; قيادات إسلامية في الغرب لـ«المجتمع»: الأعياد فرصة للتعبير عن الهوية الإسلامية | مجلة المجتمع

العنوان قيادات إسلامية في الغرب لـ«المجتمع»: الأعياد فرصة للتعبير عن الهوية الإسلامية

الكاتب هاني صلاح

تاريخ النشر السبت 01-يوليو-2017

مشاهدات 104

نشر في العدد 2109

نشر في الصفحة 24

السبت 01-يوليو-2017

قيادات إسلامية في الغرب لـ«المجتمع»:

الأعياد فرصة للتعبير عن الهوية الإسلامية
تجارب المراكز الإسلامية في صلاة العيد تُشعر النفس بالاعتزاز بهذا الدين والانتماء للأمة
التعامل الصحيح في الاحتفال بالأعياد صمام أمان للهوية الإسلامية
البعض يتنكر لدينه ويعتنق مبادئ أخرى هرباً من لعنة الإعلام وما يقال عن الإسلام
إقبال كبير على المشروعات الخدمية للجالية المسلمة بالبرازيل

الأعياد الدينية لدى الأقليات المسلمة في أوروبا ليست فقط احتفالات عابرة لحظية، لكنها محطة دورية تستثمرها الأقليات المسلمة وتحسن توظيفها من أجل إحياء الهوية الإسلامية وترسيخها لدى المسلمين بالدول الأوروبية.
وفي محاولة للتعرف على تجاربهم العملية في هذا السياق، أكد عدد من قيادات ورموز الأقليات المسلمة حول العالم، في تصريحات خاصة لـ«المجتمع»، أهمية حسن استثمار وتوظيف هذه المناسبات الدينية في ترسيخ الهوية الإسلامية خاصة لدى الأجيال الناشئة؛ كي تزرع فيهم حب دينهم والاعتزاز والفخر به، خاصة في هذه البيئة التي يرون فيها كثيراً من الأعياد والاحتفالات حولهم عند غير المسلمين.
إيطاليا.. مشاركة وتجمع

من إيطاليا، قال الشيخ وجيه سعد حسن، إمام مسجد «الأمة» بمدينة بريجو إميليا الإيطالية، والمسؤول الدعوي بالجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والمرشدين، في تصريحات خاصة لـ«المجتمع»: إن هناك اهتماماً كبيراً وغير معتاد من قبل مسلمي إيطاليا - نسبة كبيرة منهم من المغاربة - بصلاة العيد وخاصة عيد الفطر، مضيفاً: حتى من لم يحضر للمسجد خلال رمضان للصلاة، يحرص على الحضور لأداء صلاة عيد الفطر، ورغم كونها نافلة فإنهم يهتمون بها بشكل كبير جداً، ويحضر أعداد كبيرة للصلاة، وتتباهى المراكز الإسلامية في إيطاليا بهذا الحضور المكثف في عيد الفطر.
وتابع: وغالبية المراكز الإسلامية تسعى لتأجير قاعات مفتوحة مثل الملاعب الرياضية لأداء صلاة العيد، ثم تقوم المراكز الإسلامية بتنظيم حفل العيد خلال يوم السبت أو الأحد التالي حيث العطلة الأسبوعية؛ حتى يتسنى للجميع الحضور والمشاركة وإظهار الفرحة بالعيد.
كما لفت إلى أنه في بعض المدن الإيطالية الكبرى مثل ميلانو أو تورينو أو فيرونا تتفق المراكز الإسلامية على تأجير ساحة كبيرة لأداء صلاة العيد لتجميع المسلمين في المدينة، وحتى تعم الفرحة على الجميع، وضرب مثالاً عن تجربته الشخصية بمدينة تورينو؛ حيث تعاون قبل أربع سنوات 14 مركزاً إسلامياً على تنظيم صلاة موحدة للمسلمين بالمدينة، وقمت بإمامتهم في هذه الصلاة، التي بلغ عدد المصلين بها في ذاك الوقت نحو ثلاثين ألف مصلّ.
ووصف تجارب المراكز الإسلامية لتوحيد المسلمين بالمدن الكبرى في صلاة واحدة بأنها قيّمة جداً؛ حيث تشعر النفس بالاعتزاز والفخر لهذا الدين وبالانتماء لأمة كبيرة واحدة، موضحاً أن من إيجابيات الصلاة الموحدة أنها تتيح للمسؤولين الإيطاليين بهذه المدن الحضور وتقديم التهنئة لعموم المسلمين في مكان واحد، كما تحضر وسائل الإعلام الإيطالية وتقوم بتغطية هذه التظاهرة الإسلامية وفرحة المسلمين بعيدهم.

سويسرا.. فكر وثقافة
من سويسرا، قال د. باشكيم علي، رئيس مجلس اتحاد الأئمة الألبان في سويسرا، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن الأعياد ليست مناسبات عادية، وإنما هي متصلة بالفكر والثقافة ونابعة من العقيدة.
وشدد على ضرورة أن نحرص على تميزنا في أعيادنا وتقاليدنا وثقافتنا، وكل هذا يصب في الحفاظ علي الهوية، كما حذر من أن إهمال الاحتفال بالأعياد يصب كذلك في الذوبان التدريجي للهوية الإسلامية.
وتابع: للأعياد تأثير كبير داخل المجتمع، وينعكس ذلك على النشء، ومن هنا كان الإسلام حريصاً على رعاية النشء خاصة والمجتمع المسلم عامة من كل النواحي، وبالذات فيما يتعلق بالأعياد.
وأضاف: نظراً لأنه ما زال للأعياد مكانة كبيرة لدى المسلمين، سواء الملتزمين منهم أو غير الملتزمين؛ فيمكن استثمار الأعياد بطرق شتى في إحياء الهوية الإسلامية. 
ولفت إلى أن التعامل الصحيح والإيجابي في الاحتفال بالأعياد عبر تحريك مختلف شرائح المجتمع ومن خلال استخدام مختلف الوسائل المتاحة المناسبة للعصر والعقلية التي تخاطب؛ يتحول إلى حزام أمان للهوية الإسلامية التي تواجه غزواً هائلاً يستهدف طمسها واستبدال كل مناسبة إسلامية بأخرى.
وختم مؤكداً أن العادات والأنشطة الخاصة بالعيد مع مرور الوقت تتحول إلى سمة مميزة لهوية المشاركين، وتمثل فرصة ثمينة لإحياء الشعور بالانتماء الديني والثقافي والرجوع إلى الهوية الإسلامية بشكل قوي وجاد.
أوكرانيا.. إحياء لهوية أماتتها الشيوعية
من شرق أوكرانيا؛ حيث تعيش المنطقة أجواء حرب أهلية منذ عام 2014م بين الأقلية الروسية والحكومة الأوكرانية، أكد د. حمزة محمد عيسى الرفاعي، مدير مكتب الدونباس في اتحاد المنظمات الاجتماعية في أوكرانيا (الرائد)، نائب رئيس اتحاد الجمعيات الدينية لمسلمي الدونباس، أن الاحتفال بالأعياد الدينية لمسلمي الدونباس في شرق أوكرانيا (وهم من الأقلية التترية ذات الجذور القازانية) يعتبر ترسيخاً لهويتهم الدينية، وتعبيراً عن انتمائهم لدين الإسلام، خاصة بعدما ذابت أثناء الحقبة السوفييتية في السابق، وبالأخص أننا نعيش وسط مجتمع غير مسلم ويحتفي بأعياده كثيراً، مشدداً على ضرورة أن يعبر المسلمون عن هويتهم واستقلالهم وخصوصيتهم، ويتجسد هذا الأمر في حسن الاحتفال بالأعياد الدينية للمسلمين.
ولفت إلى أن هناك خصوصية أخرى لمسلمي إقليم الدونباس، تتمثل في أنهم يحتفون كثيراً بذكرى المولد النبوي الشريف (ولعل ذلك مرتبط باهتمام النصارى بأعياد ميلاد السيد المسيح عليه السلام)، وهذا ما يجعلنا نتقابل معهم في الحرص على استثمار هذه المناسبات الدينية، وإظهار جماليات ديننا الحنيف في محاولة لتثبيت الناس على دينهم في زمن كثر فيه العمل على تشويه ديننا الإسلامي وإلصاق شتى تهم الإرهاب والتخلف بأتباع هذا الدين؛ مما جعل البعض من أبنائه يتنكر لدينه؛ بل ويعتنق مبادئ أخرى هرباً من لعنة الإعلام وما يقال عن الإسلام.
ويصل تعداد سكان إقليم الدونباس بشرق أوكرانيا لنحو 9 ملايين نسمة، وتتراوح أعداد المسلمين ما بين 60 إلى 100 ألف نسمة، معظمهم من قومية التتار (تتار قازان) الذين جاؤوا إلى الإقليم من الوطن الأم (جمهورية تتارستان التابعة لروسيا الاتحادية حالياً) في القرن الماضي؛ وذلك للعمل في مناجم الفحم والحديد، وأثناء الفترة السوفييتية وحكم الشيوعيين تعرضوا للاضطهاد، وتم قتل عدد كبير من الأئمة ورجال الدين، وهدمت جميع المساجد؛ ولذلك تعرضت هويتهم للذوبان والنسيان.
البرازيل.. دعم مشروعات
 التواجد الإسلامي

أما عن مظاهر العيد في أكبر دولة بقارة أمريكا الجنوبية، قال الشيخ خالد رزق تقي الدين، الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل: إن العيد يوم مهم بالنسبة للجالية المسلمة في البرازيل؛ نظراً لبعدها عن بلاد الإسلام، وحرص الأسر على إشعار أبنائها البهجة والفرحة بالعيد، وتوريثهم العادات والتقاليد كما هي في بلدانهم التي حضروا منها إلى البرازيل.
وتابع: بمجرد إعلان هلال شهر شوال تبدأ مساجد البرازيل البالغة نحو 100 مسجد ومركز إسلامي بالتزين والتحضير لصلاة عيد الفطر والاستعداد لاستقبال جموع المصلين.
ولفت إلى عادة اعتادها مسلمو البرازيل ترتبط بتواجدهم الإسلامي في البلاد؛ حيث تجهز إدارات المساجد مشروعات خدمية للجالية المسلمة سواء خيرية أو دعوية أو تعليمية للإعلان عنها خلال صلاة العيد، مشيراً إلى أن جموع المصلين يبادرون ومن بينهم التجار ورجال الأعمال للتبرع لها، نظراً لاستشعارهم أهميتها في ترسيخ تواجدهم في البلاد.
وعن أحد المشاريع الخيرية الحالية التي ترتبط بالتواجد الإسلامي في البرازيل، أوضح الشيخ تقي الدين أنه مشروع المقبرة الإسلامية الجديدة التي اشترتها مؤخراً الجمعية الخيرية الإسلامية، بمنطقة سانتو أمارو، وتصل مساحتها لنحو 60 ألف متر مربع، لإقامة مقبرة جديدة للمسلمين في مدينة ساوبالو (العاصمة الاقتصادية للبرازيل)، التي تحتضن أكبر عدد من مسلمي البرازيل، لافتاً إلى أن المقبرة الحالية باتت تضيق بأعداد الموتى من المسلمين.
وتابع: وقد أعلن  رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية د. علي طه، عن مشروع المقبرة الجديدة وجمع التبرعات لها في مسجد الرحمة بمنطقة سانتو أمارو، خلال صلاة العيد.
ووفقاً للشيخ تقي الدين، يصل عدد مسلمي البرازيل نحو 1.5 مليون نسمة، يمثلون ما يقارب الـ1% من تعداد السكان البالغ نحو 200 مليون نسمة.

نائب مفتي منطقة حوض الفولكا للعلاقات الخارجية لـ«المجتمع»:
نبدع في احتفالات أعيادنا الدينية إحياء للهوية الإسلامية
ما يميز مسلمي روسيا أنهم سكان أصليون واعتناقهم للإسلام يمتد لأكثر من ألف عام
احتفالية كبرى بمناسبة عيد الفطر بأكبر الحدائق العامة بالمدينة بحضور جماهيري ورسمي

قال د. نضال الحيح، نائب مفتي منطقة حوض الفولكا للعلاقات الخارجية: إن بذل الجهد والمال في تنظيم الاحتفالات الدينية بشكل منظم ومبدع يثمر عن إحياء الهوية الإسلامية، ويزرع الاعتزاز بهذا الدين لدى مسلمي روسيا الذين حرموا على مدار عقود متتالية خلال الحقبة الشيوعية السابقة من ممارسة شعائرهم الدينية.
جاء ذلك في الحوار الذي أجرته معه «المجتمع» حول تأثير الاحتفالات بالأعياد الدينية في ترسيخ الهوية لدى أبناء الأقليات المسلمة.
تموج مدينة سراتوف - التي دخلها الإسلام أيام الخلافة العباسية في عام 922م - بكثير من الأنشطة والاحتفالات الإسلامية المميزة والمبدعة؛ سواء الموجهة للأطفال أو لعموم المسلمين في المدينة والقرى المجاورة لها التي يشارك في بعضها غير المسلمين.
يشار إلى أن محافظة سراتوف هي إحدى الوحدات الفيدرالية الـ85 التي يتشكل منها الاتحاد الروسي، وتصل مساحتها إلى 105 آلاف كيلومتر مربع، وتصل نسبة المسلمين بها إلى حوالي 12% من إجمالي تعداد السكان البالغ نحو 2.5 مليون نسمة.
• بدايةً، نود التعرف على الجهة الرسمية المشرفة على شؤون المسلمين في منطقتكم؟
- مسؤولية الأنشطة الإسلامية في منطقتنا تتولاها الإدارة الدينية لمسلمي حوض الفولكا، وهي مؤسسة رسمية تمثل المسلمين في منطقة حوض الفولكا وتحديداً في محافظة سراتوف، وتأسست في عام 1994م، ويرأسها فضيلة الشيخ مقدس عباس بيبارس.
• كأقلية مسلمة، ماذا يميز مسلمي روسيا عن غيرهم؟
- ما يميز مسلمي روسيا عن غيرهم كأقلية أنهم سكان أصليون لهذه الأرض، واعتناقهم للإسلام يمتد إلى أكثر من ألف عام، وعلى مدى قرون طويلة عاش المسلمون في هذه المنطقة تحت الحكم الإسلامي في إمارات خاصة بهم؛ إلا أنه ونتيجة لعوامل سياسية عبر التاريخ توالت على المسلمين أصبحوا أقلية على أرضهم. 
وكانت أكثر هذه الفترات تأثيراً على الهوية الإسلامية هي فترة الحقبة الشيوعية، التي عمدت إلى مسح الهوية الدينية وخلق شخصية سوفييتية جديدة يتساوى فيها جميع السكان وتتخطى الانتماء العرقي والديني.
ولكن هذا الأمر لم ينجح في الوصول إلى أهدافه، وكان مما خلفه تكتلات من الناس لا تعرف هويتها، أو أنها تشعر بالنقص والإحراج النفسي لانتمائها العرقي أو الديني، وهذا ما حصل مع أعداد كبيرة من المسلمين.
• بعد سقوط الشيوعية، وعودة الحريات الدينية؛ كيف سعيتم لإحياء الهوية الإسلامية من جديد بين مسلمي سراتوف؟
- بعد سقوط الشيوعية في روسيا أصبح التحدي الأول أمام الإدارات الدينية هو كيفية إعادة الثقة في نفوس المسلمين واعتزازهم بهويتهم الإسلامية.
وتعاملنا مع هذا التحدي بالعمل في اتجاهين؛ أحدهما موجه إلى الجيل الحالي، والآخر إلى الجيل الجديد للحيلولة دون توريث هذا الشعور للأجيال القادمة، فعلى صعيد العمل المجتمعي؛ تم الاهتمام بالنشاطات الجماهيرية الحاشدة لما لها من التأثير على نفسيات المسلمين، وإبراز فعالية الإسلام وإمكانيته على تقديم صورة رائدة وحضارية لامعة يعتز بها في المجتمع، وأخذاً بقانون الحشود تشحذ الهمم عمدنا إلى إقامة الأعياد الإسلامية بصورة جماهيرية مفتوحة وفي الأماكن العامة وبالشراكة مع مؤسسات المجتمع المختلفة.
• على ذكر الجيل الجديد؛ ماذا يمثل لكم شهر رمضان فيما يتعلق بترسيخ الهوية الإسلامية لدى جيل المستقبل؟
- لدينا كثير من الأنشطة الموجهة للأطفال في مساجدنا، على سبيل المثال؛ قمنا بتنظيم احتفال في المركز الإسلامي في مدينة سراتوف تحت اسم «خط الاستواء الرمضاني»، وهو احتفال سنوي يقام في منتصف شهر رمضان للأطفال في الإدارة الدينية لمسلمي حوض الفولكا.
وبرنامج الاحتفالية بخط الاستواء الرمضاني يبدأ مع بداية شهر رمضان المبارك؛ حيث يتم الإعلان عن مسابقة للأطفال في الحرف اليدوية والرسومات والمجسمات للتعبير عن شهر رمضان.
وفي منتصف شهر رمضان تبدأ الاحتفالية وتكون عبارة عن رحلة أسطورية تحاكي أفلام الكرتون وكأنها رحلة بحرية بوجود قبطان ورجال البحرية بزي مناسب، وخلال الرحلة تكون هناك معوقات واعتداء من قبل القراصنة، ويبدأ الأطفال بالإجابة عن بعض الأسئلة لتخطي العقبات حتى تصل السفينة إلى خط الاستواء، وتكون مصحوبة بالأناشيد والألعاب للأطفال، بحضور شخصيات ترتدي ملابس شخصيات الكرتون المعروفة، وتختتم بإعلان الفائزين في المسابقة الرمضانية مع عرض رسوماتهم وتقليد الجوائز للفائزين. 
فمثل هذه الأنشطة التي يسودها أجواء البهجة والفرح، وتتم في مساجدنا؛ تربط أطفالنا بهويتهم، ويصبحون متعلقين دوماً بمساجدهم ومجتمعهم الإسلامي.
• وماذا عن احتفالاتكم بعيد الفطر؟ هل لكم أن تحدثونا عن تجربتكم؟
- للسنة الثامنة على التوالي تقام احتفالية كبرى بمناسبة عيد الفطر المبارك، في حديقة النصر في قلب سراتوف، وهي أكبر الحدائق العامة بالمدينة، وبحضور جماهيري يصل في المتوسط إلى خمسين ألفاً من سكان المحافظة، ويشارك فيه جميع الشخصيات الرسمية من جميع المؤسسات الحكومية؛ ما جعل من الاحتفالية محط أنظار الكثير من الناس، وكان من نتاجه خلق جو جميل من التعايش والتواصل مع الاحتفاظ بالتميز الديني والاعتزاز به. 
وهذه الاحتفالية تعبير عن الهوية الإسلامية من خلال القرآن والأناشيد والألعاب للأطفال، كذلك نقدم من خلال هذه الاحتفالية الكثير من الضيافة المجانية للكبار والصغار؛ لإدخال البهجة والفرحة على نفوسهم، وربطها بعيد إسلامي خالص. 
كما نحرص على أن يكون هناك تصوير جوي للاحتفالية كي يراها جميع المسلمين؛ مما يزيد من الاعتزاز والفخر بأعيادنا الدينية.
< وكيف ترون انعكاس مثل هذه الاحتفالات على إحياء وترسيخ الهوية الإسلامية لمسلمي سراتوف؟
- مثل هذه الاحتفالات التي تكون على درجة عالية من الإعداد وتقديم البرامج الشيقة والفقرات الممتعة أصبحت وسام شرف للمسلمين؛ بحيث انعكست على المستوى الرسمي من حضور رسمي كثيف للاحتفال، واعتماد هذا اليوم ضمن قائمة الاحتفالات الرسمية للمحافظة. 
وهذا أسهم بشكل إيجابي في توفير جو من الراحة لدى الأخوات المحجبات والشباب الملتحي عندما يدخلون الجامعات أو يلتحقون للعمل بالمؤسسات والشركات المختلفة، إضافة إلى ذلك فالمشاركة الفاعلة في الاحتفالات الرسمية والشعبية بحضور إسلامي متميز يؤكد الهوية الإسلامية ويمنحها الأحقية في الوجود والمشاركة.
ورغم التكلفة العالية لمثل هذا الاحتفال وتلقينا في الإدارة الدينية للكثير من النقد؛ فإننا نرى الأهمية القصوى لهذا النشاط في اختراق حصون «الإسلاموفوبيا» وترويض الكراهية للوجود الإسلامي، وهذا ما انعكس إيجابياً على نفسيات معظم السكان من خلال الاستفتاءات والتحقيقات الصحفية الكثيرة.

مسجد «كولونيا».. أكبر مساجد ألمانيا افتتح أبوابه «مبكراً» في رمضان الماضي
افتتاح المسجد إنجاز عظيم يساهم في الاندماج ويُشعر المسلمين بالارتياح وحس المواطنة

افتتح الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب)، في 9 يونيو2017م، بمدينة كولونيا، أكبر مسجد في ألمانيا، الذي يُعدُّ تحفة معمارية رائعة، وفقاً لصفحة المسجد على «فيسبوك».
وبحسب موقع «ألمانيا بالعربي»، فإن مدينة كولونيا التي تعد رابع أكبر مدن البلاد، يعيش فيها نحو 120 ألف مسلم، يشكلون حوالي 12 ٪‎ من إجمالي عدد سكان المدينة البالغ أكثر من مليون نسمة.

حول هذا الحدث المهم ليس فقط لمسلمي ألمانيا، بل لمسلمي الغرب عامة، ونظراً لتصاعد حملات «الإسلاموفوبيا»، قال في تصريحات لـ«المجتمع» الشيخ سمير الرجب، مدير وقف النور الإسلامي في هامبورج بألمانيا: إن هذا الحدث يعد إنجازاً عظيماً يساهم في الاندماج والعيش المشترك، ويُشعر المسلمين بالارتياح وحس المواطنة.
ووصف الشيخ الرجب مسجد كولونيا بأنه من أكبر مساجد ألمانيا وأجملها، وأصبح معلماً مميزاً من معالم المدينة، نظراً لأنه جمع في تصميمه بين الهندسة المعمارية العصرية المميزة، والطراز العثماني التاريخي المبدع؛ لذا فقد جمع بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر.
وأشار إلى أنه ربما يكون كذلك أكبر مسجد في أوروبا؛ نظراً للمساحة التي بني عليها وحجم المرافق التابعة له، موضحاً بأنه يضم قاعات للصلاة والمؤتمرات ومراكز للشباب والأسرة والعمل الاجتماعي ودورات الاندماج واللقاءات الخاصة بالحوار بين الأديان، فضلاً عن المكتبة الكبيرة الجامعة ومركز التسوق ومتحف وموقف للسيارات. 
ولفت إلى أنه بدأ تنفيذه في عام 2009م، بعد موافقة مجلس المدينة على بنائه، ولم يفتتح بشكل رسمي بعد، لكن افتتح للصلاة في شهر رمضان المبارك، وبحسب تصريحات الاتحاد الإسلامي التركي سيكون الافتتاح الرسمي بعد شهرين إن شاء الله.
ورداً على استفسار من «المجتمع» عما إذا كانت هناك معارضة لهذه الخطوة في ظل تصاعد حملات «الإسلاموفوبيا»، أكد الشيخ الرجب أنه بالفعل حدثت معارضة شديدة من أطراف متعددة، وخاصة من اليمين المتشدد، وهذا أمر طبيعي، فلا شك أن هناك فريقاً لا يسره بناء المساجد، ويعمل جاهداً على تعطيل أي مشروع إسلامي ويحاربه بكل قوته.
وثمن الشيخ الرجب أجواء الحرية وسيادة القانون في ألمانيا التي أفشلت من المعارضة اليمينية التي تطالب بوفق بناء المساجد، وساهمت في نجاح المشروع واستكمال بناء المسجد، موضحاً أننا في بلد ديموقراطي، القانون فيه هو الفيصل، فضلاً على وجود فريق آخر داعم للقضايا المحقة (منها الصلاة في مسجد لائق وليس في مباني المصانع القديمة وكراجات السيارات)، وإثبات الوجود وتحقيق الذات، شريطة التمسك بالمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وأن يكون عندك منهج واضح يدعو إلى المحبة والتسامح، وتنتمي إلى البلد وتحرص عليه، وتتواصل مع جميع شرائحه، وهذا مطلب شرعي، وهو من صلب ديننا.
ورداً على سؤال حول مسجدهم الذي هو الآخر على وشك الانتهاء من بنائه بمدينة هامبورج، أوضح مدير وقف النور الإسلامي في هامبورج بألمانيا أن مسجدنا مازال يحتاج للدعم المادي؛ لذا لا يمكننا تحديد وقت معين، ونحن على تواصل مع دولة الكويت، ونأمل في افتتاح قريب ومميز إن شاء الله.
كما أشار إلى أن عدد المساجد في ألمانيا يقدر بحوالي 300 مسجد بمنارات وقبب، وغالبها للأتراك، أما المصليات التي غالباً تكون غرفاً أو صالات كبيرة أو كراجاً للسيارات فتقدر بحوالي 2600 مصلى، وأول مسجد بني في ألمانيا في عام 1915م وكان من الخشب.
جدير بالذكر ووفقاً لموقع «ألمانيا بالعربي»، فإن مدينة كولونيا، التي تقع على نهر الراين، تتمتع بسمعة دولية كواحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في ألمانيا، حيث يزورها أكثر من 6 ملايين سائح سنوياً، ومن المتوقع أن يتحول مبنى مسجد كولونيا المركزي إلى أيقونة معمارية جديدة تجذب الناس وتجمعهم، ورمز للاندماج الناجح في ألمانيا.>

مفتي أستراليا تعليقاً على دهس المصلين في لندن:
عنصرية وازدواجية في المعايير

علق مفتي أستراليا، الشيخ إبراهيم أبو محمد، على حادث دهس المصلين الإرهابي الذي وقع في لندن، قائلاً:
- يختطف الإسلام فيكون الإرهاب بإجرامه وحماقاته، وتختطف العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان فيكون جنون الكراهية والعنصرية والتمييز. 
- وبعد حادث كندا وقتل المصلين في المسجد كنا قد حذرنا من جنون الكراهية، وها هي شرارتها تتكرر في لندن باعتداء إرهابي على مسلمين بريطانيين كانوا قد فرغوا من صلاتهم ومناجاة ربهم في المسجد، فإذا بالكراهية الإرهابية تتربص بهم فتقتل وتجرح وتسيء لوجه الحضارة والديمقراطية.
- رئيسة وزراء بريطانيا «تريزا ماي» أحسنت حين ذكرت أن الحادث يعلمنا أن للإرهاب أكثر من وجه، غير أن تباطؤ الإعلام العالمي في إدانة الحادث وتجنب وصفه بالإرهاب زاد الأمر سوءاً، وعكس وجهاً قبيحاً من وجوه العنصرية وازدواجية المعايير في التمييز بين دم ودم، وضحية وضحية، وفق بَشرة الفاعل ودينه وجنسيته.  
- ونذكر هنا أيضاً بأن ازدواجية المعايير شوهت وجه الحضارة الإنسانية، وكانت سبباً من أسباب تفشي الإرهاب ونمو ظاهرته، فإذا أضيف إليها جنون الكراهية وجنون العنصرية والتمييز في درجة الإدانة وفق بشرة الفاعل ودينه؛ فهذا يعني أن الإنسانية على شفا حفرة من السقوط، حيث تغتال العدالة في أبسط صورها، فيفقد البشر حقيقة العدل في المساواة بين الضحايا المجني عليهم، بينما يتم التمييز والتفاضل بين الجناة المجرمين فنسارع بالإدانة والتجريم وكل أوصاف الخزي والسوء، بينما نسكت عن الفاعل في ذات الجرم ونتباطأ في وصفه بالإرهاب نظراً لبياض بشرته وخلفيته  الأوروبية، وذلك عار يجرح عدالة البعض ويفقدهم مصداقيتهم ويفضح عنصريتهم وتربصهم وانحيازهم الأعمى ضد كل ما هو إسلامي. 
- قلنا قبل ذلك ونكرر: الخوف كل الخوف من أن تتحول الكراهية والعنصرية من ظاهرة إلى أيديولوجية، ومن ثم تبدأ دورة العنف لتضرب في كل مكان وفي أي مكان، فتقع الإنسانية كلها في براثن نوعين من الجنون؛ جنون الإرهاب من ناحية، وجنون الكراهية والعنصرية من ناحية أخرى.
- وإذا كان جنون الإرهاب خارجاً على القانون ومطارداً به، فإن جنون الراديكالية الآن بدأ يتسلل ليمسك بالقانون ويُشرّع، ومن ثم فقد وجب على العقلاء والشرفاء في هذا العالم أن يشكلوا فرقاً للإغاثة والإنقاذ من جنون الإرهاب وجنون الراديكالية الغربية الجديدة التي تتمثل في العنصرية والكراهية والعدوان الغاشم.

الرابط المختصر :