; المسلمون في بولندا | مجلة المجتمع

العنوان المسلمون في بولندا

الكاتب مراسلو المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-أغسطس-1994

مشاهدات 30

نشر في العدد 1110

نشر في الصفحة 38

الثلاثاء 02-أغسطس-1994

"الوجود الإسلامي في بولندا يتمركز في: «بياويستوك» ومدينة «جدانسك» على بحر البلطيق".

 "جمعية الطلبة المسلمين في بولندا تقوم بأنشطة متعددة، وتتيح للكثيرين التعرف على الإسلام رغم قلة إمكانياتها".

بولندا: خالد العزعزي.

بولندا إحدى دول أوروبا الشرقية التي رزحت تحت الحكم الشيوعي لعشرات السنين مساحتها (٣٥٠,٠٠٠) (ثلاثمائة وخمسون ألف كيلو متر مربع تقريبا) يسكنها حوالي (٣٨) مليون نسمة.

ينحدر أصل المسلمين في بولندا من التتار الذين هاجروا من شبه جزيرة القرم إلى ليتفيا خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلادي، اشتهروا بقوة بأسهم، ومعرفتهم للحروب، فساعدوا في إنقاذ ليتفيا من العدوان الخارجي فنالوا احترام السكان الأصليين، ومنحوا الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية، وبناء المساجد، والمدارس، وغيرها.

دام ذلك حتى نهاية القرن السادس عشر، وبعدها وخاصة عند اقتراب العثمانيين من هذه المناطق أثناء الفتح الإسلامي، حرم المسلمون حرية ممارسة شعائرهم الدينية، وعوملوا معاملة سيئة؛ مما دفع بعضهم إلى الانضمام إلى الجيش العثماني، فدفع ذلك أحد الملوك لمصالحتهم وإعطائهم أراض شاسعة للاستقرار عليها، وبناء المساجد والمدارس، ومن هذه المناطق «کروشنياني» و«بوخونيكي» (التابعة حاليا لبولندا) وغيرها تابعة لروسيا البيضاء، فعاش المسلمون في هذه المناطق في أمان حتى بداية الحرب العالمية وما بعدها؛ حيث اشتهر المسلمون التتار بامتلاك كتائب خاصة بهم في الجيش بقيادة إسلامية وإمام مسلم، وكان لهم نشاط واسع النطاق.

يقدر عدد المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية بعشرات الآلاف، وكان لهم (١٨) مسجدًا يجمعهم الاتحاد الديني الإسلامي التتري، ولكن وبعد الحرب العالمية الثانية تم تقسيم المناطق التي يتواجد بها المسلمون، فكان بعض تلك المناطق من نصيب بولندا، والآخر من نصيب الاتحاد السوفيتي، فتفرق المسلمون، وأقيمت بينهم الحواجز، وفي ظروف غامضة تم تصفية العلماء والأئمة المسلمين، وعمل الحكم الشيوعي على عزل المسلمين عن العالم الإسلامي، كل هذه العوامل جعلت المسلمين يذوبون في المجتمع النصراني، فتنصر الكثير منهم، وتزاوجوا مع النصارى، ووجد جيل لا يفهم من الإسلام إلا القشور والشبهات التي يلقيها الأعداء على الإسلام والمسلمين.

المسلمون البولون في الوقت الحاضر: 

يتمركز المسلمون حاليًا في مدينة «مبياويستوك» وضواحيها، وهي المدينة المجاورة لروسيا البيضاء، ثم في مدينة «جدانسك» والتي تقع على بحر البلطيق، وتوجد أعداد بسيطة في العاصمة وارسو، ومدن أخرى.

أقدم المساجد توجد في قريتي «کروشنياني» و«بوخونيك»، الواقعتين على الحدود الروسية، إلا أن أغلب السكان في هاتين القريتين من النصارى بعد أن نزح المسلمون عنهما إلى المدن.

يبلغ عدد المسلمين البولنديين الآن خمسة آلآف نسمة تقريبًا، وبإضافة المسلمين غير البولنديين يزيد العدد عن عشرة آلاف مسلم.

المساجد في بولندا:

المسجدان الأثريان في القرى السالفة الذكر لا يستغلان إلا في المناسبات (الأعياد) كما يوجد بيت خشبي في مدينة «بياويستوك» تم تحويله إلى مصلى، وهو لا يفي بالغرض نتيجة لكثرة المسلمين في هذه المدينة، ولوجود عدد لا بأس به من الطلبة المسلمين.

كما يوجد مركز إسلامي في العاصمة «وارسو» تم شراؤه من قبل رابطة العالم الإسلامي عام ١٩٩٠م، وهو الآخر لا يحقق طموحات المسلمين المرجوة منه.

كما يوجد مسجد تم بناؤه حديثًا في مدينة «جدانسك» وهو يستغل من قبل الطلبة العرب في تنظيم المحاضرات واللقاءات والدروس المختلفة.

المسلمون في بولندا.. آمال وطموح:

ومما يتميز به هذا البلد أن أهله متمسكون بدينهم إذا ما قارناهم بشعوب أوروبية أخرى، ربما يعود ذلك لكون البابا يوحنا بولس الثاني من أصل بولندي.

إلا أن المسلمين الآن يمارسون شعائرهم دون أية مضايقات، ورغم أن الاتصال بالمسلمين البولنديين كان متأخراً جدًا (في منتصف الثمانينيات) من قبل الطلبة العرب، إلا أن النتائج -بفضل الله- طيبة ومثمرة، وأهم النشاطات القائمة الآن في هذا الجانب هي التي تنظمها جمعية الطلبة المسلمين في بولندا، وتتلخص في:

١– الاهتمام بأبناء المسلمين البولنديين بالتعاون مع الاتحاد الديني التتري حيث يتم تعليمهم أسس الدين وقواعد اللغة العربية، وذلك من خلال اللقاءات الأسبوعية، ويبلغ عددهم حاليًا حوالي المائتين.

٢– تنظيم المخيمات والرحلات والمحاضرات واللقاءات المختلفة.

٣– ترجمة وطباعة ونشر الكتاب الإسلامي، وقد تم طباعة قرابة (١٢) كتابًا أهمها مبادئ الإسلام، تعريف عام بدين الإسلام، نظام الحياة في الإسلام، الأربعين النووية، سيرة الرسول، وغيرها.

وعلى الرغم من تدين الشعب البولندي، كما ذكرنا سابقًا إلا أن أعدادًا كبيرة منه تعاني من الفراغ الروحي وعدم الاقتناع بالدين المسيحي، ونشاطات الجمعية أتاحت للكثير منهم فرصة التعرف على الإسلام، فدخلت أعداد لا بأس بها في دين الله، وما زالت الساحة البولندية -رغم وجود الحريات، ورغم الإمكانيات المتاحة- غير مستغلة الاستغلال الكامل من قبل المسلمين، وعلى الرغم من وصول الممثلين لكثير من الهيئات الخيرية الإسلامية من العالم الإسلامي إلى هذا البلد، إلا أن وجودهم وتأثيرهم على الساحة لا يكاد يذكر، ويمكن القول بأن جمعية الطلبة المسلمين -على الرغم من محدودية إمكاناتها- هي المنظمة الوحيدة العاملة والمؤثرة على الساحة البولندية، وهي تحتاج إلى الدعم الكافي حتى تتمكن من القيام بدورها بالشكل المطلوب.

لمزيد من المعلومات عن المسلمين في بولندا يمكنكم الكتابة إلى عنوان جمعية الطلبة المسلمين في بولندا:

UL-WARSZAWSKA 10

P.O. Box. 246

BIATYSTOK

POLAND

الرابط المختصر :