; تقويم اللسان (العدد493) | مجلة المجتمع

العنوان تقويم اللسان (العدد493)

الكاتب الشيخ يونس حمدان

تاريخ النشر الثلاثاء 12-أغسطس-1980

مشاهدات 20

نشر في العدد 493

نشر في الصفحة 45

الثلاثاء 12-أغسطس-1980

ثمة أخطاء تجري بها بعض الأقلام وتدور على ألسنة بعض الناس منها قولهم: «عيرته بالأمر».

وهذا لا يوافق الفصيح الصحيح من كلام العرب، وأما الفصيح الصحيح الموافق لكلام العرب فهو

أن تقول: «عيرته الأمر» بطرح الباء، وعلى هذا جاء قول الشاعر: 

وعيرني الواشون أني أحبها 

             وتلك شكاة ظاهر عنك عادها 

ولم يسمع في كلام بليغ ولا شعر فصيح تعدية «عيرته» بالباء، فأما من روى بيت المقنع الكندي: 

يعيرني بالدين قومي وإنما           تدينت في أشياء تكسبهم حمدا

فهو تحريف من الراوي في الرواية. إن الرواية الصحيحة: «يعاتبني في الدين قومي .....

  • ومنها قولهم: «ابدأ به أولًا». وهذا لا يوافق الفصيح الصحيح المعروف من كلام العرب. والصحيح أن يقال: «ابدأ به أول بالضم، كما قال معن بن أوس: 

لعمرك ما أدرى وإني لأوجل       على أينا تعدو المنية أول

والعلة في ذلك، أنه بني ها هنا «أول»؛ لأن الإضافة مرادة فيه؛ إذ تقدير الكلام ابدأ به أول الناس، فلما اقتطع عن الإضافة بني، كبعض الأسماء مثل: قدام، وراء، فوق، تحت، قبل، بعد، ونظائرها، فتقول: «أنحدر من فوق»، و «أتاه من قدام» و«استردفه من وراء» «وأخذه من تحت»، فتبني هذه الأسماء على الضم وإن كانت ظروف أمكنة لاقتطاعها عن الإضافة وعلى ذلك قول الشاعر: 

ألبان إبل تعلة بن مساور

       ما دام يملكها على حرام

 لعن الإله تعلة بن مساور 

            لعنًا يصب عليه من قدام 

 ويقول بعضهم: «اشتريت لزوجتي» أو «قلت لزوجتي». وهذا لا يوافق الفصيح. والصحيح أن زوج تقال للذكر والأنثى بغير تاء التأنيث، حتى قال ابن الأنباري: إن ترك تاء التأنيث في الزوج هي اللغة العالية، وإنما فرق العلماء بين الزوج والزوجة بتاء التأنيث للميراث، وعلى هذا جاء قول الله تعالى: ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ (الأعراف: 19 )﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ (الأحزاب: 37) وقال بعض العلماء: إن إلحاق التاء بلفظ الزوج لغة رديئة، وقالوا: في القرآن لفظة «زوجناهم حورًا عينا» على غرار قولهم: «زوجناه امرأة»، وإنما الذي ورد في القرآن ﴿وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (الدخان: 54)، وذلك تمييزًا بين زواج الدنيا وزواج الآخرة، وقد ورد في القرآن أربعة عشر وجهًا: 

الأول: بمعنى أصناف الموجودات ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا (يس: 36).

الثاني: بمعنى الحيوانات المأكولات ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۖ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ (الأنعام: 143).

الثالث: أجناس الحيوانات ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (هود: 40). 

الرابع: كل ماله زوج من المخلوقات ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ (الذاريات: 49).

الخامس: أنواع الأشجار والنبات ﴿مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (ق: 7).

السادس: البنين والبنات ﴿أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ (الشورى: 50).

السابع: المنكوحات المحللات ﴿خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا (الروم: 21).

الثامن: المحلل في حق المطلقات ﴿حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ (البقرة: 230)

 التاسع: المخلفات في عدة الوفاة ﴿وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا (البقرة: 234).

العاشر: الحوراء والعيناء من حرائر الجنات ﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ (البقرة: 25).

الحادي عشر: الفواكه والثمر ﴿مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (الرحمن: 52)

 الثاني عشر: اقتران الروح بالجسد ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (التكوير: 7)

الثالث عشر: حواء عليها السلام ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا (النساء: 1)

الرابع عشر: مخدرات حجر النبوة «زوجناكها». ﴿وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ﴾ (الأحزاب: 53).

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 500

29

الثلاثاء 07-أكتوبر-1980

نشر في العدد 479

21

الثلاثاء 06-مايو-1980

نشر في العدد 492

16

الثلاثاء 05-أغسطس-1980