العنوان التعليق الأسبوعي (354)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الأربعاء 15-يونيو-1977
مشاهدات 9
نشر في العدد 354
نشر في الصفحة 4
الأربعاء 15-يونيو-1977
طبول الحرب الخامسة
جبهة العدو: هذا أنسب وقت!؟
الجبهة العربية: مطلوب استعداد سريع ومنظم؟!
في المنطقة نذر حرب.
ودواعي ذلك أكثر من أن تحصى.
• فقد عادت حالة «اللاحرب واللاسلم»، أي أننا نعيش فترة مشابهة لفترة ما بين 1967-1973.
وتوقع كثير من الناس أن تنهي حرب أكتوبر حالة الجمود والركود وأن تسفر عن نتائج لصالح العرب.
بيد أن هذه توقعات وهمية.
-فحرب أكتوبر كانت تسخينًا للجو فحسب بمعنى أنها لم تكن من أجل التحرير، وإنما كانت تجاوبًا مع نظرية كيسنجر في التوصل إلى اتفاقات وإبرام معاهدات في جو مكهرب.
-وبافتراض -وهذا افتراض خيالي كذلك- أن حرب أكتوبر كانت صادقة وجادة في إدارتها السياسية، فإنه لا يستطيع أن يستثمر نتائج الحرب إلا عبقرية سياسية تتميز بالمهارة وبعد النظر والتوجه نحو الهدف بثقة وثبات عبر ألوف المناورات وحركت الالتفاف والتخذيل.
إن -الفهلوة- قد تعيش جلسة أو جلستين أو يومًا أو يومين بين إعجاب المعجبين واندهاش المندهشين وتصفيق المصفقين.
لكن -الفهلوة- لا تصلح لإدارة العمل السياسي في عصر اتسم بالدهاء السياسي، والعمق الاستراتيجي.
• ووصل الإرهابي الصهيوني -مناحيم بيجن- إلى قمة إدارة الجهاز الصهيوني في فلسطين المحتلة.
وهو صهيوني متشبع بالرغبة في القتال ويعتقد بأنه هو شخصيًا عليه أن ينشئ -ملك إسرائيل الكبير- أو -على الأقل- يساهم في تدعيمه وتوسيع رقعته.
وشخص هذا تفكيره لن ينسحب من شبر واحد من الأرض العربية المحتلة، بل الشيء الذي ينسجم مع تفكيره هو أن يحتل جديدًا من الأرض العربية إن استطاع.
وصول هذا الإرهابي إلى قمة الجهاز الصهيوني وسع فرص الحرب والعدوان.
وكل صهيوني عدواني يجري العدوان في دمه وإنما هو اختلاف في الدرجة لا أكثر.
• الخيبة التي مني بها حكام عرب اتخذوا من دون الله أندادًا فتوكلوا مرة على روسيا، ومرة على أمريكا فما وجدوا غير الخسران والذل والهوان.
﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (العنكبوت: 41)
جنيف العام القادم
جنيف هذا العام
جنيف بعد شهرين
وصدقوا الكذبة الكبرى فتأهبوا لجنيف وصاغوا حياتهم وحياة الأمة كلها على هذا الأساس.
ومضى الزمن والعدو لا يزال يحتل فلسطين كلها ويحتل أجزاء من مصر وسوريا وجزرًا يمنية في البحر الأحمر.
• وكهربة الجو من جديد من أجل التوصيل إلى اتفاقيات خائنة ومعاهدات محرمة تشكل إنذارًا رابعًا من نذر الحرب في المنطقة.
نعم .. قد يكون الأمر كله أي نذر الحرب وسيلة من وسائل الإسراع نحو ما يسمى بالتسوية السلمية.
ورغم أن هذا شيء متوقع ومحتمل فإن نشوب الحرب شيء متوقع ومحتمل أيضًا.
العدو
هذا أنسب وقت
فالعدو الصهيوني خاصة تحت قيادة مناحم بيجن يرى أن هذا الوقت هو أنسب مناخ لشن حرب خامسة ضد العرب.
لماذا؟
يجيب العدو، نحن نتصور كيف يفكر، على هذا السؤال بمجموعة من الفرص المواتية.
• أول هذه الفرص: أن العرب في حالة تفكك وتمزق وأنهم يحتاجون إلى زمن طويل في توحيد صفوفهم وتنسيق إمكاناتهم. والزمن الفاصل بين حالة الفوضى والتمزق. وحالة التماسك والتنسيق يعتبر أنسب ظرف لشن الحرب.
• ثانيهما: أن العرب ذهبوا بعيدًا في غيبوبة الحل السلمي ترتب على هذه الغيبوبة ضعف في إرادة القتال وفي الاستعداد للقتال. وعلى اليهود أن يشنوا الحرب قبل أن يفيق العرب.
• ثالثهما: أن اليهود قد ظفروا بجبهة مساندة ومعاضدة داخل الصف العربي.
والجبهة المساندة هي: لبنان.
فاليهود قد احتلوا مواقع متقدمة في جنوب لبنان وها هي زوارقهم ومدافعهم تتخذ من الساحل اللبناني، محطات استراحة أو قواعد انقضاض.
هذا من الناحية الجغرافية.
أما عن جانب القوى البشرية فقد حصل تنسيق علني ومكشوف بين العدو الصهيوني وبين التحالف الكتائبي.
وبروز شمعون وبيار الجميل كقادة متفردين في لبنان بعد الحرب الأهلية إنجاز يضاف إلى رصيد العدو الصهيوني.
فلا فرق بين مناحم بيجن وبيار الجميل، وفرص التنسيق بينهما كبيرة ومتعددة.
• رابعها: أن سلاح النفط قد عجم.
• خامسها: أن القوة الفلسطينية المسلمة قد ضربت في الأردن ولبنان.
• سادسها: أن القوى الدولية لن تبكي من أجل العرب إذا شن العدو حربًا ضدهم.
فالسياسة الأمريكية الثابتة هي: أن أمريكا مع القوي ومع الواقع، لا مع الحق والمبادئ.
والاتحاد السوفيتي رغم مظاهر الود البادية في هذه الأيام لا نحسبه سيخلص للعرب.
فهو لم يقطع كل صلاته بالعدو الصهيوني، وهو قد كرر شكوى: أن العرب قوم ناكرون للجميل «!!».
الجبهة العربية:
مطلوب: استعداد سريع
هذا هو تصور العدو فماذا عن الجبهة العربية؟
والمسؤول عن هذه الأوضاع السيئة حكام عرب كثر نزقهم، وقل عقلهم فراحوا يديرون الأمور العامة بحركات لاعب السيرك.
ولو أن هناك شعوبًا حرة، وبرلمانات حرة لحاسبت هؤلاء الحكام مر الحساب.
بل لو كان هناك برلمانات حرة لما كان لهؤلاء الحكام وجود أصلًا.
ورغم كل شيء فإن الأمة يجب أن تبقى، فكيف تبقى؟
لا حل هناك ولا مخرج ... إلا القتال.
ونقصد بالقتال: حرب التحرير الشعبية.
ومن حسن الحظ أن القوانين الدولية تقف معنا.
فيوم السبت الماضي 11-6-1977 أنهى المؤتمر الدولي للقوانين الإنسانية أعماله في جنيف.
وكان من بين القوانين التاريخية التي أجازها شرعية حروب التحرير الشعبية ضد:
• الاستعمار الاستيطاني.
• القوى الأجنبية.
• الأنظمة العنصرية.
وهذه الأوصاف تنطبق كلها على الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة فهو استعمار استيطاني. وهو قوى أجنبية، وهو كيان عنصري.
أي أن القوانين الدولية تؤيد انفجار حرب تحرير شعبية ضد العدو الصهيوني.
ومهما قيل عن مرحلة الذل التي تعيشها أمتنا فإن هناك قطاعات من الأمة تستطيع تحمل أعباء هذه الحرب.
لقد كان هم الحكام في الماضي والحاضر منع الأمة من أداء فريضة الجهاد.
المطلوب اليوم أن ينهوا حالة الصمود ضد أمتهم وأن يخلوا بينها وبين عدوها.
يقال: بأن حرب التحرير الشعبية ستعرض أنظمة حكم عربية لضربات العدو.
وهذا كلام معقول.
وهناك كلام أكثر عقلانية وهو: أن تستعد هذه الأنظمة لحماية نفسها من ضربات العدو.
فإذا عجزت عن حماية نفسها ومدنها ومواقع جيوشها فإن العجزة لا ينبغي أن يكونوا في مواقع مهمة:
﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾ (الفتح: 17).
ولما كانت الحرب الشعبية وسيلة مشروعة دوليًا فإنها ستسقط عن الأنظمة العربية تبعة اللوم الدولي أو الإدانة الدولية.
وهذه فسحة كبرى.
أن نجاهد العدو من جانب، وأن نكون في مأمن من الإدانات الدولية من جانب آخر.
وحين نقول: بحرب التحرير الشعبية ننادي في نفس الوقت بأن تكون هذه الحرب:
• عقائدية في سبيل الله وباسمه تعالى.
• طويلة الأمد.
• واسعة النطاق، أي ضد كل شيء صهيوني.
الطريق صعب جدًا صعب.
وليس من الوعي ولا من المصلحة أن نهون من صعوبة الطريق.
ولكن متى كان طريق تحرير الأمم ممرًا في حديقة جميلة تجري بجانبيه الأنهار وتظلله الأشجار وتهب على المارين فوقه نسائم لطيفة تنعش نضارة وجوههم.
متى كان طريق تحرير الأمم على هذا النحو اللطيف؟
﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ﴾ (البقرة: 216)
ونحن نسأل في إخلاص: هل هناك طريق آخر؟
من عرف طريقًا آخر فليدلنا عليه.
مقاطعة العدو الصهيوني تقضي بقطع كافة أذرعه وأصابعه
بعثت جمعية الإصلاح الاجتماعي بالبرقية التالية لمؤتمر مكاتب مقاطعة العدو الصهيوني:
السادة رئيس وأعضاء مؤتمر مكاتب مقاطعة إسرائيل المحترمين - الإسكندرية.
جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت تحيي مؤتمركم وتسأل الله عز وجل أن يكلل مساعيكم بالنجاح وأن يوفقكم لاتخاذ الخطوات الإيجابية لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية.
ولا شك أن المحافل الماسونية ونوادي الروتاري والليونيز والمهاريشي والبهائية ثبت أن لها تعاونًا وثيقًا مع الصهيونية العالمية حيث توجههم لأغراضها العدائية.
إن المسلمين يتطلعون لموقف حازم منكم واتخاذ قراركم التاريخي بمقاطعة هذه المحافل والنوادي الهدامة وإغلاق فروعها في البلاد العربية.
وإن الشعوب العربية تنتظر هذا القرار بفارغ الصبر بعد أن ثبت تواطؤ هذه المحافل المشبوهة وممالأتها للأعداء.
والله يوفقكم ويسدد خطاكم.
جمعية الإصلاح الاجتماعي•
وقد قرر مؤتمر مكاتب مقاطعة العدو الصهيوني الذي عقد دورته في الإسكندرية مقاطعة المحافل الماسونية بعد أن تأكد من صلة الماسونية الوثقى بالعدو الصهيوني.
وهذه خطوة جيدة، كان ينبغي أن تتخذ منذ زمن بعيد، خاصة وأن المعلومات عن العلاقة بين الماسونية والصهيونية قد انكشفت منذ وقت مبكر، حيث صدرت عشرات الكتب تبين بالوثائق والحقائق هذه العلاقة المريبة.
ولكن لا يكفي مقاطعة الماسونية أو اتخاذ قرار بذلك ففي العالم العربي محافل ماسونية ضخمة وأشخاص ماسونيون خطرون.
ومقاطعة الماسونية تقضي بتطهير الوطن العربي من كل محافلها وإنزال أشد العقاب بالأشخاص الماسونيين الذين هم في نفس الوقت موالون للصهيونية.
مثلًا: هنا في الكويت شخص ماسوني اسمه إلياس ميرزا لا يزال يسرح ويمرح في الكويت وينشط تحت ستار المؤسسات السياحية وغيرها هذا وأمثاله ينبغي أن تنطبق عليهم قرارات المقاطعة.
ثم إن هناك صلة وثقى بين الماسونية من جهة وبين نوادي الروتاري والليونيز وطائفة البهائية ومذهب المهاريشي من جهة أخرى.
وعلى مكاتب مقاطعة العدو مسؤولية كبرى بعد ذلك وهي: أن تقدم هذه المكاتب كشفًا بأسماء المحافل الماسونية والأشخاص الماسونيين في الوطن العربي تمامًا كما تقدم كشوفًا بأسماء الشركات والأشخاص الذين يتعاملون مع العدو في مجال التجارة والثقافة والفن.
فساد البحر .. بعد فساد البر ..
يبدو أن مروجي الفساد وتجاره قرروا أن يفسدوا في البحر كما أفسدوا من قبل في البر.
فقد انتشرت في الخليج ظاهرة الفنادق العائمة، ظهرت وظهر معًا نفس ما يجري في الفنادق المقامة على الأرض اليابسة.
الخمور والرقص وشتى أنواع الفسق.
بل إن الفنادق العائمة قد وسعت نطاق الانحراف والفساد حين أحست أنها بعيدة نسبيًا عن عين الرقابة والمتابعة.
ورغم ما يحيط بالأمة من كوارث وكروب فإن هؤلاء اللاهين لا يحسون إلا بشهواتهم ونزواتهم.
وكما طالبنا بتطهير فنادق اليابسة من الفساد نطالب بتطهير الفنادق العائمة من نفس الفساد.
فإن نتيجة الفساد في البر والبحر معروفة وهي أن الله تعالى يذيق المفسدين والمجتمعات التي لم تنههم عن المنكر بعض أعمالهم: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ﴾ ؟ (الروم: 41-42).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل