العنوان بروفسور مسلم يخوض المعركة ضد أتاتورك
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 29-يناير-1974
مشاهدات 19
نشر في العدد 185
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 29-يناير-1974
- عودة إلى الإسلام بعد رحلة المتاعب
- أبعاد تأليف الوزارة التركية الجديدة
في محاضرة له عن «الإسلام والغرب» قال المؤرخ الإنجليزي «أرنولد توينبي»:
لم يكتف أتاتورك بتغيير الدستور التركي؛ بل أجبر الرجال على ارتداء القبعات التي تمنع لابسيها من أداء شعائر الصلاة الإسلامية اليومية بخاصة في السجود، وكنس الشريعة الإسلامية بأكملها، وتبنى القانون المدني السويسري بعد أن ترجم إلى التركية.
وطبق قانون الجرائم الإيطالي وغيّر الأحرف العربية بأحرف لاتينية..
فماذا ربحت تركيا من انقلاب هذا الطاغية؟
الجوع
والتمزق
وضآلة الوزن الدولي
والتلف العلمي
والقواعد الاستعمارية العسكرية
هذه هي المكاسب «!!» التي قدمها أتاتورك لتركيا.
لم فعل ذلك؟
يزعم أن ذلك تم من أجل التخلص من الإسلام؟!
فهل حقق ما يريد؟
لا..
فها هي تركيا بعد رحلة طولها نصف قرن من المتاعب والاضطراب والفقر تعود إلى الإسلام؛ ففي الانتخابات الماضية أحرز حزب الإنقاذ ٤٩ مقعدًا في البرلمان التركي
وهو حزب يخوض الانتخابات لأول مرة، وهو حزب عمره عام واحد -تكون في أكتوبر عام ١٩٧٣ وظفر بتلك المقاعد في أكتوبر ١٩٧٤- وهو حزب يجهر بالإسلام، ولا يخافت به.
وبعد الانتخابات لبثت تركيا ۱۰۰ مائة يوم بلا حكومة لأن نتائج الانتخابات لم تمكن حزبًا منفردًا من تشكيل حكومته.
ورغم جحود أتاتورك وحقده على الإسلام، ورغم تماثيله الوثنية المنتشرة في تركيا..
ورغم الأموال الهائلة المرصودة لمحاربة الإسلام على كل مستوى في تركيا.
ورغم القواعد الأمريكية ورغم المحافل الماسونية ويهود الدنما.. رغم ذلك كله اضطرت القوى السياسية في تركيا إلى الاعتراف بوزن الإسلام والتفاهم مع زحفه المستمر والمتصاعد..
لقد تشكلت الوزارة التركية من حزبين اثنين هما حزب الشعب الجمهوري
وحزب الإنقاذ الوطني، والحزب الأخير -كما أسلفنا- يرتبط بالإسلام علنًا. وزعيمه الدكتور نجم الدین أربکان. رجل مسلم يبصر خلاص تركيا في الإسلام وحده.
ولقد ظفر حزب الإنقاذ بسبع حقائب وزارية في الوزارة التركية الجديدة من بينها حقيبة وزارة الداخلية.
لقد كان الإسلام مطاردًا في الحكومات التركية المتعاقبة وكانت «الإسلامية» جريمة يعاقب عليها القانون.
وها هو الإسلام يقتحم المعاقل التي حرم منها طويلًا.
حرم منها بدأب وحقد وخبث.
ففي الاتفاقية المبدئية بين الحزبين اتجاه واضح نحو الاهتمام بالإسلام.
• في جانب العبادات.. سياسة لبناء المساجد:
وهذا تقدم جيد إذا عرفنا أن كميات كبيرة من كراهية أتاتورك للإسلام قد وجهت للمساجد.. في تحويلها إلى متاحف وفي تغيير لغة الأذان.. وفي منع التوسع في بنائها. وفي إجبار المسلمين على ارتداء القبعات التي تمنعهم من السجود.
• وحظي الإسلام باهتمام ملحوظ في جانب التربية حين قرر الحزبان - العناية بالتثقيف الأخلاقي الإسلامي في المدارس.
• وحظي الإسلام باهتمام واضح في السياسة الاجتماعية حين اتفق الحزبان علـى السماح للجمعيات الإسلامية بممارسة نشاطها بحرية.. ودعم حكومي.
• وحظي الإسلام باهتمام ملحوظ في السياسة الخارجية.. حين اتفق الحزبان علـى توثيق الصلات بالعالم العربي - الإسلامي.
وكان من الخطوط الأساسية في السياسة الخارجية لحزب الإنقاذ الوطني.. خط تعزيز الصلات بالعالم العربي ــ الإسلامي.
• وحظي الإسلام باهتمام ملحوظ في جانب العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
فقد اتفق الحزبان - مثلا- على أن يمتلك سكان الأحياء الفقيرة بيوتهم مجانًا ـ وقد كانت هذه البيوت ملكًا للدولة. وهذا كسب للإسلام من جانبين؛ من جانب دعوة حزب الإنقاذ إلى العدالة الاجتماعية، ومن جانب ارتباط حزب يرفع شعارات الإسلام بإنصاف الفقراء ورفع مستواهم.
• وقد ينجح الائتلاف أو يفشل.. ولكن المهم أن الإسلام يزحف دومًا.
• وقد يستطيع حزب الإنقاذ أن يطبق سياسته الرامية إلى إحياء وتمجيد قيم الإسلام.. أو قد يستطيع حزب الشعب الجمهوري أن يعرقل هذه السياسة.. ولكن المهم أن القوى السياسية في تركيا ليس في وسعها تجاهل المد الإسلامي.
وهناك أكثر من مغزى لتقدم حزب الإنقاذ الوطني.. أن هجر الإسلام إنما هو فشل في الحياة الدنيا ذاتها، كانت تركيا بالإسلام ملء العين في العالم، وحين تخلت عن الإسلام سقطت هيبتها وتضاءلت مكانتها.
وبالإسلام فتح القدس على يد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه.. وحرر على يد صلاح الدين الأيوبي.
فلما تخلى العرب عن الإسلام سقط القدس في يد اليهود.
• ومغزى أن الطاغية يدمر الأمة.. ثم يطويه الموت.
وتبقى الأمة بعده تتجرع الندم والحسرة والكرب والشقاء والذل والبلاء.
• ومغزى أن الذين يحاولون اليوم في منطقتنا هذه أو في العالم الإسلامي كله السير في طريق أتاتورك - في رفض شريعة الإسلام وتبني العلمانية الملحدة - إنما يسيرون في طريق مسدود.
إنهم يطيلون فترة الشقاء.. لا أكثر.. وبعد الرحلة المضنية والشرود الضال يفيء الناس إلى الإسلام من جديد كما يحدث في تركيا اليوم.
والله غالب على أمره..
• ومغزى أن الدعاة إلى الله مهما أظلمت الدنيا في عيونهم ومهما كانت العراقيل في طريقهم ضخمة، والظروف حولهم صعبة.. لا ينبغي أن يفقدوا الأمل في الإنقاذ والتمكين.
لقد كانت العراقيل في تركيا ضخمة، والظروف صعبة وشاقة، ومع ذلك ظل الإسلام يزحف.
وهذا مثل واقعي عظيم الفائدة؛ فليكن شعار كل داعية: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ (الروم: ٦٠).
من هو زعيم حزب الإنقاذ الوطني؟
البروفسور نجم الدین أربکان
• نجم الدین أربکان.
• تخرج من جامعة إستانبول في هندسة «الميكانيك».
• حصل على الدكتوراه من جامعات ألمانيا في نفس تخصصه.
• عاد إلى جامعة إستانبول وتولى مهمة التدريس بها.
• حصل على درجة «بروفوسور» وأصبح أستاذ كرسي للموتور في كلية الميكانيك.
• عام ١٩٦٨ انتخب رئيسًا للغرف التجارية والصناعية في تركيا، وبعد أسبوعين من توليه المنصب منع الاستيراد من العدو اليهودي في فلسطين المحتلة، كما منع التصدير إليه؛ فأقالته الحكومة تعسفًا.
• هو الآن رئيس حزب الإنقاذ الوطني.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل