; تبسيط الفقه.. الصوم | مجلة المجتمع

العنوان تبسيط الفقه.. الصوم

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 19-أكتوبر-1971

مشاهدات 17

نشر في العدد 82

نشر في الصفحة 27

الثلاثاء 19-أكتوبر-1971

تبسيط الفقه

الصوم..

يظل الإنسان طول العام، وترهقه مطالب الجسم من غذاء، ومتعة، حتى إذا أقبل شهر رمضان يتجرد من هذه اللذائذ المباحة، التي أرهقت معدته، وأتعبت روحه، فتسمو نفسه ويتصل بربه، بعيدًا عن شهواته وملذاته، ويتعود جملة من الأخلاق الفاضلة، كالصبر والعطف على الفقير، والمشاركة الوجدانية للبائسين والمحرومين الذين يظلون طول العام لا يجدون شيئًا، أو يعيشون علــى الكفاف.

وإن الصوم ليهدف إلى حياة مثلى وغاية عليا هي تقوى الله ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (البقرة: 183).

تعريفه:

هو في اللغة: الإمساك، وفي الشراع: إمساك بنية عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.

وهو أحد أركان الإسلام، فُرِض في السنة الثانية من الهجرة فصام النبي -صلى الله عليه وسلم- تسع رمضانات إجماعًا.

شروط وجوب الصوم:

١- الإسلام. ٢- البلوغ. ٣- العقل. ٤- القدرة عليه.

شروط صحته:

1- الإسلام. 2- العقل. ٣- التمييز. ٤- انقطاع دم الحيض والنفاس. 5- النية من الليل لكل يوم واجب، ويكفيه في النية حضورها بقلبه ليلًا وكذا لو أكل أو شرب بنية الصوم.

فرض الصوم:

الإمساك عن المفطرات من الفجر إلى غروب الشمس، لقوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ (البقرة: 187).

سنن الصوم:

تعجيل الفطر، وتأخير السحور لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال أمتي بخير ما أخّروا السحور وعجلوا الفطر» رواه أحمد.

وأن يزيد في أعمال البر، وأن يقول جهرًا لمن شتمه: «إني صائم»، وأن يقول عند الفطر: «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، سبحانه وبحمدك اللهم تقبل مني إنك أنت السميع العليم».. وأن يفطر على رطب أو تمر أو ماء.

أصحاب الأعذار وأحكامهم:

١- من عجز عن الصوم لكبر، أو لمرض، لا يرجى زواله أفطر، وأطعم عن كل يوم مسكينًا مدًا من قمح أو نصف صاع من غيره، لقول ابن عباس في قوله تعالى:

﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ﴾ (البقرة: 184)، «هي الكبير الذي لا يستطيع الصوم».

٢- الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أفطرتا وقضتا لا غير، وإذا خافتا على أولادهما أفطرتا، وعلى ولي الصغير الإطعام.

٣- الحائض والنفساء، يجب عليهما الفطر، وتقضيان ما فاتهما.

٤- المريض الذي يخاف الضرر يسن له الفطر ويقضي، وكذلك المسافر الذي يباح له القصر لقوله تعالى: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾ (البقرة: 184).

٥- يجب الفطر على من يحتاجه لينقذ إنسانًا من غرق ونحوه، إذ يمكنه تدارك الصوم بالقضاء بخلاف الغريق ونحوه، وإذا زال المبيح للمفطر أثناء النهار، كأن طهرت الحائض والنفساء، أو برئ المريض أو قدم المسافر، أو أسلم الكافر.. لزمهم الإمساك بقية اليوم ثم قضائه بعد ذلك.

حكمة صلاة التراويح:

جعل الله لعباده مواسم للخير، يتسابق فيها أولو الجد، ويسارع إلى اغتنامها أصحاب الإنابة، ومن هذه الأزمنة شهر رمضان الذي اختاره الله من بين شهور العام.

وإذا كان نهاره حظي بالصوم وصفاء النفس، فقد نعم ليله بالتراويح يجتمع المسلمون في مساجدهم لأدائها، لعلهـم يسعدون في ليالي رمضان بثواب القيام بليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه». وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ومن يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه» رواهما البخاري.

 والتراويح سنة مؤكدة سنَّها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ففي حديث عائشة:

«أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلَّاها بأصحابه، ثم تركها خشية أن تفرض»، وهي من أعلام الدين الظاهرة، سميت بذلك لأنهم كانوا يصلون أربعًا، ويتروحون ساعة، أي يستريحون.

وهي ثماني ركعات في قول وعشرون ركعة في قول، وتُصلَّى ركعتين ركعتين، يجهر الإمام فيهما بالقراءة ويسلم بعد كل ركعتين، لحديث «صلاة الليل مثنى مثنى».

وقتها:

تؤدَّى بین سنة العشاء وبين الوتر إلى طلوع الفجر الثاني في رمضان، والأفضل فعلها في المسجد وأول الليل.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الجوع علاج

نشر في العدد 17

29

الثلاثاء 07-يوليو-1970

الظماء.. والري.. والتأمل

نشر في العدد 42

20

الثلاثاء 05-يناير-1971

هل الصوم عبادة شخصية؟!

نشر في العدد 35

23

الثلاثاء 10-نوفمبر-1970