العنوان مجلة أسرتي.. وأصل الإنسان..
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 15-فبراير-1977
مشاهدات 16
نشر في العدد 337
نشر في الصفحة 44
الثلاثاء 15-فبراير-1977
مع ما نذكره لمجلة أسرتي من نشرها لموضوعات جيدة وطرقها لقضايا حية مهمة إلا أنها وللأسف تخالف هذا الخط في بعض مقالاتها، ففي عددها ٤٥ الصادر يوم السبت الموافق ٥- ۲- ۷۷ نشرت ضمن ملحقها في المجلة المسمى بـ «مجلة العصافير» نشرت حديثًا تحت عنوان «حكاية الإنسان» وقدمتها بصورة شائقة للأطفال فهي في صورة مسلسلة تحتها تعليقات توضح الموضوع المقصود والعجب وقد لا يكون العجب إذا كان المشرف على هذا الباب أو كاتب الموضوع خاليًا من الثقافة الإسلامية، بل وخاليًا من الإدراك الكلي لما قيل وكتب ونوقش في موضوع خطير كموضوع أصل الإنسان ثم لذلك فقد انساقت المجلة إلى الحط من مكانة الإنسان واتبعت البحوث الداروينية في ذكر أصله أنه سلالة حيوانات هي القرد ثم تطور حتى عهده الحاضر وهو كلام مكذوب مزيف فإن نظرية النشوء والارتقاء ليس لها أساس من الصحة كما هو في البحوث العلمية الموثقة وعند الباحثين المختصين كما جاءت على سبيل المثال في كتاب الإسلام ونظرية داروين لباشميل وكتاب أصل الإنسان للدكتور خالص کنجو وكتاب نظرية داروين بين مؤيديها ومعارضيها لقيس القرطاس والقول المعروف والثابت في أصل الإنسان هو ما جاء به الإسلام وذكره القرآن بأن الله خلقه من نطفة في آيات يذكر العلقة والمضغة كما يذكر التكريم لهذا المخلوق قال سبحانه ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ (الإسراء: 70) وقال ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ﴾ (الإنسان: 2) وذكر سیدنا المصطفى ذلك وبين أن أصلنا من تراب وكلنا لآدم -عليه السلام- والنظرية العلمية الصافية في الموضوع تعرف بنظرية الخلق المستقل.
وبعد فالذي نرجو من المجلة الغراء الانتباه لمثل هذا الخطأ الفاحش وتلافي الموضوع بالاعتذار عما نشرة كي تبرأ ذمتها أمام الله قبل الناس وأن يعرف القائمون على التربية والإعلام والنشر أهمية ما يقولون وإنهم مسلمون فسيقفون عند حدود إسلامهم الحنيف وبالله التوفيق.
رحلات وزارة التربية في الربيع
جرت عادة وزارة التربية على أن تكرم بعض أبنائها المتفوقين بأن ترسلهم إلى بعض البلاد العربية والأجنبية وتنظم لهم برنامجًا حافلًا بالاطلاع على أوجه النشاط في البلاد المزارة وهذه عادة حسنة وطيبة تشكر عليها الوزارة لولا أنها لا تأخذ هذا الطابع الذي وصفناها به من أنها حسنة وطيبة لما يعوزها من الإشراف الحكيم والتنسيق المبرمج الفردي إلى كسب التلاميذ خبرات ومعلومات مفيدة عن طريق الزيارات والمحاضرات والنشاطات إذ- وللأسف الشديد- يوضع على هذه الرحلات مشرفين ليسوا أهلًا وليسوا أكفاء للقيام بحق الأمانة والرعاية والتوجيه فيطلق الحبل على الغارب ويتيه الجميع لرغباتهم الخاصة وبالطبع ينفلت التلاميذ وعدة المستقبل إلى ما لذ لهم من مغريات الحياة الكثيرة ودون إطالة في هذا الموضوع الحيوي الخطير من الأجدى والأجدر للوزارة أن تخطط لهذا الموضوع من حيث الإشراف والبرامج وحتى الاختيار من الطلبة وأن تسعى إلى السلوك الحميد من الأساتذة والطلاب لإضافة خبرات ناقصة لهم وأن لا تكون الرحلة مجرد لهو مطلق دون توجیه وإرشاد وأحكام في الرأي وإلا فإن مثل هذه الرحلات مصيرها القيم هي الفشل ولا أكثر من الفشل المعنوي قبل الخسارة المادية إذ الخسارة في الفشل الحقيقي وعلى الوزارة أولا الخوف من الله سبحانه وثانيًا لكونها تسعى إلى التربية أن تدقق في هذا الموضوع وتسعى إلى الصالح العام للجميع.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
