; قصة قصيرة: رجل تغسله الملائكة بماء المزن | مجلة المجتمع

العنوان قصة قصيرة: رجل تغسله الملائكة بماء المزن

الكاتب عبد الرحمن العمصي

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أغسطس-1974

مشاهدات 23

نشر في العدد 214

نشر في الصفحة 15

الثلاثاء 20-أغسطس-1974

لقد كان الحقد على الإسلام يأكل فؤاد أبي عامر بن صیفی زعيم قبيلة الأوس.  ويل لحب الرئاسة والزعامة، كم أعمى أبصارًا وطمس على بصائر.. وكم دفع رجالًا لأن يقفوا أمام سنن الكون التي يجريها الله سبحانه كيف يشاء، لا يتخلف مسيرها كما لا يتخلف شروق الشمس وغروبها.  ولكنها العصبية الجاهلة والرغبة الذميمة في الجاه والمنصب على غير أساس، سوى العصبية القبلية والمكاسب الدنيوية الحقيرة.. ذلك كان موقف أبي عامر بن صيفي؛ زعيم الأوس من الإسلام ورسول الإسلام. فقد دفعته خصومته اللدودة للإسلام لأن يقف ذلك الموقف المنكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا عجب في موقف هذا الرجل من هذه الرسالة؛ التي قلبت موازين القيم السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية في جزيرة العرب.  رجل كان مرشحًا لريادة قومه، لا يقضون أمرًا دون مشورته.. تكفي إشارة من يده لأن ينطلق الرجال ينفذون ما أراد.. ثم يضيع منه هذا كله مرة واحدة. وحتى ابنه حنظلة يستهويه الدين الجديد، فيدين به ولا تجدي معه محاولات أبيه أن يرده عن ذلك.  وهكذا يجد نفسه بين عشية وضحاها فردًا عاديًا كأي فـرد بسيط فقير في المدينة.. بعد أن كان صاحب الحول والطول..!  وكثيرًا ما كان الغيظ يفتت قلبـه وهو يراجع في نفسه: -كم يغيظني هؤلاء الرهط من الفقراء الذين اتبعوا دین محمد وهم يرددون: نحن البشر جميعًا سواسية كأسنان المشط كلنا لآدم وآدم من تراب. ويحدث نفسه في حقد:  أنا أبو عامر بن صيفي زعيم الأوس يريدني هؤلاء أن أتساوى مع موالي مكة وفقراء المدينة ومغموريها.. لن أرضى بهذا.. لن يكون هذا! وإذا كان عبد الله بن أبي بن سلول زعيم الخزرج قد رضي لنفسه موضع المعارض المختفي المختبئ، فاظهر لمحمد الإسلام وهو إنما يفعل ذلك مكرًا وخداعًا... فإني لن أرضى أن أقف هذا الموقف فهو موقف الضعفاء، ولن يكون لي من هذا الرجل ودينه إلا العداء الصريح!  وأرسل أبو عامر إلى زعماء مكة يحرضهم على الثأر لصراعهم يوم بدر، ويبلغهم أنه سينضم بمجموعة من الأوس إلى جيشهم عندما يأتي المدينة غازيًا.. حتى إذا التقى الفريقان ينادي رجال الأوس الذين هم في جيش المسلمين ليلتحقوا به مع جيش مكة، فتكون المصيبة كبيرة على المسلمين. وفي صبيحة يوم أُحد تحرکت جموع المسلمين إلى ظاهر المدينة، لتلقي زحوف قريش وحلفائها... خرج رجال العقيدة يدفعهم إيمان يملأ القلوب، ويحث خطاهم شوقهم إلى الجنة. وكانت هذه الليلة هي ليلة زفاف حنظلة بن أبى عامر على «جميلة» بنت عبد الله بن أبي.. يسمع حنظلة تكبير المجاهدين متوجهين إلى ساحة اللقاء فيتقلد سيفه ورمحه في عجلة عاجلة ونداء: الله أكبـر الله أكبر يملأ سمعه وقلبه.. فيخرج وهو يردد: هبي يا ريح الجنة - انني لأجد ريحها يملاً قلبي ونفسي. حتى إذا كانت الجموع «بالشوط» بين المدينة وأُحد وقف عبد الله بن أبي المنافق قائلا: يطيع محمد هؤلاء بالخروج ويعصيني؟!  ما ندري علام نقتل أنفسنا ههنا أيها الناس! وينخذل المنافق راجعا مع من لحقه من ضعاف النفوس فكانوا حوالي ثلاثمائة.  ويمضي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينزل الشعب من أُحد فيجعل ظهره وعسكره إلى أحد ويعين الرماة ويؤمّر عليهم عبد الله بن جبير، آمرا إياهم أن يبقوا في مكانهم سواء ظهر المسلمون أم انهزموا.  وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف رجل ومعهم مئتا فرس، وعندما التقت الجموع صرخ أبو عامر: يا معشر الأوس- أنا أبو عامر فأجاب المسلمون من الأوس ومن بينهم ابنه حنظلة: لا أنعم الله بك يا فاسق، ثم هجموا عليه مقاتلين فهرب.. أخذ حنظلة يمر بعينيه بين صفوف المقاتلين، يبحث عن أبي سفيان. فلما رآه هجم عليه فوقع أبو سفیان وحنظلة يلاحقه يريد ذبحه بالسيف.  فصاح أبو سفیان:-  یا معشر قريش أنا أبو سفيان فسمع الصوت رجال من قريش فهجموا على حنظلة وضربوه من خلفه، فاستدار إليهم هائجا كالأسد..  فتناولته الرماح المتكاثرة لتهلل ملائكة السماء باستقبال روح مؤمنة طاهرة.. والتقى أبو سفيان بعد الموقعة بأبي عامر «الفاسق» يطوفان بين القتلى، حتى رأى أبو عامر ابنه حنظلة وقد تناولته الرماح ومزقته فوقف أمامه صائحًا: - يا أبا سفيان أتدري من هذا؟ - قال: لا  - قال: هذا أعز من ههنا علي.  هذا حنظلة بن أبي عامر.. ولدي.. والله لقد كنت برًا بالوالد، شريف الخلق في حياتك، وأن حمامك لمع سراة أصحابك وأشرافهم.. ثم نادى بأعلى صوته: يا معشر قریش «حنظلة» لا يمثل به، وإن کان خالفني وخالفكم..  وما كان لحنظلة أن يعبأ بكلام هؤلاء وهو في عالمه الأخروي السعيد الرحب، مع النبيين والصديقين والشهداء.  وها ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع على هذا العالم بما أطلعه به ربه سبحانه ثم يقول لأصحابه: «إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر، بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف من فضة»  ولما سئلت صاحبته «زوجته» عن ذلك أخبرتهم أن حنظلة ما إن سمع داعي الجهاد حتى خرج وهو جنب لم يغتسل... فغسلته الملائكة! الحفلات الختاميّة لمراكز تحفيظ القرآن الكريم أقامت جمعية الإصلاح الاجتماعي في مقرها الحفل الختامي للدورة السابعة لتحفيظ القرآن الكريم وذلك على الصورة التالية:  أولا- مراكز البنين: تم احتفال البنين مساء الثلاثاء ٢٥ رجب ١٣٩٤ الموافق ۱۳ أغسطس ١٩٧٤ وذلك بعد صلاة المغرب. وقد امتلأت القاعة بأوائل الطلبة في صحبة أولياء أمورهم مع مدرسي ومشرفي المراكز من جميع مناطق الكويت. وقد بدأ الحفل كالعادة- بالقرآن الكريم رتله في خشوع الطالب عبد الرحمن شافعي الكمالي من مركز تحفيظ منطقة الجهراء. ثم قام شباب مرکز خالد الوليد بالنقرة بترديد الدعــاء «رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً».  بعد ذلك ألقى الطالب زيدان خلف ضاحي بمركز تحفيظ منطق الصليبخات كلمة الشباب ذكرهم فيها بواجبهم نحو دينهم وأمتهم فالشباب الصالح المخلص هم جند الإسلام يحرسه من مؤامرات أعدائه ويحفظه من كيد المفسدين. كما شكر جمعية الإصلاح والأساتذة والآباء على جهودهم الطيبة.  ثم خرجت مجموعة من الشباب تردد الدعاء المأثور «أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا شريك له لا إله إلا هو وإليه المصير».  بعد ذلك مباشرة بدأت الحلقة القرآنية من الشبـاب على نمط ما كان معمولاً به في الجامع الأزهر ولا زال في بعض المساجد- قدمها مركز الإرشاد بالمباركية وقد رأى فيها الحاضرون كيف يرتل القرآن بأحكامه بما فيها من مد وغن وإدغام وحركات يقودها أحد شباب الحلقة مثل ما تعلمه من أساتذته بالمركز.  تلا ذلك نشيد جماعي من الأناشيد المقررة:  كلما نادى المنادي هاتفًا الله أكبر خمس مرات أصلي في خشوع وتفكًر في قيام وقعود ما احيلاها صلاة وركوع وسجود نبتغي عفو الإله  وعقب هذه الفقرة قام السيـد عبد الله العلي المطوع أمين عام جمعية الإصلاح بإلقاء كلمة الجمعية هنأ فيها الأوائل، ودعا لهم بمزيد من التوفيق في هذا الطريق وشكر الأخوة المدرسين والمشرفين على مجهوداتهم التي أدت إلى هذه النتائج الطيبة.. وأرجع الأذهان إلى أول دورة أقامتها الجمعية منذ سبع سنوات في مقرها القديم حينمـا التحق بها ۱۰۰ طالب وازداد عدد المراكز عامًا بعد عام إلى أن بلغ هذا العام في الدورة السابعة ٢٣ مركزًا منها ١٩ مركزًا للبنين وأربع للبنات يضمون أكثر من ٣٦٠٠ طالب وطالبة.  وفي هذا ما يدل على أن سبحانه وتعالى يبارك هذا العمل وهذا النشاط الخير لأنه يستهدف العناية والاهتمام بكتاب الله الكريم.  وكانت آخر فقرة هي من القرآن مجوداً من الطالب مصطفى أمير أبو القاسم من مركز العباسية.  وكان ختام هذا الحفل المبارك هو توزيع الجوائز قام به الأمين العام للجمعية، الذي شد على أيدي الفائزين مهنئًا وداعيًا لهم بالتوفيق. ومما يلفت النظر في أوائل هذا العام نوعيات نذكر منها على سبيل المثال:  الطالب الكفيف «عماد عبد الكريم عبد الحميد الخالدي» يحفظ من القرآن سبعة أجزاء وعمره ١١ سنة من مركز الرميثية. الطالب «جزاع حجری رشيد» وعمره فوق الخمسين عامًا وهو من مركز العباسية قسم الكبار ولم يمنعه كبر سنه من تدبر كتاب الله وحفظه في هذه السن المتأخرة.  هذا وقد بلغ أوائل الدورة هذا العام ٤٦ طالبًا موزعين على الصورة التالية:  ۱- مركز فيلكا: -1عبد الحكيم محمود هزاع.  -2عیسی محمد جابر.  -3 طارق السيد خلف.  -4محمد عبد الدايم عبد الله.  -5صباح محمود عبد الوهاب.  -6يوسف محمد عبد الله.  -7 يوسف أحمد محمد.  2- مركز الأحمدي: -1محمد خميس عبد الله. -2فهد عبيد ناصر. 3- مركز الفحاحيل: ۱ - يوسف عبد الله محمد . ٢ - أحمد عبد الغفار عبد الرحمن. 3- حمد غانم مفرح. 4- مركز خيطان الجديدة:  علي محمود راجي. خميس سعيد خميس. 5 - مرکز خيطان:  ۱ - إياد مزعل عباس. 2- عبد الكريم دخيل شعيل. 3- عماد مزعل عباس. 6- مركز العباسية: ماجد بجد سرحان.  2- مصطفى أمير أبو القاسم. 3- سعد هجاج سعد. 4- جزاع مجری رشيد. 7-مركز العمرية: 1- منصور عبد الله عبد المحسن. 2- زكريا حسين محمد. 3- حمد عثمان سعد. ٤ - حسن عبد عباس حسن. 8- مركز الشدادية: 1- محمد عناد عليوي. 9 - مركز الصليبخات:  ۱ - بدر علي نواف. 2- زيدان خلف ضاحي.  ۱۰ - مركز الجهراء:  ۱ - مبارك خليف عوض. ۲ - سعود مرشد شقران. 3- منصور بنيه خلف. 4 - أحمد محمد أحمد الكمالي.  11 - مركز السالمية: ۱ - مصطفى محمد أحمد. ۲ - محمد سليم محمود. ۱۲ - مركز الرميثية:  1 - عماد عبد الكريم عبد الحميد الخالدي. 2- عبد الله حسن باقر. ۱۳ - مركز المباركية: ۱ - جمال مسعد محمد. 2 - حميد علي عبيد. 14 - مركز النقرة: ۱- رأفت محمد سعيد المهدي. 2 - محمد الصمد حسن. 3- محمود عبد عثمان الرماح. ٤ - سعيد محمد حسين. 15- مركز الفروانية:  ۱ - طارق محمد رشاد. 2-محمود محمد محمود. 3- أبو بكر عبد المنعم ثعيلب. ٤ - محمد يوسف أبو طحنات. باستثناء مراكز الشباب الأربعة في الفيحاء والشامية والقادسية والدعية. حيث فاز ثلاثة من كل مركز بجوائز سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. كلمة زيدان خلف ضاحي مركز الصليبخات بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: الإسلام عقيدة العقائد أيها السادة: لن أقوم فيكم خطيبًا ولا واعظًا ولكني أذكركـم بدرس قرأته في بعض الكتب الإسلامية، يقول فيه صاحبه. يمكننا تلخيص طبيعة الإسلام وغايته في كلمتين، توحيد ووحدة، أو إيمان وإصلاح، وما أعظم كلمة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في هذا المعنى حين سأله أعرابي يا رسول الله دلني على شيء في الإسلام لا أسأل عنه أحدًا بعدك، فقال عليه الصلاة والسلام: «قل آمنت بالله ثم استقم».  والإسلام يقيم دولة مثالية، متينة البنيان رفيعة الجوانب والدولة الإسلامية أشبه ما تكون بالقامة الشامخة تقوم على أساس قويم، وجدران أربعة وسقف وسور، فأما الأساس القويم فهو معرفة الله وتوحيده، وأما الجدران الأربعة فهي العبادة والعلم والأخوة والتشريع. وأما السقف الذي يدعم هذه الجدران ويقويها؛ فهو الحكم بشرع الله وقرآنه، وأما السور الذي يحفظ هذا كله فهو الجهاد في سبيل الله. وقد حارب أعداء الإسلام الدعوة الإسلامية ركنا ركنا. حاربوا العبادة بدور اللهو وحاربوا العلم بإفساد مناهج التعليم. وحاربوا الأخوة بالأحزاب والشعارات الجوفاء، وحاربوا التشريع الإسلامي بالقانون الوضعي. ولكن الله تعالى يحبط كيد الأعداء ويحفظ دينه بجنود القرآن، وهم المخلصون من أبناء هذه الأمة الذين يكونون السور المنيع للإسلام، وبالبراعم المؤمنة التي تنشأ علـى العقيدة الصحيحة والأخلاق الكريمة. فجزى الله جمعية الإصلاح، وكل من أسهم في تعليم الجيل المسلم كتاب الله سبحانه وسنة نبيه خير الجزاء، وبارك الله تعالى في كل أب شجع أبناءه في هذا السبيل، كما ينبغي على كل طالب أن يوجه همته إلى الأعمال الجادة التي تنفع دينه وأمته يبتغي بذلك رضوان الله فما عند الله خير وأبقى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الثَور الأبيَض

نشر في العدد 2

42

الثلاثاء 24-مارس-1970

النصر الأعظم

نشر في العدد 10

32

الثلاثاء 19-مايو-1970