخرى قد تختلف ظروفها الحياتية- ومصادرها الفكرية، وأصولها التاريخية، وجذورها الدينية- عما اختزنته ذاكرتها من أفكار ومعتقدات وقيم.

كما أنها تعني الرجوع إلى الحق والتمسك به، والعمل على تقويم الاعوجاج، وتصويب الخطأ استنادًا إلى الموروث الديني المصفى مما شابه من تحريف بالعودة به إلى أصوله الأولى، في مقابل اتباع الهوى والاستغراق في الشهوات والتمرد على الآداب، والحيدة عن الأصول.

أضف إلى ذلك أن كلمة الأصولية في أساسها تحمل معنى المدح، وتتضمن مفهوم النخبة الرائدة، لكن وضعها في غير موضعها أضفى عليها ظلالًا من السواد والقتامة، وأسقط عليها معاني وأوصافًا وسلوكيات، لا تمت لها بصلة، تمامًا كما فعل المنحرفون من قوم لوط عندما أرادوا أن يصطلحوا على لقب ينبذون به المؤمنين بلوط- عليه السلام- فقالوا: ﴿إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ (الأعراف:82)، وهكذا أصبحت «الطهارة» صفة مذمومة في عرف الشاذين، وتهمة منكرة يرمون بها أهل الإيمان من أصحاب النبي الكريم.

فإذا كان حديث الولادة الذي وجد ملفوفًا بخرقته، ومرميًا في أحد الأماكن العامة يسمى لقيطًا، وإذا كان الشحاذ الثقافي الذي يستورد الأفكار، كما يستورد المستهلك الكسول غير المبدع قطع الغيار، تلصق به وصمة التقليد الأعمى، وتلازمه حتى يثبت براءته منها، وإذا كان العرب قد أطلقوا على أولئك الذين خرجوا عن الأعراف والأصول الاجتماعية، وامتهنوا اللصوصية وقطع الطريق اسم الصعاليك، فماذا يمكن أن نسمي المعادين للأصولية؟ هل نسميهم اللقطاء، أم شركة الاستيراد والتقليد؟ أم الصعاليك؟... أنا لا يعنيني تحديد المصطلح، ولست في عجلة من الأمر، لكن أرى أن تترك لهم حرية الاختيار.

قرأت لك

الثقافة بين العقل والقلب

«الحديث في الثقافة الإسلامية» يتجاوز حدود المعرفة العقلية البحتة، لينفذ إلى القلب؛ فيحرك المشاعر، ويفجر في روح المؤمن تلك الطاقة الحية العالية، التي تشده شدًا لحكم الأواصر إلى عقيدته الحقة النيرة، وشريعته الكاملة القويمة، وتعمق فيه روح الولاء لأمته الرائدة القائدة التي أكرمها الله بهذه الرسالة الهادية. 

وحين يتلاقى العقل والقلب، والفكر والشعور، على فهم الإسلام، ووعي قضيته، والولاء لأمته، والتفاعل مع مبادئه ونظمه.. وحين يكون ذلك الفهم والوعي والولاء والتفاعل عميقًا قويًا شاملًا، فلا بد أن تنبثق من ذلك روح جديدة تتسم بالإيمان الصادق، والعمل المنتج، والعزيمة القوية، وبذلك تتجدد ثقة المسلمين بمهمتهم القيادية الكبرى، وتتلاشى عوامل الانهزام الفكري والنفسي، وتزول أعراض ذلك المرض العضال من الشعور بالنقص، وشيوع الضعف والخور، والإخلاد إلى الراحة، والاستكانة إلى المتاع العاجل، والتعلق بالأهواء والشهوات، والخضوع لسلطة الأقوياء، والانبهار بحضارة الأعداء.. وتتقد- من جديد- جذوة الكفاح الصامد لنشر الدعوة، ومواجهة التحدي، وقيادة الركب الحضاري النير، الذي فتح العقول والقلوب، ورفع لواء الكرامة والعدالة والحرية، وبسط راية العلم والمعرفة والسلام في أرجاء المعمورة.

عمر عودة الخطيب في كتابه «لمحات في الثقافة الإسلامية»

الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي

انتهى العمل من أول مجلدين في مشروع الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي والتي تضم سبعة عشر مجلدًا، حجم المجلد ما بين ۸۰۰ إلى ۱۰۰۰ صفحة من القطع الكبير، التي تعدها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

صرح بذلك مدير الجامعة الدكتور محمد بن عبد الله العجلان، وقال بأن الجامعة تبذل قصارى جهدها في التغلب على ما يصادفها من معوقات البحث العلمي، ولا تدخر وسعًا في تذليل العقبات التي تعترض ميدان التأليف والترجمة والنشر، لا سيما في مجال التراث الإسلامي، والتركيز على البحث والدراسات الجادة في مجالات العلوم الشرعية والعربية والاجتماعية.

وأضاف قائلًا: إن أهم الأنشطة البحثية التي تقوم بها الجامعة حاليًا تتمثل في وحدة بحوث القرآن والسنة، ووحدة العقيدة والديانات والمذاهب المعاصرة، ووحدة البحوث الفقهية والاقتصادية.

واسترسل قائلًا: كما أن هناك وحدات تخدم البحوث الأدبية واللغوية والجغرافية والتاريخية، وبخاصة الجزيرة العربية والخليج، فلها وحدة مستقلة، وهناك وحدة خاصة بالبحوث النفسية والتربوية والاجتماعية، ووحدة بحوث الدعوة والإعلام والعالم الإسلامي، واستحدثت وحدات بحثية للمعلومات والتوثيق والتنسيق والدراسات الاستراتيجية وبحوث التنصير.

وقال الدكتور محمد بن عبد الله العجلان: إن عمادة البحث العلمي بالجامعة تتجه لاستكمال وحدات وبحوث أخرى، كوحدة حوسبة العلوم الشرعية، ووحدة آداب الشعوب، وغيرها مما يقع في دائرة التخصص العلمي للجامعة.

الرياض: عبد العزيز الجبرين

واحة الشعر

شعر : محمدي حسن الشافعي

مصر– القاهرة

هموم المسلمين

هموم المسلمين غدت كثيرة *** قضاياهم- بلا جدل- مثيرة

فتلك جراحهم أدمت فؤادي *** ومن آلامهم نفسي حسيرة 

فهم في «البوسنة» الغرّاء أضحَوا *** قطيعًا يستباح بلا جريرة

تطاردهم ذئاب «الصَّرب» بغيًا *** بعنف لم تر الدُنيا نظيره

وتلك فلولهم باتت تنادي *** أغيثونا..!! وتصرخ مستجيرة

فهل يجدي صراخ القوم نفعًا *** وليس لهم عتاد أو ذخيرة؟؟!

***

وفي الصُّومَال أطفال جياع *** ومأساةٌ.. وأهوالٌ عسيرة

صراعٌ في سبيل الحكم أودَى *** بشعب بانسٍ يصلی سعیره

رأيت القوم في الصُّومال صرعى ***  ففاضت عبرتي تَهميِ غزيرة

وقلت: أهكذا الشّيطانُ يُوحي *** إلى أتباعه الحمقی شروره؟ 

على الأطفال في الصومال أبكي *** على الأكباد والمُهَج الطّهُورة 

على شعب تراوده المنايا *** شرارُ الخلق قد حفروا قبوره

***

وفي بُورما .. وفي الهند استُبيحَت *** دماء المسلمين بكل صورة

لقد بطشت بهم أيدي الأعادي *** ومدَّ الشرك فوقهُمُو جُسُورَه

فظلّوا صامدين ولم يُبالُوا *** بأرزاء الشُّرور المستطيرة

وملء قلوبهم حبٌّ وفيٌ *** لربِّ الكون بل ثقةٌ كبيرة

بأن الله ناصرهم ..وحتمًا *** على رغم العِدا سيُتمُّ نوره

فلسطين الجريحة لهف قلبي *** عليها إنها دومًا صَبُورة

لقد طال المدى والخصـمُ فــيــهــا *** يَبُثُّ بيت سمومه ويشيع زُوره 

يُشرِّد أهلها في كل أرض *** وينشر في نواحيها غُروّره

وهذي القدس إيمانُ وطهرٌ ***  ومسكُ تعشقُ الدنيا عبيره

غدت في قبضة الأوغاد تشكو *** تقول: إلى متى أبقى أسيره؟!!

وبات «المسجد الأقصى» يعاني *** هوان الأسر.. لا يدري مصيره

يقول: إلى متى يا قومُ أنتم *** نيامٌ في الصّباح وفي الظَّهيرة؟!

متى تستيقظون؟ أليس منكم *** رشیدُ تستقيم به العشيرة ؟!

***

ألا يا أمة التوحيد هُبِّي *** لنصر الحقِّ بالهمم الغيورة

أعيدي مجد أبطال كرامٍ *** لدين الله قد كانوا صقوره

تفانوا في سبيل الله حرصًا *** على الإسلام أن تُؤتي ثُغوره

فعز بهم.. وقد كانوا دعاة *** إلى هدي السَماء.. على بصيرة

أجل يا أمة التوحيد: هُبِّي *** فهذا النُومُ سابقَةٌ خطيرة

مكانك دائمًا فوق الثّريا *** وهذا المجد أنت بِه جديرة

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

تعقيب «المجتمع»

نشر في العدد 67

19

الثلاثاء 06-يوليو-1971

مهلًا.. يا بنت الخنساء!

نشر في العدد 112

12

الثلاثاء 08-أغسطس-1972

أحكام الحج وأسراره

نشر في العدد 131

32

الثلاثاء 26-ديسمبر-1972