; مائدة شهية فيها.. غذاء.. للجسم والروح | مجلة المجتمع

العنوان مائدة شهية فيها.. غذاء.. للجسم والروح

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 19-أكتوبر-1971

مشاهدات 17

نشر في العدد 82

نشر في الصفحة 12

الثلاثاء 19-أكتوبر-1971

مائدة شهية فيها..

غذاء..

للجسم والروح

•• كل سنة وأنتِ طيبة، ورمضان كريم، تسخو فيه كل امرأة بالوجبات اللذيـذة والمشهيات، التي تفتح الشهية لها ولأسرتها العزيزة، وتقدم منها لكل ضيفة تزورها مبرهنة على قدرتها وفنّها وخصوصًا في الحلويات والمكسرات. فَخٌذِي «بالك قوي» من إعداد هذه الوجبة التي نقدمها لك على مدى أسبوع، وفائدتها العظيمة لغذاء النفس، وتذكّري أنك حينما تقدمينها لضيفاتك ستكونين رائدة لم يسبقك إليها كل اللائي قرأن كتب الطهي كلها! ولا تنسيني بدعواتك.

•• أهمية هذه الوجبة:

تتمثل في عناصرها وموادها التي تغذي القلب، ومراكز الحس والشعور، فتجعل من كل من يتناول ولو قدرًا بسيطًا منها.. قوي القلب مرهف الحس دقيق الشعور، وهذا ما تهمله كل امرأة فيما تقدمه من أغذية!

مع أن القلب هو الماكينة التي تدير بدقاتها ونبضاتها كل أجهزة الجسم، وكذلك الجهاز العصبي.. حيث مراكز الإحساس والشعور، وهو الذي يتحكم في الكيان البشري كله.

•• الإعداد لهذه الوجبة! 

قبل أن تبدئي في إعدادها.. جهزي نفسك أولًا بصدر واسع وطول بال، حتى لا تتعثري في تنفيذ الخطوات، ولا بد كذلك من طهارة الجسد والمكان، كي لا تتلوث الأدوات فتفسد عليك كل جهد تبذلينه.. حيث تأتيها الميكروبات أو الجراثيم، ومنها كما تعرفين ما لا تقضي عليه حرارة الغليان..!! 

ولتكن خطواتك دائمًا هونًا ما وبتؤدة، دون تسرع أو عجلة؛ حتى لا تحترق منك الوجبة في النهاية..!!

وتذكري أنها خلاصة تجربتي بعد سنين طويلة عشتها مثلك أتحفظ في اختيار الوجبات، التي تغذي جانبًا واحدًا أو أكثر من الجسم، ولا تتناول الجوانب الرئيسية التي يشعر الإنسان فيها بأهميته وآدمیته أو «حوائيته»..!!

•• المواد اللازمة:

 لم أختر لك المواد الأساسية من آخر صيحات فيـه «السفرجية» في الغرب، أو الشرق.. فهم مثلي ومثلك في الماضي.. جهلوا أو غفلوا عن القلب والحس، بل تركوه يضمر حتى اعتلوا الأمراض التي يحار في علاجها أطباء القلب، والعيادات النفسية، وعلماء النفس، والاجتماع..!! إنما اخترتها لك من أرض الخيرات ومنابع النبوات، أرضنا ومنابعنا هنا.. ومن الكتاب الكريم!!

•• افتحي صفحة ٤٥٦ من الكتاب الكريم «مطبعة الكويت»، أو ما يناظرها من المطبعات الأخرى، وأغلقي عليكِ الحجرة، وانفردي بنفسك حتى لا تُشغَلي عن حس القراءة، ودقة النظر، ونفاذ البصيرة.. ستجدينها «سورة النور»!

•• خطوات العمل:

أولًا: استعيذي بالله من الشيطان الرجيم.. سواء كان من الإنس الذي يزين لك الانصراف عن النور المُشِع من آيات السورة في جنبات حجرتك ومجلسك، أو الجن اللائي يوسوس لك الصدود عــن هذه الوجبة بأخريات لا تقر في أعماقك، بل تنقذف رغمًا عنك إلى الخارج..!! واعلمي أن هذه الطريقة الصحيحة للوصول إلى السعادة التي لا تفنى ولا تزول.. بها تَسْعَدين وتُسْعِدين كل من حواليك؛ لأن الوجبات الأخرى يمكن أن يُستغنَى عنك فيها، أما هذه فلا يُستغنَى بها عن إعدادك وتقديمك لها..!! 

ثانيًا: اقرئي هذا الأسبوع فقط من أول السورة حتى الآية رقم «٢٠».

ثالثًا: اقرئي هذه الآيات كلها مرة واحدة دون توقف، وستشعرين بالجــرس الموسيقي لترتيلها بفتح باب القلب، ويضرب نغمها على الأوتار العصبية في مراكز الإحساس، ولا بأس أن تستعيني «بأسطوانات أو أشرطة تسجيل» للشيخ –الحصري- أو -عبد الباسط عبد الصمد- أو غيرهم.

رابعًا:

 1- أعيدي القراءة، وتوقفي عند عنوان السورة مثلًا وعند بدايتها..

لماذا سميت سورة النور؟ ولماذا كانت افتتاحيتها فريدة من حيث قوله تعالى:

﴿سُورَةٌ أَنزَلۡنَٰهَا وَفَرَضۡنَٰهَا وَأَنزَلۡنَا فِيهَآ ءَايَٰتِۢ بَيِّنَٰتٖ لَّعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ (سورة النور: ١).

٢- ثم استمري في متابعة آيات السورة، وتوقفي عند كل آية، بل عند كل كلمة، واسألي نفسك، مثلًا:

- من هي المحصنة التي إذا اتهمت في عرضها بجلد المتهمون، أو المتهمات لها ثمانون جلدة؟

- هل هي الكاشفة عند مباذلها وسوءاتها، وإن كانت تصلي وتصوم؟

- أم هي العفيفة الشريفة التي صانت نفسها وجسدها في لباس الحلال والتقوى، الذي أورد أوصافه ومقاساته العليم الخبير؟ 

٣- واستمري في الخطوات بعد ذلك لتتوقفي عند قوله تعالى، مثلًا:

﴿لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَيۡرٗا وَقَالُواْ هَٰذَآ إِفۡكٞ مُّبِينٞ (النور: 12).

﴿وَلَوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ قُلۡتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبۡحَٰنَكَ هَٰذَا بُهۡتَٰنٌ عَظِيمٞ (النور: 16).

وقولي لنفسك: يا ترى هل ينطبق هذا التحذير على كل ما تلوكه ألسنتنا في مجالسنا النسائية؟ وما هو «الظن»؟

٤- تابعي القراءة حتى قوله تعالى:

﴿وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ (النور: 20). واسرحي بجولة في عالم الناس لتدركي كيف يكون الفضل ومتى تكون الرحمة؟

الأدوات المساعدة:

وليسهل عليكِ الأمر.. لا بأس أن تستعيني ببعض الكتب من، مثل الجزء الثامن عشر «تفسير المراغي»، أو «في ظلال القرآن الكريم»، أو تفسير سورة النور لـ «أبو الأعلى المودودي».

تقديمها للضيوف:

بعد أن تكوني أخذتِ القدر اللازم الذي استطعت أن تجهزيه وتقدميه لكِ ولأسرتك.. لا بأس أن تكوني كريمة وخاصة في شهر رمضان، ولا تحرمي صويحباتك أو صديقاتك ممن يزرنك في هذه الليالي المباركة.

• وبالهناء والشفاء، وتحياتي لكِ ولأسرتكِ العزيزة، وإلى اللقاء في الأسبوع القادم بإذن الله.

مسابقة رمضان للسيدات فقط!

• أيتها الأخت المسلمة الصائمة تابعي مسابقتك طوال شهر رمضان، وإذا عرفتِ الإجابة فاكتبي إلينا على العنوان التالي:

الكويت ص. ب ٤٨٥٠ مجلة المجتمع «أم ابتهال».

• وحين انتهاء المسابقة بانتهاء الشهر الكريم سيتم الفرز، وتُمنَح الفائزات جوائزهن، ولا تنسي أن تكتبي اسمك وعنوانك.

المسابقة الأولى:

من هي، ومتى لقيت ربها؟

- كانت إحدى زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-

- قالت فيها غريمتها وضرتها:

«ولم أرَ امرأة قط خيرًا في الدين من... وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالًا لنفسها في العمل الذي تتصدق به، وتتقرب به إلى الله عز وجل».

- والتي قال فيها زوجها -عليه الصلاة والسلام- إن... أوَّاهة!

فقال رجل: يا رسول الله.. ما الأوَّاه؟ قال: الخاشع المتضرع. ثم تلا عليه -الصلاة والسلام- ﴿إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّٰهٞ مُّنِيبٞ﴾ (هود: 75).

والتي قالت عنها إحدى ضرائرها:

«كانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- معجبة، وكان يستكثر منها، وكانت صالحة قوامة، تعمل بيديها، وتتصدق بذلك كله على المساكين».

- والتي قالت فيها غريمتها حينما بلغها نعيها:

«ذهبت حميدة متعبدة، ففزع اليتامى والأرامل».

إلهاء صغارك في رمضان:

عن -الربيع بنت معوذ- قالت:

«... ونصوم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن -أي الصوف- فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطیناه إياه، حتى يكون عند الإفطار». رواه البخاري ومسلم.

نموذج:

ولتطبيق هذا الحديث بتعويد صغاركِ على الصيام، وإلهائهم عن الطعام أقدم لكِ هذا النموذج الذي تبدئين بشرحه، وتنفيذه عمليًا أمامهن ليمضين فيه الوقت:

١- أحضري خيطًا من صوف أو قطن سميك، وقطعًا من الكرتون المقوى من علب الأحذية وغيرها.

٢- قُصِّي الكرتون على شكل دوائر مختلفة الأحجام.. كل اثنين بحجم واحد.

٣- فرِّغي أقراص الكرتون من الداخل لتصبح دوائر.

الطريقة:

١- أطبقي كل دائرتين متساويتين على بعضهما.

٢- لفِّي الخيط من الداخل إلى خارج الإطار زوجيًا أو ثلاثيًا أو أكثر حسب سمك الخيط مع مسك طرف الخيط.

٣- استمري في لف الخيط حتى تمتلئ الدائرة ويكتسي الإطار.

٤- قُصِّي الفتلة مع ترك مسافة طويلة منها.

٥- اضغطي بأصابعكِ على وسط الدائرة، وقصي الخيط ما بين الكرتونتين من طرف الإطار.

٦- حزِّمي الخيط من وسط الدائرة بالطرفين الأول والأخير حزمة قوية.

٧- اخلعي الكرتون، وكوِّري بيدك الخيط مع تسويته بالمقص تصير كرة.

٨- اتركي أولادك الصغار يكرّرون هذه العملية بأحجام وألوان مختلفة، حتى يصنعوا منها أشكالًا جميلة حسب مواهبهم واستعداداتهم.

الجزء (۲) من وجبة الأسبوع:

أنتِ يا أختاه تتقنينها، وتعرفين الكثير عن موادها وأصنافها، وطريقة تحضيرها وأجمل طرق تقديمها؛ ولذلك لن أطيل عليك فيها.. إنما المهم الذي أود أن أذكرك به:

أولًا: لاحظي أن المعدة فارغة ومرتاحة، فلا تتخميها بوجبة دسمة لأول وهلة، فذلك يسبب أمراضًا كثيرة أقلها التخمة وعسر الهضم؛ لذلك يحسن بكِ أن تقدمي لجميع أفراد الأسرة حين أذان المغرب ثلاث تمرات ونصف كوب من اللبن أو الماء لكل فرد صائم، ثم يتوجه الجميع لصلاة المغرب.

ثانيًا: بعد أن تكون المعدة قد تهيأت وأفرزت عصارات الهضم اللازمة، قدّمي للأسرة وجبة الفطور، واهتمي كثيرًا بالخضروات الطازجة «والسلاطة»، والفاكهة الطازجة أيضًا.. فهذه فضلًا عن إشعار الإنسان بالشبع فهي سهلة الهضم، والإكثار منها لا يضر الجسم.

• وتكونين بهذه الصورة قد نفّذتِ سنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وقدمتِ الغذاء الإسلامي المتكامل للروح والجسد.. والله معك.

البخور

لا بأس أن تعطري جو المنزل طوال الشهر الكريم بالروائح العطرة التي تريح النفس، وتشيع جوًا غير مألوف طوال العام، واعلمي أن رائحة البخور لا تفطر في نهار رمضان. أظنها عملية سهلة قليلة التكاليف، ذات أثر كبير على النفس جربيها، واكتبي إليّ بالنتيجة.

الرابط المختصر :