العنوان سید علي أشرف .. لأسباب إسلامية عارض أسلمة المعرفة
الكاتب إبراهيم درويش
تاريخ النشر الثلاثاء 15-سبتمبر-1998
مشاهدات 16
نشر في العدد 1317
نشر في الصفحة 53
الثلاثاء 15-سبتمبر-1998
في السابع من أغسطس، رحل العلامة البنغالي سيد علي أشرف (١٩٢٥م - ۱۹۹۸م) في مدينة كامبريدج في بريطانيا بعد رحلة عامرة بالبحث والتقصي العلمي والفكري.
وكانت ولادة العلامة أشرف في مدينة دكا عام ١٩٢٥م، حيث درس اللغة الإنجليزية في المدارس التابعة لحكومة الاستعمار البريطاني، وأنهى دراساته في جامعة كامبريدج، التي حصل منها على درجة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية. وكان أشرف نشر مقالة في مجلة فصلية التعليم الإسلامي، التي كان يصدرها المركز الثقافي الإسلامي في لندن، تحدث فيها حول ما أسماه «محنة الإنتليجنسيا الإسلامية»، وذلك في عدد عام ۱۹۷۹م، وقد لخص أشرف تلك المحنة بأربع مشكلات:
الأولى: إيجاد قاعدة عقلانية للإيمان.
الثانية: إيجاد الوسائل والسبل المواجهة الحرب، والهجوم على الإسلام
ومصادره الأصلية في تفكير المستشرقين وأحفادهم.
الثالثة: البحث عن طريقة لتحليل موقع الإسلام في التاريخ المعاصر. والرابعة: البحث عن المبادئ الاقتصادية في الإسلام من أجل استخدامها في تطوير ودعم الدول الإسلامية.
ولخص العلامة أشرف تحليله لأزمة النخبة المسلمة بقوله: إن المشكلات الأربع تمت بصلة إلى التعليم الذي ينتج النخبة المثقفة في العالم الإسلامي، حيث قال: إن العالم الإسلامي يعتمد على نظامين في التربية، ينتجان في النهاية فصامًا لدى النخبة، وهذا الفصام ناتج عن مفهوم تحديث التعليم الإسلامي، كما فعل العلامةمحمد عبده في الأزهر .
وقال أشرف: «إننا لا نستطيع تحديث التعليم التقليدي من خلال تضمين مباحث حديثة داخله، ولا نستطيع في المقابل جعل التعليم الحديث إسلاميًا»، فيما يبدو أنه رد على أطروحة أسلمة العلوم والمعارف، التي كان العلامة الفلسطيني الدكتور إسماعيل الفاروقي محركًا لها، وساق أشرف بعض المبررات في نقده المحاولة أسلمة العلوم والتي تنبع من أن الأساليب التعليمية الحديثة المعمول بها في العالم الإسلامي، والتيتأخذ وتستعير كثيراً من المبادئ الغربية، تعطي أفضلية للعقل على الروح وتقدم المبادئ الاجتماعية والطبيعية والإنسانية من خلال مفهوم علماني. ويعتقد العلامة أشرف أن مشكلات النخبة الإسلامية تنبع أيضًا من عمليات علمنة المجتمع التي حدثت في معظم أنحاء العالم الإسلامي، وأشار في هذا الإطار إلى الجهود التي كان واحدًا من أهم دعاتها والمنظمين لها في المؤتمر العالمي الأول للتعليم والتربية الإسلامية الذي عقد في مكة المكرمة عام۱۹۷۷م، والذي حاول إعادة تعريف وتصنيف التعليم الإسلامي، واقترح مجموعة من الخطط والأبحاث والمقررات الدراسية في مجال الفن والأدب والموضوعات العلمية القائمة على المفاهيم الإسلامية.
ودعا سيد علي أشرف بالإضافة لهذه الجهود العاملة إلى إعادة تعريف التعليم والتربية ضمن المفاهيم الإسلامية، وإصلاح التعليم، وإعادة تصميم وكتابة المقررات الدراسية، وتدريب المعلمين، وأشار إلى أن جزءًا من هذه المقترحات تم بحثها في المؤتمر الثاني العالمي للتربية والتعليم الإسلامي عام ١٩٧٩م.
وقد كتب الأكاديمي الباكستاني، الذي يشغل منصب أستاذ -كرسي العلامة - محمد إقبال في جامعة كامبريدج البروفيسور أكبر أحمد نعيًا ومرثية للعلامة أشرف في صحيفة «الإندبندنت» اللندنية، قال فيه: إن الشخصيات الإسلامية الحاضرة في الإعلام البريطاني هي التي تثير الضجيج، والتي تعمل على تعزيز الخوف، حيث تتناسب هذه الصورة المفهومة في الإعلام البريطاني عن المسلمين المتطرفين»، ونتيجة لذلك يقول أحمد: «إن العلامة سيد علي أشرف لم يكن معروفًا للإعلام البريطاني، وهذا مثير للخيبة، لأنه كان واحدًا من العلماء المسلمين القلائل المشهورين والمؤثرين في العقود السابقة».
وقال: إن وفاته جاءت وهو يعد كتابًا عن الإسلام في القرن الحادي والعشرين إعادة التفكير في عالم مثالي، والذي سيقدم ملخصًا عنه كمحاضرة مع الذكرى الأولى لوفاته العام المقبل .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل