العنوان صحة الأسرة ( 1649)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 30-أبريل-2005
مشاهدات 19
نشر في العدد 1649
نشر في الصفحة 62
السبت 30-أبريل-2005
آخر الصيحات العلمية:
بين المنشطات الرياضية الجينية.. والعيون الإلكترونية لفاقدي البصر:
تتوالى الاكتشافات العلمية والإنجازات التقنية علينا كل يوم بما هو جديد ومثير يتراوح بين «الخبل» العلمي والحكمة التقنية، ونستعرض معا آخر نتائج «الخبل» البشري المتمثل في إنتاج المنشطات الرياضية المعتمدة على الجينات ونلقي الضوء على إنجاز علمي إيجابي متمثل في تقديم أمل جديد لفاقدي البصر.
من الكيمياء إلى الوراثة:
مهد كشف أسرار جزيء الوراثة الطريق لتمييز بعض الجينات المسؤولة عن برنامج تصنيع بعض المركبات المهمة لبناء وتنشيط العضلات ورفع مستوى الأداء ودقة التصويب وتنشيط إنتاج خلايا الدم الحمراء ومن ثم زيادة الأكسجين في العضلات، وتمكن مهندسو الجينات من تطوير هذا النوع من المركبات وعرضه في الأسواق على هيئة أدوية مثل «إيبو» وهرمون النمو وهرمون جونادوتروبين، مما سيزيد الصراع بين اللجنة الأولمبية العالمية والرياضيين الراغبين في حصد الميداليات بوسائل غير شرعية، وذلك لعدم التمكن من الكشف عن هذه الأدوية في الدم أو البول حتى باستخدام أحدث الأجهزة وأدقها، هذا ما أعلن عنه في مؤتمر علمي تحت عنوان منشطات الهندسة الوراثية عقدته -مؤخرًا- الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات في أثينا باليونان.
كما أعلن العلماء أن المشكلة التي عانتها اللجنة الأوليمبية، في دورة سيدني ٢٠٠٠م هي استخدام بعض المتسابقين لأدوية مهندسة وراثية لا يمكن الكشف عنها في الدم أو البول حتى باستخدام أحدث الأجهزة وأدقها مثل دواء الأيريتروبويتين «إيبو- EPO» «الذي تنتجه شركة أمجين الأمريكية منذ فبراير ۱۹۹۱» ويقوم بتنشيط إنتاج خلايا الدم الحمراء، وبالتالي زيادة الأكسجين في العضلات لحرق الغذاء وتوليد الطاقة اللازمة للجهد العضلي عند ممارسي الرياضة الشاقة مثل العدائين والدراجين، ولكن الجرعات الكبيرة تزيد من سمك الدم، وبالتالي احتمال انسداد الأوعية الدموية وحدوث الجلطة المميتة، ونتيجة لهذا التأثير، فقد حمله العلماء مسؤولية الموت الغامض والمفاجئ للعديد من دراجي المسافات الطويلة.
كما عانت اللجنة الأوليمبية أيضًا من استخدام هرمون النمو الذي يقلل دهون الجسم وينمي العضلات، ويحسن الأداء، وهرمون جونادوتروبين المنشط لإنتاج هرمون الذكورة بالجسم، وبالتالي بناء العضلات.
وأضاف العلماء: إننا في مرحلة خطيرة يتم فيها تحريف الرياضة عن مبادئها السامية بخلق مصانع خاصة للتلاعب بفسيولوجية البطل لكسب رهان التفوق أو التلاعب بالجينات البشرية وتحويلها إلى أشباه حيوانات مبرمجة فقط على الإنجاز الرياضي، أي أننا تنتقل في عالم المنشطات الرياضية من الألعاب الكيميائية إلى الألعاب البيولوجية وذلك باستخدام تقنيات وأساليب الهندسة الوراثية.
عيون إلكترونية:
شرائح إلكترونية دقيقة تحمل بصيص الأمل لفاقدي البصر، يمكن لهذه الشرائح أن تكون العين الجديدة التي يرى بها الكفيف نور الحياة مرة أخرى، ولأن عمليات زرع الشرائح الإلكترونية أثبتت نجاحها من خلال زراعة قوقعة الأذن، فإن الأمل كبير في أن تبدأ التجارب العملية على فاقدي البصر، هكذا يؤكد د. جيرالد شادر رئيس القسم العلمي لجمعية مكافحة العمى مؤكدًا: إننا لا نتحدث عن المستقبل القريب ولكن عن المستقبل المنتظر، ولأن النتائج الأولية لتجربة زرع شرائح إلكترونية بديلًا عن الشبكة مشجعة، فإن ست فرق بحثية على الأقل تسعى حاليًا لتطوير هذه الفكرة وتطبيقها، منها ثلاث فرق علمية في أمريكا، وفريقان في ألمانيا وفريق في اليابان.
ويمكن لهذه الشرائح أن تعالج العمى الناتج عن إصابة الخلايا الحساسة للضوء في الشبكة ذلك النسيج الرقيق في مؤخرة العين، ويوجد ٦ ملايين أمريكي مصابين بالعمى بسبب أمراض -عادة ما تكون وراثية- تدمر الخلايا المستقبلة للضوء، وهناك ملايين من المبصرين اليوم معرضون للعمى في المستقبل لأن البصر «يتآكل» بفعل هذه الأمراض مع مرور السنين، ومنها التهاب الشبكية وتدهور مقلة الإبصار، وهما معًا يسببان ٢٥٪ من حالات فقد الإبصار.
ويوضح د. «شادر» أن العمى مشكلة واسعة الانتشار مثل الوباء وأن الأمراض التي تصيب الخلايا الحساسة للضوء في الشبكية رغم شيوعها في كبار السن إلا أنها تصيب الأطفال أيضًا.
ويشرح العلماء تركيبة العين لنتفهم كيفية عمل الشرائح الإلكترونية لإعادة الإبصار، فيقولون تخيل أن الشبكية عبارة عن ورقة منديل كلينكس مبللة ملفوفة داخل كرة تنس هي العين، وتكون الشبكية من عدة طبقات منفصلة تمامًا مثل المنديل الورق، تحتوى إحدى الطبقات على الخلايا المستقبلة للضوء، وهذه الخلايا تحول الضوء القادم إلى إشارات كهربية تمر من خلال الشبكية إلى الخلايا العصبية، وتعتبر الخلايا العصبية الطبقة الأخيرة التي تمر من خلالها المعلومات قبل أن تصل إلى العصب البصري ثم المخ، وفى المخ يتم تفسير الإشارات فترى المعلومة على هيئة صورة.
في المفهوم الأساسي لزرع الشبكية لا بد للجزء الأمامي من الشرائح الإلكترونية أن يحتوي على أجزاء حساسة للضوء مثل الأجهزة المستخدمة حاليًا في الكاميرات الرقمية، وفي الناحية الأخرى من الشريحة تقوم الأقطاب الكهربائية بنقل الإشارات للجزء السليم من الشبكة، ولهذا تكون الشرائح الدقيقة ملتصقة بالشبكية داخل العين، وعن طريق كاميرا فيديو صغيرة جدًا مثبتة على إطار نظارة يمكن إرسال الصورة للشريحة عبر موجات راديو أو شعاع ليزر، وكأنها كاميرا تجسس بلا أسلاك تنقل ما تلتقطه إلى جهاز تليفزيون.
الأكل ببطء يمنع الإصابة بحرقة المعدة:
أعلن علماء في جامعة ساوث كارولينا الأمريكية، أن سرعة تناول الطعام قد تؤثر على شدة الإصابة بمرض الارتداد المعدي المريني، أو ما يعرف باسم «حرقة الفؤاد»، أو «حرقة المعدة».
وقال الباحثون إن معدلات الإصابة بهذا المرض أصبحت في زيادة لافتة، خصوصًا في أمريكا الشمالية وأوروبا، وعادة ما تظهر أعراضه بعد تناول وجبات دسمة، أو الإكثار من السكاكر والشوكولاتة والمشروبات الغازية وعصائر الحمضيات التي تفاقم الألم وتزيده سوءًا.
ووجد الباحثون بعد متابعة ٢٠ شخصًا من الأصحاء، تناولوا وجبة عادية تتألف من برجر الدجاج مع البطاطس المقلية، في مدة ٥ دقائق أو ٣٠ دقيقة، أن الأشخاص الذين تناولوا وجبتهم بسرعة أصيبوا بنوبات الحرقة والارتداد المريئي بحوالي ٤٠٪ مقارنة بالذين استغرق تناولهم للوجبة فترة أطول.
ولاحظ هؤلاء أيضًا أن ٤٥٪ من النوبات الارتدادية المريئية كانت غير حمضية، خلال الساعة الأولى بعد الوجبة، مقابل ۲۲٪ غير حمضية خلال الساعة الثانية وأشار الخبراء في المجلة الأمريكية للعلوم الهضمية، إلى أن الأكل ببطء يعتبر من أفضل الطرق الصحية وعوامل الحياة القابلة للتعديل التي تساعد في تخفيف أعراض المصابين بداء الارتداد المعدي المريئي.
الوجبات السريعة تحتوي على ملونات مسرطنة:
حذر باحثون مختصون في الصين من أن أطعمة الوجبات السريعة، وخصوصًا الصلصات الخاصة بأجنحة الدجاج المقرمشة وبرجر وسكالوب الدجاج المقدمة في المطاعم الأمريكية المنتشرة هناك تحتوي على ملونات غذائية مسببة للسرطان، وأشار الخبراء في الإدارة العامة للصناعة والتجارة بالصين إلى أن تلك الصلصة تحتوي على صبغة حمراء تعرف باسم سودان، تستخدم عادة لتلوين المواد المذيبة والزيوت والشموع والمنتجات البترولية والأحذية والأرضيات وليس من الأمن استخدامها في الغذاء لأنها تزيد أخطار الإصابة بالسرطان.
استخدام الأسماك لإنتاج عقاقير دوائية:
في أول مشروع طبي من نوعه، يعكف باحثون في جامعة ساوثامبتون البريطانية على إنتاج عقاقير دوائية وعلاجية من أسماك المزارع.
وأوضح هؤلاء الباحثون أن المشروع الجديد يتمثل في إنتاج عامل التخثر السابع في أسماك «تيلابيا» المعدلة وراثيًا، وهي نوع من الأسماك السريعة النمو في المياه العذبة، وذلك بهدف توفيره لعلاج المصابين بنزف الدم الوراثي وضحايا الحوادث المرورية الذين يعانون من نزيف دموي خطير، وأشار الخبراء في مجلة «نیوساینتست» العلمية إلى أن هذا العامل العلاجي يستخلص حالياً من خلايا حيوان الهامستر المعدلة وراثيًا، وهو مكلف للغاية، حيث يصل سعره إلى حوالي ١٠ آلاف دولار للحقنة الواحدة، في حين تكون كلفته أقل بكثير باستخدام الطريقة الجديدة التي تعتمد على المزارع السمكية.
وقد تمكن الباحثون من تحقيق التوافق في نوعية وكمية عامل التخثر السابع في دم الإنسان مع دم أسماك التيلابيا، ولا تزال المزيد من البحوث جارية في هذا المضمار، ويرى الخبراء أن نجاح هذا المشروع سيمهد السبيل أمام إنتاج بروتينات ومواد طبية أخرى يمكن استخدامها في علاج الأمراض الرئوية واضطرابات الكبد، وحتى الأورام السرطانية.
التوتر يقصف عمر صاحبه:
حذر باحثون في جامعة كاليفورنيا الأمريكية من أن التوتر الدائم والضغوط العصبية المزمنة تقصف عمر الإنسان وتعجل بوفاته.
وأوضح العلماء أن تتابعات معينة في الحمض النووي دي إن ايه الحامل للمادة الوراثية تعرف باسم «تيلوميرز» تقصر في كل مرة تنقسم فيها الخلية، وهو ما يحد من عدد الانقسامات الخلوية وتجدد الخلايا، مفسرين الأمر بأن التيلوميرات الأطول تترافق مع عمر كروموسومي أصغر في الخلايا ومدة حياة أطول.
ووجد الباحثون في دراستهم التي تابعوا فيها ٥٨ امرأة تراوحت أعمارهن بين ٢٠ و٥٠ عامًا، تم قياس طول التيلوميرات في خلايا الدم البيضاء لديهن، وتحديد درجات إصابتهن بالتوتر أن هذه التتابعات الوراثية كانت أقصر عند النساء من ذوات التوتر العالي والضغط العصبي الكبير مقارنة بنظيراتهن الأقل توترًا، بما يعادل 4 إلى ١٧ سنة من شيخوخة الخلايا.
ونبه العلماء إلى أن التوتر يقصر تتابعات التيلومير فيضعف انقسام الخلايا ويسبب شيخوختها، وعدم تجددها بصورة فعالة، وهو ما يؤدي بدوره إلى الوفاة المبكرة.
وكانت دراسة جديدة عرضت في الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء الأمريكية، قد أظهرت أن التوتر النفسي عند السيدات قد يؤثر على خصوبتهن وقدرتهن على الإنجاب.
كما بينت دراسة أخرى أن المرضى الذين يرزحون تحت ضغط التوتر النفسي يواجهون الكثير من التغيرات التي تسبب عدم توازن الجسم، وتؤثر سلبيًا على نمو الشعر، وكشف الباحثون أيضًا عن أن التوتر الذهني والضغط النفسي والعصبي يزيد خطر الوفاة عند الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالمباحثات الهندية - الباكستانية.. خطوة نحو التأزيم أم خطوة نحو الإفراج؟
نشر في العدد 1256
8
الثلاثاء 01-يوليو-1997