العنوان صحة الأسرة (العدد 1238)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 11-فبراير-1997
مشاهدات 19
نشر في العدد 1238
نشر في الصفحة 62
الثلاثاء 11-فبراير-1997
متى تكون الرياضة ضارة بقلبك وكيف تتجنب ذلك؟
بقلم: د. محمد حجازي: أخصائي الأمراض الباطنية والقلب
تعد الرياضة وبذل الجهد العضلي أمرًا هامًّا لسلامة الجسم وصحته، وعضلات جسم الإنسان تكون الجزء الأكبر والأهم من الجهاز الحركي الذي يتكون من المفاصل والعظام والعضلات تكسو العظام، وتعطي الجسم شكله العام، فضلًا عن أنها الجهاز الذي يحرك الجسم، والحركة صحة وحياة أو كما يقولون في الأمثال في الحركة بركة، ومن خلق ليتحرك لابد له أن يتحرك ليعلم حسن صحته وسلامته، وقلة الحركة خروج عن طبيعة خلق الإنسان وحياته، والعضلات لابد أن تتحرك، حتى تحتفظ بحيويتها ولياقتها، والحركة هنا الرياضة، أيًّا كان نوع الرياضة، حتى لو كانت بالمشي فقط أو بالرياضة المنزلية، سواء بالألعاب السويدية، أو بالأجهزة المعروفة مثل الدراجة الثابتة وغيرها.
ويكفي أن تمارس هذه الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع، ولمدة ما بين ٣٠ و٤٥ دقيقة في كل مرة، لكي تحفظ صحة العضلات وتكتسب لياقتها.
ويمكن تعويض فاقد كتلة العضلات، وتناقص بناء نسيجها العضلي وإحلاله بممارسة تلك التمرينات الرياضية مع حمل الأثقال الخفيفة بكلتا اليدين.
كما يمكن أيضًا استعادة نقص المرونة العضلية، أو الحفاظ عليها ومنع تناقصها، بفرد العضلات، أو شدها بيسر وسهولة، لمدة 5 دقائق على الأقل قبل ممارسة هذه التمرينات الرياضية، ثم لمدة 5 دقائق أخرى بعد انتهاء ممارستها، وعلى أن يتم هذا الشد بالتبادل بين مجموعات عضلات الجسم، وأن تشد كل مجموعة منها على حدة، مثل مجموعة عضلات الذراعين، ثم مجموعة عضلات الساقين، فمجموعة عضلات الظهر والبطن وهكذا دواليك، ومع استرخاء الجسم والتنفس بهدوء وعمق أثناء ذلك.
وقد ثبت علميًّا أن شبكة الدورة الدموية الشعرية الدقيقة في العضلات والمكونات الحيوية الفعالة في خلايا وأنسجة العضلات، فضلًا عن صحتها ولياقتها الحيوية، تزيد مع تكرار الحركة العضلية والرياضية دوريًّا وبانتظام بنسبة ٣٠٪ ولو واصلنا هذا الأداء ٥ مرات أسبوعيًّا، ولمدة ثلاثة شهور فقط، وهي نسبة تزيد على نسبة فقدانها وتناقصها، سواء بتوالي سنين العمر، أو كنتيجة لقلة النشاط والحركة، كما ثبت أيضًا بالبحوث العلمية التجريبية، أن استمرار ومداومة التمرينات الرياضية بانتظام، ولمدة شهرين فقط يؤدي إلى تحسن وصحة القلب والتنفس تحسنًا كبيرًا ملحوظًا، حتى لو تم ذلك فقط برياضة المشي السريع، أو الجري البطيء منزليًّا، أو بركوب العجلة الثابتة لمدة نصف ساعة فقط في كل مرة على مدار خمسة أيام كل أسبوع.
وقد ثبت أن قوة القلب وطاقته وقدرته على الاحتمال سوف تزيد كثيرًا عن ذي قبل، فضلًا عن تحسن سرعة نبضاته في الدقيقة الواحدة، حتى أنه يمكنه بعد ذلك أن يتحمل الاستمرار في بذل الجهد، وبأقصى سرعة آمنة قياسًا على سرعة نبضاته في الدقيقة الواحدة مع بذل الجهد.
وبمعدل يصل إلى ٨٥٪ من الحد الأعلى لأقصى سرعة لنبضاته ولمدة نصف ساعة متواصلة من الرياضة العنيفة وبذل الجهد الشديد الزائد.
بالإضافة إلى زيادة الطاقة الحيوية للرئتين بنسبة تصل إلى ٢٠٪ كنتيجة لممارسة هذا القدر من الرياضة، ولابد الممارسة تلك الرياضة الروتينية يومًا بعد يوم، أو خمس مرات أسبوعيًّا أن يؤديها المرء في كل مرة على أربع مراحل الأولى مرحلة التسخين، والثانية مرحلة الرياضة ذاتها، والثالثة مرحلة التبريد، ثم الرابعة والأخيرة مرحلة فرد أو شد العضلات.فأما مرحلة التسخين الأولية في بداية ممارسة لعب الرياضة، فيقصد منها التدرج في بذل الجهد، والانتقال من حالة الراحة تدريجيًا إلى حالة التعب، وتستغرق مدة تتراوح ما بين خمس وعشر دقائق، تبعًا لمدة ممارسة اللعب وما إذا كانت ٣٠ أو ٤٥ دقيقة في المرة الواحدة.
ويعتبر هذا التسخين هامًّا جدًّا للقلب وسلامته، حتى لا يضار ويضار صاحبه، خاصة وأن القلب لابد أن ينتقل تدريجيًّا من مستوى ودرجة قوته وطاقته وقدرته وسرعة نبضاته في الدقيقة أثناء الراحة، إلى درجة ومستوى زيادة قوته وشدة طاقته وقدرته، وزيادة سرعة نبضاته في الدقيقة أثناء بذل الجهد بممارسة الرياضة، تمامًا كما يحدث مع موتور السيارة الذي يجب تسخينه بضعة دقائق قبل الانطلاق والسير بها.
أضف إلى ذلك فائدة التسخين في تأهيل عضلات الجسم للحركة والتحرك والرياضة، وذلك بتنشيطه للدورة الدموية في العضلات، فيزيد إمدادها بالدماء التي تحتوي على المواد الغذائية، وسكر الجلوكوز والأكسجين اللازم لخلاياها وأنسجتها وأليافها العضلية، حتى تستطيع بذل الجهد الذي يطلب منها.
ويمكن أن يتم التسخين هنا بتحريك الساقين أثناء الوقوف -محلك سر- ولبضع دقائق، مع تحريك الذراعين للأمام أو الجانبين أو لأعلى وأسفل أو دائريًّا وعلى مهل، وبدون سرعة أو شدة في الحركة، وبعد انتهاء حركات التسخين نحسب عدد نبضات القلب في الدقيقة حتى نعرف ما إذا كانت ضمن مدى احتمال القلب وفي مجال أمانه أثناء اللعب وبذل الجهد أم لا.
ومن الممكن معرفة مدى احتمال القلب ومجال أمانه، بأن نطرح حسابيًّا عمر المرء من رقم ۲۲۰ فيكون الناتج هو عدد نبضات القلب في أقصى وآخر درجات احتماله التي تسبق انهياره مباشرة، ويكون مجال احتمال القلب هنا بين ٧٠٪ من ذلك الناتج الرقمي لعملية الطرح الحسابية كحد أدنى لهذا المجال، وبين 85٪ من هذا الناتج الرقمي أيضًا كحد اقصى لهذا المجال، إذ يلزم التوقف عنده قبل بلوغ حد الخطر.
فلو كان عمر المرء مثلًا ٤٠ سنة، يطرح رقم ٤٠ من ٢٢٠ فيكون الناتج ۱۸۰، ثم يحسب مجال احتمال القلب للمجهود بقياس عدد نبضاته في الدقيقة الواحدة وكحد أدنى ٧٠ من رقم ۱۸۰ أي ١٢٦ نبضة في الدقيقة وكحد أقصى ٨٥ من رقم ۱۸۰ أي 153 نبضة في الدقيقة الواحدة ويجب على صاحبنا هذا أن يمارس رياضته وأن يبذل جهده العضلي العنيف ضمن هذا المجال، لقدرة احتمال قلبه، وسرعة نبضاته في الدقيقة، أي بين ١٢٦ نبضة و ١٥٣ نبضة، وبحيث لا تزيد على حده الأعلى وهو ١٥٣ نبضة في الدقيقة، حتى لا يصاب بالضرر، ولا تقل عن حده الأدنى وهو ١٢٦ نبضة في الدقيقة، حتى يستفيد من الرياضة التي يمارسها وتستفيد عضلاته، ويستفيد قلبه، ويستفيد تنفسه، ولا مانع من وصول المرء إلى ذلك الحد الأقصى الذي يخصه تبعاً لعمره، لمدة 15 دقيقة من اللعب في كل مرة يؤدي فيها نشاطه وحركته العضلية، ولعدد 3 مرات أسبوعيًّا أو أن يمارس اللعب والرياضة ضمن مجال الأمان لقلبه أي ما بين ١٢٦ نبضة في الدقيقة و ١٥٣ نبضة في الدقيقة، دون الوصول إلى الحد الأقصى، وسوف يمكن قياس أو عد النبض أثناء اللعب بحسابه في مدة ١٠ ثوان ، ثم نضرب هذا العدد في ٦ حتى تنتج لنا سرعة النبض في الدقيقة، ومن ثم نضبط درجة سرعة وعنف اللعب تبعًا لذلك، بحيث تعطينا سرعة نبض القلب ضمن مجال الأمان لقلب اللاعب طيلة مدة ممارسة الرياضة.
وننتقل إلى المرحلة الثالثة أو مرحلة التبريد، ونعني بها التدرج في الانتقال أو التحول إلى الراحة تدريجيًّا، وفي مدة أو فترة تتراوح ما بين ٥ أو ١٥ دقيقة للحفاظ على القلب أيضًا مع العلم بأنه يجب ألا يتوقف المرء فجأة أو مرة واحدة عن اللعب، بل يجب أن يقلل من قوة وشدة وسرعة حركاته تدريجيًّا خاصة بعد أن ثبت علميًّا وطبيًّا أن ضغط الدم قد ينخفض هنا فجأة ومرة واحدة، لو توقف المرء عن اللعب مرة واحدة، مما قد يضره أبلغ الضرر، والسبب هو أن الجسم يفرز أثناء اللعب وبذل الجهد الشديد هورمونات معينة تعمل على ضبط ضغط الدم، وتمنع ارتفاعه، وهذه الهورمونات لا يتوقف إفرازها فجأة مع التوقف المفاجئ عن بذل الجهد واللعب، ولكن يستمر إفرازها وتأثيرها وفعلها لبعض الوقت فيصاب اللاعب هنا بالضرر.
أما عن التهدئة وإقلال الجهد تدريجيًّا ولبعض الوقت، فسوف نعطي الفرصة والوقتلأن يقل إفراز هذه الهورمونات تدريجيًّا، بحيث يتوقف إفرازها مع توقف المرء نهائيًّا عن الحركة، ونضمن بذلك عودة ضغط الدم إلى مستوياته أو معدلاته الطبيعية العادية أثناء الراحة وعدم اللعب.
ثم نأتي بعد ذلك إلى المرحلة الأخيرة بعد انتهاء فترة التبريد، وهي فترة شد أو فرد عضلات الجسم لبضع لحظات، حتى نساعدها على التخلص من تراكم نفايات العمل والجهد الكبير الذي بذلته أثناء اللعب وأهمها حامض اللاكتيك، وحتى لا تتشنج العضلة نتيجة ذلك، ويحسن أداء أو ممارسة تلك الرياضة الدورية الروتينية في وقت الصباح، بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة، على أن يسبقها أداء تمرينات التنفس البطيء العميق من الأنف، خاصة وأنه قد تبين علميًّا أن الرياضة تمنع تراكم الدهون في العضلات وتساعد على إذابتها واحتراقها والتخلص منها، ومع إفراز هورمون الكورتيزون الذي تفرزه الغدة الكظرية فوق الكلية والذي يسمى أيضًا هورمون الجهد، نظرًا لأنه يحث على إخراج دهون الجسم من مكانها ومواضع اختزانها، فتنساب في الجسم الأحماض الدهنية التي تحرقها الأنسجة لتوليد الطاقة أثناء لعب الرياضة بالإضافة أيضًا إلى أن هذا الهورمون يساعد خلايا الكبد، ويحثها على تحويل المواد غير النشوية إلى سكر جلوكوز، الذي يعتبر وقودًا للجسم، والذي يحترق بواسطة الأكسجين لتوليد الطاقة اللازمة للحركة، والمختلف العمليات الحيوية التي تجري داخل الجسم.
زيت الزيتون غذاء ودواء
- على مدى قرون، ظل الناس يرصدون الفوائد الصحية لزيت الزيتون، فهو يكافح السمنة ويمنع الكثير من الأمراض، بل ويعمل على تنشيط كافة أعضاء الجسم ويساعد في إطالة عمرها، ولمن يريد تجنب أمراض القلب عليه أن يستبدل بملعقة الزبدة ملعقة زيت زيتون يوميًّا، والفرق هو غرامات عدة من الدهن المشبع، (كما يقول الباحثون) الذين يؤكدون أن زيت الزيتون يقلل من مخاطر أمراض القلب ويمنع انسداد الشرايين.
- ومن أجل تجنب تصلب الشرايين، ينصح خبراء الصحة باعتماد زيت الزيتون بديلًا للدهون الحيوانية، وأظهرت دراسات عديدة أن زيت الزيتون يساعد أيضًا في مكافحة داء السكري والتهاب المفاصل والإمساك المزمن، وآثار الشيخوخة الطبيعية، وحتى سرطان الثدي وبالنسبة إلى مرضى السكري، على نحو خاص، ينصح الخبراء باستخدام زيت الزيتون بدلًا من الزيوت الأخرى.
- وقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت مؤخرًا أن وجود نسبة عالية من زيت الزيتون في النظام الغذائي للنساء قلل من خطر إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة ٢٥٪ ووجدت دراسة علمية أخرى شملت (٥٠٠٠) شخص صلة بين زيت الزيتون وانخفاض كوليسترول الدم، والضغط وسكر الدم. ومنذ الأزمنة القديمة وزيت الزيتون يعد علاجًا ممتازًا لالتهابات المعدة والقرحة بسبب أثره الرقيق على المعدة.
- وينصح بعض الخبراء بتناول ملعقتي شاي من زيت الزيتون صباحًا على معدة خاوية مما يعطي أثرًا إيجابيًّا على الإمساك، وكما يوصف زيت الزيتون المشكلات المرارة، ويعد أفضل من عقاقير الوصفات الطبية بسبب أثره الخفيف والطويل الأمد، ويشير الباحثون إلى أن زيت الزيتون يحمي ضد حصى المرارة، لأنه ينشط ويحث التدفق من الصفراء، ويزيد نسبة الكوليسترول HDL أي الكوليسترول الجيد اللازم لاستمرار وظيفة المرارة.
- وزيت الزيتون يساعد كثيرًا في تعدين العظام ويقول الباحثون إنه عنصر أساسي خلال فترة النمو، ثم بعد بلوغ سن الرشد من أجل تجنب نقص الكالسيوم الذي يمكن أن يؤدي إلى تخلل العظام في سن الشيخوخة، كما أنه يساعد على الهضم ويمكن استخدامه خارجيًّا وباطنيًّا
غسان عبد الحليم عمر
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل