العنوان على هامش اجتماع الأمانة العامة للصحافيين العرب
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 09-نوفمبر-1982
مشاهدات 9
نشر في العدد 594
نشر في الصفحة 12
الثلاثاء 09-نوفمبر-1982
مشهد عام للاجتماع
اختتمت الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب اجتماعاتها مساء الجمعة الماضي هنا في الكويت بالموافقة على عدد من القرارات التي أصدرها الاجتماع الاستثنائي السابق للأمانة في تونس في يوليو الماضي.
ولا يسعنا ونحن نشهد هذه التظاهرة الصحافية إلا أن تسجل بعض الملاحظات على الوضع الصحفي الراهن على صعيد الكويت ثم على صعيد الوطن العربي بأسره:
١-لا شك أن المصير المشترك الذي يربط أطراف الوطن العربي مع بعضه ينعكس انعكاسًا تامًا على الصحافة العربية، فالوضع المفروض أن تكون عليه الصحافة العربية يتمثل في التلاحم والتكامل، وفي اتخاذ المواقف الموحدة تجاه القضايا المصيرية ولكن المراقب للصحافة اليومية على صعيد الوطن العربي وما تطرحه من أراء وتحليلات يخرج بنتيجة واحدة وهي أن معظم الصحف اليومية العربية ما هي إلا مرأة عاكسة التوجهات بعض الأنظمة العربية وما يثخنها من نزاعات وخلافات مع بعضها بعضًا، وهذا أدخلها في دائرة النزاع، الأمر الذي يشكل تهديدًا خطيرًا لمستقبل الصحافة العربية إذا استمرت على النهج وابتعدت عن الأهداف التابعة من إرادة الشعوب لا إرادة بعض الحكام ولا سيما الذين يرغبون أن تكون الصحافة العربية عبارة عن ديباجة ثورية لهم.
أصبحت الصحافة العربية -في كثير من البلدان- مرتعًا خصبًا لتفاهات الأفكار الصادرة عن مرتزقة الصحافة الذين أبرزوا الوجه الكالح للإعلام العربي من خلال صفحات الجرائد والمجلات في مقابل زيادة أرصدتهم البنكية، ولا شك أن غياب الحريات في البلدان العربية الثورية وتكبيلها بسلاسل في بلدان أخرى قد فرض هذا الوضع السيئ على صحافتنا العربية، حيث قبل الشرفاء في الميدان وارتفع زيد الأدعياء والمرتزقة على حساب الشعوب المغلوبة التي أصبحت ترضع الكذب مع الحليب صباح كل يوم.
•ولا تكاد تخلو جريدة أو مجلة من «الناعقين بأبواق الغير» الذين يزينون أسماءهم بمقالات غيرهم غير عابئين بشرف المهنة، وللأسف أن من بين هؤلاء الناعقين من هم في موقع القيادة في بعض الصحف العربية، وهذا الأمر يسيء إلى مهنة الصحافة بشكل عام وللصحافة العربية بشكل خاص.
• تدور كثير من الصحف العربية في فلك بعض الأنظمة الحاكمة التي يهمها أن تحمل وجهها إما عن طريق مباشر -أي تكون ناطقة بلسان الحزب الحاكم- أو عن طريق التمويل والتسهيلات، وإذا علمنا أن معظم الأنظمة العربية تسير الآن نحو الهاوية ونحو فرض واقع مخزٍ على الشعوب المغلوبة، فإن هذه الصحف «السلطوية» تعتبر المعهد الفرض ذلك الواقع، لهذا كان لزامًا على الصحافة الحرة، أن تتخذ موقفًا جادًّا وحازمًا من تلك «الأقلام المأجورة» حرصًا على سلامة الصحافة من أن تشوبها شوائب التبعية والمصلحية، وحفاظًا على الرسالة التي تناط بها صحافتنا العربية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا وسط زوابع الحلول الاستسلامية التي تحيكها لنا القوى الكبرى بخيوط بعض الأنظمة الظالمة.
إن على الصحافة الكويتية بشكل خاص أن توجد القاعدة الفكرية السياسية المتزنة، والتابعة من الرؤية الوطنية الأصيلة، لتنطلق بعد ذلك، محققة ما يريده الشعب منها، وعليها إزاء ذلك أن تلتزم بأصالة هذه الأمة المسلمة التي ترفض أن تكون صحافتنا مجالًا للعبث تارة ولاستيراد الفكر المسموم تارة أخرى.
وبهذا يمكن أن تصبح صحافتنا ملتزمة بموقف الشعب وعندها يمكن أن تطلق عليها لقب السلطة الرابعة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالحلقة الثانية من بيان الجماعة الإسلامية في باكستان: القرآن والسنة مصدرا التشريع
نشر في العدد 14
33
الثلاثاء 16-يونيو-1970