العنوان طفلي سمين ماذا أفعل؟
الكاتب تيسير الزايد
تاريخ النشر السبت 03-مايو-2008
مشاهدات 24
نشر في العدد 1800
نشر في الصفحة 56
السبت 03-مايو-2008
في زيارة خاطفة لأي مدرسة من مدارس أبنائك ستكتشف أنك لست الوحيد الذي يعاني من سمنة الأبناء، ففي السنوات الأخيرة أصبح أعداد الأطفال زائدي الوزن كبيرًا، بحيث يمكن ملاحظة تلك الظاهرة في أي تجمع للأطفال، سواء في المدرسة أو في ساحة اللعب أو في الحدائق أو الأماكن العامة، وعندما نبدأ كآباء بالبحث عن وسائل نساعد بها أبناءنا لتخفيض أوزانهم نجد أن التركيز في جميع الوسائل المتاحة ينصب على قوائم الحمية الخاصة بالشخص الناضج، وهي بالتالي غير مناسبة لأبنائنا الصغار الذين هم في طور النمو، بل ربما تؤثر سلبًا على البنية الجسدية لهم وعلى أطوالهم.
ولأن السمنة قد تؤدي إلى الكثير من الأمراض مثل الربو، وضغط الدم، والسكر، واضطرابات النوم؛ نتيجة صعوبة التنفس وضعف أربطة القدم، وأخيرًا.. الاكتئاب فلقد قمنا في هذا المقال بعرض كل ما طالته اليد من معلومات جديدة تخص هذا المجال، من أجل أن نقدم المساعدة المناسبة لأبنائنا.
متى يعتبر ابني سمينًا؟
يعتبر الطفل سمينًا إذا كانت لديه زيادة في الطبقة الدهنية المختزنة تحت الجلد كما يمكن اعتباره بدينًا إذا زاد وزنه أكثر من ١٥% عن الطفل الاعتيادي الذي يبلغ نفس الطول ويساويه في العمر.
هل ابني في خطر؟
أجب عن الأسئلة التالية لتحديد إذا ما كان الابن يتجه إلى مرحلة الخطر:
۱- هل يتناول ابنك طعام الإفطار؟
وجبة الإفطار وجبة مهمة لصحة الطفل والذي لا يتناولها: فإنه يعوضها إما بأكل كميات كبيرة لاحقًا، أو بالأكل في وقت متأخر، وهذا يؤدي بالتالي إلى زيادة في الوزن.
۲ - ما معدل حركة ابني يوميًا؟
ساعة يوميًا هو الوقت الذي ينصح به أطباء الأطفال، ليمارس الطفل نشاطًا حركيًا معينًا، و٤ ساعات هو ما ينصح بهفي عطلة نهاية الأسبوع.
ومن أجل ذلك وضعوا برنامجًا للطفل يقوم به قبل أدائه لواجباته المدرسية، وبعد تناوله الغداء بفترة مناسبة، ويتضمن هذا البرنامج شرب كوب من الماء، ثم تناول وجبة خفيفة يليها ممارسة نشاط لمدة نصف ساعة، ومن ثم البدء بعمل الواجبات المدرسية.
3- ما الطعام الذي يتناوله ابني وأين؟
تناول الطفل لكميات كبيرة من الطعام ذات السعرات الحرارية العالية بدلًا من تناول الأطعمة الصحية، أو تناول الطعام أمام شاشة التلفاز، أو بجانب جهاز الكمبيوتر يؤدي إلى السمنة ولهذا ينصح بالآتي:
-تحذف المأكولات التالية من قائمة مشتريات الأسرة قدر الإمكان: الحلويات- البطاطس المقلية في الأكياس «الشيبس»- المثلجات الملونة والآيس كريم- الكيك المحفوظ- العصائر الصناعية- البيتزا- الفطائر ذات الدهون العالية- الناشوز -البسكويت المطعم بالزبد.
يمكن إضافة المأكولات التالية: حلوى الجيلي الخالية من السكر- الخضراوات مثل الخيار والبروكلي- العصائر الطبيعية والخالية من السكر.
- تقسيم الطعام ذي الكمية الكبيرة على شكل وجبات صغيرة تكفي الشخص الواحد: حتى يشعر كل فرد بالكمية التي يتناولها .
- تشجيع الأطفال لتناول الطعام على الطاولة، وعدم أخذه ليتناوله أمام التلفاز.
- تشجيع الأبناء على تناول كوب من الماء قبل الطعام، وخاصة بعد العودة من المدرسة فهذا يعوض كمية الماء التي فقدوها.
٤ - هل يعاني ابني من مرض معين؟
وهذا الأمر يحتاج إلى طبيب مختص لاكتشاف أسباب السمنة المرضية فهي أحيانًا تكون نتيجة نشاط زائد في الغدة الدرقية، أو الإفراز الزائد للكورتيزون من غدة موجودة أعلى الكلى، ومن دلائل هذا المرض هو تركيز السمنة في الجزء العلوي من الجسم وفي الذراعين مع وجود نحافة في الساقين.
الأسباب النفسية للسمنة
إلى جانب الأسباب السابقة للسمنة، هناك منظور آخر عاطفي، حيث يعتبرها المختصون «مؤشرًا»، وليس مشكلة فهي دليل على نقص عاطفي لدى الأطفال يعوضونه بتناول كميات كبيرة من الطعام،فالطفل غير القادر على الاتصال الجيد مع والديه يتصل بالطعام.
فإذا ملأ الوالدان ذلك النقص الذي يعانيه الطفل فسيشعره هذا بالأمان والاتزان العاطفي، ويقلل فرصة السمنة عنده.
ومن الأساليب المقترحة لسد هذا النقص:
- أهمية اعتراف الأسرة بأولوية الاتصال الجيد بين أفرادها منذ اللحظات الأولى التي يدخل كل فرد فيها من باب المنزل، فوظيفة الوالدين هو معرفة ما يشعر به الأبناء، ويحتاجونه وما يريدون أنيصبحوا عليه في المستقبل.
-في حالة ملاحظة التالي «عودة الابن من المدرسة ثم تناوله كمية كبيرة من الطعام، ذهابه بسرعة إلى التلفاز أو جهاز الكمبيوتر» يفضل الجلوس معه والتحدث عن يومه، فهناك بالتأكيد شيء يقلقه.
- اشتراك جميع أفراد الأسرة في تناول الأكل الصحي، وليس الطفل -وحده- المعني بالأمر: فهذا يعطي الجميع الفرصة لحل المشكلة.
مساعدة الطفل للتعبير عن عواطفه، وفتح المجال للحديث عما يحتاجه نفسيًا لسد النواقص في الحال قبل أن يلجأ للطعام كحل بديل.
-إذا كان الابن كبير السن وتشعر أنه ياكل بسبب وقوعه تحت تأثير عواطف معينة، فشجعه على أن يكتب كميات الطعام التي يتناولها، ومشاعره في تلك الفترة، ودعه يكتشف ما يقوم به ويحاول حله .
-الملل هو السبب النفسي الآخر الذي يمكن أن يكون وراء تناول الأبناء كميات كبيرة من الطعام، وهذا حله بسيط ولعل مجرد التغيير والخروج في نزهات عائلية أو تنمية هواية لدى الطفل ربما يعني الكثير للأبناء.
المشاكل النفسية التي تسببها السمنة
الأطفال مفرطو السمنة يكونون دائمًا في حالة حرجة فهم غير قادرين على ممارسة الرياضة في المدرسة وليس لديهم اللياقة للقيام بالأنشطة الشاقة، ولهذا من الأفضل الوقوف بجانبهم عن طريق:
-تعريف الطفل بأنه محبوب ومقبول من أسرته وأصدقائه بالرغم من وزنه الزائد، وعليه أن يكون ذا ثقة بنفسه ويحبها، وأن محاولات تخفيض وزنه هي بسبب الخوف على صحته.
-الاستماع للطفل دائمًا، وخاصة إذا ما سخر منه أحد.
-البنات أكثر من الأولاد في التأثر نفسيًا بسبب السمنة الزائدة، وعليه يجب عدم نقدهن دائمًا، بحجة التشجيع على خفض الوزن، بل يجب البحث معهن عن حلول عملية لما يعانين منه، والتحدث معهن دائمًا، حتى وإن قلن إنهن بحاجة إلى خصوصية في هذا الأمر، إلا إنهن ما زلن يتوقعن مساعدة الوالدين لهن.
كيف نساعد أبناءنا لتجنب السمنة؟
النقاط التالية توصيات لكل طفل حسب عمره:
•من الولادة إلى عمر سنة:
الاعتماد على الرضاعة الطبيعية، فلقد وجد أن الطفل الذي نشأ على الرضاعة الطبيعية أكثر قدرة على التعامل مع جوعه ولا يكسب الوزن الزائد بسهولة.
- عدم إعطاء الرضيع وجبات أخرى غير الحليب، مما يفتح شهيته للأكل في وقت مبكر.
•من عمر سنتين إلى عمر ٦ سنوات:
هو عمر بداية تعليم الطفل تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، وربما يحتاج هذا بعض الصبر والجهد والوقت ولكننا نؤسس في هذا العمر صحة الطفل.
يجب التأكد بأن الطفل يتناول الوجبات الثلاث باتزان، ولا يهمل وجبة الإفطار، ولا يبالغ في وجبتي الغداء والعشاء.
الاهتمام بالحليب الطبيعي على أنه غذاء رئيس، وليس شرابًا اعتياديًا ويمكن إعطاؤه الحليب الممزوج بالشيكولاته والفراولة حتى يعتاد عليه.
التنوع في ألعاب الأطفال وعدم التركيز على لعبة، حتى يعطيه هذا الفرصة للتمتع بكافة أنواع اللعب وعدم الملل.
•من عمر ٧ سنوات إلى ١٢ سنة:
- تشجيعه على ممارسة النشاط الرياضي، سواء بالاشتراك في فريق معين أو ممارسة الرياضة في المنزل أو المشي الجماعي مع بعض أفراد الأسرة.
-الانتباه إلى مصروف الطفل، فزيادته ربما تعني المزيد من الطعام غير الصحي.
- عدم وضع الطعام في أركان المنزل، مما يسهل تناوله دون حاجة.
•من ١٣ إلى ١٧ سنة:
في هذا العمر يحب الأبناء شراء الوجبات السريعة، وهنا يفضل تقديم البديل لهم في المنزل عن طريق وجبات صحية مشابهة، مثل: السلطات المنوعة، أو شطائر المشويات بأحجام صغيرة، حتى يبدأوا في الاعتياد عليها، إلى جانب تشجيع ممارسة رياضة، أو أي نشاط محبب لديهم.
•لجميع الأعمار:
1-تقليل فترات مشاهدة التلفاز، أو الجلوس أمام الحاسب الآلي، أو اللعب بالألعاب الإلكترونية.
2- تناول الطعام على طاولة الطعام كأسرة، وجعلها عادة دائمة.
3- تقديم الوجبات الصحية التي تعتمد على 5 أنواع من الفواكه والخضراوات يوميًا .
4- اشتراك الأبناء في التخطيط للتسوق، وكتابة قائمة الطعام.
5- المثل والقدوة الحسنة مهمة في حياة الأبناء، والوالدان هما أقرب الناس لهؤلاء الصغار .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل