; داء ودواء (العدد 1040) | مجلة المجتمع

العنوان داء ودواء (العدد 1040)

الكاتب الدكتور جاسم البحوه

تاريخ النشر الثلاثاء 02-مارس-1993

مشاهدات 17

نشر في العدد 1040

نشر في الصفحة 56

الثلاثاء 02-مارس-1993

نرحب بتساؤلاتكم الطبية على ص. ب: ٤٨٥٠ الصغاة – الكويت

الرُخص الشرعية للمرضى في شهر رمضان

يحرص كثير من المرضى المسلمين على تطبيق طاعة الله بصيام رمضان وذلك لما يجدونه من طعم الإيمان، ولكن كثيرًا من المرضى يتساءلون عن الآثار الصحية المترتبة على الصيام وهل هم بمأمن من المضاعفات وكيف السبيل إلى الأخذ بالرُّخص الشرعية وقبل تحديد من هم المرضى الذين يحق لهم أخد رُخص الإفطار ينبغي معرفة الضوابط الآتية:

أولًا: أن المسلم هو الذي يحدد مدى قدرته على الصوم من عدمه وأن يكون مقتنعًا بذلك.

ثانيًا: على المرضى أن يحددوا مع الأطباء المعالجين الكيفية التي يجب أخذ العلاج بها في حالة الرغبة في الصيام لاسيما إذا كان المرض مزمنًا حيث ينظر في إمكانية توزيع أو استبدال أدوية بأخرى تسمح بأخذ العلاج في فترة الإفطار.

ثالثًا: لابد أن يدرك المريض أن الله يعلم ما في القلوب فلا يسرف في رخصة يعلم أنه لا يستحقها.

أمراض توجِب الإفطار

1-المصابون بالتهابات الجهاز الهضمي سواء كان نزيفًا دمويًّا أو إسهالًا شديدًا وذلك لما يتكرر معهم من التقيؤ الذي قد يؤدي إلى فقدان الاتزان المائي والملحي في الجسم وهذا بالطبع يحتاج إلى التعريض العاجل.

2-المصابون بتقرحات معوية حادّة نشطة يتعين على المصابين تناول أطعمة خاصة في أوقات متعددة للحد من الآلام المصاحبة ومنعًا للمضاعفات الخطرة.

3- يضطر المصابون بالبول السكري الذين يتعين علاجهم بالأنسولين في حالة عدم تمكن المريض من توقيت الحقن اللازمة مع وقت الفطور أو السحور وهذا يستلزم أخذ النصيحة المباشرة من الطبيب المعالج.

4-حالات الحُمَّى المتعددة التي تطيح بالإنسان فلا يقوى على جهد، وتعطيه الإحساس بالضعف العام وهذه حالات تستدعي العلاج المباشر والإفطار.

5- جميع الحالات التي يتفاقم فيها المرض نتيجة تمكنه من الجسد مما يقتضي التصدي له عن طريق الإفطار لتناول العلاج.

6-الراقدون في المستشفيات يضطرون باعتبارهم حالات طارئة أو فترة نقاهة بعد العمليات الجراحية ولا يصوم منهم إلا الحالات التي يحددها الطبيب المعالج.

أمور لا تُفطر الصائم

بعد أن تناولنا بعض الأمراض التي توجب الإفطار هناك بعض الأمور التي يكثر عنها السؤال من قِبَل الصائمين والتي لا تفطر الصائم ومنها:

1-استخراج الدم «تحليل الدم» قياسًا على الحجامة وذلك لجواز الحجامة للصائم لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري علمًا بأن المستخرج من الحجامة أكثر من الدم المستخرج نتيجة للتحليل كما أن دم الحجامة يستخرج من أجزاء متفرقة من الجسم.

2- حالات القيء لا تُفطر الصائم ما لم يتعمد الصائم ذلك.

3- مداواة الجروح السطحية والعميقة وخياطة الجروح.

4-الحقن على اختلافها «الوريدية والعضلية، تحت الجلد» لا تفطر الصائم سواء دخلت بعلاج أو كغذاء مقوٍّ «كجيلوكوز وغير ذلك» وهذا هو الصحيح إن شاء الله تعالى من أقوال العلماء.

5-القطرة أو البخاخ «المستخدم لمرضى الربو على سبيل المثال».

لا تُفطر وقد نوقشت الآراء المقيدة بعدم الوصول إلى الحلْق.

كيفية استعمال الأدوية للصائم

هل يمكن تناول الدواء بعد الفطور أو قبل السحور؟

سؤال يتكرر من قِبَل الكثير من المرضى ومما لا شك فيه أن هناك فئة في الأدوية التي لا يمكن الاستغناء عنها بسبب الصيام فضلًا على أن بعضها يتطلب لتحقيق فعاليته العلاجية أن يتم في أوقات زمنية محددة ونذكر هنا بعض هذه الأدوية:

المضادات الحيوية: وهي جزء مهم من الأدوية وتعتبر ركيزة أساسية في علاج الكثير من الأمراض البكتيرية، وتدل التجارب العلمية أن تناول المضادات الحيوية بطريقة عشوائية يفقد الدواء تأثيره العلاجي فضلًا عما قد يسببه من آثار جانبية سلبية أخرى، وعليه فإنه لابد للمريض أن يتناول دواءه في المواعيد المحددة، الأمر الذي قد يتضارب في بعض الأحيان مع الصوم في رمضان.

2- الأنسولين: وهو علاج مرضى البول السكري «الفئة المعتمدة على الأنسولين» ويعتبر أحد الهرمونات الأساسية والتي تفرزها خلايا غدة البكرياس في جسم الإنسان ويعمل هذا الهرمون على تنظيم أكسدة السكريات في الأنسجة لإنتاج الطاقة كما يساعد الكبد على خزن السكر الزائد في خلاياها.

وعليه فإنه من الضروري لفئة كبيرة من مرضى السكر أخذ حقن الأنسولين وتناول الطعام بعدها حتى يتمكن الجسم من معادلة المكونات الأساسية التي يتطلبها للاستمرار في العمليات الحيوية.

3-أدوية الجهاز الدوري: وهي عادة يتطلب تناولها أوقات زمنية محددة كأدوية: تنظيم دقات القلب وتدفق الدم بالشرايين التاجية وغيرها من الأدوية الأساسية لمرضى القلب وارتفاع ضغط الدم.

باختصار يمكننا القول إن هناك فئات من الأدوية يتضارب تناولها مع الصوم وعليه ينبغي أن يتذكر المريض قول الحق تبارك وتعالى ﴿وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾ (النور: 61).. ويحتسب الأجر عند رب العالمين كما ينبغي على المريض ألَّا يتردد في سؤال طبيبه المعالج عن مدى إمكانية إعادة تنظيم تناول العلاج أثناء رمضان إن أمكن ذلك ووفقًا لطبيعة المريض والمرض.

الحامل والمرضع في رمضان

لقد مَنَّ الله على خلقه بأن رزقهم من أصلابهم ذرية هم من زينة الحياة الدنيا وخص سبحانه بهذه النعمة من يشاء من عباده.. ولذا كان على الإنسان أن يحافظ على هذه النعمة ويرعاها حق الرعاية.

ولعل أصعب المراحل التي تمر بها المرأة هي مرحلة الحمل والوضع لما فيها من مشقة وتعب يقول الله تعالى في كتابه الحكيم ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ (لقمان: 14) وهنا ينبغي للأم الحامل أن تقدر أهمية هذه المرحلة خاصة في الأشهر الأولى في الحمل والتي يحتاج الجنين أثناءها إلى المواد الغذائية الأساسية من نشويات وبروتينات بالإضافة إلى الفيتامينات كما يتأثر الجنين بالمجهود الجسدي والنفسي للأم..

أما فترة الرضاعة فهي مرحلة لا تَقِل أهمية عن سابقتها فلقد جعل الله تبارك وتعالى في حليب الأم فوائد جمَّة.

فالرضاعة الطبيعية تساعد على رجوع الرحم إلى وضعه الطبيعي وتساعد تنظيم النسل وتقلل من نسبة حدوث النزلات المعوية وتكسب الطفل مناعة ضد الكثير من الأمراض لما يحتويه حليب الأم من مضادات حيوية كما ثبت علميًّا قلة نسبة حدوث سرطان الثدي لدى المرضعات.

ومن هنا كان على الأخت الحامل والمرضع أن توفق بين الأحكام الشرعية من جهة وصحة الجنين أو الطفل من جهة أخرى.

وانطلاقًا من هذا التوفيق فقد رخصت الشريعة السمحاء للحامل والمرضع والإفطار خاصة للحوامل اللاتي يعانين من ضعف الدم والضعف العام.

وهنا نسوق بعض النصوص للاستدلال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة والصوم عن المرضع والحُبلى» رواه أبوداود والترمذي وغيرهما.

-عن ابن عباس قال إذا خافت الحامل على نفسها والمرضع على ولدها في رمضان يفطران ويطعمان مكان كل يوم مسكينًا ولا يقضيان صومًا.

-عن ابن عمر أن امرأته سألته وهي حُبلى فقال أفطري وأطعمي عن كل يوم مسكينًا ولا تقضيان الصوم وهذا من تيسير الله عز وجل على عباده ورحمة بهم.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

داء السكري عند الأطفال

نشر في العدد 8

25

الثلاثاء 05-مايو-1970

صحة الأسرة (1187)

نشر في العدد 1187

14

الثلاثاء 06-فبراير-1996

صحة الأسرة (1549)

نشر في العدد 1549

10

السبت 03-مايو-2003