; دراسات في.. العمارة والفنون الإسلامية | مجلة المجتمع

العنوان دراسات في.. العمارة والفنون الإسلامية

الكاتب عبد الرحيم عبد الخلاق

تاريخ النشر الثلاثاء 04-يوليو-1972

مشاهدات 15

نشر في العدد 107

نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 04-يوليو-1972

كتب جديدة

دراسات في.. العمارة والفنون الإسلامية

تأليف: الأستاذ محمد الحسيني عبد العزيز

عرض وتقديم: الأستاذ عبد الرحيم عبد الخلاق

ـ بذل المؤلف لهذا الكتاب جهدًا محمودًا ليقدم للمكتبة الإسلامية وقرّائها هذه الدراسات الدقيقة في فن العمارة والفنون الإسلامية، مدعمة بالوثائق والمخطوطات والصور لتأخذ مكانها اللائق لدى قرّاء العربية.

سمات الفن الإسلامي ومقوماته

لقد أوضح المؤلف خصائص الفن الإسلامي وسماته وهي:

1- أنه لا يعتمد على تصوير الآدميين وتجسيمهم.

2- تحوير الصور الحيوانية ورسوم الطير ليبتعد بها عن الطبيعة والصورة الواقعية.

3- الإكثار من رسوم النباتات مع محاولة عدم تقليد الطبيعة في رسم الأوراق تقليدًا لصورتها.

4- الإبداع في الزخارف الهندسية.

5- اتخاذ الكتابة العربية أسلوبًا للزخرفة لم يكن معهودًا من قبل.

6- التأثر الكامل بأوامر الدين الإسلامي الحنيف، ولذلك اهتم الصانع المسلم بالنهوض بصناعة الأواني الزجاجية والإبداع في الصناعات الخزفية، وابتكار أنواع جديدة ذات بريق معدني يضاهي في روعته وجماله وبهائه الأواني الذهبية المحرمة عندهم.

لذلك قال المؤلف إن الفنان والمعمار المسلم قد أعملا أفكارهما واستخدما نبوغهما في ابتداع الأساليب الزخرفية التي تتفق مع تعاليم الدين وتقاليده، ولم يخرجا عنها قيد أنملة، بل كان الدين هو القبس والأساس الذي اعتمدا عليه في جميع رسومه وعمائره، مما يدل على عمق العقيدة الإسلامية ورسوخها في نفسه.

العمارة الدينية

ـ وبعد أن ذكر المؤلف خصائص هذا الفن أخذ يقدم للقراء تاريخًا للمساجد الإسلامية ابتداء من الكعبة والمسجد الحرام ومرورًا بمساجد مصر والشام والمغرب ومساجد الكويت، ثم وصفًا تفصيليًا لبعض المساجد وما فيها من فن معماري وهندسي... إلخ، فمثلًا ذكر المؤلف وصفًا لمسجد قبة الصخرة جاء فيه عن الصخرة:

تصميمها:

ضلع المثمن الخارجي للقبة عشرون مترًا ونصف متر وارتفاعه نحو تسعة أمتار ونصف متر وفي أعلى المثمن نوافذ ليصل منها الضوء إلى داخل البناء... إلخ.

العقود:

اتخذ المهندس العقود النصف دائرية في البناء وفي النوافذ أيضًا.

الزخارف:

زينت وطعمت بالفسيفساء النادرة على هيئة الأشجار والفواكه والأواني. تتدلى منها الفروع النباتية ورسوم الأهلة والنجوم، إلى جانب الكتابة الكوفية التي طولها نحو مائتين وأربعين مترًا، وتزين الجزء العلوي من التثمينة الداخلية.

تعمير الصخرة:

وكان آخر تعمير بالمسجد في السنوات الأولى من الستينات حين توالت تبرعات ملوك العرب والمسلمين ودولهم للإسهام في هذا البناء.

وقد اهتم المعمار والفنان بالمحافظة على أسلوب الزخارف والكتابات لإظهار المقدرة الفنية التي كان عليها المعمار العربي في العهد الأموي.

عمارة المسجد الأقصى 1035 ميلادية:

هذه العمارة للظاهر الفاطمي عام 1035 ميلادية هي البناء القائم حاليًا، إذ روعي أثناء التجديد في العصور التالية أن يحتفظ المسجد بأسلوب الفاطمي الذي كان أروع تعمير وأجمل زخرفة لحقت به. فقد زُيّنت الجدران والقبة بالفسيفساء وزخارف الأكانثوس والفروع النباتية الرائعة، كما غُطِّيَت القبة من الخارج بالرصاص لوقايتها من الثلج والمطر.

ودعمت أعمدة المسجد الرخامية والأعمدة الرابطة وزُخرفت بالرسوم الجميلة. وزُيّنت القبة من الداخل بشريط من الخط الكوفي المزهر الذي امتازت به الدولة الفاطمية آنذاك.. وينسب المسجد بهيئته الحالية إلى أيام الخليفة الظاهر الفاطمي. ويتكون المسجد من سبعة أروقة متعامدة على جوار القبلة ومثلها على يسار المجاز الذي يمتد من المدخل حتى المحراب، وهذا المجاز عرضه ضعف عرض الأروقة الجانبية (11,80 متر مقابل 6.50 متر).

منبر صلاح الدین

وقام صلاح الدين الأيوبي بإصلاح المسجد بعد أن استرد بيت المقدس من الصليبيين. وأمر بتجديد محرابه وكسا قبته بالفسيفساء المذهبة وأحضر منبرًا خشبيًا مرصعًا بالعاج والأبنوس من حلب ليوضع في المسجد- أحرقه اليهود أخيرًا.

العمارة المدنية

وفي عرض المؤلف لعمارة المساكن والقصور الإسلامية التي عثر عليها المنقبون في مدينة الفسطاط التي شيدها عمرو بن العاص عام ٢١ هجرية، ذكر أنها شيدت بحيث تتوفر فيها وسائل الترفيه وتطبق الشروط الصحية المطلوبة حديثًا. فقد حفرت المجاري في الصخور وانصرفت إلى الآبار أو إلى خزانات في المنازل. وكان الماء يرفع إلى أعلى المساكن في مواسير من فخار تلتصق ببعضها البعض بالجير.. ولم تخل قصور الأثرياء من نافورات يحيطها نطاق من الشجر والزهر يلطف الجو. وكانت بعض الدور ترتفع إلى أربعة طوابق وأخرى يصل ارتفاعها إلى سبعة طوابق.

وترتفع المباني وتنتظم في تناسق وخطط معينة ولكل دار حديقة مزهرة وروض وأشجار تلطف من يقظ الصيف وتنقي الهواء من دخان المصانع والمسابك التي تنتشر في المدينة في تلك الحقبة الزاهرة من تاريخها.

وكانت الصهاريج تقام في أعلى المساكن من الصخر، وتزود هذه الصهاريج بالمياه، وترفع إلى الأسطح بواسطة السواقي أو آلات خاصة تُدار باليد، ثم توزع المياه على غرف الصهاريج ودورات المياه، عبر أنابيب من الفخار.

العمارة الحربية

وحينما يتكلم المؤلف عن الأسوار والأبراج والحصون يصف دقيقًا أسوار بغداد في عهد الخليفة العباسي «المنصور»، إذ يقول: «وأحيطت المدينة بخندق عميق يحيط بها ويجري إليها الماء من نهر كرخابا وعرضه نحو عشرين مترًا» وأقيمت فوق الخندق الجسور الأربعة التي توصل الى أبواب المدينة، وترفع هذه الجسور المتحركة ليلًا فتصبح المدينة جزيرة يتعذر الوصول إليها. وقد صمم المنصور لها أسوارًا ذات أبراج لتقف حائلًا في وجه أعدائها. وقدم المؤلف رسمًا «لقطاع في الأسوار»، واستمر في تقديم نماذج من القلاع والحصون بمصر ودمشق مبينًا كيفية تشييدها والهدف من بقائها.

الفنون في عهد السلاجقة

ثم، اعتبارًا من صفحة ١٤١، أخذ يتحدث عن الفن السلجوقي، معتبرًا السلاجقة أصحاب مدرسة مستقلة جديدة في الفن المعماري الإسلامي، إذ أدخلوا نظام المدرسة المستقلة كمبنى عُقِدَت فيه حلقات الدرس.. وكانت غزنه أول مدينة بُنِيتْ بها مدرسة في القرن الحادي عشر الميلادي، ثم تبعها إنشاء مدارس في نيسابور، وطوس، وبغداد.. وكان الوزير السلجوقي نظام الملك من أوائل من رصدوا الأوقاف الخيرية للإنفاق عليها.. وقد ابتكر الفنان المسلم الخزف ذي البريق المعدني، له بريق الذهب وجماله، نظرًا لتحريم الإسلام لاستخدام الأواني الذهبية في الطعام.

الحفر على الخشب والعاج

ومن أروع القطع النادرة منبر جامع الفيروان، الذي يتألف من حشوات مفرغة ومشبكة داخل أطرات ذات زخارف من فروع العنب محفورة حفرًا بارزًا، إلى جانب الزخارف النباتية والهندسية المتداخلة والمتشابكة، التي تشبه نوافذ الجص بالمسجد الأموي بدمشق.

وفي ختام الكتاب الذي يتألف من ٢٢٥ صفحة من الورق المصقول المتوسط الحجم، أورد المؤلف ٤٠ أربعين صفحة مليئة بالصور الملونة للمخطوطات والأنسجة والأواني، والقباب، والنقود، وغيرها.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مع القراء - العدد 28

نشر في العدد 28

33

الثلاثاء 22-سبتمبر-1970

القرآن وأمة العَرب

نشر في العدد 66

32

الثلاثاء 29-يونيو-1971