العنوان قضايا عالميةثورة ضد التمييز العنصري
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 17-أغسطس-1976
مشاهدات 20
نشر في العدد 313
نشر في الصفحة 30
الثلاثاء 17-أغسطس-1976
ما زالت جنوب أفريقيا تشتعل بالاضطرابات والمظاهرات والمعارك بين السكان الوطنيين السود وبين الأقلية البيضاء الحاكمة، ولقد تفجر الوضع إثر خروج مظاهرة من الطلاب السود في ضاحية سويتو؛ احتجاجًا على قرار اتخذته وزارة التعليم- البيضاء- بغرض فرض تدريس المواد العلمية على التلاميذ السود باللغة الأفريكانية، وهي خليط من اللغات الألمانية والفلمنكية والإنجليزية والفرنسية واللهجات المحلية، وكان رفض الطلبة والأهالي لهذه اللغة لما تمثله من رمز للاستعمار والاستبداد والتنكيل الوحشي.
ولقد قوبلت هذه المظاهرة المكونة من عشرة آلاف تلميذ وطني عزل من السلاح بالقمع والقوة الوحشية.
ومن هنا اندلعت الشرارة وبدأت المعركة، فتساقط المئات من القتلى والألوف من الجرحى وما زالت الأوضاع في تأزم شديد.
ولم تكن قضية فرض اللغة الأفريكانية سوى الشرارة التي فجرت غضب الوطنيين في جنوب أفريقيا، وإلا فإن الأوضاع في جميع مجالات الحياة هناك غير منطقية، ولا يمكن أن تقبل وأن تستمر أكثر من هذا.
فعدد البيض في جنوب أفريقيا ٤,٢ مليون نسمة بينما عدد الوطنيين السود الأفريقيين أكثر من ١٩ مليون، وكذلك هناك نحو مليوني نسمة من الملونين الذين ينحدرون من سلالات آسيوية.
وهذه الأقلية البيضاء هم السادة والحكام وأصحاب الثروة والمستفيدين من معظم الخدمات.
حجم الإنتاج القومي عام ١٩٧٥- ٣٥ ألف مليون دولار- يحصل البيض منه على ٣٤,٥ ألف مليون والباقي للوطنيين.
جميع المصانع والمناجم وأدوات الإنتاج تحت يد البيض.
أجرة الأبيض تزيد على عشرة أضعاف أجرة الوطني الأسود في نفس المهنة.
٩٠٪ من الميزانية تصرف على البيض و۱۰ % للباقين.
جميع المناصب الحكومية العليا والمتوسطة بيد الأقلية البيضاء.
ونظام الحكم يقوم هناك على أساس التمييز والعزل العنصري.
فالوطنيون السود يقيمون في مناطق محددة لا يجوز لهم مغادرتها أو دخولهم لمناطق البيض إلا بتصاريح وفي أوقات معينة.
وكما يمنع التزاوج بين البيض وغيرهم.
ومثل هذا يحدث في العالم في مناطق ودول كثيرة، بالرغم من الإدعاء أننا نعيش في عصر شعارات العدالة والمساواة والإخاء، والمؤسف حقًّا أن الكثير منا وبالرغم من هذا كله ما زال يصدق هذه الشعارات ومن وراءها ويسير خلفها بكل جهالة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل