العنوان الفنانة التائبة «نورا»: لحظة النور هي ميلادي الجديد في الصُلح مع الله
الكاتب د. محمود خليل
تاريخ النشر السبت 03-يونيو-2006
مشاهدات 97
نشر في العدد 1704
نشر في الصفحة 56
السبت 03-يونيو-2006
حصاد تجربتي
لا إغراءات ولا تهديدات.. ولكنها التوبة الصادقة.
الواقع الفني الآن.. عبارة عن ابتذال وإسفاف وسقوط.. ولا رسالة ترجى من ورائه.
رجوعي إلى نفسي بصدق.. وكلمات الشيخ الجليل.. أعاداني من غربتي إلى ربي وديني.. ولن أعود أبدًا
لكل إنسان في حياته لحظات لا تنسى.. كل لحظة فيها تعتبر عمرًا جديداً.. خاصة عندما تكون هذه اللحظة هي لحظة النور
هادئة ورقيقة وسمحة الأداء والمعالم، ونجمة الأدوار الإنسانية الراقية.. هكذا كانت الفنانة المعتزلة «نورا». وعن رحلتها إلى طريق النور.. كان الحوار مع السيدة التائبة «شاهيناز قدري».. «نورا» سابقًا:
.....................؟
- اسمي «شاهيناز قدري» المعروفة فنيًا باسم الفنانة «نورا».
...................؟
- حوالي ٢٥ عملًا فنيًا.. وأعلن أنني قد قطعت صلتي بالعمل الفني، تمامًا منذ أكثر من عشر سنوات، وقبل توبتي قطعت كذلك كل ارتباطاتي الفنية مع المخرجين والممثلين والمنتجين.. وكل ما يتعلق بالفن، إلا ما كان من علاقة في سبيل الله ورسوله فقط.
...................؟
- من عرف الله حقًا، ومن اهتدى إلى طريقه صدقًا، لن يجد له بدلًا عن ذلك تقريبًا.
...................؟
- أعيش بفضل الله تعالى، كما يعيش كل الشرفاء والأمناء والعاملين، حيث يعملون.. ويعرفون.. ويجتهدون، ويكسبون.. فيعيشون من رزق طيب حلال، سائلين الله أن يبارك لهم فيما رزقهم، وأن يرزقهم ما بارك لهم فيه.
...................؟
- لا تهديد.. ولا إغراء ولا يحزنون.. فالمطر الطيب إذا صادف أرضًا طيبة، أنبت الكلأ والعشب الكثير.. وعن نفسي: فقد رجعت إلى ربي رغبًا ورهبًا.. وتبت نادمة خائفة منه عز وجل، وراغبة فيما عنده من عظيم المغفرة وجزيل الثواب.. ولم يرهبني أو يغرني أحد على الإطلاق.. فهذه الإشاعات كلها.. وراءها أقلام وجهات وهيئات مغرضة، وحاقدة، وليس وراءها إلا الكيد والحقد والدس والتشويه، لهذا الدين ولأهله وللمقبلين عليه، خشيةً منه، ومن شجرته التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، فالإسلام ديانة في صعود كما قرر ذلك العقلاء من مفكري العالم وفي مقدمتهم السياسي المفكر المسلم د. مراد هوفمان في كتابه الرائع «الإسلام في الألفية الثالثة.. ديانة في صعود».
...................؟
- لست مفتية، وليس لدي من العلم ما يؤهلني لإصدار الأحكام الشرعية، ولكن -والله تعالى أعلى وأعلم- في هذه الأيام، ترى الفن قد أنحدر وتدنى، وأصبح عملَا مبتذلًا، ولا رسالة تُرجى من وراء معظم ما يقدم.. حيث لا فكرة.. ولا رسالة، ولا مسؤولية، ولا ضوابط.. بل إسفاف وابتذال.. ومن هنا.. فإن الفن بالنسبة لهذه الأوضاع المتدنية شكلًا ومضمونًا، يعتبر حرامًا وخاصة بالنسبة للنساء.. فهو أكثر حرمة.. لأن المرأة.. إذا كانت في الأوضاع العادية تعتبر عورة، فما بالك إذا استخدمت كأداة وسط هذا الإسفاف والسقوط والابتذال.. أعتقد أنه سيكون حرامًا حرامًا.
...................؟
- يمكن أن يكون الفن رسالة سامية جدًا.. إذا اكتملت دائرته جميعًا من الكلمة إلى الصورة إلى العرض في دائرة الحلال.. وأعتقد أن هذا صعب جدًا، ووسط هذه الأجواء التي أصبح الفن فيها تجارة في المقام الأول.. وفي سبيل الربح الحرام.. تسقط كل الضوابط والأخلاقيات.
...................؟
- اعتمرت بفضل الله تعالى وحججت أكثر من مرة، وكتاب الله هو أنيسي وجليسي، وبيت الله الحرام هو أحب البيوت إلى قلبي على ظهر الأرض، وأرجو أن يقبلني الله فيمن رضي عنهم فتابوا، وناداهم فاستجابوا.
رحلتي مع التوبة
...................؟
- ليس بالضرورة أن تكون التوبة عملًا مدويًا، أو خارقًا العادة، فالأصل أن يكون الإنسان توابًا رجاعًا إلى الله تعالي، ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (سورة النور: 31).. وكل إنسان يستطيع داخل فطرته.. إذا رجع لنفسه بصدق، أن يميز يبين الخطأ والصواب «فالبِر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلّع عليه الناس.. فأي عمل تخجل أو تستحي أن يراك الناس عليه، يجب أن تخجل ولا من أن يراك الله عليه.. ولكن الشيطان ظل يسوّل ويزيّن للنفس، حتى يقنع صاحبها الكذب على نفسه وعلى ربه.. فهؤلاء هم لذين كذبوا على ربهم.. وهم الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم.
...................؟
- إنها لحظة من أعظم لحظات حياتي، وللإنسان في حياته لحظات لا تنسى، كل لحظة فيها تعتبر عمرًا جديدًا، خاصة عندما يكون هذه اللحظة في لحظة النور، التي عاد فيها من ضلالته، أو رجع إلى نفسه من غربته، فتراه فعلًا.. يولد من جديد.. وهذه اللحظة بالنسبة لي، زلزلتني، وأرعدت فرائصي، وأعادت ترتيب كياني كله من جديد.. حيث ذهبت مع إحدى الصديقات إلى عالِم جليل فاضل، وكان من المفروض أن تكون الزيارة قصيرة لبعض الأسئلة والإجابة عليها.. ولكن أمتد اللقاء
-بقدر الله- ساعات كان الشيخ يتحدث فيها حديث العلماء المخلصين عن التوبة والمعصية، والطرق إلى الله.. والطريق إلى الشيطان.. وكان حديث الشيخ وسط مجموعة من المسلمين والمسلمات.. ولكنني كنت أستقبل حديثه بصفة خاصة.. وكأنه يتحدث إليّ وحدي.. فضلًا عن حديثي الشخصي السابق مع نفسي، وعدت من هذا اللقاء مع صديقتي.. ورجعت إلى منزلي.. وأحسست أن الكون كله يتبدّل أمام ناظري، وأن روحًا جديدة تسكنني.. وأن كل خلايا جسمي تتنشأ من جديد.. وفي الحال.. توجهت إلى المسجد، وصليت وعكفت على كتاب الله عز وجل.. وأعقد مع الله صلحًا.. أن يقبل توبتي، وأن يغسل حوبتي، وأن يبصرني ويفقهني في دينه، وسُنة نبيه ﷺ، وودعت حياتي السابقة إلى غير رجعة.
...................؟
- أنا شخصيًا لا أستطيع.. وقد وضحت رأيي في هذا الموضوع، والناس معادن..
...................؟
- أستطيع القول مطمئنة وراضية.. أن صلتي بالتمثيل انتهت إلى غير رجعة.. منذ عقدت هذا العقد مع الله عز وجل..
...................؟
- الحملة على الإسلام في هذه الأيام، شديدة التوقع والتبجح.. وهي حملة منظمة، ومتوحشة، لأن أعداء الإسلام يعلمون جيدًا أن هذا الدين هو الغالب، وأن الله غالب على أمره، وأن المسلمين قد بدأوا العودة إلى الله من جديد.. وأن بشائر الصحوة الإسلامية قد تفتحت في كل مكان من العالم.. وأنهم كانوا يرتبون كما يقولون للضربات الاستباقية.. ولتجفيف المنابع.. ولكن الزمام أفلت من أيديهم.. لذلك تراهم اليوم يواصلون حملات الكيد والحقد والتشكيك والتشويه، إلى جانب الحملات العسكرية الهوجاء.. وعلى كل حال.. المطلوب من كل مسلم أن يصبر وأن يعود إلى إسلامه بصدق وولاء.. والله له قدر لابد أن يمضي.. والمهم أن نعمل، وأن نخلص.. أما النتائج.. فكلها بيد الله.
العدد القادم: شهيرة تروي حصاد تجربتها