العنوان صحة الأسرة العدد 1533
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 04-يناير-2003
مشاهدات 27
نشر في العدد 1533
نشر في الصفحة 62
السبت 04-يناير-2003
ورشة عمل في الخرطوم عن: دور المؤسسات التربوية في مكافحة الإيدز
الخرطوم حاتم حسن مبروك
أقامت وزارة التربية بالتعاون مع وزارتي الصحة والشئون الاجتماعية والثقافية في السودان وصندوق الأمم المتحدة للسكان ورشة عمل في الخرطوم حول دور المؤسسات التربوية في مكافحة الإيدز.
ودعا خلالها د. أحمد بلال وزير الصحة الاتحادي إلى أخذ الحيطة والحذر لأن نسبة انتشار المرض في جنوب الصحراء الإفريقية وصلت عام ٢٠٠٢ إلى 6.1% ووصلت في بعض الدول إلى 15% وهو مؤشر خطير جدًا. وقال إن انفتاح السودان على الدول الموبوءة بالمرض إلى جانب وجود أكثر من مليون لاجئ، وإقبال البلاد على مرحلة السلام المقبلة التي يزيد فيها التداخل والتواصل يضاعف من المشكلات المتوقعة.
وأشار د. بلال إلى أن المرض يصيب بنسبة90%الفئة العمرية ما بين( ١٥- ٤٥ )سنة مما يعوق حركة التنمية والاقتصاد، ولذلك فإن خطة الوزارة الاستراتيجية لمكافحة الإيدز تهدف في المقام الأول إلى رفع درجة الوعي بين الناس.
كيف بدأ مرض الإيدز؟المجتمع التقت دكتور محمد عبد الله الريح عميد كلية طحنون للدراسات التقنية الذي شارك في الورشة فقال: الغرض من هذه الورشة أن يقوم التربويون بنقل المعلومة الصحيحة إلى الطلاب وتوعيتهم بمرض الإيدز طاعون العصر. وأشار د. الريح إلى نقطة لا يذكرها كثير من الناس عادة وهي كيف بدأ مرض الإيدز؟ ولماذا ظهر أول ما ظهر بين الشواذ جنسيًا في أوروبا والولايات المتحدة إن أول حالة اكتشفت ومنها جاءت تسمية المرض بنقص المناعة المكتسبة بعد أخذ عينة دم من أحد هؤلاء الشواذ وبعد فحصه اكتشف فيه الفيروس الذي أثر على جهاز المناعة في جسمه.
والمعلومة العلمية التي لا يريد الناس التحدث عنها-لقوة النفوذ السياسي والإعلامي للشواذ جنسيًا الذين لا يريدون أن تلصق بهم هذه التهمة . هي أنهم سبب ظهور هذا المرض، فالواضح أن الممارسة الجنسية الخاطئة أثرت في أشياء لم تكن معروفة من قبل فالغرض من عملية الجماع بين ذكر وأنثى هو تكوين أجنة، وذلك يحدث في كل الحيوانات مثلاً، لكن عملية اللواط لا يمكن أن تكون من أجل تكوين أجنة ولأن الحيوان المنوي يعتبر جسمًا غريبًا يمكن لجسد المرأة أن يرفضه، ولكن يوجد جين معين في الحيوان المنوي له خواص تجعل دفاعات الجسم الأنثوي تتراخي ولا ترفضه وذلك مثال الحقنة التي تعطى للمريض الذي زرعت له كلية من شخص آخر حتى لا يرفضها جسده وهي تعمل على إنقاص مناعة الجسم. ويضيف د. الريح أن ذات الشيء يحدث تقريبًا عندما يدخل الحيوان المنوي إلى المستقيم الذي له خاصية الامتصاص القوية للسوائل، إذ تتراخي دفاعات الجسم وتلغي وظيفتها الدفاعية ضد الأجسام الغريبة، ومن هنا ظهر الفيروس وانتشر وسط الشواذ هذه المعلومة يتكتم عليها الشواذ الذين يدعون أن المرض ظهر في القرود، بينما97%من الحالات المصابة في العالم هي وسط الشواذ جنسياً ومنهم انتقل الفيروس إلى مدمني المخدرات عبر تبادل الحقن الوريدية، وهؤلاء يتبرعون بدمهم وهكذا انتقل المرض إلى آخرين.
حرارة البدن مفيدة أحياناً
د. عبد الدايم الشحود
لا شك أن لارتفاع حرارة الجسم أسبابًا كثيرة، ولعل الالتهابات هي السبب الأهم، وهناك أسباب أخرى مثل أمراض المناعة واستخدام بعض الأدوية وذلك فيما يعرف بالحرارة الدوائية، ولا ننسى أن للأمراض الخبيثة والسرطانات علاقة بارتفاع درجة الحرارة وبخاصة المديدة.
ونظرًا لتزامن ارتفاع درجة الحرارة مع حدوث تشنجات واختلاجات بما يعرف بالارتعاش الحروري، فإن الكثير يخشون من ارتفاع درجة الحرارة حتى لو كان الارتفاع طفيفًا، ويسعون إلى تخفيضها بكل السبل الممكنة، ولو علم هؤلاء حقيقة المنفعة الناجمة عن الحمى لتركوا للبدن في غالبية الأحيان العنان ليقاوم الالتهابات بطريقته الخاصة مع بعض المساعدة باستخدام أدوية خفيفة يصفها الطبيب. فقد أثبتت التجارب المتلاحقة أن لدرجة حرارة البدن تأثيرًا إيجابيًا وجيدًا على مقاومة العوامل الضارة بالبدن، ومن هذه العوامل الجراثيم، إذ لوحظ أن درجة الحراة بين ٣٨ - ٤٠ لها بعض التأثيرات المفيدة من خلال التخفيف من تكاثر وتضاعف العناصر الممرضة، سواء الجرثومية أو غيرها من الطفيليات أو الفطريات.
وفي تجربة أخرى، لوحظ أنه خلال ارتفاع درجة حرارة البدن ينخفض استهلاك الجراثيم المعدن الحديد، وذلك من خلال عدم دخول هذا العنصر المهم لنمو الجراثيم إلى الجهاز الرئيس في الجراثيم وهو ما يدعى بجهاز الميتوكوندريا وهو الجهاز المصنع للطاقة والغذاء، ولذلك فعندما يحدث حاجز صد لدخول الحديد إلى الجرثوم تتوقف هذه العناصر الممرضة عن النمو والتكاثر وبالتالي تخف ضراوتها وقوتها، ويكون ذلك في مصلحة المريض.
وهناك تجربة طبية أجريت على بعض السحالي في أمريكا وفيها تم تحديد نوعين من السحالي، حقنت كلتا المجموعتين بنوع من البكتريا، وتم تعريض إحدى المجموعتين إلى درجة حرارة مرتفعة مقارنة مع المجموعة الأولى، وبينت النتائج لاحقًا أن المجموعة الثانية لم تصب بالمرض على عكس المجموعة التي بقيت في ظروف حرارية طبيعية.
ولكن لابد من اتخاذ الحيطة عند بعض الأطفال المستعدين لحدوث التشنج أو الاختلاج الحروري بمراقبة درجة الحرارة عندهم قبل أن تصل إلى حدود معينة قريبة من درجة الاختلاج مع مراعاة أن الحرارة المقاسة من الشرج هي ادق القياسات في هذا المجال .
صحتك في يديك
د. توفيق الحموي([1])
من نعم الله سبحانه وتعالى التي لا تحصى على الإنسان نعمة العقل واليدين. فهو أداة التفكير والإدراك والتخطيط وأما في اليدين فيتم التنفيذ وتحقيق المراد، ولذلك فإن أهمية اليدين للإنسان لا تقل عن أهمية العقل. وقديماً قيل عند الإغريق صحتك في يديك، وهي حكمة على اليدين قد تعطيك-عزيزي-فكرة كاملة عن صحتك، وهاك بعض الأمثلة :
1-وجود تشوهات خلقية في اليدين عند الأطفال وحديثي الولادة قد تدل على وجود تشوهات خلقية أخرى في الجسم، وعلى طبيب الأطفال الحذق أن يبحث عن ذلك.
2-نظرة واحدة على لون اليدين، قد تعطيك فكرة كاملة عن الجهاز الدموي في الجسم فمثلًا وجود شحوب في لون اليدين دلالة واضحة على فقر الدم، بينما وجود زرقة في أطراف الأصابع يدل على وجود نقص شديد في أكسجين الدم، وهذا من الأمراض الخطيرة.
3-وجود احمرار في راحة اليدين قد يكون علامة من علامات أمراض الكبد المزمنة مثل تشمع الكبد أو أمراض الغدد الصماء، مثل فرط إفراز الغدة الدرقية على سبيل المثال.
4-وجود التعرق والبرودة في الأطراف كثيرًا ما يكون مصاحبًا للأمراض النفسية مثل الاكتئاب النفسي المزمن، والقلق والتوتر.
5-وجود تغير في لون أو شكل الأظفار في اليدين، قد يكون إحدى علامات اضطراب في جهاز المناعة لدى المريض، وكذلك أمراض الفطريات وأمراض الغدة المجاورة للدرقية.
6-وجود جروح والتهابات إلى جانب الأظفار وفي الأصابع، قد تكون إحدى علامات الإصابة بالسكري البولي.
7-انتفاخ رؤوس الأصابع أو ما يسمى بالأصابع الأبوقراطية التي تشبه مضارب الطبل نادرًا ما تكون وراثية، ولكن في أغلب الأحيان تدل على وجود أمراض خطيرة في الجسم، مثل: الأورام الرئوية الخبيثة والأمراض التنفسية المزمنة مثل توسع القصبات الهوائية، أو تكون مصاحبة الأمراض القلب والدورة الدموية، مثل تشوهات القلب الخلقية، وكذلك أمراض الجهاز الهضمي، مثل مرض كرون، أو التهاب القولون القرحي، أو تشمع الكبد، وكذلك سرطان الغدد الليمفاوية.
8- وجود آلام وانتفاخ في مفاصل السلاميات البعيدة في اليدين، يعد من علامات تآكل غضاريف المفاصل عند كبار السن، أو من علامات النقرس، أو الصدفية المزمنة.
9-الام المفاصل في السلاميات الدنيا هي من أهم علامات الروماتويد، أو داء المفاصل الروماتيزمية، وكذلك هو الحال عند وجود تشوهات في مفاصل الرسغ.
10-تغير لون الخطوط في راحة اليد لتصبح داكنة اللون في الإنسان ذي البشرة البيضاء، قد يكون من علامات قصور الغدة الكظرية أو ما يسمى بمرض أديسون.
11-اختفاء التجاعيد في الأصابع والتصاق الجلد بالأصابع من أهم علامات مرض تصلب الجلد، وهو من أمراض الأنسجة الرابطة المزمنة والخطيرة.
12-وجود ضمور في عضلات اليدين من أهم علامات الأمراض الخطيرة للنخاع الشوكي مثل: مرض العصب الحركي .M.N.D أو أمراض اعتلال العضلات الوراثية.
ومن هنا يتبين أن اليدين هما «مرآة صحة الإنسان»، وما عليك عزيزي القارئ إلا أن تنظر إلى يديك، وفي حالة وجود أي شك لديك لأي أمر غير طبيعي عليك مراجعة استشاري الباطنية، فهو الأقدر على تقييم الحالة وإرشادك إلى ما يجب عمله.
بين طبيب ومريض
د. إسماعيل حسن([2])
كثرت في السنوات الأخيرة ظاهرة تعدد الأمراض العضوية والنفسية في المريض الواحد نتيجة لتعقد الحياة وما يتصل بها من جانب وزيادة التقنيات الحديثة من أجهزة للإنعاش والقلب والكلى وغيرها من الجانب الآخر، وتطلب ذلك عملًا مشتركًا بين الأطباء في التخصصات المختلفة وتنسيقًا مستمرًا لضمان الخدمة الطبية المتكاملة للمريض.
وهذه الظاهرة لها ضلعان الضلع الأول هو المريض، فمن الممارسات السيئة توجه المرضى بدون معرفة لأطباء مختلفين في نفس التخصص أو تخصصات عدة، وأخذ أدوية من هنا وهناك حتى بدون إطلاع أحد من الأطباء الآخرين المشتركين في الخدمة الطبية، فتجد بعض المرضى يأخذون الدواء الواحد تحت تسميات تجارية مختلفة، وذلك له عواقب وخيمة، وأيضاً تجد بعض المرضى يأخذون أدوية أو أعشابًا أو غيرها بدون نصيحة الأطباء أصلًا، والبعض الآخر من المرضى يتوقف عن العلاج والمتابعة الطبية حتى تتفاقم الأمور وتصل إلى العناية المركزة وجهاز التنفس الصناعي والمساندات المختلفة للقلب والكلى ونحوها .. وكل هذه الممارسات تصعب من وظيفة الأطباء وعملهم من أجل تقديم العلاج المناسب.
وأما عن الضلع الثاني للعناية الطبية فهم الأطباء الذين ينبغي عليهم أن يحصلوا على كل المعلومات الممكنة من جانب المرضى وذويهم حتى يتسنى رسم الخطة العلاجية بصورة صحيحة وبتنسيق مع التخصصات الطبية الأخرى كافة التي يحتاجها المريض، وهذا الأمر يحتاج لوقت ليس بقليل وخاصة مع الزيارة الأولى للمريض ومن الأمور المستحبة إرشاد المرضى في المراحل المبكرة للمتابعة بواسطة الأطباء المتخصصين ومشكلات المرض، وهذا الأمر ينطبق على أمراض الكلى بصورة واضحة، الذي له عظيم الأثر في السيطرة على الأمراض التي تنتهي بقصور كلوي شديد ويصبح الأمر إما الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى.
ونظرًا لحساسية هذا الأمر لدى بعض الأطباء خاصة، فإنني أنصح بأنه إذا كانت هناك حالات معقدة تحتاج لأكثر من تخصص فلابد من أن يكون هناك أحد الأطباء على قمة الهرم الطبي المعالج حتى يتم الأداء الطبي على خير وجه، وهذا لا يعني الاكتفاء بطبيب واحد تمامًا، فالاستشارة والرأي الثاني مطلوبان في مثل هذه الحالات المعقدة التي تطمع فيها بالنهاية بالثواب من عند الله-سبحانه وتعالى-لا غير.
([1]) أخصائي أول الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض
([2]) أخصائي الباطنة ووحدة أمراض الكلى والغسيل الكلوي بمستشفى الحمادي
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل