; صفحة مع الطالب | مجلة المجتمع

العنوان صفحة مع الطالب

الكاتب بأقلام القراء

تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1971

مشاهدات 14

نشر في العدد 81

نشر في الصفحة 25

الثلاثاء 12-أكتوبر-1971

صفحة الطالب

القانون والحضارة توأمان

القانون «هو المنهاج المتكامل الذي أنزله الله سبحانه لسعادة الإنسان»، ولذا فكل قانون كان يتفوه به رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الصحابة رضوان الله عليهم يحتضنونه بالقلب والعمل. والرقيب على التطبيق هو الرقيب وحده سبحانه.

أما السلطة فتعاقب على الظاهر وتحاول إصلاح الباطن، لقول عمر رضي الله عنه «لنا الظاهر ولله من بعدنا السرائر».

ومن هذا المنطق السامي والتعايش الأصيل مع القانون والتطبيق نشأت الفكرة الجلية الصحيحة عن الحياة والكون والإنسان، وتبعهما قيام الحضارة الإسلامية التي كانت بداية النزوح إلى عالم الكمال، والتي تعتمد في أصلها وفروعها على مقدار الهداية.

نخرج من ذلك كله بأن تطبيق القانون هو طريق الوصول إلى الحضارة «إذا ما كنا متفقين على أن الحضارة هي مقدار الهداية».

والإنسان بلا قانون: طاقة حيوانية، تلهث وراء شهواتها، وتتذلل أمام أهوائها، ولا تعترف بالبعث كنهاية حتمية للحياة، فهي شقية شقية، تتقاذفها أمواج اللوعة والفراغ والتساؤلات.

وربما تتساءل هذه الطاقة «التي لا تسمى إنسانًا» «-» لماذا فني بالموت؟

«-» لماذا أعيش ما دمت سأموت؟!

«-» ما الهدف من هذه الرحلة؟!

بعد هذا الفراغ لا بد لهذه الطاقة أن تتهدم وتهوى.

وبصورة رجل «تنتحر»!!

إذن فالقانون والحضارة توأمان، والحضارة هي الهداية، والإنسان دونها كتلة حيوانية تائهة.

أحمد طحان

نقد المناهج المدرسية

إنني لفي حرج شديد! ربما يكون المؤلفون لكتاب الأدب والنصوص للصف الرابع الثانوي قد جهلوا أن هناك حركة فكرية حديثة لإنصاف العثمانيين مما لحق بهم من التلفيق والتضليل والدس، ولكن هذه الحركة لم تصلهم على ما يبدو، أو لم يكلفوا أنفسهم بالبحث عنها، فهم ما زالوا يعتقدون أن حكم الخلافة الإسلامية العثمانية كان استعمارًا للوطن العربي وفترة تأخر وظلام وتقهقر.

وهم لا يزالون يبدعون بالتشنيع بهم وبسلاطينهم، وحتى بأدبائهم وعلمائهم. فكأنما ينطلقون في نقد قصيدة الشمس لابن الرومي!! أقرأ معي ص ۳۲ (فلما ضعف شأن المماليك زحف السلطان سليم على مصر وهزم المماليك واستولى على مصر ۹۲۳هـ). وفعل السلطان بمصر من التدمير والتخريب الكثير فقد استولى على النفائس والذخائر والكتب ومهرة الصناع وبعض الأدباء والعلماء، استولى على كل ذلك وسيره إلى الآستانة وكان حكم العثمانيين حكم إرهاب وإرهاق وظلم واضطهاد فقد صادر الأملاك والأموال وقتل الأبرياء وفرض أفدح الضرائب فانتشر الخوف في النفوس، وعاش الأدباء والعلماء في هذا الرعب وهذا القلق. ولم يقف السلطان عند هذا الحد، بل امتدت يده إلى أموال الأوقاف التي وقفت على المدارس ومعاهد التعليم ووجوه الخير فنهبها وحرم الناس من فائدتها، وبذلك أصبحت مصر مجرد ولاية عثمانية بعد أن كانت مقر الملك وموطن الخلافة، وأمل العرب والمسلمين في المحافظة على العروبة والإسلام».

وإذا سمح لي المؤلفون أن أطرح بعض الأسئلة:

-من الذي حفظ الوطن العربي من التيار الأوروبي الهائج، المليء بالنقائص الخلقية والتدهور الإنساني؟!

-من الذي حفظ الوطن العربي من نير الاستعمار؟!

-من الذي أهوى صرح النصارى وأقام صرح الإسلام في القسطنطينية، وما هي الآثار المترتبة على ذلك؟!

-من الذي حفظ فلسطين، وماذا حدث لها بعد زوال ملكه؟!

آسف... لقد نسيت أن العرب لا يقرأون!!

«يتبع».

النشاط المدرسي وأثره

عنيت بعض المدارس الثانوية في العام الدراسي ۱۹۷0/۱۹۷1 بإصدار البعض من النشرات الدورية، وصرفت لها اهتمامًا كبيرًا كثانوية الجاحظ وثانوية عبد الله السالم وثانوية الدعية التي أصدرت مجلة شهرية تحت عنوان «ثورة الفكر».

عدا عن النشرات والبحوث التي كانت تصدر في المناسبات الدينية والاجتماعية والسياسية كوعد بلفور وذكرى الإسراء والمعراج وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من المناسبات.

والصحافة كما نعلم «هي السلطة الرابعة»، وذات دور فعّال في الفكر وتوجيه الرأي العام وتنويره، ولهذا فالشباب المسلم مدعو، بل مطالـب بالانخراط في هذه النشاطات والتأثير فيها لجعلها وسيلة لخدمة الدعوة وطريقًا لبث المفاهيم الإسلامية والتنديد بالواقع المرير.

أخي الطالب...

باستطاعتك أن تكون نشيطًا، ففترة الشباب فترة تمر ولا تعود، وأنت مطالب -على حد حديث رسول الله- بأن تستغل طاقة شبابك بما يرضي ربك، وبما يخدم إنسانيتك، والصحافة مجال خصب لذلك، فأسرع إليه، وزودنا بإخبارك فهذه الصفحة مرآة تعكس نشاطك.

إبرة...

أصدر ناظر المدرسة أوامره بإخراج جميع الطلبة المخالفين لقرار ولي العهد وللنظم المدرسية المعهودة.

وبينما انصرف الأساتذة لذلك وبدأوا بإخراج الطلبة المخالفين وإذا بأحدهم يقول لزميله بحنق: «شوف اشلون أستاذنا لابس، هو مخالف الزي ومربي سوالف مثلنا، يطالبونا بالتطبيق وهم ما يطبقون، والله زمن!!».

مدرسة أبو تمام المشتركة الرميثية.

«١» من... مذكرات طالب

صديقي العزيز... من ديننا أن نتواصی، فإليك وصيتي: البلاء صور، وأشدها كيدًا وأقساها ضراوةً أن تشعر بالكبر، وأن يداخل نفسك الغرور، فترى نفسك كبيرًا كبيرًا.

تعتقد أنك العالم فلا تتعلم، وتعتقد أنك الصادق فلا تتحرى الصدق، وتعتقد أنك قد وصلت إلى مراحل الكمال فلا سمو.

وتعتقد أنك الشريف فلا تتورع عن القيام بأعمال لا تنم عن الشرف ولا تعرفه... فاحذر الغرور والكبر فإنهما مذمومان يؤديان إلى النار.

صديقي...

لا تقل أنا، فأول من قالها هو الشيطان عندما حاور ربه ولا تعش في الأرض مرحًا، فإنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولًا...

وتذكر قول الشاعر:

«ملء السنابل ينحني بتواضع والفارغات رؤوسهن فوارغ».

 

 

الرابط المختصر :