; عندما يحزن العيد | مجلة المجتمع

العنوان عندما يحزن العيد

الكاتب أحمد حسبو

تاريخ النشر الثلاثاء 11-فبراير-1997

مشاهدات 10

نشر في العدد 1238

نشر في الصفحة 55

الثلاثاء 11-فبراير-1997

ولدي رآني مطرقًا في العيدِ * * * مستغرقًا في الصمت والتنهيد

فَرَنَا إليَّ بمقلتيه محدِّقًا * * * وجرى إليّ بفطرة المولود

وقف الصغير مسائلًا ببراءة * * * (ما لي أراك مُكدرًا في العيد)؟!

قل لي بربك يا أبي ما تشتكي * * * صعب عليّ أراك غير سعيد

فالعيد يوم للسرور وللرضا * * * والأنس والإسعاد والتجديد

والعيد وصل والتقاء أحبة * * * والعيد مأدبةٌ ولبس جديد

والعيد طرحٌ للكآبة جانبًا * * * لتعيش منطلقًا بلا تقييد

والعيد يومٌ في ظلال خميلة * * * أو روضة محفوفة بورود

والعيد في سمع الورى ترنيمةٌ * * * هو فرحة كبرى بلا تنكيد

الناس حولي للحياة تبسموا * * * واستقبلوا الدنيا بخير نشيد

فعلامَ تبدو يا أبي متجهمًا * * * ومخالفًا للعرف والتقليد؟!

أم يا تُرى هي حكمةٌ أُلهِمتَها * * * وسواك ذو سفه وغير رشيد؟!

* * * 

صوّبت لابني نظرة أودعتها * * * ردِّي وفيضَ مشاعري لوليدي

لا زالتَ غضًا يا صغيري ناشئًا * * * فاسعد بيومك والغد المنشود

فأجابني: ما عدتُ غرًّا يا أبِي * * * فارْوِ الغليل وقل بلا تمهيد

قلت استمع فلقد أثرتَ مشاعري * * * ونكأتَ جرحًا نازفًا بوريدي

* * * 

كيف السرور ومسجدي الأقصى اشتكى * * من حال أمتنا وكيد يهود؟!

كيف السرور وصفوةٌ من أمتي * * * في الأرض بين مشرد وطريد؟

هم إخوة في الله يجمعنا بهم * * * دين يسوِّي سيدًا بمسود

كيف السرور ولم تزل أخواتنا * * * يصرخْنَ من وَغْدٍ ومن عربيد

يحملن في أحشائهن معرَّة * * * من صلب كلب كافر رعديد

بُحَّتْ حناجرهن علَّ مروءة * * * تأتي بمعتصم أو ابن وليد

لو أنّ قتلَ النفس مشروعٌ لنا * * * لقتلن أنفسهن بالتأكيد

كيف السرور وقد رأينا مسلمًا * * * مدّ اليمينَ مُصافحًا ليهودي 

فإذا بهذا الوغد يصفعُ خده * * * صفعًا أُحسُّ لهيبه بخدودي

فرأيت يا ولدي الهوان مجسدًا * * * هل بعد صفع الخد من تجسيد؟؟

* * * 

العيد يوم نعود قلبًا واحدًا * * * والحبّ يغمره مع التوحيد

حبّ لغير مصالح تُرجى به * * * حب لوجه إلهنا المعبود

العيد يوم تحرر الأفهام من * * * رِقِّ التصوّر، من عمى التقليد

العيد إن عاد الجهاد وكلّنا * * * مستبشرون بعَوْدِهِ المحمود

سيعود حتمًا لا محالة يا فتى * * * بمشيئة المولى ورغم حسود

وسنُطلق الأقصى الأسير وعندها * * * سيكون حقًا ذاك يوم العي

الرابط المختصر :