العنوان مساحة حرة (العدد 1836)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 24-يناير-2009
مشاهدات 10
نشر في العدد 1836
نشر في الصفحة 48
السبت 24-يناير-2009
«غزة» أرض الثبات والعزة والانتصار
يبلغ الخوف والذل في النفوس مبلغاً كبيرا، وذل النفس وهوانها يلقي بظلاله على ما يسطره القلم، ولقد أحسن الشاعر أبها إحسان في قوله تصويرا لهذه الحقيقة:
يُقْضَى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
أقول هذا وأنا أقرأ هذه الأيام أقوالا فجة رخوة باهتة، فإذا كان العالم وفي قارات الدنيا كلها وفي شتى البلدان والأديان يدينون العدوان الهمجي القذر على غزة ويعبرون وبقوة عن رفضهم واستنكارهم لذلك العدوان، ويتوعدون إسرائيل ومن يقف خلفها، ويدعون إلى نصرة المظلومين والمعتدى عليهم وهم سكان الأرض الفلسطينية وأهلها الشرعيون.. في غمرة تلك المشاعر جميعها ومعها مشاعر المسلمين في شتى البلدان وترقبهم النصر الله لعباده المجاهدين في سبيله وثقتهم في الله تعالى أنه سيحقق ذلك النصر، في غمرة ذلك كله نقرأ لكتاب عرب مسلمين عبارات التيئيس والتثبيط والتوهين، وهي عبارات تحمل أحكاما جازمة وأدلة قطعية» في نظر من يسوقها !!
يقول أحدهم وفي عنوان مقاله: «إن إسرائيل ستبتلع فلسطين كلها وستبتلع معها الفلسطينيين كلهم» وهكذا يأتي هذا المقال وكأنه منشور تلقيه طائرة إف ١٦ قادمة من تل أبيب ؟!
وقد نشر المقال في صحيفة عربية وسطرته أصابع كاتب مسلم، هكذا يكون تمجيد الكيان الصهيوني وهكذا يكون الإعجاب به وهكذا يكون فقد الثقة في المسلمين وسوء الظن بهم وقطع الأمل من انتصارهم !!.. فلماذا وصل الكاتب إلى هذه الحالة؟ وكيف جهل أو نسي حقائق كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..
إن تلك المقولة ساقطة تاريخاً وشرعاً وواقعاً، فأما سقوطها تاريخاً فإنه لم يُعرف في أي عصر أن استطاعت قوى الكفر مهما بلغت قوتها عدة وعتاداً أن تتغلب على أمة الحق وجيش الإيمان مهما بلغ من الضعف وتمحوه وتبتلعه على حد تعبير الكاتب (الكبير).. والقرآن الكريم يؤكد ذلك قبل أن يقع: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ ﴾(البقرة: ٢٤٩)... ولم يكن ذلك في عصر الرسول ﷺ فقط ولا في عصر خلفائه من بعده.
وأما سقوط ذلك شرعاً فإنه لا يجوز اعتقاد أن الكفر بمقدوره أن يقضي على الجهاد في سبيل الله. واليأس من روح الله مخل بالإيمان، وقادح في اليقين. قال الله تعالى: ﴿ ألا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُوا بإخراج الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّة أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينٌ﴾) التوبة).
وأما سقوط ذلك واقعاً فإننا نرى ونشهد أن أمريكا لم تستطع القضاء على المقاومة العراقية خلال سبع سنوات خلت، وقد جاءت بأقوى جيش وسلاح في العالم.. بل خسرت آلاف الجنود وبلايين الدولارات دون تحقيق أي هدف كانت ترجوه سوى القضاء على حاكم العراق السابق فقط، وذلك ما تم خلال أقل من شهر من العام الأول من الأعوام السبعة !!
أما فلسطين وغزة فإن أهلها منصورون بإذن الله تعالى، ولن يموت الجهاد في سبيل الله في فلسطين.. وصوت الحق يعلو في كتاب الله تعالى: ﴿قَاتَلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بأيديكم ويُخزهمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْم مُؤمنين (14) ﴾(التوبة).
وهل تستطيع قوة في الأرض أن تقضي على أمة الحق وخلفها ملايين المؤيدين في الضفة الغربية وكل فلسطين وفي أنحاء العالم ونحن نرى المظاهرات التي اشترك فيها الملايين في كل دول العالم وكلهم يبدي استعداده لنصرة أهل غزة.
إن وعد الله متحقق ولكن قد يسبقه امتحان وابتلاء وتضحية وشهداء والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
عبد العزيز صالح العسكر
انكشف القناع
انكشف القناع وباع الأمة من باع وحكم أكثر أقطارها المتآمرون، وظلموا فأظلموا وثلموا فأكلموا ...
مشكلة الأمة تكمن في ولاة مفاتيح قرارها، مما يعقد على الباحث والمفكر البسيط والصحفي النشيط تفكيك وتحليل واقعهم النفسي الإنساني ومذهبهم السياسي، ناهيك عن عقيدتهم الدينية وملتهم المنتحلة، التي قد تبدو مهلهلة وبعيدة كل البعد عن المفهوم
الديني عامة والإسلامي خاصة. فمرة قد ينسبون أنفسهم إلى الأمة الإسلامية، لكن تاريخها ومبادئ دينها يرفضهم بتاتاً وجملة وتفصيلاً، بل قد لا يجدون لهم فيها موقعا مستوحى من الواقع، سواء في عهد الرسول ﷺ أو الخلفاء الراشدين، أو الأمويين، أو العباسيين، كما أنهم لا صلة لهم من قريب أو بعيد بذكاء «الرشيد» وحزم «المعتصم» ولا بصلاح الدين الأيوبي، ولا بالملك قطر، ولا بالظاهر بيبرس في قهر الصليبيين والتتار والمغول .. والقائمة تطول ....
ومرة قد يزعمون انتماءهم القومي للأمة العربية، والعرب منهم براء، يكذبهم التاريخ والأخلاق الموروثة، ومبادئ المقاومة على رأسها : انصر أخاك ظالما أو مظلوما، بحيث قد يختلف العربي مع أخيه ويقتتل المبادئ وتقاليد ثابتة ومحترمة عند الجميع، ولكنه لا يرضى بالأجنبي لأن يذله أو يطأ أرضه بالمجان وعلى حساب العرض والعشيرة، وإلا صار يضرب به المثل على نمط «أبي رغال».
إذا كان هؤلاء لا تنطبق عليهم مواقف الحكام المسلمين، ولا مبادئهم، ولا هم من فصيلة العرب المتضامنين وواقعهم التاريخي والسلوكي بالفطرة والسليقة، فأين سيتموقعون كانتماء ومعبر سليم لاستحقاق الحكم على شعوب هذه الأمة المجيدة بعقيدتها وتاريخها العريق سواء سميناها إسلامية أو عربية !
د. محمد بنيعيش - جامعة القرويين - المغرب
أين جيوشكم وبترولكم؟
أين نخوتكم وعروبتكم ؟ أين عزتكم وكرامتكم؟ أين أمجادكم وأجدادكم ؟ أين جيوشكم وشجاعتكم ؟ العالم يشاهد قصف «غزة» كما شاهد قصف «العراق»، و«أفغانستان»، و«البوسنة» و«الشيشان».
كأنها مباريات كرة قدم لتصفية نهائيات كأس العالم، حيث المشاهدة والمتعة والترويح عن النفس عند البعض.
بالفعل هذا ما تبدى من خلال تواطؤ بعض الأنظمة العربية وحصارها لـ«غزة» وتطبيعها مع الكيان الصهيوني الإجرامي. بالإضافة إلى سكوت العالم الإسلامي على ما يحدث.. فما قيمة مليار ونصف المليار مسلم ؟
ما قيمة الجيوش العربية المرتاحة في الثكنات، والنساء تصرخ في الميدان من شدة هول الجثث والفتك وتناثر أشلاء الجثث بالصواريخ الصهيونية ؟
ما قيمة البترول ودولارات السياحة والاستثمارات إذا لم تستثمر في الشدائد ؟! وأي شدة أكثر من شدة الحرب على «غزة» حيث وصل عدد الشهداء إلى ألف شهيد وأكثر من 4 آلاف جريح ؟
ما قيمة هؤلاء إذا لم يوقفوا المجازر الصهيونية في حق الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والحرث والنسل ؟
الشعب الصهيوني، عصابة عسكرية كلها خاضعة للتجنيد الإجباري ومدربة على حمل السلاح والقتال، تبدو في زي مدني وعند الحرب تدعى إلى الاحتياط للقتال، كما ظهر في الهجوم على «غزة».
بينما الشعوب الإسلامية العربية محاصرة ومنشغلة في قوتها اليومي، كادحة في الفقر والجوع ومصاريف الماء والكهرباء ناهيك عن قتلها بالتدخين والشيشة والأمية....
أمة مريضة كيف تقاوم جيشاً جراراً ؟ جيشا عسكريا إجراميا ؟
ورغم ذلك لم يختف من هذه الأمة أحرار وأبطال مقاومون للاحتلال والاستعمار الأمر الذي تجلى في فلسطين من طرف المقاومة بغزة رمز العزة.. أبانت المقاومة عن قوتها وتماسكها وأهميتها لإعطاء ضرية قاسية للعدو الصهيوني، وقصم ظهره، وغرس ثقافة المقاومة في الشعوب العربية التي يراد لها الاستسلام ومد الأعناق السكاكين الجزار الصهيوني، وهذا هو الذي يحلمون بتحقيقه من خلال مفاوضات السلام.
فالعكس هو المطلوب، والمعروف عن الأمة الإسلامية أنها صاحبة رسالة تدعو إلى التغيير والخلافة وعمارة الأرض بالخير والعدل والأمن والسلم ..
عبد السلام جحري المغرب
أوردغان.. أعجبني هذا الرجل
ما كان الموقف التركي المشرف الذي عبر عنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالأمر اليسير والهين؛ لأن كلمة الحق غدت في هذا العالم الظالم من أكبر الكبائر، إن لم تكن من الكفر البواح الذي قد يخرج من الملة وأي ملة !
لم يقل «أردوغان» إلا الحقيقة، ولم يصف المجازر الصهيونية، إلا بما يهليه عليه ضميره ودينه وإنسانيته، ولم يصرح بالغدر اليهودي إلا بعد أن لمسه وعاينه، ولم ينصف المساكين من أهل غزة إلا بعد أن رأى بأم عينه أشلاء الأطفال والنساء والعجائز هنا وهناك.
يظن البعض أن قول كلمة الحق صعب وهذا صحيح، ولكن من يقول كلمة الحق يستحق الشكر والتقدير، وهو عند الله مجاهد، بل عمله هذا من أعظم الجهاد كما قال عليه الصلاة والسلام: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر»، و«أردوغان» قال كلمة الحق ليس عند سلطان جائر بل في عالم ظالم وجائر تحكمه الأجندة اليهودية، عالم لا يرى إلا كما يرى «أولمرت» و«اليفني» ومن لف لفهم.
في هذا الزمن المتردي لا يقول كلمة الحق إلا رجل وأيها رجل !! رجل يستحق الإعجاب والثناء، وحسبي برئيس الوزراء التركي أنه رجل، وأن الشعب الذي يتكلم نيابة عنه رجال، فهاهم يجوبون المدن التركية كافة بالملايين يصدعون بكلمة الحق ويعبرون عن سخطهم واستيائهم من هذا الظلم الممنهج على أهل الحق والحرية والكرامة...
التحية والتقدير للشعب التركي الذي عبر عن أصالته بالمسيرات المليونية والتحية الكبيرة لحكومته التي قالت كلمة الحق بالرغم من الحمل الثقيل الذي ورثته ممن سبقها بالنسبة للعلاقات المتميزة مع العدو الصهيوني، تحية لكل - من جاهر بقول الحق في هذا العالم
«الرويبضي» المتهالك ..
خليل الصمادي الرياض
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
حقائق سياسية للجيل المسلم حول الفخ الجديد الذي يعد لنا..!؟
نشر في العدد 423
17
الثلاثاء 12-ديسمبر-1978