العنوان على رسلكم صحبي
الكاتب ياسر محمد جياكتا
تاريخ النشر الثلاثاء 18-مايو-1999
مشاهدات 21
نشر في العدد 1350
نشر في الصفحة 56
الثلاثاء 18-مايو-1999
.... ها هي جموع المهاجرين من أرض كوسوفا الحبيبة تتتابع في الخروج من مساقط رأسها، ومرابع أطبابها وأهليها بعد قهر المعتدين.
وكان منهم هذا الذي أنشد هذه القصيدة يعزي بها نفسه ويسلي بها أصحابه، وكانوا حينذاك على أكمة تطل على البلاد. فقال والدموع تخضب لحييه
على رسلكم صحبي... فقد أشفق القلب
وهلت دموع العين واستعظم الخطب
قفوا ساعة نزجي من الأمس غابرًا
ونحكي لنا ذكرى يزركشها الحب
تفوا ساعة قبل الرحيل لعلنا
تقر لنا عين ويصطبر القلب
وصلوا بنا في مسجد الحي ركعة
تكون لنا زادًا إذا استوحش الدرب
ومروا بنا حينًا على قبر والدي
ولا تجزعوا صحبي إذا طال بي القرب
سلام على الأطهار من أهل ملتي
سلام على أهل الجهاد الآلى هبوا
ألا إنما الجنات والحور موعد
عقدناه يوم التف من حولنا الصرب
عقدناه والهيجا تزلزل حولنا
وقهقهة البارود كالوبل لا يخبوا
عقدناه يوم اتباعنا القرن عرضنا
ووحشية شنعاء ليس لها غب
وأصبحت الأرجاء كالموج هائجًا
فلا شرقنا شرق ولا غربنا غرب
لقد ضاق بي بؤسي وأيقنت أنني
قريبًا ستدعوني المنية والترب
سلام على الألبان من أهل ملتي
سلام اكوسوفاء يخالجه ندب
سأرحل عنك اليوم لكن إلى غد
يزمجر في الأعداء فيصلنا العضب
سأبعث في قومي نداء استماتة
وأتي بهم جندًا لمولاهم لبـوا
أقول لهم يا قوم توبوا لرشدكم
فإن احتباس القطر يعقبه الجدب
وإن اضطرام النار في الأصل جذوة
وقبل خروج الروح يستحكم الطب
أمبلغكم في الأمر أن تبعثوا صدى
يدير رحاه الشتم يبعثه الشجب
فلا ابتلت الأكام بالقطر هامعًا
إذا جبن الفرسان واستضعف الغلب
هوان الفتى موت وإن كان في الورى
يُعد من الأحياء. يا أيها الشعب
كأني بهم قد يمموا شطر دارنا
وحين يفي الجمعان تحتدم الحرب
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل