العنوان بيان من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 26-أغسطس-1980
مشاهدات 20
نشر في العدد 494
نشر في الصفحة 8
الثلاثاء 26-أغسطس-1980
أصدر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين البيان التالي ونحن ننشره كما ورد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته، واهتدى بهديه، وسار على سنته إلى يوم الدين.
وبعد، فقد قامت دعوة الإخوان المسلمين منذ أكثر من نصف قرن، وهدفها الأول إقامة دين الله في الأرض، وتحكيم شريعته تعالى في الخلق، وتحرير كافة ديار الإسلام، وتوحيد أمة الإسلام تحت راية القرآن، والنهوض بها ماديًا وروحيًا، على أساس من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
قامت لتحقيق هذه الغاية حركة إسلامية كبرى تجمع الكلمة على الحق، وتوجه الجهود إلى الخير، وتربي الأجيال على التقوى، وتعبئ الأمة للجهاد في سبيل الله، وتتبنى الدفاع عن قضايا المسلمين في كل مكان، وفي مقدمتها قضية فلسطين التي نبهت العالم الإسلامي إلى خطرها يوم كان معظم الناس عنها غافلين، وقدمت من خيرة شبابها لتحريرها، حين كان الجميع عن الفداء متقاعسين.
ولا عجب أن اجتمعت القوى المعادية للإسلام في الداخل والخارج، تعترض طريق الحركة، وتحاول أن تعوق مسيرتها، مستعينة بعملائها الذين يدورون في فلكها ويأتمرون بأمرها، فأنزلوا بأبناء هذه الدعوة شر أنواع التعذيب والتنكيل، والتشريد والتقتيل، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره، فخرجت الحركة من محنها المتتابعة أصفى جوهرًا، وأشد قوة، وأصلب عودًا، وباء خصومها بالخزي والعار، وانكشف للناس كافة من هم الصادقون الأصلاء، ومن هم الكاذبون العملاء.
واليوم تتعرض هذه الحركة في سورية الحبيبة لمحنة جديدة، على أيدي الحكام النصيريين الكافرين بالإسلام -كما أفتى بذلك العلماء الأجلاء، وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية- هؤلاء الحكام الحاقدين على المسلمين والعملاء لأعداء الإسلام، الذين سلموا الجولان لإسرائيل وأذاعوا سقوط القنيطرة قبل أن تسقط وأبادوا سكان تل الزعتر، وتعاونوا مع الانفصاليين الضالعين مع إسرائيل في لبنان، وغير ذلك مما سجله التاريخ، كما أن ما قاموا به أثناء وجودهم في حكم البلاد من إفساد للأخلاق، وإتلاف للاقتصاد، وإهدار للحريات، وتزييف لإرادة الشعب لإيجاد أتباعهم في رئاسة النقابات، و.... و.... و....
هؤلاء الحكام الذين لا يزالون يأخذون أموال العرب والمسلمين، ليستعينوا بها على قتال الصهيونية الغاصبة ولكنهم أخذوها لا ليقاتلوا بل ليقتلوا بها المواطنين السوريين دون أن يطلقوا رصاصة واحدة في صدر صهيوني غاصب، فقد قتلوا الكثير من خيرة أبناء الشعب، ولقد صادروا الحريات وأحالوا الوطن العزيز إلى سجن كبير، وأهانوا العلماء الفضلاء، واقتحموا المساجد، وقتلوا عمارها، ولم يرعوا لها حرمة، وحطموا الجيش الباسل الذي كان من أقوى الجيوش العربية، ودمروا الاقتصاد الوطني السوري وحاربوا المتدينين، وأوقدوا نار الفتنة بين طبقات الشعب وقتلوا حتى رفقائهم القدامى في الحزب، حتى غدا الكثيرون من العقلاء من أبناء طائفتهم ينقمون عليهم، لإسرافهم في المظالم وسفك الدماء.
إن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ليقف بكل قوته مع الشعب السوري المجاهد، الذي هب دفاعًا عن حرماته، وحفاظًا على دينه وقيمه وحرياته ضد النظام الطائفي المتسلط الذي يريد أن يلغي الشخصية الإسلامية السورية ويفرض عليها سيادته.
كما يستنكر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بشدة التصرفات الوحشية التي يمارسها هذا النظام المستبد ضد الشعب السوري عامة وضد الإخوان المسلمين خاصة من هتك لأعراض النساء، وتقتيل للشيوخ والأطفال والأمهات وتعذيب وحشي للمعتقلين، وقتل جماعي للمسجونين. كما حدث في سجن بلدة الرقة الذي قتل فيه رفعت الأسد أكثر من ١٥٠ سجينًا، وكذلك ما حدث في مذبحة سجن تدمر القريب من مدينة حمص، التي سارت بذكرها الركبان وفتحت الرشاشات، فقتل فيها ما لا يقل عن ۱۰۰۰ إنسان من صفوة أبناء سورية من علماء وأطباء ومهندسين ومدرسين وضباط كبار ومهنيين وطلاب جامعيين وثانويين...!
والعجب كل العجب ألا يشير الإعلام العربي والعالمي، إلى هذه الحوادث البشعة، التي تقشعر من هول سماعها الأبدان على حين نددت بهذا كله اللجنة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان أكثر من مرة، ونددت بها أيضًا بعض النقابات في سورية ذاتها وغيرها، ومؤتمر المحامين العرب الذي عقد في المغرب.
وآخر ما فاجأ به هذا النظام المتعسف العالم، ذلك القرار الذي لم يسمع أحد بمثله في القديم أو الحديث، وهو الحكم بالإعدام على كل من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين ولم يكفهم هذا، بل أنذروا بالتهديد والوعيد والقتل رجال الإخوان المسلمين حيثما كانوا.
وإن التنظيم الدولي للإخوان المسلمون، ليعلن أن هذا التهديد لن يخيف أحدًا من الإخوان المسلمين لأنهم نذروا حياتهم لله تعالى، وآمنوا بأن أحدًا لن يموت قبل أجله ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾ (التوبة: 51).
وليعلم هؤلاء الحكام المتسلطون أن الإخوان المسلمين في كل مكان، لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي اعتداء على أحد منهم، وهم قادرون بعون الله وتوفيقه على أن يردوا الضربة بمثلها عملًا بقوله تعالى: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (الشورى: 41-42) صدق الله العظيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والله أكبر ولله الحمد
٧ شوال ١٤٠٠
17/۸/1980
إلى أي حد يكون السكوت
إن المتتبع لسلسلة الاغتيالات وتهريب الأسلحة التي تقوم به السفارات السورية في كثير من البلدان ففي عمان قامت باغتيالات ضد الشباب المؤمن، وفي بغداد وجدت ترسانة من الأسلحة في السفارة السورية... عدا.. الاغتيالات التي تقوم بها في لبنان وفرنسا وغيرها... كل هذه الأحداث تجزم وتثبت أن هناك عناصر مخربة من هذه الشاكلة في جميع البلدان العربية والخليجية مما يستلزم اتخاذ خطوات سريعة ويقظة لإيقاف هذه الأخطار وفضح مخططاتها والسكوت عن مثل هذا جريمة لا تغتفر.
وإنا نتطلع لكشف هذه العناصر وإلقاء القبض عليها لتنال جزاءها قبل أن يكون للتهاون والتساهل عاقبة وخيمة ولا ينفع حينئٍذ الندم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل