; الوقــايـة من أمراض القلب والدورة الدموية | مجلة المجتمع

العنوان الوقــايـة من أمراض القلب والدورة الدموية

الكاتب أبو بلال

تاريخ النشر الثلاثاء 30-يونيو-1970

مشاهدات 751

نشر في العدد 16

نشر في الصفحة 25

الثلاثاء 30-يونيو-1970

تعتبر أمراض الدورة الدموية في مقدمة الأسباب التي تؤدّي إلى الوفاة في عصرنا الحالي، وهي تشمل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وتصلُّب الشرايين، والتغيّرات المرضية التي تحدث بالدورة الدموية الخاص بالجهاز العصبي.. وقد ازدادت في الأعوام الأخيرة نسبة الإصابة بأمراض القلب التي تنتج من تصلُّب شرايينه، ومن ارتفاع ضغط الدم.

وقد أدّى ذلك إلى اهتمام الأطباء بالبحث عن أسباب هذه الزيادة وكيفية الوقاية من الإصابة بهذه الأمراض، وتقسّم أمراض القلب عمومًا إلى:

الرقم                                               نوع المرض

1                                                                           تصلُّب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

2                                                                           أمراض القلب الروماتيزمية.

3                                                                           أمراض القلب الرئوية.

4                                                                           أمراض القلب الخلقية.

5                                                                           أمراض القلب الناتجة من ازدياد نشاط الغدة الدرقية.

6                                                                            أمراض القلب الناتجة من الإصابة بمرض الزهري.

7                                                                            أمراض القلب الأخرى.

 

تصلُّب شرايين القلب وارتفاع ضغط الدم:

بالرغم من أن نسبة الإصابة بهذا المرض تزداد كلما تقدّم العمر، إلا أنه قد لوحظ في الأعوام الأخيرة أن هذه النسبة ابتدأت أيضًا في الزيادة في أثناء أنشط مراحل الحياة عند حوالي الخامسة والثلاثين.

وتظهر الأعراض إما على هيئة ذبحة صدرية، وهي آلام تحدث في الصدر عند القيام بمجهودٍ أو على هيئة انسداد أحد الشرايين التاجية التي تغذي القلب أو على هيئة وفاة مفاجئة.

 

أسباب المرض:

ولخطورة هذا المرض ومدى انتشاره، فقد أجريت أبحاث عديدة لمعرفة أسبابه وطرائق الوقاية منه، وقد أسفرت هذه الأبحاث على أن أي فرد يعاني من واحد أو أكثر من العوامل التالية، فإنه يصبح معرَّضًا للإصابة بتصلُّب الشرايين وما يتبعه من مضاعفات، وهذه العوامل هي:

1-                         ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.

2-                         ارتفاع ضغط الدم.

3-                         البدانة أو الزيادة في الوزن عن المعدل الطبيعي.

4-                         الإصابة بأحد الأمراض الأخرى کالسكر.

كذلك فإن هناك عوامل أخرى تؤدي بطريقةٍ ما إلى تصلّب شرايين القلب، كالتدخين وقلة النشاط الرياضيّ والتوتر العصبي.

وطرائق الوقاية من:

وللوقاية من هذا المرض الخطير، فإنه يلزم اتباع الآتي:

1-                        تعديل نوع وكمية الطعام:

والمبدأ الأساسي هنا هو عدم السماح بزيادة وزن الجسم عن المعدل الطبيعي له، كما يجب أيضًا الإقلال من تناول المواد السكرية والدهنية التي من أصل حيواني. ولصعوبة تغيير العادات الغذائية للفرد فإنه يجب البدء بهذه المبادئ في سن مبكرة، وبهذا الخصوص فإنه يجب على الدولة القيام بحملات توعية عن طريق الإذاعة والتليفزيون والصحف، حتى يمكن تطوير العادات الغذائية على نطاق عائلي.

ولأهمية هذا النوع من الوقاية، فقد أنشأت إدارة صحة مدينة نيويورك منذ حوالي عشر سنوات ناديًا خاصًا لمكافحة تصلّب شرايين القلب، ويلتزم الأعضاء بتناول طعامٍ معين يتميز بقلة المواد الدهنية التي من أصلٍ حيواني، وبزيادة نسبة الدهون غير المشبعة كزيت الذرة، ولا يوفر هذا الطعام أكثر من ۲۰۰۰ - ۲۷۰۰ سعر حراري في اليوم. أما إذا كان هنالك زيادة في وزن الفرد فلا يسمح بتناول طعام يوفر له أكثر من ١٦٠٠ سعر حراري في اليوم.

وبعد سبع سنواتٍ من القيام بهذه التجربة، وُجِد انخفاض كبير في نسبة الإصابة بتصلّب شرايين القلب بين الأفراد المشتركين في التجربة.. عن أقرانهم الذين لم يسعدهم الحظ ويشتركوا فيها.

2-                        منع ضغط الدم من الارتفاع:

يعزو العلماء الروس ارتفاع ضغط الدم في مراحله الأولية إلى ازدياد في التوتر العصبي وفي المجهود المُلقَى على المراكز العصبية العليا، ذلك بالإضافة إلى عوامل الوراثة والتقدُّم في العمر.

هذا وقد أسفرت الدراسات الحديثة في الاتحاد السوفيتي، عن ازدياد نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم وبتصلّب شرايين القلب بين الأفراد الذين يتطلّب عملهم مجهودًا ذهنيًّا شاقًا.

وقد وجد أن هذه الفئة في حاجة إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية فورًا، وهذه الإجراءات تشمل إزالة أسباب التوتر العصبي، وتوفير مكانٍ للعمل، وأخذ قسطٍ وافر من الراحة والنوم، والإقلال من الأطعمة المُملَّحة، مع القيام بنشاطٍ رياضيٍّ منتظم.

أما في حالة ارتفاع ضغط الدم، فإنه يجب البدء في علاجه فورًا بالأدوية الحديثة تحت إشراف طبي دقيق. كذلك يجب ألا ننسى أن هناك بعض الحالات التي تنتج من أمراض الكلى ومن بعض الاضطرابات الهرمونية، وهذه الحالات يمكن علاجها، وبذلك يمكن منع ضغط الدم من الارتفاع.

3-                        الامتناع أو التقليل من التدخين:

تدل جميع الإحصائيات على أن هناك عَلاقة بين الإصابة بتصلّب شرايين القلب وبين كمية وطول مدة التدخين.. ولذلك فمن الواجب الامتناع عن هذه العادة.. أو على الأقل الإقلال منها أو التحوّل إلى البايب أو السيجار.

وفي هذا المجال، فإن واجب الدولة بذل الجهود لتبصير الشباب بأضرار التدخين، حتى لا يتعلَّقوا به ويصبح من العسير الإقلاع عنه.. ويتطلَّب ذلك التوعية المستمرة عن طريق أجهزة الدعاية، وعدم السماح للشركات المنتجة للسجائر بالإعلان عن هذه المنتجات، مع إلزامها بكتابة تحذير عن مدى أضرار التدخين على كل إنتاجٍ لها.

4-                        القيام بنشاطٍ رياضيٍّ منتظم:

ليس المفروض بالنشاط الرياضي هنا هو ممارسة بعض الألعاب الرياضية الخفيفة، كرفع الساعدين في الهواء أو السباحة بدون مجهود -أو السير ببطء- ولكن المفروض هو ممارسة هذه الألعاب بطريقة جدية ومنتظمة.

وقد تنبّهت معظم الدول الحديثة إلى أهمية الرياضة كوقاية وعلاج لتصلّب شرايين القلب. ففي الاتحاد السوفيتي مثلًا تقوم بعض المصانع والشركات بتخصيص أوقات معينة في أثناء ساعات العمل اليومية، لممارسة نشاط رياضي جماعي. ويوجد أيضًا في بعض الدول مراكز خاصة لتأهيل المصابين بالذبحة الصدرية، عن طريق برنامج ریاضي خاص تمارس فيه شتى الألعاب الرياضية.

الرابط المختصر :