العنوان تعال نؤمن ساعة: الإعراض عن ذكر الله
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 03-يوليو-1979
مشاهدات 18
نشر في العدد 452
نشر في الصفحة 42
الثلاثاء 03-يوليو-1979
ألح القرآن الكريم في إبراز حياة كل من المهتدين والضالين، سواء أكان ذلك في الدنيا أم كان في الحياة الآخرة.
فمن أتبع هدى الله، فهو في نجوة من الضلال والشقاء في الأرض أما من لم يتبع ذلك معرضًا عن ذكر ربه، فهو في حياة لا صلة لها بالله، ولا درب لها إلى طمأنينة الإيمان، قال تعالى في سورة طه:
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾ (سورة طه: 124)، وفي خلال هذه الآية الكريمة كتب المرحوم الشهيد سيد قطب:
«ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا» والحياة المقطوعة الصلة بالله ورحمته الواسعة ضنك مهما يكن فيها من سعة ومتاع، أنه ضنك الانقطاع عن الاتصال بالله والاطمئنان إلى حماه.
ضنك الحيرة والتلق والشك، ضنك الحرص والحذر: الحرص على ما في اليد والحذر من الفوت، ضنك الجري وراء بارق المطامع والحسرة على كل ما يفوت، وما يشعر القلب بطمأنينة الاستقرار إلا في رحاب الله.
وما يحس راحة الثقة إلا وهو مستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.
إن طمأنينة الإيمان تضاعف الحياة طولًا وعرضًا وعمقًا وسعة والحرمان منه شقوة لا تعدلها شقوة الفقر والحرمان، «ومن أعرض عن ذكري» وأنقطع عن الاتصال بي «فأن له معيشة ضنكا»... «ونحشره يوم القيامة أعمى»...
وذلك ضلال من نوع ضلاله في الدنيا. وذلك جزاء على أعراضه عن الذكر في الأولى، حتى إذا سأل:
«ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا؟» كان الجواب: ﴿قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ * وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ﴾ (سورة طه: 126).
ولقد أسرف من أعرض عن ذكر ربه. أسرف فألقى بالهدى من بين يديه وهو أنفس ثراء وذخرًا، وأسرف في اتفاق بصر لها في غير ما خلق له فلم يبصر من آيات الله شيئًا، فلا جرم يعيش معيشة ضنكا! ويحشر في يوم القيامة أعمى.
بطاقات
دلائل وجود الله
لما سئل أحد الزهاد عن دلائل وجود الله قال لسائله:
«ما من شيء إلا دلك عليه، لكنه لا تدري كيف تسير إليه، دلت مصنوعاته على وحدانيته، وبرهنت آياته على فردانيته.
وفي هذا المعنى قال أحد الشعراء المسلمين:
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه الواحد
سؤال العافية:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
«لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة. قالوا فما نقول؟ قال:
اسألوا الله العافية في الدنيا والآخرة
رواه الترمذي وحسنه
دلالة الآية:
قال الرازي: دلت الآية «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون» على أن الاستغفار أمان من العذاب.
وقال ابن عباس: كان فيهم أمانان:
الرسول والاستغفار، أما الرسول فقد مضى، وأما الاستغفار فباق، وأما قوله تعالى «وما لهم إلا يعذبهم الله» أي في الآخرة بخلاف عذاب الدنيا، فقد دفعه الله عنهم بالنبي صلى الله عليه وسلم.
من تواضع الرسول:
دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم، فأرتعد من هيبته فقال له: «هون عليك، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد».
قال الما وردي في «أداب الدنيا والدين»: أراد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حسم موارد الكبر وقطع ذرائع العجب.
للموضوع "تعال نؤمن ساعة: الاعراض عن ذكر الله"، يمكن استخدام الكلمات الدلالية التالية:
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل