; بريد المجتمع ( العدد1051) | مجلة المجتمع

العنوان بريد المجتمع ( العدد1051)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 25-مايو-1993

مشاهدات 20

نشر في العدد 1051

نشر في الصفحة 62

الثلاثاء 25-مايو-1993

عاجل جدًا.. إلى الرئيس الباكستاني

سعادة رئيس باكستان.. المحترم 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد

ليحزننا أشد الحزن أن الإجراءات الأخيرة للسلطات الباكستانية التي اتخذتها ضد العرب المقيمين في بيشاور وعائلاتهم والذين كان لهم دورهم الفعال في خدمة القضية الأفغانية وتخفيف العبء عن باكستان في مساعدة اللاجئين من خلال قيامهم بشؤون اللجان والمؤسسات الخيرية للإغاثة ومشاركتهم في الجهاد الأفغاني في حماية حدود باكستان الغربية من الزحف الشيوعي. ولكم أن تقدروا حجم هذه الخدمات وحجم هذا الجهد الذي بذله ويبذله إخوانكم العرب المقيمون في بيشاور حتى مكن الله للمجاهدين بالنصر وهم الذين قدموا إلى دياركم لأحد غرضين لا ثالث لهما إما للجهاد في سبيل الله أو لنيل الشهادة واهتموا خلال تواجدهم بالسعي على الأرامل والأيتام وخدمة المهاجرين.

سعادة الرئيس.. أذكركم بأن إخوانكم وضيوفكم قد احترموا البلد التي استضافتهم ولم يقوموا بأي شيء يعكر صفو الحياة فيها بل كان لهم دور يستحق التكريم والتقدير.

إن دولة باكستان المسلمة قد احتضنت الجهاد الأفغاني منذ خطواته الأولى إلى أن مكن الله له في الأرض ولا يعزها أن تستضيف بعض الألوف من العرب الذين اعتبروا باكستان أرض المهجر، فمثلكم كمثل الأنصار في احتضان المهاجرين العرب وكما عودتنا حكومة باكستان في علاجها لكثير من المشاكل بأسلوب الرفق والتأني فنحن نطمع أن تعطي إخواننا المهاجرين العرب وعائلاتهم فرصة لكي يواصلوا طريق هجرتهم إلى أفغانستان ويشاركوا هناك في إعمارها وبنائها كما شاركوا من قبل في تحريرها. ولا تسلموهم إلى الدول التي لفقت لهم التهم لتطبق عليهم المخططات الماكرة ضد الإسلاميين والمد الإسلامي فيشتت بذلك شمل أسر مجاهدة عايشت الجهاد الأفغاني يومًا بيوم.

إن العالم الإسلامي اليوم في محنته الكبرى أمام الأعداء لينظر إلى دولة باكستان نظرة خاصة فمنها تجدد الجهاد في كشمير وأفغانستان والله نسأل أن يجعل باكستان صرحًا يأوي إليه الغرباء في زمن غربة الإسلام وتقبلوا منا يا سعادة الرئيس خالص الشكرو الامتنان.

حنان أحمد القطان- الكويت 

الخطوات المشكورة

إن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الرياض يبذلون قصاري جهدهم حيث شاهدناهم وشاهدهم الجميع أيام النساء المخصصة لهن بمهرجان الجنادرية الوطني، فلقد لقيت الأسر من رجال الهيئة كل عون ومساعدة. هذا فضلًا عن ما تلقته النساء اللآتي قدمن إلى هذا المهرجان من هدايا قيمة جدًا، تمثلت في الكتيبات الإرشادية والأشرطة السمعية لكبار العلماء والدعاة فلئن كانت النساء قد سعن بما شاهدته في المهرجان، فلقد كانت سعادتهن بوجود رجال الهيئة وما قدموه من هدايا قيمة أكبر في نفوسهن مما قدمن من أجله، فلله در هؤلاء الكوكبة المباركة من رجال الهيئة ومنسوبيها.

فرغم طول المدة الزمنية التي أتيحت للنساء والتي تصل إلى حوالي سبع ساعات في اليوم الواحد لم يصب هؤلاء الرجال التعب أو السآمة بل تجد الواحد منهم يقف الساعات الطويلة على الأبواب والمداخل موجهًا وناصحًا بكل أدب جم وأخلاق فاضلة، وقد ذكرونا- والله- بأسلافنا الميامين، فلله الحمد والمنة أنه لا زال الخير في شباب هذه البلاد التي رأينا نموذجًا منه على أرض الجنادرية يسعون جاهدين لحماية أخواتهم المواطنات والمقيمات من أولئك المستهترين والمتسكعين وإني بهذه المناسبة أدعو الإخوة المسؤولين في الرئاسة العامة للهيئات تقديم الشكر الجزيل لمن شارك من منسوبيهم في الأيام المخصصة للنساء نيابة عنا نحن اللاتي حضرنا المهرجان وأدعوهم أيضًا وهم الذين قد عرف عنهم رحابة الصدر أن لا يدعوا أي مشاركة قادمة لا سيما أيام النساء كمعارض الصناعات الوطنية أو ما شابهها.. وفي الختام إني لأهنئ نفسي وبلادي بوجود أمثال هؤلاء الشباب بيننا.

أختكم أم حامد الشتري

ردود خاصة

* الأخ/ أحمد بن ناصر الناصر- السعودية- الرياض

وصلت مشاركتك وستأخذ دورها في النشر قريبًا إن شاء الله نشكرك على الاهتمام ونرجو أن تواصل العطاء..

* الأخ/ أنس محمد شهده- السعودية- الدمام 

أمامي الآن كلمة بعنوان «الطعن في الخلف».

أما المساهمات الأخرى فلم تصلنا بعد أود لفت نظرك إلى أن الرسالة التي تصل اليوم لا يلزم نشرها في الغد نظرًا لكثرة الرسائل أو لأهليتها أو لوجود مواضيع أكثر إلحاحًا مع الأخذ بالاعتبار سبق الرسالة ودورها في الانتظام على صفحات المجلة.

* الأخ/ ج. س السعودية- الرياض

تعريفات رائعة تلك التي وردت في رسالتك عن حقوق الإنسان أو حقوق الرجل الأبيض، ومفهوم الإرهاب أو ما يعكر مزاج الرجل الأبيض.

ولا تقل عنها روعة لقطتك المختارة عن ضريبة الكربون.. المساهمات جديرة بالنشر لكن ما المانع أن يكون الاسم صريحًا بدلًا من الرمز.

قارئ ينتقد موضوع دلة البركة 

لقد أطلعت على ما كتب عن إغلاق بنك البركة في مجلتكم الغراء بعددها الصادرة رقم «1045» بتاريخ 21/10/1413 هـ ص 20.

وقد استغربت مما كتب في ذلك العدد من إطراء لذلك البنك لا سيما وأن مجلتكم تجد أذنًا صاغية من عدد كبير من المسلمين الغيورين، وينهلون مما فيها ويقرأون ما بها باطمئنان.

ولست أدري كيف خفي على تلك المجلة المتسعة الاطلاع أمر بنك مثل بنك البركة وأود أن أوضح لكم ما حدث معي مع ذلك البنك ولإخواني.

فقد حدث أن ذهبت إلى مدينة لندن الصيف المنصرم، وبالتحديد في النصف الآخر من شهر محرم والموافق النصف الآخر من شهر يوليو، فقد كنت هناك لأجل الدراسة في جامعة لندن للدراسات الاقتصادية London School وحينما وصلت هناك، نزلت في سكن الجامعة الكائن في حي العرب، كما يحلو للإنجليز أن يسموه، Edward Road فالمرء حقيقة يندهش من كثرة البنوك في تلك الديار وخصوصًا في تلك المنطقة.

بحثت عن بنك أودع فيه أموالي فوجدت بنك البركة فخطر ببالي أن هذا أفضل الموجود، ولدي دخول البنك وجدت لوحة معلقة وقد طرزت بخط جميل كتب عليها نص الآية الكريمة ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا (البقرة: 275) فقلنا هذا فاتحة خير إن شاء الله وما إن دخلت حتى وجدت فتاة شامية شقراء جميلة اختيرت بعناية لاستبقال الزائرين والمراجعين، سألتها عن كيفية فتح الحساب لدى البنك، فدلتني إلى أحد الشبابيك وحينما توجهت إلى الشباك المقصود وجدت فتاة لم تكن بأقل جمالًا من أختها السابقة إلا أنها باكستانية أو هندية، وكلتاهما كانتا في العشرينات من عمرهما.

سألت الفتاة عن كيفية فتح الحساب لديهم فأجابت سؤالي بسؤال عن نوع الحساب الذي أود أن أفتحه لديهم، فاستغربت من سؤالها لأنه يجب أن يكون هناك نوع واحد من الحساب، فأجبت سؤالها بسؤال عن أنواع الحساب لديهم فأجابتني بأنه يوجد لديهم حساب توفير Saving Account وحساب جاري Current Account. سألتها عن سعر الفائدة في حساب التوفير لذلك اليوم فأجابتني بالسعر.

أخبرتها بأن ذلك النوع من التعامل يدعى بالربا وهذا العمل يتعارض بشكل واضح مع الآية المعلقة عند المدخل فانتبهت الفتاة متأخرة وحاولت الالتفاف على الأمر بقولها إن ذلك يدعى ربح Beneft  وليس فائدة Interest.

سعادة رئيس التحرير تلك الحادثة لم تكن سوى مثال بسيط يبين كيف أن التجار لا يتورعون عن استخدام أية وسيلة تقودهم للربح كانت حلالًا أو حرامًا. فبنك البركة في الوقع كان مثل غيره من البنوك، اللهم إلا أنه كان مغطى بغطاء إسلامي.

سعادة رئيس التحرير، ستجدون في طي ذلك الخطاب صورة من الأوراق التي يجب على المرء أن يملأها قبل أن يفتح الحساب لديهم وكما تلاحظون أن أحد أنواع الحساب لديهم هو حساب توفير وهو حساب ربوي بفائدة ربوية مثل ما هو موجود في بقية البنوك الأخرى.

وأخيرًا تقبلوا منا فائق الشكر والتقدير.

عبد الله سعيد عبود 

الخبر- المملكة العربية السعودية

 

رد الشيخ صالح كامل

وقد أحلنا رسالة القارئ عبد الله سعيد عبود إلى الشيخ صالح عبد الله كامل فجاءنا منه الرد التوضيحي التالي: 

أشكركم على رسالتكم وعلى ما نشرتموه عن بنك البركة لندن، وعلى حرصكم على نشر ما يأتي لكم من قرائكم وفي نفس الوقت تحريكم للحقيقة، فأقول والله المستعان إن الأخ الفاضل قارئكم عبد الله سعيد عبود قد تجنى علينا عندما وصفنا في زمرة التجار الذين لا يتورعون من استخدام أية وسيلة للربح سامحه الله فأبواب الحرام واسعة وفي هذه الأيام لا يوجد حساب من الناس فلو أردنا الحرام والعياذ بالله لسلكنا طرقه ولما كنا من رواد الاقتصادي الإسلامي مع ما في ذلك من عناء.

وهو سامحه الله يبدو أنه على غير اطلاع على ميكانيكية العمل في البنوك الإسلامية فاعتقاده أن البنوك الإسلامية بها نوع واحد من الحساب هو اعتقاد خاطئ ففي كل بنك إسلامي عدة أنواع فهناك الحساب الجاري وهو الذي يضمنه البنك ولا عائد عليه- أي لا يشارك في الأرباح- والنوع الآخر هو حساب الادخار وهذا يشارك في الربح بعائد قليل ثم هناك حسابات الاستثمار وهذه تشارك في الربح بنسبة أعلى.

فانطلاقة الأخ سامحه الله خاطئة بأنه يجب أن يكون هناك حساب واحد في البنوك الإسلامية وكون أجابته الموظفة بأنواع الحسابات فذلك شيء طبيعي، أما أن قالت له إن العائد كذا في ذلك اليوم فهذه النتائج الفعلية وليست الفائدة المسبقة المحرمة، وبفضل الله هناك هيئة رقابة شرعية من الدكتور عبد الستار أبو غدة والدكتور السيد الدرش لا يعمل البنك دون إجازتهما، أما حديثه عن الشامية الشقراء أو الباكستانية السمراء فذلك يدل على المجال الذي يفهم فيه ما دام لم يفهم في حسابات البنوك الإسلامية.

ولكم تحياتي

صالح عبد الله الكامل

بريد المجتمع 

رسالة من قارئ

القنبلة الموقوتة 

بقلم: عبد العزيز أحمد رضوان 

مفتش أول وعظ كفر الشيخ- مصر

أمرنا القرآن أن نأخذ الموعظة ممن سبقونا، حتى لا يكون مصيرنا مصيرهم، والآيات في ذلك كثيرة. منها على سبيل المثال.

﴿أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (التوبة: 70).

ومنها ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ، أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج: 45، 46).

وقد بين القرآن الكريم- ويالروعته في تصويره- أن أشد أناس سخفًا والذين لم ينتفعوا ولم يتعظوا، هؤلاء الذين يرفضون الحق ويعاندونه ويسوسون أنفسهم بأحكام بعيدة عن شرع الله، استبقاءً لسلطانهم الموهوم، ودنياهم المدبر.

وفي هذا يقول عز من قائل: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (إبراهيم: 9).

وهناك نظرية في علم الاجتماع تقول: إن الخلل الاجتماعي والفوضى والتمرد إذا حدث في أمة في ظروف معينة فإنه يتكرر بنفس الصورة في الظروف المشابهة في أمة أخرى وكأن علماء الاجتماع هؤلاء، ومنهم مسلمون وغير مسلمين أخذوا هذا المعنى نفسه من الإسلام.

فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ما معناه فيما روته السنة المطهرة: «إن بني إسرائيل عندما دخل النقص فيهم كان الرجل منهم يلقي الرجل وهو يفعل الذنب، فيقول له: يا هذا!! اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يأتيه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك من أن يكون أكيله وشريبه وقعيده. فلما فعلوا ذلك ضرب الله على قلوب بعضهم ببعض ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ.. (المائدة: 78- 79) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لتأخذن على يد الظالم ولتقصرنه على الحق قصرًا أو ليضربن الله على قلوبكم بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم».

على هذا الأساس نستطيع أن نفهم لماذا تخلف المسلمون اليوم، فكانوا في مؤخرة القاطرة، ورضوا بالدون من العيش، وأن يكونوا تبعًا لحليف أوروبي أو شيوعي، يرسم حدود بلادهم، ويحل مشاكلهم، وينظم سياسة تجويعهم ويحدد أولوياتهم، ويرمي لهم «بمعوناته» الغذائية من الطائرات، ويزورهم في الأماكن المنكوبة، ويقول لهم: ها أنذا، ولا أحد غيري!! إلى آخر مصائبهم وويلاتهم.

فما هو سبب كل هذا؟ السبب أننا لم نأخذ العبرة من الماضي فإن السبب وراء كل هذا هو انفراط عقدنا، وتشتيتنا وتمزيقنا، وزرع العداوة والبغضاء بيننا نحن المسلمين، ثم إغراؤنا باتخاذ عدونا صديقًا وإغراقنا بالديون، وتفويض صندوق النقد الدولي ليرسم اقتصادنا بالاعتماد عليه فقط وضرب الاقتصاد الإسلامي بدون هوادة، كما يحدث للبنوك الإسلامية ومؤسسات الإسلاميين التي لم يدنها القضاء، وأيضًا محاربة الاقتصاد العربي أو الذي يكون رأسماله عربيًا كما حدث لبنك الاعتماد والتجارة، والإيهام بأن الإسلام هو دين الإرهاب والفساد في العالم بينما الصهيونية والصليبية والعلمانية والماسونية براء من هذا.

هذا حدث في الماضي للمسلمين والعرب بعد الحرب العالمية الأولى وهو يحدث الآن ونحن متقاعسون قاعدون عن الجهاد وراضون بتحطيم قدراتنا. أرضنا بور، وحالنا تسير من سيئ إلى أسوأ.

أليس من السخف أن لا يكون للعرب والمسلمين والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي وجود في حل مشاكل أبناء البلقان أو الصومال؟ بينما يكون للصليب الأحمر اليد الطولي في ذلك؟

أليس من الحماقة أن يجري نهر النيل في بلاد إسلامية عربية لو زرعت صحاريها لاكتفت إحدى القارات الكبار غذائيًا ومع ذلك لا زراعة وإنما كسل ونوم عميق؟

إن السعودية نجحت في زراعة بعض صحاريها وكفاها قمحها، بل وصدرت بعضه، وتصدقت على البعض به في حين لم يكن عندها ماء كاف كالذي يوجد عند البعض منا.

إن كثيرًا من الحكام العرب لا يرضى أن يتبنى أو يرأس لجنة شكلها رئيس وزرائه لتنفيذ زراعة الصحراء بعد مد القنوات الأسمنتية لها بعد دراسة وافية قام بها مهندسون زراعيون عرب وأجانب اقتنعوا بعدها بصلاحية الفكرة، وطالبوا بسرعة التنفيذ بمد القنوات الأسمنتينة من نهر النيل إلى الصحراء بعد تقديم الخرائط والأدلة، على نجاح المشروع كما قال الخبراء مع رئيس الوزراء.

ومع ذلك لم يهتم أحد ولكن الاهتمام كان بالسياحة في كل مكان مع أن السائح والقائمين عليها يحتاجون إلى الأرض الخضراء المنزرعة.

أقول: كثير من الحكام العرب لا يرضى بهذا في حين يرضى الواحد منهم أن يرأس لجنة لفريق كرة قدم.

إن كثيرًا من العرب لا يهتمون بعودة المسجد الأقصى كما يهتمون أن تصل فرقهم الكروية إلى كأس العالم.

أريدك يا أخي القارئ أن تقارن بين ما تتكلفه أي دولة عربية إسلامية في إعداد هداف يعرف طريقه للفوز وكم يأخذ من المكافآت وكم يحظى بالمتعة التافهة والشهرة الزائفة، وما مدى تقديره والجري وراءه والهتاف له ولو كان لا يصلي لله ركعة ولا يصوم له يومًا، وما تتكلفه تلك الدولة تجاه طالب علم طموح ممتاز ذي عقلية نيرة وكفاءة عالية!!

قارن، ثم بعد ذلك أعطني الجواب.

ذلك لأقول لك وتقول لي للجميع: إن الأولويات تاهت والموازين انقلبت والصديق لنا صهيوني والعدو لنا عربي مسلم.

ألست معي الآن في أننا نعيش فوق قنبلة موقوتة؟!!

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

صحافة - العدد 6

نشر في العدد 6

111

الثلاثاء 21-أبريل-1970

يوميات المجتمع (25)

نشر في العدد 25

25

الثلاثاء 01-سبتمبر-1970