العنوان حتى يبقى اليمن موحداً !
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 01-أغسطس-2009
مشاهدات 12
نشر في العدد 1863
نشر في الصفحة 5
السبت 01-أغسطس-2009
﴿وَٱعۡتَصِمُواْ
بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ
نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ
قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا
حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ
يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ (103) وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ
بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
ٱلۡمُفۡلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ
بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ
عَظِيمٞ (105) ﴾
(آل عمران).
أحداث
خطيرة يشهدها اليمن الشقيق تهدد أمنه واستقراره بل ووحدته، وهو أمر يقلق كل عربي
ومسلم، فمنذ أكثر من عام والبلاد تشهد اضطرابات على أكثر من صعيد وفي أكثر من
منطقة.. بين مظاهرات من قوى المعارضة احتجاجاً على إجراءات النظام وقوانينه بشأن
الانتخابات وسياسات الحزب الحاكم بصفة عامة وبين الحرب الدائرة بين قوات النظام
والحوثيين، ثم أخيراً الصدامات بين القوات اليمنية وتيار ما يسمي بـ «الحراك
الجنوبي» الذي أصبح ينادي بعودة الانفصال بين شطري اليمن، والقاسم المشترك بين
المحتجين والمعارضين للنظام هو المطالبات المتكررة بالإصلاح السياسي، وتحقيق العدل
في توزيع الثروة والخدمات، والدعوة المعالجة الفساد المالي والسياسي، والكف عن
محاولات توريث الحكم، وسعي الحزب الحاكم لتهميش وتحجيم بقية القوى السياسية، وتلك
قضايا كان الأحرى بالنظام الحاكم وضعها على رأس الأولويات، والدخول في حوار جدي
وبناء مع كل القوى المعارضة، والاستماع إليهم والتجاوب مع مطالبهم، والشروع في
سياسات جديدة تواجه الفساد وتحاسب المفسدين، وتحقق الإصلاح السياسي الذي يضمن
مشاركة الجميع دون استثناء في إدارة شؤون الوطن وفق الآليات الحضارية المعروفة،
والشروع في تنفيذ سياسات تشعر الناس بالعدل، فذلك هو الطريق الأمثل لحفظ الأمن وتحقيق
التماسك الاجتماعي والاستقرار السياسي، وبالتالي انصراف الجميع حكومة وشعباً نحو
تنمية الوطن والعمل على ازدهاره، أما اللجوء إلى التعامل الأمني واستخدام القوة
كما هو حادث الآن؛ حيث تتساقط الضحايا من الشعب وقوات الأمن على السواء، فإنه
يفاقم المشكلات ويضع البلاد على حافة الهاوية، وتلك مصيبة معظم الأنظمة العربية
التي لا تملك عند حدوث الأزمات إلا التعامل الأمني مع شعوبها.
لقد
ضحى الشعب اليمني بأرواح خيرة أبنائه حتى حقق حلم الوحدة، وخاض في سبيل ذلك حربا
ضروسا ضد الانفصاليين اليساريين الذين استماتوا في إبقاء الشطر الجنوبي في قبضتهم،
لكن الشعب اليمني المسلم المجاهد وقف كالطود الشامخ، وخاض بجسارة نادرة حرباً
طويلة حتى حقق حلم الوحدة، ويومها وعد النظام الحاكم أهل الجنوب والشمال معاً
بالعدل والإصلاح والرفاهية، وهو مالم يتحقق منه إلا القليل، بل إن الناس باتوا
يكتوون بنار الظلم وغياب العدالة وأصيبوا بحالة مفزعة من تدني مستوى المعيشة، حتى
بات الفقر يطارد قطاعات كبيرة، بينما طفت على السطح طبقة أتخمت من الثراء، وهو ما
حرك البطون الجائعة والقلوب الملتاعة فزعا على مستقبل أبنائها، والضمائر الحية
المفزوعة من تفاقم الأوضاع حركها للاحتجاج، وأصبحت البلاد تعيش حالة من الاضطراب
في الجنوب والشمال؛ حيث تتنامى حالة الغضب والتذمر التي يمكن أن تؤدي إلى مصير لا
يحمد عقباه - لا قدر الله - يهدد وحدة البلاد ويضربها في مقتل.
لقد
أنعشت وحدة شطري اليمن يوم أن تحققت آمال الشعوب العربية والمسلمة في إمكانية
تكرار ذلك النموذج في بلادنا العربية والمسلمة، في عصر صارت سمته التكتلات»،
والوحدة الأوروبية خير مثال، ومن قبل توحد شطري ألمانيا، لكن ما يشهده اليمن اليوم
من دعوات للانفصال يحدث حالة من الإحباط لدى الجماهير العربية والمسلمة، ويلقي
بالمسؤولية التاريخية على النظام اليمني ليبذل كل ما في وسعه حتى يبقى اليمن
موحداً، وذلك بالحوار والتفاهم والوصول إلى قواسم مشتركة مع كل شركاء الوطن،
وبعيداً عن استخدام جحافل قوات الأمن. كما أن الدول العربية والإسلامية مطالبة
بالتحرك لمساعدة ذلك القطر العربي المسلم ليحافظ على وحدة ترابه وأراضيه، فوحدته
تمثل قوة واستقراراً لباقي دول المنطقة، وتضع الشعب اليمني على الطريق الصحيح نحو
الحرية والعدالة والاستقرار.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل«العدالة والتنمية» ذاهب للانتخابات بسلـة مليئـة بالإنجـازات الإستراتيجيـة
نشر في العدد 2179
30
الاثنين 01-مايو-2023